السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

16 نوفمبر 2008

مقال جديد للعلامة النمر: (الأنتخابات الأمريكية دلالات وآفاق (1-4) )_ساتكمالاً مما مضى من مقالات العلامة النمر_ساهموا بنشرها معكم

الأنتخابات الأمريكية دلالات وآفاق (1-4)

الشيخ نمر باقر النمر * - 16 / 11 / 2008م - 10:52 م
بسم الله الرحمن الرحيم


الأنتخابات الأمريكية دلالات وآفاق (1-4)
إن روح الرفض للظلم والإهانة والذل والعبودية التي أولدت أشهر "لا" في التاريخ الأمريكي هي إحدى أسرار نتائج الإنتخابات الأمريكية اليوم، فما هي الأسرار؟

وما هي قصة الـ "لا" التي غيرت التاريخ الأمريكي من جذوره؟


وأوصلت باراك حسين أوباما - صاحب البشرة السوداء، وابن الأب الأفريقي الكِيني الزنجي المسلم - إلى سدة الرئاسة، والبيت الأبيض؛ ليكون في 20 يناير 2009م حاكماً على الغالبية البيضاء - في مجتمع ما زال مغرقاً بالعنصرية، وأفضلية الإنسان الأبيض على الإنسان الأسود - وبالتالي يحكم العالم عبر حكم أمريكا، وما زالت هذه الـ "لا" تغير عالم اليوم.



متى بدأت أمريكا العنصرية؟


حينما اكتشف الرجل الأوربي الأبيض أمريكا قبل خمسة قرون أي في القرن الخامس عشر الميلادي؛ قام بجريمته الأولى فيها: وهي احتلالها، ونهب خيراتها، وتهميش سكانها الأصليين -الهنود الحمر-.

وبعد مضي نصف قرن من الإكتشاف والإحتلال والنهب؛ قام بجريمة أخرى، حيث قام باختطاف وأسر الأفارقة من الرجال والنساء من قارة أفريقيا؛ وقام بترحيلهم عنوة وقسراً إلى أمريكا واتخاذهم سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسين للإستعباد والرق، وتاريخياً ارتبطت كلمة أسود بكلمة عبودية في الولايات المتحدة، وجاءت نشأة المجتمع والدولة في الولايات المتحدة على عدة أسس من أهمها ضرورة جلب عبيد بأعداد كبيرة من القارة الأفريقية للعمل في الأراضي الشاسعة، ولم يمنع ويتوقف استيراد العبيد من أفريقيا إلا عام 1806م، فعاش الأفارقة ثلاث مائة عام يرزحون تحت نير العبودية للأمريكي الأبيض، وكابد الأفريقي الأسود أشد وأقسى ألوان الذل والخزي والوحشية والعذاب والتمييز العنصري الذي جعل الأبيض المتوحش في أعلى القمة الإنسانية، وجعل الأسود في الحضيض وأقل مستوى من الحيوانات مما جعل الأفريقي الأسود يتمنى لو خُلِق كلباً أو قطاً أو خنزيراً؛ لكي يحظى برعاية وعطف السيد الأبيض، واستمر هذا الوضع الغابي الوحشي ثلاث مائة عام؛ وكانت هناك الصرخات القليلة جداً - لأن الغالبية العظمى محبطة وقانطة وآيسة يعشعش فيها الضعف والعجز والقنوط من القدرة على التغيير - التي تنطلق بين فترة وأخرى لتستنكر، أو ترفض، أو تتمرد؛ على هذا الواقع الوحشي، وتَطَلَّبَ الأمر حرباً أهلية ضروساً بدأت شرارتها عام 1860م للتغلب على تراث العبودية في الولايات المتحدة.

حتى أكتمل دوي هذه الصراخات الأبية الكريمة، فأصدر الرئيس الأمريكي إبراهام لانكولن في عام 1865م قراره التاريخي بإلغاء قانون العبودية الذي جثم على صدر الأفريقي الأمريكي الأسود ثلاث مائة عام؛ فتحرر الأفريقي الأسود من عبودية الواحد الأبيض؛ ولكنه بقي تحت استعباد مغلف بقوانين وأعراف وتقاليد وعادات الأوربي الأبيض، واستمر هذا الإستعباد الجديد مائة عام من القهر، والتفقير، والتجهيل، والتهميش، والعزل، والتمييز، والفصل العنصري؛ وبمستوى أدنى من الكلاب والقطط والخنازير؛ ولكن أصوات الأباة لم تنخفض فكانت هناك القيادات الأبية، والتنظيمات الفتية، والمظاهرات الإحتجاجية، والإعتصامات المتكررة، والإضرابات المتعددة، والمقاطعات المستمرة التي واجهتها الحكومة الأمريكية للبيض بأبشع الوسائل وأخبثها؛ فقامت بإغتيال المئات من القيادات الأبية؛ فضلاً عن عشرات الآلاف من القتلى، والأفضع من ذلك كله مواجهة الأطفال الأبرياء؛ المتعطشون للكرامة والحرية بالكلاب البوليسية التي غرزت أنيابها تنهش من لحومهم؛ ظناً منها أن القمع والقتل والبطش سيخرس ألسنة الأحرار، الذين أجبروا المشرع الأبيض في منتصف الخمسينات من القرن الماضي على إلغاء قوانين مائة عام من التمييز والفصل العنصري.

وهكذا بدأ العد التنازلي للتمييز والفصل العنصري، والعد التصاعدي لنيل السود حقوقهم، ولكن التطبيق الكامل ما زال بحاجة إلى إرادة جدية من الحكومة التنفيذية لإلغاء كل أشكال التمييز وإن قطعت مشواراً كبيراً من الناحية التشريعية والقانونية، لكن الفوارق لا تزال قائمة، وما زالت هناك مظاهر مختلفة من التفرقة غير القانونية تتجسد في عدم الاندماج الكامل للسود بنسبٍ تعكس نسبتهم وكفاءتهم في الحياة العامة في أمريكا.

وهي تفرقة بمفعول ثقافي جاهلي سابق من خمسة قرون مضت، وما زال جاثماً، ولذلك لا يصح القول أن الأمريكي الأسود قد نال كل الحقوق .. وإن ارتقت وقفزت إلى مرتبة عالية عندما وقَّعت الحكومة الأمريكية في عام 1994م على معاهدة الأمم المتحدة بمحاربة كافة أشكال التمييز والاضطهاد بسبب العرق، أو اللون، أو الموطن الأصلي؛ وتحسنت ظروف معيشة السود بشكل عام، ووصلت اليوم إلى أعلى مراتبها وبلغت الذروة بانتخاب أوباما رئيساً لأمريكا، وودعت التتمييز والفصل العنصري إلى الأبد.

إن لنتائج الإنتخابات الأمريكية التي أوصلت أوباما الأسود للبيت الأبيض دلالات جذرية وعميقة، فكرية، وسياسية، وقانونية، وإنسانية في أمريكا والعالم؛ كما لها آفاق كذلك.

إن انتخاب باراك حسين أوباما رئيساً لأمريكا التي تتصف بامتياز بالتمييز العنصري، وبرسوخ عقيدة تفوق العنصر الأبيض وأفضليته على الأسود؛ ليس حدثاً عابراً، أو حدثاً روتينياً لا أثر له يُعْتَدُّ به؛ بل هو حدث له دلالات عميقة تدل على تحولات جذرية وعميقة كبرى في التفكير السياسي الأمريكي الذي يقود التنظير والتعاطي، والتطبيق السياسي البشري اليوم مما سينعكس على مستوى التفكير، والتعاطي، والتطبيق السياسي العالمي، وسيؤدي إلى فتح واكتشاف آفاق سياسية متعددة ستحدث تغييراً جذرياً وعميقاً، وتحولاً كذلك؛ إلى درجة التضاد لكثير من النظريات السياسية السائدة، والأنماط السياسية المتبعة في العالم، وبالخصوص عالمنا الإسلامي المثقل بنظريات وأنماط سياسية نسجتها الأهواء والمصالح، وفرضها الجهل والخوف والترهيب، وتعاون على إثمها وعدوانها الإحتلال والإستبداد، وألبسوها كذباً وزوراً لباس الدين؛ وجعلوه مطية لأهوائهم ونزواتهم، والدين منها ومنهم بُراء كبراءة الذئب من دم يوسف.

إن انتخاب أوباما لرئاسة البيت الأبيض وحكم أمريكا ما كان ليكون لولا اجتماع عوامل متعددة أبرزها:-

أولاً: تاريخ متراكم من النضال ومقاومة التمييز العنصري الذي قدم القرابين من خيرة قياداته.

إن معرفة التاريخ ستجلي الكثير من حقائق الحاضر؛ لأن الكثير من الحاضر ما هو إلا نتاج تراكم الماضي، ولا يمكن فهم الحاضر بشكل صحيح ما لم نتعرف على الماضي؛ وبالخصوص معرفة القيادات التي ساهمت في صنع وتكوين الحاضر الأمريكي، وتشكيل عقليته في موضوع إلغاء نظام الفصل والتمييز العنصري؛ ومن أشهر هؤلاء القادة:

1/ روزا لويس ماكولي: صاحبة أشهر "لا" في التاريخ الأمريكي: "لا" للقوانين العنصرية، "لا" للخنوع، "لا" للإستسلام، "لا" للعبودية، "لا" للظلم، "لا" للإحجاف، "لا" للأمر الواقع.

تقول روزا في سيرتها الذاتية: «عندما شاهدني الرجل الأبيض جالسة، سألني ما إذا كنتُ سأتخلى عن مقعدي.

فقلت له: لا.

فقال الرجل: إذا لم تتركي المقعد سأطلب الشرطة للقبض عليك.

فقلت له: فلتفعل ذلك».

فكانت (لا) التي نطقتْها روزا لرفض التخلي عن مقعدها أشهر "لا" في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، عاصية بذلك أوامر سائق الباص، وأعلنت الاحتجاج، وتمردت على قوانين الفصل العنصري والمعروفة بقوانين (جيم كرو) العنصرية، فقام السائق باستدعاء رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليها بتهمة مخالفة القانون، وقاموا بضربها ورميها خارج الحافلة، وتم اعتقالها وتغريمها 14 دولاراً نتيجة موقفها الرافض؛ وقد أدى اعتقالها إلى انطلاق حركة مقاطعة الحافلات التي استمرت (381 يوماً) من الإضراب عن ركوب الحافلات، فرضخت السلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية وألغت قوانين الفصل العنصري في الحافلات.

2/ مارتن لوثر: صاحب مقولة وثقافة وعمل:

-"لا يمكن أن نكون راضون أبداً ولن نكون راضين حتّى تهبط العدالة مثل المياه وتكون الاستقامة مثل السيل العظيم".

-"لا وقت لدينا للمشاركة الباردة، ولم تعد تسعفنا الأدوية المهدئة بطيئة المفعول..".

-"لقد حان الوقت لنرتفع من عزلة الوادي المظلم المهجور إلى طريق العدالة المشمس.. ".

-"سيكون خطأً قاتلاً للدولة إن أغفلت الظروف الصعبة التي يعيشها الزنجي، واستهانت بإصراره على نيل حقوقه..".

-"لن يمر هذا الصيف الحار على الزنجي الساخط حتى يصل إلى خريف نشط بالحرية والمساواة..".

-"وسيباغَتُ أولئك الذين يعتقدون أن ما يجري إنما هو تنفيس عن غضب يمارسه الزنوج وأنهم سيعودون لممارسة أعمالهم المعتادة غدا..".

-"ولن ينعم الوطن بالهدوء حتى يحصل الزنجي على كل حقوقه الوطنية..".

-"وستستمرّ رياح الثورة في هز أسس الدولة حتّى اليوم الذي تتحقق فيه العدالة للجميع ..".



3/ مالكوم إكس: وهو من أبرز الشخصيات الأمريكية المسلمة في منتصف القرن الماضي، وهو "أشد السود غضباً في أمريكا" وكان ينادي بالحقوق الإنسانية قبل الحقوق المدنية للإنسان الأسود، وصاحب مقولة وثقافة وعمل:

-"لقد تعلمت باكراً أن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج إذا أراد أن يحصل على شيء".

-"على الوطنية أن لا تعمي عيوننا من رؤية الحقيقة".

-"فالخطأ خطأ بغض النظر عن من صنعه أو فعله".

-"لا أحد يمكن أن يعطيك الحرية ولا أحد يمكن أن يعطيك المساواة والعدل، إذا كنت رجلاً فقم بتحقيق ذلك لنفسك".

-"لا تستطيع فصل السلام عن الحرية، فلا يمكن لأحد أن ينعم بالسلام ما لم يكن حراً ".

-"نريد الحرية، العدل، المساواة".

وسأتحدث عن دور هذه الشخصيات الثلاث في حركة التغيير والإصلاح في أمريكا، ووصول أوباما للبيت الأبيض في الأيام القادمة إنشاء الله تعالى.



ثانياً: الواقع السياسي والعسكري والإقتصادي والإجتماعي لأمريكا والعالم:

إن تعافي روسيا وريثة الإتحاد السوفيتي سابقاً من علتها، ونهوضها بعد كبوتها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وانفتاح شهيتها لتشييد عرش ماضيها؛ يدق جرس الإنذار من أجل الإصلاح الجذري، والتغيير الشامل، والتجديد الرشيد.

وهكذا تنامي وتطور وتقدم الصين عسكرياً واقتصادياً بشكل هادئ وسريع، وتغلغلها في السوق العالمية، وانتشارها واتساع نفوذها في أفريقيا والعالم، وزيادة الطلب عالمياً على منتجاتها بما فيها الداخل الأمريكي.

وكذلك بروز قوى اقتصادية وعسكرية وسياسية وأعدت لمجموعة من الدول المستقلة عن القرار الغربي والشرقي كإيران والهند؛ أو في طريقها لذلك كأندونيسيا وماليزيا.

وانحطاط السمعة الأمريكية وصورتها دولياً في العالم بما فيه أوربا فضلاً عن العالم الإسلامي؛ حيث الصورة الوحشية للسياسة الأمريكية وعسكريتها، بل حتى عند العقلاء والنخبة الأمريكية وشريحة كبيرة من عموم الشعب.

والتورم السرطاني للأزمة الكبرى وهي الهوة الإقتصادية الشاسعة والعميقة بين طبقات المجتمع الأمريكي التي تزداد اتساعاً، وتهدد الإستقرار والأمن الأمريكي ووحدته.

ففي مقابل تنامي وزيادة الدخل القومي الذي بلغ 15 ترليوناً - 15 ألف مليار - دولار هذا العام يستحوذ أقل من 20 % من الأثرياء الجشعين على أكثر من 80 % بالمائة من الدخل القومي، ولا ينتاب أكثر من 80 % من الشعب إلا أقل من 20 % من الدخل القومي.

وجاء في كتاب موجز الإقتصاد الأمريكي المعد لحساب وزارة الخارجية الأمريكية في صفحة 17؛ "لكن من الواضح في أي حال أن النظام الإقتصادي الأمريكي لا يوزع فوائده بصورة عادلة، فاستناداً لمعهد السياسة الإقتصادية - وهو منظمة أبحاث مركزها واشنطن - كانت حصة خمس العائلات الأكثر ثراء في أمريكا 74,2 % من الدخل القومي في عام 1997م بينما حصل خمس العائلات الأكثر فقراً على نسبة 4,2 % فقط من هذا الدخل، وكانت حصة 40 % من العائلات الأكثر فقراً نسبة 14 % لا غير من الدخل القومي ".

ويعيش أكثر من 30 % من السود تحت خط الفقر، وتبلغ هذه النسبة 15 % على المستوي القومي الأمريكي، وتحدد الحكومة الفدرالية الحد الأدنى للدخل بحيث يكفي للقيام بأود عائلة مكونة من أربعة أشخاص على 18,400 $ سنوياً أي 4,600 $، لكل فرد فكل عائلة يقلُّ دخلها السنوي عن 18,400 $، تعيش تحت خط الفقر؛ مع العلم أن متوسط الدخل السنوي للفرد الواحد 45,000 $ وللعائلة المكونة من أربعة أشخاص 180,000$ كما أن تزايد السكان السود 50 مليون حالياً، وتناقص البيض 250 مليون حالياً مما سيؤدي إلى قلب المعادلة؛ ولو بعد 100 عام حيث ستتحول الأقلية السوداء أكثر من 17 % حالياً، ولا يوجد لها من يمثلها بمجلس الشيوخ من السود إلا عضو واحد وهو باراك حسين أوباما عن ولاية إلينوى - وتقدر ثروته بـ أكثر من 50 مليون دولار - من بين 100 عضو أي بنسبة 1 % من الأعضاء، ويمثل السود في مجلس النواب 42 عضواً من بين 435 أي بنسبة 9.6 % من الأعضاء.

إن هذه الأقلية ستتحول إلى أكثرية أي إلى أكثر من 50 % مستقبلاً، فضلاً عن الأقليات الأخرى من عرب ومسلمي ولا تينيين؛ مما سيضعف سلطة الأبيض العنصري المتسلط.

ثالثاً: المخابرات الأمريكية التي افتعلت الأزمة الإقتصادية لتعبيد الطريق لفوز أوباما؛ بدء بأزمة الرهن العقاري، وختاماً بالمصارف؛ تطبيقاً لنظرية التدمير الخلاق؛ وذلك لتقليص الهوة المتسعة والمنفرجة بين الأغنياء الجشعين والفقراء المعدومين.
وقيامها قبل ذلك في عام 2004م بإنتاج فيلم الجانب الغربي الذي يجسد شخصية أوباما وماكين ووصول أوباما للبيت الأبيض؛ إنه الخيال الذي يتحول إلى واقع كما هو فيلم تدمير برجي التجارة؛ فيلم الخيال الذي تحول إلى واقع تدفع البشرية فاتورة إنتاجه إلى اليوم.

إنها المخابرات الأمريكية التي تتحكم في مفاصل القرارات الإستراتيجية؛ ومنها قرار سيد البيت الأبيض عبر انتخابات حرة ونزيهة في الجملة، ولكنها بغسيل الدماغ - الملوث بالجهل والأهواء والمصالح - بلوث المخابرات.

رابعاً: العقلاء من الناس الذين يتواجدون في كل أمة ومجتمع؛ وهم الذين يرفضون الأنظمة العنصرية بجميع أشكالها، ويُحكِّمون القيم الإنسانية النبيلة، أو لا أقل المصالح العامة للأمة، ويعتقدون بأن الناس كلهم سواسية، لا فضل لأحد على أحد بلونه، أو عرقه، أو عنصره، أو أرضه، أو قومه؛ فكان هناك الكثير مِن الأمريكيين البيض مِمَّنْ رفض التمييز بين الناس على أساس البشرة، ووقف وسعى لإلغاء قوانين التمييز والفصل العنصري.

خامساً: مرونة الثقافة الأمريكية التي تتسم بها أمريكا وهو مصدر قوتها وإلهامها، هذه المرونة التي لا تستنكف التراجع خطوة للتقدم خطوات، وأقصد بذلك روح التجديد والتغيير في السياسة والإقتصاد والثقافة والقانون؛ هذه الروح التي تحافظ على حيوية وشباب النظام الأمريكي وقوته وريادته، وبالتالي قدرته على الخروج من كل أزمة تواجهه بفضل المرونة والإستعداد للتغيير والتبديل والتجديد.
واليوم كل شعوب العالم المستضعفة تتطلع إلى ذلك اليوم الذي تتحرر فيه من التمييز العنصري من حكوماتها المتعسفة، كما تحرر السود من قوانين التمييز والفصل العنصري، وهذا ما سيكون في القريب العاجل بإذن الله تعالى، وسعي المؤنين، وإرادة الصادقين، وتضحيات الجاهدين (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) ( سورة هود: آية81 ).



سماحة العلامة الحجة

الشيخ نمر باقر النمر (حفظه الله)

الأحد 18-11-1429 هـ