السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

28 فبراير 2010

العلامة المجاهد: كل من ينازع العلماء في قيادة المجتمع يعتبر ظالم أو متبع لظالم_ساهموا بنشرها معكم

منقووووول كما وصلنا

العلامة المجاهد: كل من ينازع العلماء في قيادة المجتمع يعتبر ظالم أو متبع لظالم
 http://www.14nooor.net/uploads/images/14nooor.net9ff737466a.jpg
إعداد التقرير: أنصار النمر

أكد حجة الإسلام والمسلمين العلامة الحجة المجاهد الشيخ نمر باقر النمر (دامت بركاته) على أن قيادة الأمة تنحصر في العلماء، معتبراً أن كل من ينازع العلماء في قيادة المجتمع يعتبر ظالم أو متبع لظالم.

وتحدث العلامة المجاهد عن الرؤية والموقف من العلماء في شريط مصور بث على شبكة الإنترنت والذي أكد فيه على: أهمية التعرف على العالم الذي يجب إتباعه، مبينا: "أن القيادة تنحصر في بعض العلماء و ليس كل العلماء، وأنه لا يوجد عالم بمفرده يستطيع أن يقوم بأعباء الرسالة جمعاء".

وقال النمر في كلمته التي بثت بمناسبة وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) متحدثاً عن صفات القيادة العلمائية أن "القيادة تدافع وتبلغ الرسالة ولا تخضع لسلطان، ولا وجيه، ويتبع عقله والقيم، ولا يحب الزعامة والسلطة بل متبع لقيم السماء"، مضيفاً أن " القائد يصبر ولا يتراجع أمام الضغوط السياسية ولا عن رؤاه وقيم السماء"، مبيناً أن "العلم وحده ليس بكافي لقيادة الأمة، فليس من ملك ناصية العلم يستحق أن يقود الأمة".

وبين النمر أن "البشرية اعجز من أن تختار نبي أو إمام"، مضيفاً: "أنها فشلت كثيراً في اختيار القيادة العلمائية"، وموضحاً أن " القيادة منفية شرعاً عن أي ظالم" حيث: "انه من يتصف بالظلم لا يستحق أن يكون قائداً".

هذا وينتظر أن يبث في الأيام القادمة الجزء الثاني من كلمة العلامة المجاهد والذي أشار في الجزء الأول إلى أنه سيتطرق إلى بقية مواصفات القيادة.


روابط كلمة: "الرؤية والموقف من العلماء بين الإفراط والتفريط (الحلقة 1)":

الصوتية:

http://www.mediafire.com/?mdmdnjthtbm

المرئية مقسمة إلى 5 أقسام:

المقدمة:
http://www.youtube.com/watch?v=XD5o9drP9Dw

القسم (1):
http://www.youtube.com/watch?v=TDCTZ-dbPtw

القسم (2):
http://www.youtube.com/watch?v=FKkQ56_cLN4

القسم (3):
http://www.youtube.com/watch?v=p8xBNTwBI8o

القسم (4):
http://www.youtube.com/watch?v=BvAzEBwp5fQ

القسم (5):
http://www.youtube.com/watch?v=vtUeL1UwNCo

القسم (6):
http://www.youtube.com/watch?v=klVEGzThdbs

وترقبوا الحلقة الثانية قريبا بتوفيق الله تعالى




            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html


27 فبراير 2010

تقرير خبري: ‏(السيد العوامي: الفقهاء لهم القيادة الحقيقية لا مجرد القيادة الروحية)‏_ساهموا بنشره معكم

السلام عليكم
نورد في البدأ رابطي الخطبتين لكي يستفيد منها من أراد:
الخطبة 1) الإمام العسكري (ع) والمرجعية الدينية
الخطبة 2) دور الإمام العسكري (ع) في التمهيد للإمام المهدي (ع)
http://www.mediafire.com/?ynz5nyqzdja
مؤكداً أن جوهر التشيع هو في ارتباطه بالحجة الشرعية
السيد العوامي: الفقهاء لهم القيادة الحقيقية لا مجرد القيادة الروحية
http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF+%D8%AE%D8%B6%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%8A.jpg?gda=LidG1ZIAAADBbJUEfi76RbqLicTF9wq3zMJDvS2dXewEs1bCHIUBrs_IB-cvcYfvE7gMYFaY1JZ2NqJeZ0qh_NB9okyih_eCFZHhuiBKoOQ769ycT2571Ed0DlgMcfbfnSgx8v-EhWIY4vifQP8XTIrYHz56Yv6l8GbcpxuLqkbLW2_-Jv25f1Xi7dpriIAjJhAipsb2do-CHqjxxwsG8_oKG53kozMh 
أكد إمام وخطيب جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية في محافظة القطيف سماحة السيد خضر العوامي أن الموقع القيادي الذي يحظى به الفقهاء ليس لمجرد القيادة الروحية التشريفية، وإنما هو موقعٌ لقيادة حقيقية على مختلف الأصعدة.

وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام الحسين بين السيد العوامي أن جوهر التشيع في أنه جعل قيادة الأمة مشروطة بالشرعية الدينية.

وفي معرض حديثه عن دور الإمام العسكري (ع) في تثبيت المرجعية الدينية للفقهاء الربانيين، أكد: أن الأمة المؤمنة امتازت عن غيرها بارتباطها بالقيادة الشرعية، المتمثلة بالأئمة (ع) وبالفقهاء الربانيين من بعدهم؛ مستدلاً على: قيادة الفقهاء بالروايات الشريفة وبسيرة الإمام العسكري (ع).

وتابع: أن المرجعية الدينية في الفكر الإمامي في حقيقتها نيابة لأدوار الإمام (ع) وامتداد لمسؤوليات الإمامة.

وفرع على ذلك: أن الفقهاء الربانيين هم أمناء الرسل (ع) في الاستحفاظ على كتاب الله، وفي الشهادة على تطبيق قيم الرسالة، وأن الدور الأساس للفقهاء الربانيين هو قيادة الأمة المؤمنة نحو قيم الرسالة الإلهية.

وتساءل العوامي عن: كيفية كون الفقهاء رقباء وشهداء على الأمة، ليجيب: أن ذلك متوقف على وجود مشروع ثقافي نهضوي من أجل إصلاح واقع الأمة على مختلف الأصعدة، على حد قوله.

مضيفاً: أن حقيقة الفقاهة والاستنباط لا تقتصر على بيان الثوابت، وإنما هي شاملة للمتغيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية، معتبراَ: أن ذلك يتوقف على فقه الوحي وفقه الواقع.

ورفض السيد العوامي الدعوات التي تنادي بـ حصر قيادة الفقهاء والعلماء في القيادة الروحية، وترك القيادة الحقيقية لمن سموهم بالمتخصصين!.

منتقداً للمحاولات التي تستهدف تضعيف موقع المرجعية، وتتستر تحت ذريعة الإصلاح، بحسب وصفه.

مفرقاً بين من يوجه هجومه نحو موقع المرجعية ليقلص من أدوارها، وبين الأطروحات البناءة التي تستهدف تطوير الجهاز المرجعي والمؤسسة الدينية.





            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html


25 فبراير 2010

مقال آية الله النمر (7): ‏[سلسلة الوحدة الوطنية قناع لتكوين عبدة الطاغوت]: ‏(النقطة «8» البصيرة القرآنية لوحدة الأمة الإسلامية)‏_ساهموا بنشره معكم

سلسلة مقالات: الوحدة الوطنية قناع لتكوين عبدة الطاغوت (7)

«8» البصيرة القرآنية لوحدة الأمة الإسلامية (*)
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/378334_426692670702456_1602805127_n.jpg
سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر النمر *

إن التشريع الإسلامي جعل المسلمين كلهم أجمع أمة واحدة، وجعلهم أمام الحكم والقانون والتشريع السماوي سواء؛ لكي يُجَذر روح الوحدة والاتحاد فيما بينهم. ولذلك لا فضل لأحد منهم على أحد إلا بقيم التفاضل من التقوى والإيمان، والعلم والمعرفة، والجهاد والعمل الصالح، والسبق لفعل الخيرات، والتحلي بالفضائل. وجعل الوحدة والتوافق والانسجام في المنطق العقلي، والتفكير المعرفي، والعقيدة الإيمانية، والفكر الإسلامي الأصيل؛ هي الأرضية الخصبة، والحرث الحقيقي؛ لغرس بذرة العلاقة الوثيقة، وتنشئة الروابط والوشائج الصادقة، وإيجاد وتكوين الأخُوَّة بين أفراد الإنسان، ومن ثم اجتماعهم واتحادهم تحت مظلة الأمة الواحدة المتحدة. ولذلك ترى من بديهيات وأساسيات التشريع الإسلامي في تأصيل العلاقات بين المجتمع الإيماني هو الحكم بوحدة الأمة الإسلامية، وأخُوَّة المؤمنين. يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.

ويقول الله سبحانه وتعالى: (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (المؤمنون إخوة تتكافئ دماؤهم، وهم يد على من سواهم. يسعى بذمتهم أدناهم.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (المسلمون إخوة تتكافئ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع: (أيها الناس؛ اسمعوا قولي واعقلوه؛ تَعْلَمُنَّ أن كل مسلم أخ للمسلم، وأن المسلمين إخوة؛ فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه؛ فلا تظلمن أنفسكم؛ اللهم هل بلغت؟.

إن الله سبحانه وتعالى جعل الأمة الإسلامية أمة واحدة؛ وذلك بتأصيل عقيدتها المعرفية بالتوحيد الإلهي؛ الذي يتجلى عملياً في توحيد الربوبية، وسلوكياً في توحيد العبودية لله وحده؛ وأخذ عليهم في ذلك الميثاق؛ ولذلك لا يمكن أن يكون لهذه الوحدة تجلٍّ حقيقي في الواقع الخارجي إلا بإلغاء الأرباب من دون الله؛ وهم كل السلطات السياسية والدينية والاجتماعية و... التي تُعْبَد بالطاعة من دون الله؛ وبالخصوص حكام الدول الذين يطاعون بمعصية الله.

ولكن الأمة نقضت الميثاق الإلهي، وقطَّعت أمرها إلى حزبيات ودويلات؛ يتسلط عليها حكام يتنازعون كراسي الملك العضوض؛ واتَّخذتهم الأمة أرباباً متفرقون يطاعون بمعصية الله. وكل هذه الأرباب الجاثمة على صدر الأمة التي تتلذذ وتنتشي حينما تَسْتَعْبِد شعوبَها؛ ولكنها تتحول إلى عبيد حقيرة تَعْبُد ربَها الأعلى، وفرعونَ عصرها، ورأسَ الأفعى الذي يتمثل في دول الاستكبار الدولي، والاحتلال الغاصب؛ فأمسى كل حاكمٍ رباً صغيراً تعبده الرعية، التي تعيش تحت جبروته، بطاعته ومعصية الله. ولكن تبقى هناك أمة مؤمنة تعمل الصالحات؛ لبناء وتشييد وحدة الأمة الإسلامية تحت راية التقوى، وحبل الله الذي تجسد في كتاب الله، وعترة النبي صلى الله عليه وآله؛ ولن يتمكن أحدٌ من حجب أعمالهم لتوحيد الأمة الإسلامية. يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ * وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ * فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ.

إن الله سبحانه وتعالى يؤكد على جعل الأمة الواحدة للمسلمين بتوحيد الربوبية لله وحده، ونبذ الطواغيت؛ ولكن الأمة انصاعت لحكام الكراسي، وخنعت لسلاطين الظلم، واستسلمت لطواغيت الجور؛ الذين نصّبوا أنفسهم أرباباً على الناس، وفرضوا طاعتهم من دون الله. وأمسى كل ربٍّ مع أشياعه يطبل فرحاً، ويزمر بطراً، ويغني غروراً؛ بسرابِ قيعةٍ قطعوها من أمر الأمة، وفصلوها عن كيانها، وفصموها عن هويتها، وغرَّبوها عن أمِّها؛ فأوكلهم الله إلى أنفسهم، وتركهم في غمرة هوى السلطة، وتيه الحكم، وسكرة شهوة الطغيان، وغفلة المُلك؛ إلى حين تزأر أسود الكرامة، ويزمجر شلال الشعب هاتفاً بما ينفع الناس من الكرامة والعدالة والحرية والأمن ووحدة الأمة الإسلامية؛ وجارفاً زبد التملق والنفاق والخوف والخنوع، وعوي ذئاب الوحدة الوطنية، ونباح كلاب الوطنية، ونهيق حمير الولاء الوطني؛ وهنالك تتزلزل سلطة الأرباب، وتفقد تأثيرها السحري بالجزرة؛ بعد تضييعها لسبائك المال الذهبية التي كانت تُعَلِّفُ بها بهائم الأنعام من البنين الممسوخةِ الروح، المعدومةِ الضمير، عَبَدَتْ المال والمنصب؛ ومن ثم يتخلى عنها بنين الأنعام؛ ليفروا بجلودهم وما سرقوه؛ فتفقد سلطة الأرباب سيطرتها المرعبة بالعصا؛ فيتهاوى عرشها كما تتهاوى أوراق الخريف؛ وهذا مصير مَنْ يركب الغرورُ رأسه، وتَعْمِيْه خيرات النِّعم الإلهية المتسارعة من وفرة المال، ودهاء الرجال؛ لإعمار البلاد، وإصلاح العباد؛ إلا أن أرباب السلطة متبلدٌ إحساسُها، وفاقدة شعورُها، وميِّتٌ ضميرُها؛ ولذلك لا تبالي ولا تلتفت إلى دموع الأطفال، أو أنين المعذبين، أو آلام الثكلى، أو جراح المجاهدين، أو صرخات دماء المستشهدين؛ لأن سكرة هوى السلطة، وغمرة شهوة الطغيان تفقد الأرباب من دون الله شعورهم بسنَّة الله في تداول الأيام والسلطة والحكم فضلاً عن المعرفة بهذه السُّنَّة أو غيرها من السنن الإلهية التي تحكم حركة الكون والإنسان. يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ * فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ * أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ.

ومع كل خداعِ غبشِ العشوة الإعلامية بنباح الكلاب، وعوي الذئاب، ونهيق الحمير؛ ومع كل عنفوان بطش الإرهاب الطاغوتي بأنياب السباع، ومخالب الوحوش؛ لتأسيس شفا جرف هارٍ من الأرباب الذين قطَّعوا أوصال الأمة الإسلامية إلى دويلات مهجَّنة بالوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني؛ تستمر مشكاة نور شمس وحدة الأمة الإسلامية مشرقة كل صباح؛ لتملئ قلوب الصادقين بعزيمة الاستقامة في الإيمان بوحدة الأمة الإسلامية، والتمسك بها، والتبشير بمنافعها، والكفر بالوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني، والتخلي عنها، والإنذار بأضرارها. وما كان لهؤلاء الصادقين القدرة والقوة للسباحة عكس تيار الأرباب والوطنية والوحدة الوطنية لولا تحليهم بخصال التقوى التي انغرست في أعماق قلوبهم. والخصال هي:

1. الشفقة من خشية ربهم؛ وعدم الخشية من أرباب السلطة والوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني.

2. الإيمان بآيات ربهم؛ والكفر بأنظمة وقوانين أرباب السلطة والوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني.

3. الطاعة لربهم وحده؛ والتنزه عن شرك الطاعة لأرباب السلطة والوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني.

4. وَجَلُ قلوبهم محيط بكل ما يأتون به من أعمال وأقوال؛ ليقينهم برجوعهم إلى ربهم للحساب. ولا توجل قلوبهم من محاسبة وترهيب وتعذيب أرباب السلطة والوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني.

5. المسارعة في الخيرات والسبق لفعلها؛ ومن هذه الخيرات وحدة الأمة الإسلامية، وأخوَّة الإيمان. وهذا عكس تيار عبيد الطاغوت الذين يسارعون في النباح بالوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني، ويتسابقون في العوي بها تملقاً لأرباب السلطة والوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني.

6.لم يُكَلَّفُوا ولا هم يُكَلِّفُون أنفسهم فوق طاقتهم؛ ولذلك لا يتصنعون و لا يتكلفون في الإيمان بوحدة الأمة الإسلامية، أو في التمسك بها، أو التبشير بمنافعها؛ لأنها تنسجم مع الوحي والفطرة والعقل والعاطفة. على عكس ببغاوات الأرباب والوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني الذين يتكلفون ويتصنعون الإيمان بالأرباب والوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني.

يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ * وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.

ونلاحظ أن الآيات الأربع الأولى لم تستخدم لفظ الله؛ لأنه لا يوجد مسلم يؤمن بغير الله؛ وإنما استعملتْ كلمة ربهم؛ وذلك لنفي الأرباب التي يؤمن بها كثير من المسلمين؛ وهذا هو الواقع الذي نشاهده بجلاء؛ حيث لا يمكن لمسلم أن يؤمن بإله غير الله، ولكن الكثير بل الأكثر من المسلمين يؤمنون بأرباب غير ربهم حيث يتخذون الحكام أرباباً من دون الله؛ حيث يعتقدون أن رزقهم وأمر حياتهم بيد الحكام، فيطيعونهم بمعصية الله؛ وهذه هي المعضلة التي تعيق وحدة الأمة الإسلامية.

إن الأرباب وأتباعهم غارقون في غمرة هوى السلطة والمُلْك، وتقطيع أوصال الأمة إلى دويلات مُهَجَّنة، والنباح والعوي بالوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني، وسكرة شهوة الجور والطغيان. كما أنهم جذر كل أنواع الفساد؛ وإن كان فساداً صغيراً، لا يقارن ولا يقاس بفساد الأرباب الذين أجبروا الأمة على طاعتهم من دون الله. ولو اتبعتْ الشريعة الإسلامية أهواءهم التسلطية، وشَرَّعَتْ لهم تقطيع أوصال الأمة إلى دويلات مُهَجَّنة، واستجابت لنباحهم وعويهم بالوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني، وسلَّمتْ بمشروعيتها؛ لفسدت السماوات والأرض وما فيها من مخلوقات وسنن ونظم وتشريعات.

يقول الله سبحانه وتعالى: (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ * حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ * لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ * قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ * أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ * أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ * أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ * وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ * أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ * وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ.

إن المؤمنين هم الذين يسعون إلى:

1. أهداف مشروعة، وتطلعات سامية؛ وسنامها تقوى الله حق تقاته؛ الذي يتجسد بالإيمان بكل المنظومة الإسلامية وجميع مجالاتها وأبعادها العقائدية والفكرية والسياسية والاجتماعية و... ويكتمل الإيمان بالاستقامة إلى آخر رمق في الحياة على التسليم لكل مفردات المنظومة.

2. أعمال صالحة وسلوكيات فاضلة؛ ومظهرها وحدة الأمة الإسلامية؛ التي يجسدها الالتزام بوجوب التمسك بوحي السماء مرجعية لكل شؤون الحياة في نظرياتها ومفاهيمها، والالتزام بوجوب التمسك بقيادة الرسالة مرجعية لكل شؤون الحياة في تطبيقاتها ومفرداتها. ولكي يبقى التمسك بوحدة الأمة الإسلامية دائماً حرَّم الله سبحانه وتعالى تفريق الأمة الإسلامية إلى فرق من دويلات أو غيرها يعتلي كراسي عروشها أرباب من حكام الظلم والجور والطغيان.

3. التعامل مع الحاضر، والتعاطي مع قضاياه؛ انطلاقاً من الخبرة بمسيرة الحياة وسننها، والعبرة بالماضي، والاستفادة من التجارب المتراكمة؛ ولذلك ترى ذاكرتهم حاضرة دائماً؛ ويستشرفون من خلالها المستقبل ويسعون لأفضله.

يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.

إن المؤمنين حقاً هم الذين يتخذون وحي السماء عقيدة لهم ومرجعية لجميع شؤون حياتهم، ويتخذون وحدة الأمة الإسلامية بما تحويه من منظومة فكرية متكاملة مستوحاة من السماء حصناً لقوتهم، ومصدراً لعزتهم؛ ولكن أعداء الرسالة لن يَدَعُوا المؤمنين وشأنهم؛ وإنما سيتكالبون لسلب قوة المؤمنين؛ عبر تركيز ثقلهم في تفريق الأمة الإسلامية، وتقطيع أوصالها؛ مما يؤدي إلى النزاع والشقاق فيما بينهم، وفي قيم الرسالة؛ وكل ذلك لإطفاء نور الرسالة. ولكي نُفْشِل مسعى الأعداء في تفريق الأمة يجب على المؤمنين في الصراع ومواجهة الأعداء الالتزام بالمنهج التالي:

1. الثبات والصمود في المواجهة والصراع أمام الأعداء، وعدم التراجع أو التردد في الاعتقاد بقيم السماء، أو ضرورة وحدة الأمة.

2. أن تكون ثقافة السماء حاضرة في أذهانهم؛ تُردِّدها ألسنتهم، وتُطَبِّقها جوارحهم.

3. الإيمان بقيم السماء؛ ومنها وحدة الأمة الإسلامية؛ والكفر بقيم الطاغوت الذي أفرز الوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني كلباس خاص به يُفصَّل دائماً على مقاسه.

4. يجب أن تكون الطاعة للقيادة الرسالية التي تلتزم وحي السماء، وتفكر وتقرر من أفق وحدة الأمة الإسلامية؛ وليس لقيادة الطاغوت التي تعبد الهوى، وتفكر وتقرر من محورية تسلطها على كرسي الحكم.

5. عدم التنازع في قيم السماء؛ ومنها وحدة الأمة الإسلامية التي لا يجوز التنازع في قيمتها الاجتماعية، وشرعيتها الدينية، وضرورتها الرسالية، ومحوريتها؛ لبناء القوة الضاربة، والمكنة المنتجة، والقدرة المبدعة؛ وعدم التنازع في قيادة الرسالة التي تتحرك من أفق وحدة الأمة الإسلامية؛ حيث تتجاوز ضيق التفكير المحلي المتقوقع إلى رحاب التفكير الأممي المتسع؛ لأن التنازع في القيم السماوية، أو القيادة الرسالية؛ يؤدي إلى الفشل في تحقيق الأهداف المشروعة، والتطلعات السامية؛ ومن ثم ذهاب القوة والقدرة والمكنة.

6. الصبر على طريق ذات الشوكة؛ دفاعاً عن وحي السماء، ووحدة الأمة الإسلامية.

7. عدم الاغترار بأهل البطر والغرور بالإمكانات المادية الوطنية التي اقتطعت من إمكانات الأمة الإسلامية.

8. عدم الانخداع بأبواق النفاق بالوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني رياءً للطاغي.

9. عدم الانبهار أو التأثر بالذين يصدون المجاهدين عن العمل الرسالي؛ ويصدون الناس عن الكفر بالطاغوت.

10. تجاهل المنافقين وأصحاب القلوب المريضة الذين يستصغرون قَدَرَ وقُدْرَة المجاهدين الذين يتمسكون بوحي السماء، ووحدة الأمة الإسلامية؛ ويكفرون بمنهج الطاغوت، والوطنية والوحدة الوطنية والولاء الوطني.

11. التوكل على الله؛ لتحقيق العزة لنا بوحدة الأمة الإسلامية، والحكمة في رؤانا ومواقفنا بمنهج وحي السماء.

يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ * وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ * إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ.

 فالوحدة في العقيدة الإيمانية التي توحد الأصول للتفكير والفكر والسلوك؛ هي القادرة على جمع أفراد الإنسان، وإيجاد العلاقة الوحدوية بينهم؛ وليس وحدة اللسان، ولا وحدة الوطن، ولا وحدة العنصر، ولا غير ذلك من وحدات قسرية أو آنية أو غيرها. ولذلك شرَّع وأكد وحكم الإسلام بوحدة الأمة الإسلامية، وأخوَّة المؤمنين بما هم مؤمنون؛ ولا يرى للامتيازات القسرية أو الآنية الأخرى من الجنس واللغة واللون والحدود الجغرافية و.... قيمة أو شأناً؛ توجب فضيلة، أو ميزة للإنسان في قبال الفضائل الروحية المكتسبة. وعلى قمة هرم الفضائل فضيلة الإيمان والتقوى. يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.

ويقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.

وقال الأمام الصادق (عليه السلام): (المسلم أخو المسلم. وحق المسلم على أخيه المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه، ولا يروى ويعطش أخوه، ولا يكتسي ويعرى أخوه؛ فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم.

وقال (عليه السلام): (يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة؛ وتعاطف بعضهم على بعض؛ حتى تكونوا كما أمركم الله - عز وجل -: (رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾. متراحمين، مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم؛ على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)﴾.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم. ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم.



(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( |  ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | )
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الجديدة والقديمة:
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif 
أو عبر (PickerQrCode)
 
http://chart.googleapis.com/chart?cht=qr&chs=100x100&choe=UTF-8&chld=H|0&chl=http://goo.gl/hu7cX

 * للانضمام لصفحة قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديدنا:

 
 
 
* ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
 
ثم هذا الرابط التالي:
 
وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر الإضافة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة

ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
 
* صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بالفيس بوك:
 
* لمشاهدة فيديوهات آية الله النمر في اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
 
* إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):

خدمة مجموعة العهد الثقافية:
من نشاطات الخدمة :
- نشر مستجدات وآخر محاضرات سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر آل نمر دام ظله .. ومحاضرات رسالية.
 
- نشاطات ومواضيع رسالية.
 
- أقلام رسالية واعدة.
 
- أمور متفرقة منتخبة.
طرق الاشتراك بالخدمة
* بلاك بيري مسنجر:
PIN:29663D6D
 
*  ببرنامج الوتساب:
00966556207946
 
* على Twitter:

 لا تنسونا من صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية
 


20 فبراير 2010

مقال رسالي بعنوان: ‏(الشباب والعنف)‏_ساهموا بنشره معكم

مقال رسالي بعنوان: (الشباب والعنف)
هناك الكثير ممن تطرق الى قضية العنف لدى الشباب وأبدى رأيه  فيها وكلا يبدي رأيه ووجهة نظره لكن هذه أرائهم. من وجهة نظري البسيطة إنما هي نتاج لأمور قد ترتب عليها أشياء وهي لم تأتي من فراغ وإنما بنا عليها الزمن فعندما تشتري مزرعة او بستان تحتاج  لتوفير المواد الخاصة به من زراعة و سقي وسماد و فرش الأرض برمال جديدة هذه من ناحية المواد وبعد توفيرها تحتاج الى أيدي عاملة تقوم برعايتها إذا مع وجود هذين العاملين الرئيسيين معا سوف نحصل على الثمر أما عدم توفر احدهما  دون الآخر فلن نحصل على ما نريد .  فمع وجود الرعاية الجادة للشباب لن نرى العنف منهم فالشاب كغصن الشجر إذا أنحنى ولم يبادر الفلاح بتقويم هذا الأنحاء فسيبقى على انحنائه. إذا العنف هو سلوك مكتسب يغرس في نفس الطفل منذ صغره وينشأ معه خطوة بخطوة  الى ان يصل إلى ذروته لمرحلة الشباب والمراهقة وهي التمرد والعنفوان ولا يوجد تفسير واحد صريح لأسباب انتشار العنف بين الشباب وانما توجد عوامل عديدة تؤدي الى ذلك.

العامل الأول: وهو العامل الأسري فعندما يتربى الشاب على الدلال الزائد تتكون شخصيته بحيث يجب ان تلبى طلباته وإلا سوف يصول ويجول وعند ذلك نفقد السيطرة عليه وما أن تلبي طلباته أيا كانت معقولة أم لا يعود كما كان .

العامل الثاني: القسوة في غير محلها وأعني بذلك بحيث تقسي عليه بحق أو بغير ذلك فيجب ان يكون العقاب من جنس العمل ونتخذ قرار دقيق بتعقل ونتذكر دائما أننا نتعامل مع نفس بشرية لها أحاسيسها وعواطفها لا مع حيوان.

العامل الثالث: العاملة المنزلية ألتي تعود عليها الشاب منذ صغره و لربما أنشغل الوالدين عنه لفترات طويلة مما يؤدي الى أن يتربى على يديها .

العامل الرابع: وسائل الترفيه والتسلية التي تعلم الأبناء العنف فدائما نجد أن القصص التي تقدم للأطفال عبارة عن خير وشر أي أن هناك شخص شرير يحارب شخص خيربحيث تدور أحداث القصة في الصراع الذي يدور بينهما ولا يتم الانتصار على ذلك الشخص السيئ إلا من خلال العنف.

العامل الخامس: العاب الفيديو(بلاي ستيشن)تحتوي على بطل ما يحارب عدو له الى ان ينتصر عليه,وإذا لم يخوض البطل أية معارك سوف تجد ضحكات الشر وكلمات التهديد فتارة يكون جسدي أو معنوي فلا بد ان نعلم أبنائنا عدم التجرد من الصفات الإنسانية فأنت تعلمهم من الصغر على السلوك الحسن ثم بكل بساطة يأتي من يهدمها.

العامل السادس: ممارسة الرياضة العنيفة مثل العاب القوى والمصارعة  فالشخص الذي يمارس الرياضة يريد أن يطبق هذه التمارين على أي شخص أمامه .

العامل الأخير: هو صديق السوء. أصدقاء المراهق لهم تأثير كبير على تكوين أفكاره ومعتقداته ولهم دور في رسم سلوكياته، هذه المرحلة تتسم بسرعة انتقال الخبرات بين المراهقين سواء أكانت هذه الخبرات من النوع الإيجابي أو السلبي، وتأثير المراهق على صديقه قد يفوق تأثير المنزل والمدرسة مجتمعين. وتتوافر فرص قضاء الفترات الطويلة بين المراهقين خلال اليوم الواحد سواء في المدرسة أو النادي أو حتى بسبب الجيرة، وهذه الفترات تسمح بانتقال الخبرات والأفكار دون رقيب، واستعانة كل منهم برأي الآخر في حل مشكلاته

وحري بالأسرة الإهتمام بتوفير الأنشطة التي تملأ وقت فراغ الشاب أو الفتاة خلال موسم الصيف حتى لا يجرفه التيار ولا يشغله أصدقاء السوء بتجاربهم السلبية ويصبح من الصعب علاج هذه الأزمة .. والسؤال لماذا العنف؟! انت عندما ترى مصارع الثيران وهو يضع الخرقة الحمراء ويلوح بها أمام الثور نجده يهيج وكذلك الشاب عندما يفقد السيطرة على أعصابه ومشاعره سواء كرد فعل طبيعي اتجاه موقف أثاره أو آذى مشاعره وهذه طبيعة في الشخص لعدم توفر صفة الصبر في مواجهة ابسط الأمور. ويعتقد الشاب الذي يميل الى العنف انه يحل مشاكله بهذه الطريقة بإخافة الآخرين واكتساب احترامهم لكنه لا يعرف أن النتيجة سوف تكون عكسية وهي عدم احترام الآخرين والانعزال عنه ثم كره الناس له.


كيف نتصدى للعنف عند الشباب؟

ينبغي على كل إنسان مؤمن ان يتحمل دوره في مواجهة العنف ولكن بجهوزية تامة ,أذكر بعض النقاط التي تساعدنا للتصدي للعنف.
  • النقطة الأولى: التحلي بالأخلاق والصبر وتحمل الأذى فمن لا يملك هذه الأمور لا يستطيع أن يصلح بين اثنين متخاصمين او متعاركين.
  • النقطة الثانية: قوة القلب والشجاعة والبأس وعدم الخوف.
  • النقطة الثالثة: التدريب على فنون القتال مثل المصارعة والكراتيه وغيرها
  • النقطة الرابعة: أن تكون مسؤلية التصدي للعنف على الجميع بحيث نكون معا يدا واحدة فأذا اتخذنا موقف الأنحياد لن نسلم على أنفسنا و أولادنا  من هؤلاء.
روي عن النبي  أنه قال : ﴿لا تزال امتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى ، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات ، وسلط الله بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء﴾.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالهادي سلمان آل اسماعيل - العوامية

رابط المقال:
http://awam20.homeip.net/?act=artc&id=10533





            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html


18 فبراير 2010

مقال آية الله النمر (6): ‏[سلسلة الوحدة الوطنية قناع لتكوين عبدة الطاغوت]: ‏(«7» أقوى العوامل الداعية للوحدة)‏_ساهموا بنشره معكم

سلسلة مقالات: الوحدة الوطنية قناع لتكوين عبدة الطاغو (6)

«7» أقوى العوامل الداعية للوحدة (*)

https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/378334_426692670702456_1602805127_n.jpg 
سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر النمر

إن  الوحدة الإسلامية  تستمد شرعيتها  من مصادر المعرفة  والإلهام الخمسة؛ لِمعرفة وبناء دعامتي وركيزتي الحياة، وهما عمارة الأرض، وإصلاح العباد؛ وهذه المصادر هي ذاتها مصادر المعرفة للفكر الأصيل، والبصيرة المنيرة، والرؤية الثاقبة، والعمل الرشيد، والموقف المسؤول. وهذه المصادر هي:
1. الوحي لما يمثل  من منظومة فكرية  سليمة، لا عيب فيها ولا خلل، وشاملة لكل أبعاد الحياة ومجالاتها، ومتكاملة لا نقص فيها ولا قصور، وجامعة لكل متناقضات الحياة وحاجات الكون والإنسان، ومنسجمة لا تناقض فيها وشلا اختلاف.

2. العاطفة لما تمثله  من أحاسيس بشرية  جياشة، ومشاعر إنسانية نبيلة، وطبائع اجتماعية أصيلة، وحاجات نفسية ضرورية.

3. الفطرة لما تمثله  من أصول فكرية  يعرف الإنسانُ من خلالها الوحي الإلهي الذي ما نَزَل إلا ليُذَكِّر بمكنونها؛ وما تمثله من نفس لوامة تحافظ على حياة الضمير ويقظته، وتوقد حرارة العاطفة الجياشة.

4. التجربة لما تمثله  من تراكم خبرة  إنسانية ممتدة  من الملاحظة الدقيقة،  والتفكير المتأمل،  والتكرار الواعي  للملاحظة أو الفعل،  واستحضار الدليل  الواضح، واعتماد  البرهان القاطع،  لتثبيت نظرية أو  تفنيدها؛ ومن ثم  الانطلاق والسعي  في التفكير والعمل؛  بناءً على الحقائق  الجلية، وتجاوز  الأوهام الخيالية  التي يتيه الناس  في زوبعاتها، ورفض  الخرافات الجاهلية  التي تُكَبِّل  عقولَ الناس وطاقاتِها.

5. العقل لما يمثله من منظار صافٍ لا يتشوش ولا يُخطئ؛ لتشخيص الفكر وتمييزه، وفهم الوحي وتطبيقاته. وهو قسطاس مستقيم، ومقياس هدى؛ لتحديد النسبة الصحيحة، والدرجة الطبيعية للعاطفة، وحمايتها من خداع النفس الأمارة بالسوء. وهو ميزان صدقٍ لعلمية وموضوعية وسلامة التجربة أو قصورها أو انحيازها أو سقمها.

ومن نبع هذه المصادر  الخمسة، تتشكل البصيرة الثاقبة، والرؤية النافذة، وتردفان بالعمل المبدئي، والموقف المسؤول؛ لتشييد صرح الأمة الواحدة على أساس أقوى العوامل الداعية للوحدة وهي:

1- الأحاسيس الوجدانية  المشتركة المحشوة بالإيمان؛ وهي أهم الوشائج والروابط في بناء صرح الوحدة الإسلامية بعد رابطة العقيدة؛ لأن الارتباط العاطفي، والمشاركة الوجدانية؛ بين المسلمين يذيب كل الحواجز المصطنعة التي كرسها الواقع الجاهلي؛ ومن ثم يقتلع المؤمنين من جاذبية الأرض والجسد الحيوانية؛ ليسمو بهم إلى شفافية السماء والروح الإنسانية؛ وكأنهم مشتركون في وجدان واحد؛ إذا تألم واحد منهم تألم له الآخرون؛ وهكذا حزنه وسروره يُحْزِن ويُسِرُّ المؤمنين؛ لأنهم يعيشون في حالة من التعاطف والانسجام الوجداني الصادق؛ الناشئ من الشعور الإنساني الملتهب، والعقيدة الإيمانية الراسخة.
قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل  الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وقال  الإمام الصادق (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿المؤمنون في تبارهم، وتراحمهم، وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى.
وقال  (عليه السلام): ﴿المؤمن أخو المؤمن؛ كالجسد الواحد؛ إذا اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده؛ وأرواحهما من روح واحدة. وان روح المؤمن لأشد اتصالاً بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.  
وقال  (عليه السلام): ﴿إنما المؤمنون بنو أب وأم؛ وإذا ضَرَبَ على رَجُلٍ منهم عِرْقٌ سَهَرَ له الآخرون.
وقال  (عليه السلام): ﴿لا والله لا يكون المؤمن مؤمنا أبداً حتى يكون لأخيه مثل الجسد؛ إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه.
وقال  (عليه السلام): ﴿لكل شيءٍ شيءٌ يستريح إليه؛ وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله.
وقال (عليه السلام): ﴿المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد؛ إذا سقط منه شيء تداعى سائر الجسد.
وعن جابر قال: " تنفست بين يديه _ أي بين يدي أبي جعفر الباقر (عليه السلام)_ ثم قلت يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هَمٌّ يصيبني من غير مصيبة تصيبني، أو أمر ينزل بي، حتى تعرف ذلك أهلي في وجهي، ويعرفه صديقي. فقال (عليه السلام): ﴿نعم، يا جابر﴾. قلت: ما ذلك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: ﴿وما تصنع؟﴾ قلت: أحب أن أعلمه. فقال: ﴿يا جابر؛ إن الله عز وجل خلق المؤمنين من طين الجنان، وأجرى بهم من ريح الجنة روحه؛ فكذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه؛ فإذا أصاب روحاً من تلك الأرواح في بلدة من البلدان شيءٌ حزنت هذه الأرواح لأنها منها ﴾".
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): ﴿المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه؛ لأن الله عز وجل خلق المؤمنين من طين الجنان، وأجرى في صورهم من ريح الجنان؛ فلذلك هم إخوة لأب وأم.

ولم ولن يفقد الفرد المؤمن شخصيته الفردية، ولا خصوصياته الشخصية، ولا كيانه المستقل؛ بارتباطه العاطفي في المجتمع الإيماني، ومشاركته الوجدانية؛ في بوتقة الأمة الإسلامية ضمن المجموع المتكون من المؤمنين؛ وإنما يكتسب قدرات أكبر، وإمكانات أكثر، وفضائل أجمل، ومناقب أحسن، وحصناً يحميه من الأشرار، وأسواراً تمنع عنه زوابع الأعداء؛ ويُغَذِّي معارفه العقلية بمشاركة المؤمنين في عقولهم، ويوسع دائرة ارتباطاته الاجتماعية بالعلاقات المبدئية، ويُشْبِع نَهَمَه الروحي بالسكينة ببركة التوافق والانسجام بينه وبين المؤمنين، ويُرْوي ظمأه النفسي بزلال أخُوَّته الإيمانية وأحاسيس إخْوَته المؤمنين.
يقول  الإمام علي (عليه السلام): ﴿إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بِقلِّة؛ وهو دين الله الذي أظهره، وجنده الذي أعده وأمده؛ حتى بلغ ما بلغ، وطلع حيث طلع؛ ونحن على موعود من الله؛ والله منجز وعده وناصر جنده؛ ومكان القَيِّم بالأمر مكان النظام من الخَرَز ([1]) يجمعه ويضمه؛ فإن انقطع النظام تفرق الخرز، وذهب ثم لم يجتمع بحذافيره أبداً؛ والعرب اليوم وإن كانوا قليلاً؛ فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالاجتماع.

2- المصير المشترك  الوحيد للنجاة؛  لأنه حينما لا ينفع مال ولا بنون، وتتقطع كل الوشائج والعلاقات والارتباطات بما فيها الوشائج المشروعة كرابطة الرحم؛ حيث يفر الكلُّ من الكلِّ، ويتخلى الجميعُ من الجميعِ؛ وحينما تنهار في نار جهنم كل الأبنية التي أسست على شفا جرف هارٍ من الدويلات والقوميات والإقليميات والوطنيات والقبليات والعشائريات والتحزبات والحَمِيَّات الجاهلية و...؛ هنالك يحتاج الإنسان إلى قلب سليم بالتقوى ينفعه عند الله، ورابطة إيمانية منسوجة بوجه الله الذي لا يفنى لكي يتعلق بها، وعروة وثقى من الكفر بالطاغوت والإيمان بالله يتمسك بها، وحبل من الله يعتصم به، وبناء أسِّسَ على التقوى والرضوان الإلهي. لأن كل العلاقات والوشائج بين الناس في هذه الدنيا تتحول يوم القيامة إلى وَقود العداوة بين الناس ما عدى علاقات المتقين حيث يأذن الله سبحانه وتعالى لهم بالشفاعة فيشفعون. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ.

ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.

3- العقيدة الإيمانية  الواحدة؛ لأن أهم العناصر والوشائج والروابط التي تُشيِّد صرح الوحدة، وتحقق مفهوم الأمة الواحدة هي وحدة الفكر والعقيدة التي تقتلع الحجب بين المؤمنين؛ وذلك عندما تعالج الضيق والحرج بسعة وشرح الصدور، وتشافي العمى والدرن ببصيرة وجلاء القلوب، وتداوي الجشع والجموح بالقناعة وترويض النفوس؛ لتُكَوِّن التعارف، وتُشَكِّل التوافق، وتُحَقِّق انسجاماً روحياً مؤتلفاً ينجذب بعضه إلى بعض؛ لأن ما تعارف من هذه الأرواح والأنفس باتفاق العقل والعقيدة والفكر والرأي والهوى انسجم وائتلف، وما تناكر منها بمباينة في العقل أو العقيدة أو الفكر أو الرأي أو الهوى افترق واختلف؛ وهذا ما ينطق ويتكلم به الواقع الخارجي، وندركه بالحواس، ونشاهده جلياً واضحاً، فكم وكم من الناس الذين اختلفوا في العشيرة والوطن والقوم واللغة والعناصر المادية الأخرى ولكنهم اتفقوا في العقل والعقيدة والأفكار والآراء والعلاقات الروحية، نراهم منسجمين متحابين متجاذبين كأنهم أسرة واحدة بل روح واحدة في أجساد متعددة. وهذا ما تؤكده النصوص الشرعية. قال الإمام الصادق (عليه السلام): ﴿الأرواح جنود مجندة تلتقي فتتشام كما تتشام الخيل؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف؛ ولو أن مؤمناً جاء إلى مسجد فيه أناس كثير ليس فيهم إلا مؤمن واحد؛ لمالت روحه إلى ذلك المؤمن حتى يجلس إليه.

لأن حقيقة إنسانية الإنسان بعقله وعقيدته وفكره وآرائه؛ وبها يمتاز الإنسان عن سائر أنواع الحيوان والمخلوقات الأخرى، ويُفضَّل عليها؛ والعقيدة هي التي تُشكِّل بنية قلب الإنسان، وتُكوِّن تطلعاته الروحية، وتُوجِّه ميولاته النفسية، ومن ثم تنعكس على سلوكياته وأعماله ومواقفه، وبالتالي تنشئ وتحدد علاقاته وارتباطاته.


* تاريخ النشر: 17 / 2 / 2010م - 5:37 م
(13) النظام: الخيط الذي ينظم فيه اللؤلؤ ونحوه. والخَرَز: ما ينظم في السك من الجذع والودع.

(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( |  ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | )
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الجديدة والقديمة:
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif 
أو عبر (PickerQrCode)
 
http://chart.googleapis.com/chart?cht=qr&chs=100x100&choe=UTF-8&chld=H|0&chl=http://goo.gl/hu7cX

 * للانضمام لصفحة قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديدنا:

 
 
 
* ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
 
ثم هذا الرابط التالي:
 
وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر الإضافة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة

ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
 
* صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بالفيس بوك:
 
* لمشاهدة فيديوهات آية الله النمر في اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
 
* إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):

خدمة مجموعة العهد الثقافية:
من نشاطات الخدمة :
- نشر مستجدات وآخر محاضرات سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر آل نمر دام ظله .. ومحاضرات رسالية.
 
- نشاطات ومواضيع رسالية.
 
- أقلام رسالية واعدة.
 
- أمور متفرقة منتخبة.
طرق الاشتراك بالخدمة
* بلاك بيري مسنجر:
PIN:29663D6D
 
*  ببرنامج الوتساب:
00966556207946
 
* على Twitter:

 لا تنسونا من صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية