.:. كلمة الإفتتاح
ألقى كلمة الإفتتاح المنسق العام للمؤتمر ومدير ممثلية المرجع المدرسي سماحة السيد محمود الموسوي، مرحباً بالحضور، ثم بيّن أن هذا المؤتمر هو الكلمة السواء وهو الأرضية التي منها ننطلق للتقدم في عملية التداول القرآني لنرسم هويتنا الحضارية وإن تداولنا القرآني هذا ليس تداولاً حول القرآن فإننا لا نشكك في مقدرة القرآن حول العطاء، وقد تجاوزنا تلك المرحلة عبر الإيمان والتسليم ببصائر القرآن الكريم لننطلق من إيماننا وتسليمنا لقدرة القرآن الكريم التي يخرج بها الناس من الظلممات إلى النور في كافة مجالات الحياة وأن هذا التداول القرآني هو تداول لآيات القرآن الكريم ودلالاتها.
وتحدّث الموسوي حول موضوع المؤتمر الذي يعتبر من الموضوعات الحساسة وهو موضوع (النظام السياسي الإسلامي في التصور القرآني) كمعجزة من معجزات القرآن العديدة ليس في تقدم طرحه وحسب، بل في أصل احتواء القرآن الكريم على النظام السياسي، فالقرآن الكريم قد سرد لنا مبادئ السياسة وبين لنا ضرورة رفض الظلم ونصرة الحق في الواقع.
وفي ختام كلمته، قدّم الشكر للمشاركين والعاملين والداعمين والحضور، وبلّغهم سلامات ودعوات سماحة المرجع المدرّسي من مدينة جده الإمام الحسين عليه السلام كربلاء المقدّسة.
* النظام السياسي وضرورة التأصيل القرآني
سماحة الشيخ محمد علي المحفوظ (الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي).
في عصر طغت عليه الفتن والصراعات والنزاعات لا بد من التواصل مع القرآن لما له من دور محوري في صياغة نظام حياتنا وترشيد قضايانا باتجاه الأفضل والأصلح والأقوم. بهذه الكلمات بدأ سماحة العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ كلمته مستطرداً بأن القرآن يمثل ثقافة الحياة بكل ما للكلمة من معنى فتحمل آياته حيوية لا نظير لها في أي تنظيرات فكرية ونظريات وضعية على الصعيد المعنوي والمادي والأخلاقي و التربوي والسياسي والاجتماعي.
وأردف سماحته قائلاً بأننا مدعون للانفتاح على ثقافة القرآن الكريم والعمل بتوجهاته والسير في ركبه وأن القرآن الكريم يحتاجه الفرد على صعيد واحد ويحتاجه المجتمع على صعيد المجموع بعيداً عن التمحور حول الذات والانغلاق على النفس في قبال الآخرين ووضع القرآن الكريم أرضية لبناء النظام الإجتماعي السياسي بطريقة راقية وسامية.
وسرد سماحته عدد من الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة ببناء النظم الإجتماعية السياسية في ضوء القرآن الكريم وعلاقة الحاكم بالمحكوم.
واختتم سماحته حديثه بالدعوة إلى الإنفتاح على المعاني الكبيرة والعناوين العظيمة التي تحملها آيات القرآن الكريم.
_.:._ الورقة الأولى:
(النظام السياسي الإسلامي بين التصور القرآني والتصور الوضعي)
لسماحة الشيخ سعيد النوري (قيادي في تيار الوفاء)
بدأ سماحته بتحية الحضور الكريم وتقديم الشكر الجزيل إلى ممثلية المرجع المدرسي على إقامة هذا المؤتمر القيم والدعوة المشكورة، ثم بدأ باستعراض محاور بحثه التي لخصها في أربعة محاور رئيسية هي:
المحور الأول : النظام السياسي الداخلي في القرآن الكريم.
المحور الثاني :النظام السياسي الخارجي.
المحور الثالث :مميزات النظام السياسي الإسلامي.
المحور الرابع :مميزات النظام السياسي الوضعي.
بعدها ناقش الشيخ النوري المحاور الأربعة تفصيلياً فقال: إن النظام السياسي الإسلامي يقوم على بعدين رئيسيين، فالبعد الأول يرتبط بشبكة العلاقات السياسية في داخل المجتمع الإسلامي ، والبعد الثاني هو النظام السياسي الخارجي في القرآن الكريم وهو يرتبط بشبكة العلاقات الخارجية بين المجتمع الإسلامي والمجتمعات الأخرى.
المحور الأول: النظام السياسي الداخلي في القرآن الكريم.
إن الكريم يؤصل لوجود أهداف كبرى تبتغي المسيرة الإنسانية تحقيقها وهناك أربع أهداف رئيسية يختزلها مفهوم الخلافة والأمانة وهي:
1- التزكية والتربية.
2- العلم وصياغة العقل والحكمة.
3- إقامة القسط والحياة العادلة.
4- تأسيس الوحدة والترابط الإجتماعي.
ثم بين أن هناك في السياسة نوعان من النظام الإجتماعي السياسي وهما النظام الإستبدادي وهو أن تكون هناك قيادة سياسية اجتماعية لها حقوق مطلقة على المجتمع وهناك مسؤوليات مطلقة للمجتمع اتجاهها لكن في المقابل هذه القيادة ليس عليها أي مسؤوليات تجاه المجتمع وليس للمجتمع أي حقوق لديها بمعنى أنها آحادية ولكن هناك أيضاً والكلام للشيخ سعيد النوري ان هناك نوع آخر من النظام الإجتماعي السياسي وهو النظام الثنائي الحقوقي وهو أن النظام الإجتماعي السياسي يقوم على سياسة لها حقوق على قاعدتها إلا انها أيضا عليها مسؤوليات اتجاه قاعدتها والقاعدة الجماهيرية أيضا لها حقوق ومسؤوليات على قاعدتها وهذا النوع من النظام هو الذي بينه لنا القرآن الكريم فالنظام الإجتماعي السياسي الإسلامي ينتمي إلى أنظمة ثنائية متبادلة الحقوق بعكس النظم الإستبدادية وهذه هي النقطة الجوهرية في محور بحثنا.
ولذلك القرآن الكريم وفيما يرتبط بالرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ذكر القرآن الكريم مجموعة من الحقوق لرسولنا الأكرم باعتباره النموذج الأرقى للقيادة الإنسانية للمجتمع وفي المقابل ذكر مجموعة من الحقوق للأمة على رسول الله فأسس القرآن الكريم نظاما سياسيا اجتماعيا متبادل الحقوق والواجبات بين القيادة والقاعدة يهدف إقامة التزكية والحكمة والعدل والوحدة وسرد سماحة الشيخ النوري نماذج من الحقوق للقيادة ونماذج من حقوق أفراد المجتمع الإسلامي على القيادة.
المحور الثاني: النظام السياسي الخارجي.
انتقل سماحته للحديث حول المحور الثاني بقوله ان القرآن الكريم أصل مجموعة من المبادئ فيما يرتبط بالدور العالمي والإنساني للأمة الإسلامية وعلاقتها بالأمم الأخرى ومنها :
1.تجسيد المعروف ومكافحة المنكر عالمياً
2.تجسيد العدل والقسط مع المختلفين دينياً وغير المعتدين
3.المقاومة والحزم مع المعتدين والمستكبرين
4.احترام المواثيق والأعراف الدولية
المحور الثالث: مميزات النظام السياسي الإسلامي
وهي:
1- الجذور التوحيدية والأخلاقية.
2- الشمولية الإنسانية.
3- تبادلية الحقوق بين القيادة والجمهور.
4- المزاوجة بين الولاية والشورى.
5- التوازن بين الداخلي والعالمي.
6- التوازن بين الأخلاق والحزم.
المحور الرابع: مميزات النظام السياسي الوضعي
وهي:
1.انقطاع الجذور العقدية
2.انقطاع الرؤية الأخلاقية
3.سيادة قيم المصلحة واللذة المادية
4.شعارات الحقوق والحرية المادية
5.أهمية التطوير المادي
6.سيادة قيم الظلم والإعتداء والإفساد
_.:._ الورقة الثانية:
(مبادئ الدولة من وجهة النظر القرآنية)
لسماحة الشيخ عبد الغني عباس (من علماء السعودية، أستاذ في الحوزة العلمية والمشرف على مؤسسة القرآن نور).
بدأ سماحته بالثناء والشكر لممثلية المرجع المدرسي على استمرارية هذا المؤتمر لعامه الرابع وحساسية المواضيع التي طرحها واهميتها للمجتمع والباحثين.
واستعرض سماحته بحثه بتوطئة حول تعدد التفاسير وإشكالية التفسير في عصرنا الراهن، حول مصطلح جديد ظهر وهو مصطلح التفسير الموضوعي وهو أن يقوم المفسر بجمع معلومات مختلفة في المكان والزمان ولكنها متحدة في الموضوع، ويجمعها قاسم مشترك، موضحاً بأن فائدة التفسير الموضوعي أن الصورة فيه تكون أكثر تكاملية، وحاجتنا إلى التفسير الموضوعي تتلخص في سببين وهما أولاً: تبيان الصورة المتكاملة لأي موضوع من المواضيع التي نرتئي نقاشها واستشفاف الرؤية القرآنية بها. ولسبب الثاني هو: أن القرآن قادر على التفاعل مع زماننا وواقعنا.
وبعد أن استعرض سماحة الشيخ فاتحة ورقته دخل الشيخ عبدالغني في صلب الموضوع وهو الدولة في القرآن الكريم فقال سماحته: بأننا اذا أردنا أن نتعرف عن مفهوم الدولة في القرآن الكريم فإننا لا نجد حديثا تفصيلياً حول هذا المفهوم، فربما لم يأت مفهوم الدولة في القرآن بالمعنى السياسي وإنما جاء بالمعنى الإقتصادي، فآية الدولة نزلت فيما يتعلق بتداول المال بين الأثرياء وليس بشأن السلطة بين المهتمين بالشأن السياسي، فقد لا يكون هناك حديث تفصيلي حول مفهوم الدولة في القرآن، ولكن هناك تفصيل إجمالي حول هذا المفهوم وهذا ما ينبغي لنا أن نغوص في عمقه.
وطرح سماحته بعض الإستفسارات وهي هل أن هناك حصرية لشكل الدولة في القرآن الكريم؟ مع التنبه ان هناك شكلان للدولة وهما الدولة الشرعية بوجود النبي أو الإمام، والدولة غير الشرعية وهي عكس الأمر الأول وإن لم توجد فماذا ينبغي أن نفعل آنئذ؟
حينئذ والكلام للشيخ عبدالغني عباس ينبغي لنا أن نبحث ونتصيد عن مبادئ ووظائف وشكل الدولة في القرآن الكريم كمحاولة من أجل تصيد المبادئ التي ترتكز عليها الدولة ووظائفها وطريقة تعاملها مع الشعب، يمكن لنا أن نأخذ الآيات القرآنية التي جمعت بين النبي كليم الله موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، وبين فرعون، فلو تمكن من جمع هذه الآيات التي ترتبط في سياق واحد وهو مفهوم الدولة، فالقرآن الكريم يحدثنا تحديداً عن فرعون سواء في حواراته مع بني إسرائيل أو مع كليم الله موسى وذكر سماحته بعض النقاط الرئيسية التي دارت حولها هذه الآيات مع تفصيل كل نقطة وشرحها للحضور الكريم والتي يمكن لنا أن نتصيد منها مفهوم الدولة وهي:
1.المركزية والربوبية والدكتاتورية.
2.الشورى في النظام السياسي.
3. الإعلام عند فرعون.
4. حصرية التوجيه الثقافي.
وختم سماحته حديثه بالقول بأن هذا البحث يحتاج على تتمة في محاولة التصيد للكثير فيما بين حوارات فرعون وموسى وفرعون مع بني إسرائيل حتى نتوصل بالنتيجة إلى المبادئ العامة للدولة ولكن من وجهة نظر قرآنية منطلقين في ذلك من الآيات التي تتحدث بني إسرائيل.
قدم سماحة السيد جعفر العلوي (رئيس جمعية الرسالة الإسلامية) مداخلة حول موضوع النظام السياسي الإسلامي بين التصور القرآني والتصور الوضعي، وهو أن النظام الوضعي بما هو موجود الآن وبما هو أيضا مؤصل في القرآن الكريم، هو على مستويات وليس على شكل واحد، فالأطر العامة للنظام السيئ لا يرتقى للمستوى الراقي القرآني.
صور الليلة الأولى
المنسق العام للمؤتمر السيد محمود الموسوي
العلامة المحفوظ يلقي كلمته

المشاركون
من اليمين: الشيخ عبد الغني عباس، والمقدم الإستاذ السفسيف، والشيخ النوري
سماحة الشيخ عبد الغني عباس
جانب من الحضور
مداخلة السيد جعفر العلوي
