السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

31 أغسطس 2010

بصائر مرجعية ‏‏(9 - 10)‏‏ ‏(موعد مع الصبر)‏+‏(شهر الصبر)‏_ من سلسلة أحاديث رمضانية_ساهموا بنشره معكم‎

بسم الله الرحمن الرحيم
أحاديث رمضانية – 9
"من كلمات المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله"
موعد مع الصبر
http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%8A+%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9.jpg?gda=UN3c_vAAAAAp3ytZOR2w1FYBFSm6WNjpGfKgmR9l65sU6eypDsOEsqd3i2TQrX3rFM-64gNu_JezOF-GbltLitr8BkoCQrIwsk3ZLHNeAYKYg0KIGDNu1uB_MPEu2w5DE5cFTX2sqquIAWtIFIVM4eDJyt1GRnPQjGjwL3A2E1CcUN06sHqpx9evKlPgpDjB8AW804pdbhGIqvUaj-UM8fC5PaSFFSRfKVNDtMy2WNCdTrp06qUejVDRSt92oDZJAdUFhoPwWQ86uCmQM8O3N4fss2IbgF7X74vo24I5N2DY__ohYSrs4G3FU91bWBii3KPv5fvAM40

)يَـآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُـوا اسْتَعِينُـوا بِالصَبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَـعَ الصَّابِرِيـنَ( (البقرة/153)
لقد تجمّعت في كتاب الله المجيد كل ركائز التربية ووسائلها وبواعثها، ولعل من أبرزها وأعلى درجاتها هو الصوم، إذ هو كفٌّ للنفس عن الأمور التي يحل التعامل معها في غير حالة الصيام. فإنها تربّي الإنسان وتدرّبه وتنمّيه على قوة الإرادة والعزم ، وتجعله قادراً على اجتناب ما أحلّه الله لـه في الحالات العادية.
ثم إن الله سبحانه وتعالى قد أمر في كتابه بالصيام على نمطين، النمط العام هو الصيام في شهر رمضان المبارك، وكتبه علينا كما كتبه على الذين من قبلنا من الأمم الأخرى. والنمط الثاني هو الذي يخص بعض الأولياء، فهو بالإضافة إلى ترك الطعام والشراب، كذلك يجب ترك الكلام فيه، كما هو معروف في قصة النبي زكريا عليه السلام، حيث أمره الله تعالى بالخروج على قومه من المحراب وألاّ يكلمهم، كعلامة على ولادة ابنه يحيى. وكذلك في قصة مريم عليها السلام التي نذرت للرحمن صوماً فلم تكلم الناس، وأمرتهم بتوجيه خطابهم إلى طفلها الرضيع عيسى عليه السلام لإثبات نبوته وهو في المهد..
والصوم -أيضاً- قد أمر به أولاً في الحالات العادية في كل عام شهراً واحداً، وأمر به مرة أخرى حينما يحتاج الإنسان إليه، حيث قال ربنا تبارك وتعالى: )يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَبْرِ وَالصَّلاَةِ( وقد فسّرت كلمة (الصبر) من هذه الآية المباركة على أنها الصيام، نظراً لأن الإنسان حينما يكون صائماً يكون أصبر عن الطعام والشراب والشهوة الجنسية وعمّا أمر الله بتركه.
أما كيف تكون الاستعانة بالصوم؟
أولاً: أن الصائم يصبر عن هذه الشهوات الجسدية العاجلة، فتنمو إرادته وتتضاعف عزيمته قوةً.
ثانياً: إن الإنسان بصيامه يتقرب إلى الله تعالى، ومن أولى بنصرة الإنسان من الله؟
ثالثاً: إن الصائم يقترب من المعنويات، وكلما أراد الإنسان عُروجاً إلى عالم المعنويات، كان أقدر على الهيمنة على الماديات. فمن يصاب بمصيبة، أو تلحق به خسارة اقتصادية، أو لم يجد للزواج سبلاً، فعليه الاستعانة بالصيام، بدلاً من الانهيار أمام المشاكل؛ فإنه إذا صام ازداد معنوية وعزماً واقتراباً من مصدر القوة والربح والعناية والتوفيق، وهو الله جل وعز.

مع تحيات:
مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله

موقع مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى المدرسي


بسم الله الرحمن الرحيم
أحاديث رمضانية – 10 
"من كلمات المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله"
شهر الصبر
http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%8A+%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9.jpg?gda=UN3c_vAAAAAp3ytZOR2w1FYBFSm6WNjpGfKgmR9l65sU6eypDsOEsqd3i2TQrX3rFM-64gNu_JezOF-GbltLitr8BkoCQrIwsk3ZLHNeAYKYg0KIGDNu1uB_MPEu2w5DE5cFTX2sqquIAWtIFIVM4eDJyt1GRnPQjGjwL3A2E1CcUN06sHqpx9evKlPgpDjB8AW804pdbhGIqvUaj-UM8fC5PaSFFSRfKVNDtMy2WNCdTrp06qUejVDRSt92oDZJAdUFhoPwWQ86uCmQM8O3N4fss2IbgF7X74vo24I5N2DY__ohYSrs4G3FU91bWBii3KPv5fvAM40
)وَاتَّبِـعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِـرْ حَتَّى يَحْكُـمَ اللَّهُ وَهُـوَ خَيْـرُ الْحَاكِمِيـنَ( (يونس/109)
ماذا يعني الصبر؟
ولماذا كان الصابرون يؤتَون أجورهم عند ربهم بغير حساب؟
ولماذا سمي الصائم صابرا، حيث فسرت الآية المباركة عن قوله الله تعالى: )وَاسْتَعِينُوْا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ (أي استعينوا بالصيام والصلاة؟
بادئ بدء نؤكد إن الصبر عبارة عن حذف الزمن القادم، والوصول إلى الحدث المتوقع والمنتظر. فمن يصبر وينتظر الفرج، فإنه يحذف الزمن الفاصل بينه وبين الفرج، وبينه وبين النصر والوصول إلى الهدف. فكلما رأى في طريقه المصاعب والمشاكل والابتلاءات، فإنه لا يوليها الأهمية والانتباه، وينظر إلى الهدف البعيد. كما أن الصائم إذا مضه العطش، ولسعه الجوع، وأخذه الضعف، منّى نفسه بانقضاء فترة الصوم والإمساك في هذه الساعة أو تلك. أو كذلك الطالب في المدرسة، حيث يقاوم السهر والبرد والتبكير في الصباح والاستمرار في المطالعة والبحث وتقديم الامتحان تلو الامتحان، كل هذه يقاومها ويركز نظره في نهاية العام الدراسي، حيث يأخذ وثيقة الامتحانات بتفوق؛ فبذلك تتلاشى جميع الصعوبات التي مرت عليه، بل وتحلو لديه. وهذا بالذات هو معنى الصبر والاستقامة.
أما لماذا كان الصوم صبرا؟
فواضح، لأن الصائم يستمر في الصبر من أول الفجر إلى الغروب؛ ليس يصبر على الجوع والعطش والشهوات فحسب، وإنما يصبر أيضا على اقتراف السيئات والمحرمات.  
ولما كانت درجة الصبر درجة عظيمة جداً، فقد وعد الله سبحانه وتعالى الصابرين بأن يؤتيهم أجورهم بغير حساب، وذلك بسبب أن الصابرين يمثلون البقية الباقية من جمع المؤمنين، الذين لم يكن إيمانهم إيماناً مؤقتاً. فالصابرون دائمو النظر إلى الهدف البعيد، وهو يوم القيامة ولقاء ربهم، وهم مصداقاً طيباً لقولـه تبارك اسمه: )وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (حيث لا ينظرون إلى حياتهم كلها إلا على أنها فترة زمنية قصيرة سريعة الانقضاء، وبالتالي فهم لا يعبدون الله على حرف، أو تهزهم الهزائز بمختلف أشكالها..
إن الصابرين هم الأقلية القليلة التي آلت على نفسها ألاّ تتأثر بالصعوبات، فتتراجع عن الهدف الذي رسمته لنفسها. ويخطأ من يدعي أن ثمة نهاية للصبر أو حدوداً، بل إن صبر المؤمنين لا ينتهي حتى يصلوا إلى يوم القيامة فيلاقوا ربهم، حيث يوفيهم أجورهم بغير حساب، وهو الأمر المتوقع لصبر كان بلا حدود.

مع تحيات:
مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله

موقع مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى المدرسي

  





            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

مقال رسالي: ‏(كيف مارس الأمير الحاكم ... قيمة الحرية والعدل !؟)‏_ساهموا بنشره معكم

كيف مارس الأمير الحاكم ... قيمة الحرية والعدل !؟

http://www.wlidk.net/upfiles/3El76242.jpg

حري لنا ونحن نقلب صفحات التاريخ أن نقف على بوابة القيم الإسلامية، بوابة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ولنا أن تأمل العِبر التاريخية من تاريخه العطر لان الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه " لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب" فدعونا نقف على وقفتنا في تاريخه الطويل لكي ننظر كيف مارس أمير المؤمنين (ع) الحرية والعدل في ظل حكومته الإسلامية مسطراً للتاريخ وللأجيال القادمة والحكومات القائمة بعده كيف يرى الإسلام الحرية والعدل وكيف أصبح اليوم بعده؟!.

ينقل لنا التاريخ في مواقف كثيرة كيف أن الخوارج كان يقفون في وجه أمير المؤمنين ويتهددونه صائحين " لا حكم إلا لله " فيرد عليهم الأمير " الله أكبر، كلمة حق أريد بها باطل!" أنظر للغة الحرية في الحوار وكيف ضمن الأمير لمخالفيه في الرأي حرية التعبير بآرائهم رغم أنه كان الحاكم على خمسين دولة في مثل يوماً هذا، لم يغتر بكونه حاكماً لكنه مارس الحرية على رعيته كونه عارفاً أن الحكم لا يدوم لكن قيم السماء وسنن الإله تدوم وتدور.

واقلب معي صفحات التاريخ وانظر مقتله، كيف يسطر لنا عليٌ نموذج العدالة الإسلامية وهو يوصى ابنه الحسن عليه السلام قائلاً " لا ألفينَّكم تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا تقتلنَّ بي إلا قاتلي" ويواصل عدالته إذ يوصي بالطعام والشراب لقاتله وأن يضربوه ضربة واحدة إذا هو مات، فجميل للشخص أن يبدأ بنفسه قبل الغير وهذا عليٌ بدأ بتطبيق العدل على نفسه قبل غيره.

فكم عظيم أنت أيها الحاكم الإسلامي كيف سطرت للتاريخ نموذجاً للحرية والعدالة في ظل حكومة قيم السماء، حكومة الإسلام الحقيقي، وكم هو حزين أن نرى اليوم كم ابتعدت الحكومات عن هذا النموذج المشرق؟!

فاضل المناسف
العوامية




            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

30 أغسطس 2010

ملخص بعنوان: ‏(المرجع المدرسي: الطرق الفلسفية لا توصلنا إلى معرفة الله)‏ لمواضيع بينات من فقه القرآن الكريم التي يلقيها سماحة المرجع المدرسي دام ظله_ساهموا بنشره معكم

بسم الله الرحمن الرحيم

المرجع المدرسي: الطرق الفلسفية لا توصلنا إلى معرفة الله

http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%8A+%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9.jpg?gda=UN3c_vAAAAAp3ytZOR2w1FYBFSm6WNjpGfKgmR9l65sU6eypDsOEsqd3i2TQrX3rFM-64gNu_JezOF-GbltLitr8BkoCQrIwsk3ZLHNeAYKYg0KIGDNu1uB_MPEu2w5DE5cFTX2sqquIAWtIFIVM4eDJyt1GRnPQjGjwL3A2E1CcUN06sHqpx9evKlPgpDjB8AW804pdbhGIqvUaj-UM8fC5PaSFFSRfKVNDtMy2WNCdTrp06qUejVDRSt92oDZJAdUFhoPwWQ86uCmQM8O3N4fss2IbgF7X74vo24I5N2DY__ohYSrs4G3FU91bWBii3KPv5fvAM40

ملخص تفسير (بينات من فقه القرآن الكريم) الليلة الخامسة عشر من شهر رمضان المبارك1431هـ

أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي )دام ظله( على ضرورة التوجه إلى آيات الله في الخلقة من أجل معرفة الله والابتعاد عن الطرق البشرية الموضوعة في ذلك، جاء ذلك خلال درس التفسير اليومي الذي يخصصه للتدبر في سورة الروم- في ليالي شهر رمضان المبارك.

وقال سماحته في ابتداء حديثه :" إذا نظرت في عالم الخلق إلى حولك سترى إن لجميع المخلوقات جانبين، فمن جهة ترى الكمال والجمال والنظم والدقة والإتقان وترى آثار القدرة والحكمة متجلية في كل المخلوقات. فإذا نظرت إلى الخلية الواحدة في جسمك تتجسد عندك عظمة الله وحكمته وتدبيره، وإذا نظرت إلى عينك وجدت أن فيها أكثر من ثلاثة ملايين خلية تعمل كلها بدقة وانتظام شديدين، وإذا نظرت أيضا إلى الشجرة الباسقة تجد أن جميع النعم التي يمكن أن تُعطى للشجرة، قد أعطيت لها بالفعل، من جذور تمتد إلى أعماق الأرض إلى مجموعة من السيقان المتصلة وكذلك الثمار والأوراق و ... كذلك كل الكائنات في هذا الكون، من اصغر ذرة إلى أعظم مجرة تجد فيها آثار الكمال.

لكن في المقابل تجد بُعداً آخر من أبعاد الكائنات، ألا وهو بعد النقص. فكل شيء في هذا الوجود محدود بعدة حدود:

أولاً: المحدودية الزمانية، فلكل شيء اجل لا يمكن أن يتجاوزه، فكان له بداية وسيكون له نهاية (مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى)

ثانياً: المحدودية المكانية، فكل شيء محدود بمكانه الذي يشغله، فلا يسعه أن يشغل مكانا أوسع وأعظم، وحتى الشمس بعظمتها لا تشغل إلا جزءا بسيطاً جداً من هذا الكون الرحيب. فلا يمكن لشيء أن يكون في مكانين في آن واحد بل هو محكوم بمكانه.

ثالثاً: محدودية القدرة، فلكل شيء مقدار من القدرة لا يمكن أن يتجاوزها.

رابعاً: محدودية السنن، فكما بينّا سابقا أن الله خلق السماوات والأرض وجعل فيها سنناً وقوانين تنظم أمر الخلق، فكل الكائنات محكومة ومحدودة بهذه القوانين، كقانون الجاذبية وقانون الحرارة و...

فكل هذه المحدوديات وكل هذا القدر من النقص يدلنا على أن المخلوقات لم تخلق نفسها، لأنها لو كانت قد خلقت نفسها لم تكن بهذا القدر من النقص والمحدودية، ثم نستنتج بأن الخالق ليس كذلك، فليس له أي محدوديات وليس عنده أي نقص – عز وجل عن ذلك- فعند ذلك نقول (سبحان الله) فهذه الكلمة تعني أن الله منزّه عن كل ما نتوهمه من شبه بمخلوقاته ومنزّه عن أي نقص فيه.

(فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)

فكلما نرى آثار الكمال في المخلوقات وهي نعمة أنعمها عليهم وعلينا نقول (الحمد لله)، ولكما نجد آثار العجز والنقص نعرف أن الله عز وجل منزه عن ذلك، فنقول (سبحان الله).

معرفة الله، بين حدي التشبيه والتعطيل

كما قلنا سابقا فإن عقولنا قاصرة عن أن تفهم شيئاً من الله سبحانه وتعالى. فنحن لا نستطيع بعقولنا إلا أن ننفي العدمية بالنسبة إلى الله، يعني أن نثبت بأن للكون خالقاً، لكن كيف هو؟ وكيف صفاته؟ لا نعرف، ولا يسعنا إلا أن نقول انه ليس كمخلوقاته، بمعنى أن ننزّهه عن التشبيه. وبمعنى آخر نخرجه من حدّي (التعطيل) و(التشبيه)، فنستطيع ان ننفي جهله، لكن أن نثبت علمه و كيفية علمه – وهو الذي جادل فيه الفلاسفة على مر العصور- فليس لنا إلى ذلك من سبيل. لذلك قال العلماء قديماً: (خذ الغايات واترك المبادئ).

فإذا قرأت الآية المباركة (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) فلا تفكر بالــ(مبادئ) وتقول: كيف يحب الله؟
هل حبه لهؤلاء كحبنا؟
هل غضبه كغضبنا؟
وسلسلة طويلة من الأسئلة الأخرى، هنا يقول العلماء (خذ الغاية)، فالله حينما يحب شيئاً يبارك فيه، فنفهم آثار حب الله.

فلا يمكن أن نفهم بعقولنا أي شيء من صفات الله، فكل كلمة نقولها عن الله، بل كل تصور نتصوره، إنما هي صفة للمخلوق، فلا يسعنا هنا إلا أن نقول (سبحان الله)، أي أن ننزهه عن كل ما نتصوره.

الطريق إلى معرفة الله

لكن السؤال الأساسي: إذا كنا غير قادرين على معرفة الله فكيف نقرأ في الحديث الشريف (أول الدين معرفته) فكيف أمرنا أن نعرف الله ونحن عاجزون عن ذلك؟

وللجواب على هذا السؤال نقول، صحيح إننا لا نستطيع بعقولنا أن نعرف الله، لكن هناك منهج نستطيع عبره ليس أن نعرف الله فقط بل أن نراه ونأنس به. وهذا المنهج هو منهج الهي يختلف عن المناهج البشرية وهو معرفته عبر النظر في آياته.

فالإمام علي عليه السلام يقول لحبر من حينما يسأله : (هل رأيت ربك حين عبدته؟).

فأجابه: (ويلك،ما كنتُ أعبد رباً لم أره.

ثم قال : لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان).

فلنقرأ دعاء الافتتاح ونرى كيف أن المعصوم عليه السلام يتكلم مع الله سبحانه (الحمد لله بجميع محامده كلها، على جميع نعمه كلها) ثم يشرع الإمام ببيان حمده لله (الحمد لله الذي ليس له منازع يعادله، ولا شبيه يشاكله، ولا ظهير يعاضده..) (الحمد لله الذي يؤمن الخائفين، وينجي الصالحين، ويرفع المستضعفين، ويضع المستكبرين ويهلك ملوكا ويستخلف آخرين).

ولننظر كيف يناجي أبو عبد الله الحسين عليه السلام ربه يومَ عرفه ويقول: (كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك!، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك)
فكل شيء في هذا الوجود يدل على الله سبحانه وتعالى، فإذا ذهبت إلى الصحراء ونظرت إلى الظلال الوارفة ورأيت التلال والأشجار والحيوانات، لكنك أنكرت وجود الشمس، أليس يُشكُّ في عقلك؟ لأن كل شيء إنما يُرى بنور الشمس، أما الشمس فلا تحتاج إلى نور يضيئها. فكل المخلوقات في هذا الكون موجودة بالله سبحانه وتعالى ولولاه ولولا فيضه الدائم لما بقيت طرفة عين، فلذلك تكون المخلوقات كلها دالة على الله. لذلك نقرأ في الدعاء (عميت عينٌ لا تراك عليها رقيباً).

وهذا ما نجده أيضا في المناجاة الشعبانية (وأنِر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة).

لكن كيف؟ لا نحتاج إلا أن نطرد الأغيار من قلوبنا (وأن الراحل إليك قريب المسافة و أنك لا تحتجب عن خلقك، إلا أن تحجبهم الأعمال دونك).

وفي نهاية حديثه أكد سماحة المرجع المدرسي على الاهتمام بالصلوات اليومية وبالصلوات المستحبة فهي (قربان كل تقي)، وهي (معراج المؤمن) وهي (عمود الدين)، وأكد أيضا على ضرورة الدعاء والتوجه إلى الله سبحانه في ليالي شهر رمضان المبارك لينقذ المسلمين من المشاكل المختلفة التي تحيط بهم .


موقع مكتب المرجع الديني آية الله العظمى المدرسي دام ظلّه




            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

بصائر مرجعية ‏‏(7 + 8)‏‏ ‏(أداء الأمانة والنقد الذاتي)‏+‏(عن الصدق والصادقين)‏_ من سلسلة أحاديث رمضانية_ساهموا بنشره معكم‎






أحاديث رمضانية – 7

"من كلمات المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله"

أداء الأمانة والنقد الذاتي
http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%8A+%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9.jpg?gda=UN3c_vAAAAAp3ytZOR2w1FYBFSm6WNjpGfKgmR9l65sU6eypDsOEsqd3i2TQrX3rFM-64gNu_JezOF-GbltLitr8BkoCQrIwsk3ZLHNeAYKYg0KIGDNu1uB_MPEu2w5DE5cFTX2sqquIAWtIFIVM4eDJyt1GRnPQjGjwL3A2E1CcUN06sHqpx9evKlPgpDjB8AW804pdbhGIqvUaj-UM8fC5PaSFFSRfKVNDtMy2WNCdTrp06qUejVDRSt92oDZJAdUFhoPwWQ86uCmQM8O3N4fss2IbgF7X74vo24I5N2DY__ohYSrs4G3FU91bWBii3KPv5fvAM40
)إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً( (النساء/58)
أروع ما يكون عليه الإنسان أن يرتفع بمستواه، فيحترم الآخرين ويحترم حقوقهم لديه، فيدعى إذ ذاك أمينا يعيش خارج ذاته في محيط الحق وأفق الصدق ومستوى العدالة..
وقد تكون الأمانة شيئاً بسيطاً، فيتحمل المرء أمانة قلم أو خاتم أو أي شيءٍ حقير الثمن، وقد يتحمل أمانة بيت وأسرة ووصايةً على يتيم صغير. فالأمانة لا فرق بين كبيرها وصغيرها، لأنها تجعله في ميزان يحدد له موقعه بين الحق والعدل وهموم الآخرين والقدرة على تحمل المسؤولية من جانب، وبين حبس الذات في دائرة الشهوات والأنانيات.
ولمّا كان المؤمن قد صدّق واعترف بحق الله عليه، فإنه قد أنعتق من عبودية الذات وانطلق إلى أفق العدالة، لأن حق الله عليه هو الإيمان به وبكلماته وحقوق العباد تجاهه. فالإيمان بالله ليس مجرد كلمة أو علاقـة ضبابية بين المرء وخالقه، إنما هي علاقة بينه وبين الحق؛ أي الحق الذي يجب أن يحُترم ويُعترف به ويؤدى بالقدر الممكن.
لذلك؛ فإن ربنا سبحانه وتعالى قد أمر عباده بأداء الأمانات إلى أهلها ضمن سياق قرآني مطلق شامل، لإضفاء المفهوم الأوسع على طبيعة الحركة الإيمانية في هذا المجال، فضلاً عن الناحية القانونية له.
)إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا( تعنى ضرورة تحمل كل إنسان أمانته، حتى أن حق الوالدين والأولاد والزوجة وذوي الأرحام والأصدقاء كلها أمانات عليه أداؤها، هذا أولاً.
وثانياً: إن الإنسان يجب أن يسعى باتجاه أداء الأمانة إلى أهلها وعدم خيانتهم بتسليمها إلى غيرهم، وليعلم انه ليس من المستحسن أن يتغافل عن مسؤولية أداء الأمانة ثم تراه يعكف على تدوين قائمة عريضة يضمنها وصاياه التي لا تنتهي، الغرض منها تلافي الخيانة التي ارتكبها طيلة سني عمره، فيثقل كاهل أولاده بعد وفاته، لأنه ليس من المعلوم أو المضمون حرص والتزام الموصى لهم بمثل هذه الوصية الطويلة والمكلفة.
فلينظر كل إنسان في شهر رمضان؛ شهر الرحمة والمغفرة وشهر النقد الذاتي والمحاسبة الذاتية، فلينظر إلى نفسه لإعادة حساباته عبر ساعات التفكير والتدبر في آيات القرآن الكريم وتلاوة الأدعية المباركة وساعات الصلاة، وصياغتها صياغة تنتهي إلى حالة مراجعة ذاتية إيجابية. فلا تبقي حقا -صغيراً أو كبيراً- منغلقا في ذمتك، سواء كان هذا الحق حقاً ذاتياً أو حقاً لله أو حقاً للآخرين، مالياً أو معنوياً.

مع تحيات:
مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله

موقع مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى المدرسي


بسم الله الرحمن الرحيم

أحاديث رمضانية – 8

"من كلمات المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله"

عن الصدق والصادقين
http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%8A+%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9.jpg?gda=UN3c_vAAAAAp3ytZOR2w1FYBFSm6WNjpGfKgmR9l65sU6eypDsOEsqd3i2TQrX3rFM-64gNu_JezOF-GbltLitr8BkoCQrIwsk3ZLHNeAYKYg0KIGDNu1uB_MPEu2w5DE5cFTX2sqquIAWtIFIVM4eDJyt1GRnPQjGjwL3A2E1CcUN06sHqpx9evKlPgpDjB8AW804pdbhGIqvUaj-UM8fC5PaSFFSRfKVNDtMy2WNCdTrp06qUejVDRSt92oDZJAdUFhoPwWQ86uCmQM8O3N4fss2IbgF7X74vo24I5N2DY__ohYSrs4G3FU91bWBii3KPv5fvAM40
)مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا( (الأحزاب/23)
إن الصدق هو علامة وفضيلة المؤمن البارزة، إذ تراه يصدق مع نفسه، ويصدق مع ربه، ويصدق مع الناس.. والصدق بالنسبة إليه جزءٌ لا يتجزّأ من صميم وجوده وكيانه، فلا يعيش الازدواجية والنفاق والثنائية؛ فما يقولـه هو ما يؤمن به، وما يفعله هو ما يؤمن به، وما يؤمن به يقوله ويفعله. وليست هناك أيّة مسافة بينه وبين الواقع الخارجي. فما يقوله للآخرين هو نفسه الذي يقوله لربه، وما يفعله هو الذي يرتاح إليه ضميره في الدنيا، ولن يخجل منه لدى لقائه ربَّه في يوم القيامة. فتراه يعيش في داخله حالةً رائعة من الاستواء والاستقرار والتوازن والاطمئنان.
وفي شهر رمضان المبارك تسنح الفرصة بشكل واسع إلى السمو بالنفس إلى هذا المستوى الرائع المشار إليه، وهو تضييق المسافة وردم الهوة بين الأعمال والأقوال.
ثم إن الإنسان ملزم بأن يتعرف على موقع قدمه وأين ينبغي لـه أن يضعه، فإذا أراد التعهد لنفسه أو لربه أو للآخرين، عليه وقبل كل شيء أن يحدّد قابلياته وإمكانياته، لئلاّ ينتهي به الأمر إلى أن يكون من الكاذبين.
فالعهد والعقد والوعد ليس إلاّ كلمة تخرج من فم الإنسان، فيكون لها أسيراً ، لأنها بمثابة الوجه الآخر لشخصيته وذمّته ومستوى احترامه. ولمّا كان الإنسان المؤمن بطبيعته كائناً كريماً محترماً، فلا يسعه -والحال هذه- إلاّ أن يضفي على نفسه المزيد من الاحترام، وأن يكنّ لربه وللناس الاحترام، فيكون صادقاً معهم في كل مكان وزمان؛ على النقيض من حالة النفاق والازدواجية التي تجبر المصاب بها على نقض العهد والوعد وعدم احترام الآخرين ونفسه، فتراه قد يعد أولاده -مثلاً- مرة ومرتين وثلاث مرات ولكنه لا يفي بما يعدهم حتى يفقد أولاده الثقة به، وبالتالي يكون بسيرته هذه قد اقتلع لبنة مهمة للغاية في بناء الأسرة، وجرها نحو الدمار. وقد يتعهد أمام نفسه بالتوبة الى ربه، ولكنه سرعان ما يفرّ على وجهه، نتيجة عدم احترامه لنفسه.
وفي آية مباركة يعاتب الله سبحانه بعض المؤمنين الذين لمّا يطهّروا ما قــد يصيب أنفسهم بعد، أو كأنه يرسم للمؤمنين خط الإيمان القويـم، فيقــول: )يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ (. (الصف/2-3) بمعنى أن الذي يقول كلاماً ويتعهد بعهدٍ ثم لا يقف عند كلامه وعهده، ممقوت ومذموم وغير محترم. و الذي لا يحترم نفسه، عليه أن يستعد لعدم احترام ربه والآخرين له.
إذن؛ فضيلة الصدق صفة أساسية في الإنسان المؤمن، وهي تشمل جميـع أبعاد حياته تقريباً، وهو إذا ما عاش هذه الحالة الإيجابية عاش راحة نفسيـة. في حين إن المدمن على الكذب من شأنه الخوف من ذياع حقيقته ونفاقه الخفيين، فلا يجد لنفسه راحة أو استقرار.
إن شهر رمضان الكريم عبارة عن دعوة إلى مراجعة الذات، والاستفادة من القدرة التي وهبها الله تبارك وتعالى إلى الإنسان، والمتمثلة في صناعة الحياة وصياغة النفس باستمرار، لأنه الكائن الوحيد بين المخلوقات القادر على إعادة ما تدّمر لديه. فالكاذب بإمكانه أن يكون صادقاً، والصادق أيضاً بوسعه أن يتحول إلى كاذب.. وشهر رمضان وما يمتاز به من أجواء وعوامل روحية وأخلاقية، فرصة ثمينة سانحة أمام المؤمنين، لكي يضاعفوا من تخلقهم بأخلاق الله، وإنّ من أخلاق الله كلمة الصدق والوفاء.

مع تحيات:
مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله

موقع مكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى المدرسي


            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

تقرير خبري مصور: ‏(افتتاح مؤتمر القرآن الثامن تحت شعار (قيمة الكرامة))‏_ساهموا بنشره معكم

الخباز والنمر والعباس شاركوا في الليلة الأولى
افتتاح مؤتمر القرآن الثامن تحت شعار (قيمة الكرامة)
إعداد التقرير: ملتقى القرآن بسيهات
تصوير: مؤيد القطان.
 عقد ملتقى القرآن الكريم مساء الجمعة 16/9/1431هـ في مدينة سيهات شرق السعودية، الدورة الثامنة لمؤتمر القرآن الكريم تحت عنوان (قيمة الكرامة..آفاقها التشريعية وتجلياتها الإنسانية) تحت ضوء القرآن الكريم.

وقال المنسق العام للمؤتمر الأستاذ عبدالجليل الراشد في كلمة الافتتاح إن " الكرامة عنوان لمجمل الحقوق الأساسية والذي يشكل انتهاكها، انتهاكاً لحرمات الإنسان" مستندا لقوله تعالى(ولقد كرمنا بني آدم).

و ذكر الراشد في كلمة الافتتاح بدور الرسالات السماوية وجهاده ضد كل ألوان التسلط والاستكبار من قبل طائفة لأخرى، سواء باسم الدين أو باسم العنصر واللون والدم، أو عن طريق الثروة وإثارة الشهوات، أو عبر القوة وإثارة الرعب.

و وضح الراشد بأن المؤتمر أختار عنوان (الكرامة) بغية "إغناء الرؤية حول قيمة الكرامة" معتبراً أن"الإنسان الذي يشعر بكرامته يساهم في بناء المجتمع ويعتز بانتمائه الديني، فلا يكون نهباً للأفكار الفوضوية".

وشارك في الليلة الأولى ثلاثة باحثين وهم سماحة الشيخ حبيب الخباز، وسماحة الشيخ عبدالغني العباس، وسماحة السيد حسن العبدالله النمر.

* النمر: الكرامة هي تلبية الحاجيات الطبيعية والضرورية للإنسان:
وقال السيد حسن العبدالله النمر في ورقته والتي عنونها بـ(الكرامة بين بصائر الوحي والفهم البشري)، أن الكرامة " مكون أصيل في الوجود الإنساني وماهيته" فالكرامة "مفهوم مؤسس لمعنى الإنسان وجوهره، ومعبر عن ذاته ووجوده، ولا يمكن التفكيك بين ذات الإنسان ووجوده وبين كرامته"، "ولذا يعتبر العقلاء كرامة الإنسان المظهر الأجلى للإنسانية".

و في تحديده لـ" مفهوم الكرامة الإنسانية في الفهم البشري المعاصر" قال النمر"الكرامة هي تلبية الحاجيات الطبيعية والضرورية للإنسان، ومنها: الحاجيات العضوية كالتغذية والشرب والصحة…، والحاجيات الاجتماعية كالسكن والشغل والتعليم…، والحاجيات الفكرية كحرية التعبير والتفكير… والروحية كحرية التدين والاعتقاد…، وهذه الحاجيات مازال كثير من الناس محرومين منها".

وأردف النمر أن ": الكرامة مبدأ كوني بغض النظر عن ديانة الأشخاص أو لونهم أو جنسيتهم، وهي مرتبطة بمبادئ حقوقية يتداخل فيها البعد الوطني والإسلامي والكوني"، معتبراً أن " الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يجسد أرقى ما وصل إليه الفكر البشري في منح الإنسان المكانة التي يستحقها".

*الخباز: الكرامة الانسانية اليوم تتعرض للتدهور اكثرمن أي وقت مضى:
وقال الشيخ حبيب الخباز في بحثه الذي جاء بعنوان (التأصيل القرآني لقيمة الكرامة) " إن هذا العالم يفتقر إلى قيم الحضارة الإنسانية والمبادئ العادلة، وان التقدم الهائل في العلوم والتكنولوجيا لا يوازي مستوى الانحطاط والتدهور".
 مضيفاً أنه "وبسبب هذا الانحراف يشهد العالم أزمات متتالية ومتفاقمة تسود العالم وتؤثر عليه بشكل أو بآخر، ومن أهم انعكاسات هذه الأزمات هو تفشي المشاكل المستعصية في الأمراض والحروب والتسابق النووي، وعوامل التخلف مثل الفقر والبطالة وتفشي أنواع الجريمة"، لهذا فإن " الإنسان اليوم والبشرية جمعاء تفتقد إلى أهم مقومات حياتها وسعادتها واستمرارها مثل الأمن والاستقرار والرفاهية".

وتساءل الخباز عن دور (منظمات حقوق الإنسان والصحوة في العالم)؟! متهماً إياها بالـ"العجز" في مواجهة "التحديات" وذلك لخضوعها " تحت لواء الحكومات والأنظمة السائدة والمهيمنة".

وحذر الخباز من "تدهور الكرامة الإنسانية"، كما حذر من أهداف الدول العظمى في "هدم القيم الإنسانية والأخلاقية".

ودعا الخباز خلال عرض بحثه للعودة إلى القرآن الكريم، حيث يرى أن القرآن عندما يستعرض مفهوم الكرامة فأنه "يتحدث عنه من كل الأبعاد والجوانب الحياتية،وكذلك على مستوى الدنيا والآخرة"، وأضاف " أن النظرة القرآنية هي النظرة المثالية لقيمة الكرامة والشاملة والمعمقة التي تنبع من فهم الحياة أولا، وثانيا أصالة الإنسان، وطبيعة الأهداف والتطلعات نحو المستقبل".

* العباس: الغاية من منظومة الأحكام الشرعية تحقيق الكرامة الإنسانية:
واختٌتمت أبحاث الليلة الأولى بورقة الشيخ عبدالغني العباس والتي كانت بعنوان (جدلية العلاقة بين قيمة الكرامة والقيم القرآنية الأخرى) وقال العباس "نلاحظ أن بعض فلاسفة الغرب يصرون على الفوضى القيمية حتى يكون بإمكانهم سلب القداسات عن مختلف القيم وضمن أنساق مختلفة من المصالح"، موضحاً أن "الكرامة قيمة مكتسبة من النص الديني وهي تتصور في مستويات ثلاثة:
الأول: أنها تعتبر من ذاتياته لأنه خليفة الله في أرضه.
والثاني: أن الكرامة عز للإنسان، وهذا العز نابع من التوحيد.
والثالث: ولأن الكرامة كذلك شرع له البحث عن الكرامة خصوصا إذا كان هناك من ينتهك هذه الكرامة".

واختتم العباس بحثه بالتأكيد على أن منظومة الأحكام الشرعية من الواجبات والمحرمات الغاية منها تحقيق الكرامة الإنسانية.

التعقيبات:
أتيحت بعد عرض الدراسات الفرصة للتعقيب عليها، حيث عقب الأستاذ علي آل زواد على دراسة السيد حسن العبدالله النمر حيث عرض عدة تساؤلات في مفهوم الكرامة، أعتبر الزواد أن تلك التساؤلات لم تجب عنها الدراسة.
ورد النمر على التعقيب "بأن للباحث مرجعية في تعريف مفهوم الكرامة، ولابد أن نخضع المفهوم إلى هذه الفلسفة التي يعتقد بها الباحث ويرجع إليها".

وعلى دراسة الخباز عقب سماحة الشيخ عباس السعيد وعرض في تعقيبه عدة مميزات امتازت بها دراسة الخباز منها محاولته الجادة للتأصيل لقيمة الكرامة، والربط المعمق لقيمة الكرامة بالقرآن الكريم، كما أعتبر السعيد شحن الدراسة بالآيات ميزة في البحث، إلا أن السعيد أنتقد هذا الشحن لكونه جاء على مستوى الاستشهاد أكثر من كونه على مستوى التأسيس والانطلاق.

 وقال السعيد أن دراسة الخباز انطلقت من (قيمة العبودية)، ولكن حينما ندقق في قيمة العبودية اُشترط فيها مسألة (الكفر بالطاغوت) لحفظ الكرامة الإنسانية.
كما عقب السيد إبراهيم الزاكي على مجمل الدراسات حيث رأى الزاكي بأن ما طرح في المؤتمر واُستمع إليه (كلام جميل) إلا أنه يظل دائماً مفاهيم نظرية لا يتم تداولها إلا في هكذا مؤتمرات -حسب تعبيره-.

وتعقيباً على مداخلة السيد الزاكي قال الشيخ عبدالغني العباس "إن مختلف المشاريع والمؤسسات لديها استهدافات، ولو راجعنا تاريخ الأمم لرأينا أن مسيرتهم بدأت صغيرة"، مكملاً"الأهم أن يكون هناك وعي ومن ثم يتحول الوعي إلى أمر عملي".

الجدير ذكره أن مؤتمر القرآن الكريم يواصل عرض الدراسات في اليوم الثاني للمؤتمر وذلك في حسينية الرميح في سيهات بمشاركة سماحة الشيخ محمد المحفوظ وسماحة الشيخ محمد العليوات.



‏1.jpg‏
‏ 204كيلوبايت عرضتنزيل

‏2.jpg‏
‏ 268كيلوبايت عرضتنزيل

‏3.jpg‏
‏ 225كيلوبايت عرضتنزيل

‏4.jpg‏
‏ 247كيلوبايت عرضتنزيل

‏5.jpg‏
‏ 160كيلوبايت عرضتنزيل

‏6.jpg‏
‏ 223كيلوبايت عرضتنزيل

‏7.jpg‏
‏ 225كيلوبايت عرضتنزيل

‏8.jpg‏
‏ 232كيلوبايت عرضتنزيل

‏9.jpg‏
‏ 194كيلوبايت عرضتنزيل

‏10.jpg‏
‏ 189كيلوبايت عرضتنزيل

‏11.jpg‏
‏ 230كيلوبايت عرضتنزيل

‏12.jpg‏
‏ 180كيلوبايت عرضتنزيل

‏13.jpg‏
‏ 243كيلوبايت عرضتنزيل

‏14.jpg‏
‏ 218كيلوبايت عرضتنزيل

‏15.jpg‏
‏ 221كيلوبايت عرضتنزي





            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html