السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

30 يونيو 2009

حملة التكبير مع بداية الاجازة ‏(دعوة للتكبير ليلة الخميس تضامناً مع المعتقلين)‏ انشروا معكم هذا الخبر

دعوة للتكبير ليلة الخميس تضامناً مع المعتقلين
شبكة الملتقى - 29 / 6 / 2009م - 1:19 م




دعت مجموعة شبابية عبر المنتديات والايميلات ورسائل جوال الى حملة للتكبير من فوق أسطح المنازل، تضامناً مع معتقلي الكرامة، والمعتقلين المنسيين الذين أمضوا 13 عاماً من زهرة شبابهم في السجون بلا ذنب اقترفوه، وبتلفيق من السلطات الأمنية والأميركية في تحقيقات انفجار الخبر عام 1996.

وقالت الرسالة المتداولة:

تضامن مع المعتقلين .. إن كلمة الله أكبر تهز عروش الجبابرة (العلامة النمر).

وكخطوة أولى للتعبير عن رفضنا للانصياع للجور الذي نزل على معتقلينا، ندعوكم لحملة التكبير التي ستدوي إن شاء الله يوم الأربعاء ليلة الخميس 8 / 7 / 1430 هـ، وذلك في تمام الساعة: 8،00 إلى 8،30  مساءاً


المعتقلون أمانة في أعناق الجميع ، ولن نقبل بفتات الفتات فضلاً عن الرضا بالفتات، ولن نكتفي بالمطالبة بالحقوق، بل سنسعى لإيجادها وتحقيقها في واقعنا الخارجي قدر ما نتمكن ونستطيع، ولن نقبل أن نكون على هوامش الهوامش فضلاً عن الرضا بأن نكون في الهوامش، ولن نكتفي بالمطالبة بأن نكون في الصدارة، بل سنعمل ونسعى لأن نكون فيها.


﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.


﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى*وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى﴾


﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا* وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا * كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا * انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً﴾.






            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

معتقلي الكرامة إلى العوامية اليوم الثلاثاء ...الف مبروووك


 
معتقلي الكرامة إلى العوامية اليوم الثلاثاء
العوامية على الشبكة - 30 / 6 / 2009م - 12:24 ص
أفادت مصادر متعددة أن السلطات السعودية أنهت استعداداتها للإفراج اليوم الثلاثاء عن معتقلي الكرامة الـ 20.

وذكرت المصادر بأن قرار الإفراج الصادر من إمارة المنطقة الشرقية جاء بعد أخذ التعهدات على المعتقلين بعدم المشاركة مستقبلاً في أي من أنشطة التعبير عن الرأي إحتجاجية كانت أم تضمانية.

كما أفاد أهالي المعتقلين بأن السلطات السعودية التي أبلغتهم للحضور لاستلام أبنائهم صباح اليوم  قد ألزمتهم أيضاً قبل أيام بالتوقيع على تعهدات تقضي بمنع أبنائهم من المشاركة في أي من الأنشطة المذكورة.


العوامية

وقد عزم الأهالي على إقامة حفل استقبال للمعتقلين في حسينية العباس ليلة الأربعاء من الساعة الثــ 8 ــامنة مساءً إلى الساعة الــعــ 10 ــاشرة.
ويأتي إطلاق سراح معتقلي الكرامة بعد أكثر من 3 أشهر من الاعتقال التعسفي كما اعتبرته منظمة العفو الدولية وذلك على خلفية اعتصام احتجاجي لمطاردة السلطات للشيخ النمر ومحاولة اعتقاله لمطالبته عبر خطبة الجمعة بإنصاف الشيعة ورفع التمييز الطائفي الذي مازال يمارس بحقهم.

هذا ولم يعرف مصير بقية المعتقلين من الشيعة الذين تم اعتقالهم لأسباب طائفية مؤخراً كـ كامل الأحمد على خلفية اعتصامات أحداث البقيع في صفوى والحاج عبدالله المهنا على خلفية مصلى الخبر.
 
وفي ذات الوقت برزت إلى السطح قضية المعتقلين الشيعة المنسيون بعد المستجدات التي كان آخرها تقرير IPS  الأمريكية والتي أكدت براءة الشيعة من تفجير الخبر وأن القاعدة من تقف ورائها.
المعتقلين المنتطر الإفراج عنهم ..


  1. أمين حسين الفرج
  2. حسين حسن آل ربيع
  3. زكريا سعود آل لباد
  4. عقيل عبد الله آل ربح
  5. علي أحمد الفرج
  6. علي حسن الزاهر
  7. عمار علي العبد الجبار
  8. فاضل مكي المناسف
  9. فلاح حسين الفرج
  10. سيد ماجد مصطفى آل شيبان
  11. محمد أحمد الكعبي
  12. محمد حسين آل عمار
  13. محمد علي آل حريز
  14. محمد فيصل الفرج
  15. مسلم صالح مبيوق
  16. مكي سلمان الربح
  17. منير محمد الزاهر
  18. ميرزا عبدالهادي البناوي
  19. نوح عبد الله الفرج
  20. نوح علي العبد الجبار




            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

28 يونيو 2009

مقال رسالي: ‏(عندما يخرج الشيخ نمر!‎)‏ ساهموا في نشره معكم


 
عندما يخرج الشيخ نمر!‎






عبدالله ضيف الزاهر - 27 / 6 / 2009م - 4:38 م
قال تعالى ﴿قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ[1] 
أن المجتمعات المنهزمة التي تحس بأنها غير قادرة على فعل شيء أو إحداث تغيير على واقعها المتردي،فيكون التبرير على تراجعها هو الإمكانيات والضعف والتراخي والخوف هو ديدنها ،والله سبحانه وتعالى يعطينا مثال على ذلك المجتمع صاحب منطق الانهزام والتراجع و هو بني إسرائيل، أما الإنسان الحي والأمة الحية والفئة المتطلعة للكرامة فتقول على الرغم من قلة الإمكانات والعدد والتخاذل الداخلي أننا مستعدون بعون الله تعالى على الثبات والله سيوفيننا وعده الحق أذا دعوناه والتجأنا إليه ﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ  [2] 

فمد الله سبحانه هؤلاء بالقوة لما رأى منهم العزيمة القوية والإرادة ﴿ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ[3] 
 
بعد هذه المقدمة السؤال المطروح بشكل طبيعي نحن إلى أي الأقسام ننتمي ؟ 

لا شك عندي أن القضية التي نعيشها منذ أشهر أي منذُ خطاب الشيخ نمرا( حفظه الله) إلى الآن والتبعات التي لحقت بالخطاب والتشنج ألامني الغير مبرر الذي على أثره تم اعتقال أخواننا، مر مجتمعنا بنوع من المد والجزر والتباين الواضح في الحراك الدبلوماسي والشعبي .
 

وعند قراءة هذه الفترة سنجد بعض الملاحظات التي تعبر عن تركيبة مجتمعنا التي من ضمنها  :

1-التفاعل السريع والفتور الأسرع ، يعني مثل المثل الذي يقول "نار في ليفه" أي سريع الاشتعال وسريع الانطفاء ، والدليل على ذلك نرى آن التحرك من جميع الأطراف يكاد أقول يكاد أن يكون معدوم ما عدى بعض التحرك على قضية المعتقلين .أما قضية اختفاء الشيخ لا تمس من بعيد أو قريب في أروقة التعاطي مع السلطة .

2-ومن الملاحظ  هناك شبه تسليم بما آلا إليه الأمر وكأن الشيخ نمر ليس مطارد وأن المعتقلين ليسوا في السجن.

3-هناك فئة في مجتمعنا مع الأسف الشديد أقول الشديد لا هم  لهم ألا الاصطياد وتصفية حسابات حتى لو كان على حساب الشيخ أو مصير المعتقلين .

4-غياب تام لدور العلماء و لا تعليق على ذلك لأنه ليس بشئ الغريب. 

أنا لست هنا لكي اجلد الذات أو أعاتب ولكن أنا هنا أريد أن اطرح تساؤل على ضوء هذه المعطيات هو :
عندما يخرج الشيخ ماذا سيحدث؟!

وما يجعل ألإجابة على هذا السؤال أكثر إلحاحا هو تصريح سماحة الشيخ بالخروج في مقاله الأخير.
وليس من المنطق طبعاً أن يبقى الشيخ بعيدا عنا بدون جرما اقترفه ألا كلمة حق قالها من اجل صالح الجميع! وليس من اجله،
 فبتالي علينا نحن تحمل المسؤولية اتجاه حتى لو هو لم يطلب ذلك.


في اعتقادي إن الإجابة على هذا السؤال مهمة ومعرفتها ستكون لصالح الجميع وحتى السلطة أيضا، وهي حتى لا يقع ما لا نحمد عقباه وهو لا سمح الله هو اعتقال الشيخ كما المتوقع وهذا هو أسوء أمر قد يحصل وهو طبعا خسارة كبيرة جدا وليست مسألة هينة .
ولكي نتجنب ذلك و نتجنب أثار هذا الحدث لابد من التحرك السلمي والإعلامي  الصحيح و المطالبة الجماهيرية  برفع المطاردة عن الشيخ فضلا عن اعتقاله أو التضييق عليه، وإعطاءه الحرية في ممارسة دوره كعالم مصلح يريد الخير للبلاد وهذا ما أثبتته الرؤى التي طرحها سابقا ، ألا إن السلطة ومع الأسف لا تسمع لما يقول بأذان واعية ،فعلينا ان لا ننتظر اعتقال الشيخ بقلب بارد .
وحتى لا ندخل في تشنج امني من جديد.
 

والأمر الآخر: هو الافراج عن المعتقلين بأسرع وقت ممكن وهذه مسؤولية الجميع وليس الأهالي فقط وكل هذا بالطرق الصحيحة حتى يتم الاستجابة للمطالب بدون اصطدامات .
والأمر الأخير: أن تبقى هذه القضية حاضرة في أذهاننا وفي وجداننا و نضعها في أولوياتنا وليس الهوامش ويجب ألا يغيب عن مواقعنا الالكترونية و أحاديثنا فعلى جميع السعي لحل هذه القضية فهي مسؤولية الجميع وهو حق الشيخ علينا وحتى لا ينطبق علينا الحديث الشريف (عالم ضاع بين جهال) وهو أيضا  حق إخواننا المعتقلين علينا .  




            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

27 يونيو 2009

نص+صوت خطبتا الجمعة ‏(1)‏ الامة بين الإعلام القيمي والمصلحي 2) الأئمة يقودون حركة الاصلاح) لسماحة الشيخ عباس السعيد_ ساهموا بنشرها معكم

خطبتي الجمعة بتاريخ 3-7-1430 هـ 
الخطبة الصوتية (1): الامة بين الإعلام القيمي والمصلحي

الخطبة الصوتية (2): الأئمة يقودون حركة الاصلاح
http://www.mediafire.com/?n5kuny42m0w

كلا الخطبتين الصوتية معاً:
http://www.mediafire.com/?ymjoy4qi1lk


http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%B4%D9%8A%D8%AE+%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF2.jpg?gda=wfDK6ocAAAAaEI6q13t3NKEponfgG5OxnqElHNoEkJcW4TgbKBw66Wf_J335S0nvJM8I7KelEC35oHdtEyiDRihpYuyDcmDcY6vMLTs5Xxq-a7lPfHofrbo8AHmRqGt617AqF5IVXYIWGC9bGGc8UNhVpRlrHL3e4jX5QZ0vdHnBDt87893RKnleHbr-qQzBoYYWXY0JTQM

خطبتا الجمعة بتاريخ: 3/7/ 1430
الخطبة الأولى: الأمة بين الإعلام القيمي والمصلحي

إن الإنسان هو المحور الأساس في عملية التغيير والإصلاح، فكل مجتمع ينشد الإصلاح، وكل حركة تتطلع نحو التغيير، تجعل من الإنسان محوراً لحركتها ومسيرتها، بل إن كل من يتطلع إلى أن يمتلك زمام الحياة لا بد له أن يمتلك رصيداً إنسانياً يعضدُ حركته ومسيرته، ولهذا نجد أن قوى الشر في العالم تجند آلتها الإعلامية من أجل الاستحواذ على عقل الإنسان.
أهمية الإعلام ودوره
وهكذا كل مجتمعٍ، وكل حركة تستهدف التغيير والإصلاح لا بد لها أن تمتلك سلاح الكلمة، لا بد لها أن تمتلك الإعلام الهادف الموجه، فالكلمة لها تأثيرٌ كبير على رؤى الإنسان ومواقفه، فهي التي تبلور وعي المجتمع بأهدافه وتطلعاته، وهكذا الإعلام هو الذي يصيغ رؤى المجتمع السياسية والثقافية، التي عليها تتشكل المواقف، وعليها يتكون الرأي العام.
فللإعلام دورٌ خطيرٌ في التأثير على مسيرة الأمة، فهو الذي يدفع الأمة إلى قيمها وتطلعاتها وأهدافها، وهو الذي يُبعد الأمة عن قيمها وأهدافها، فهو إما أن يبلور شخصية هذه الأمة وهويتها الأصيلة، وأما أن يكون أداة لتفتيت هذه الأمة، والقضاء على هويتها وشخصيتها.
ولهذا يمكننا القول: أن وعي الأمة على الصعيد السياسي والثقافي محكومٌ بالإعلام، ولهذا أدرك الغرب بأنه متى ما هيمن على الإعلام متى ما هيمن على هذه الأمة، فالهيمنة الإعلامية طريقٌ للهيمنة على العقول، وكان الغرب ولا زال يستخدم الإعلام كسلاحٍ فتاكٍ للإجهاز على ما تبقى في هذه الأمة من قيمٍ ومن شخصية، وهكذا أدرك الجاثمون على صدر هذه الأمة خطورة الإعلام، ولهذا أصبح الإعلام رهينة عند أصحاب المصالح، لأنهم يدركون تداعيات الحرية الإعلامية، وماذا يعني أن يبقى الإعلام طليقاً حراً من الأصر والأغلال!
إن الإعلام اليوم ليس مجرد قناة لنقل الأخبار السياسية والثقافية، وإنما هو أداة حاسمة ومفصلية في توجيه الرؤى والمفاهيم، وبالتالي تشكيل سلوك الأمة الثقافي والسياسي، بل تشكيل الرأي العام حيال أي قضية من القضايا التي تدور في الساحة، بل إن الأمر أعظم من ذلك، حيث أن الغرب بات يستخدم الإعلام من أجل غسل الأدمغة البشرية، وتوجيهها كيف يشاء وبحسب مصالحه، وذلك من خلال تزييف الحقائق وتشويه المفاهيم.
ويكفي أن نعرف أن ما يقارب من 90% من مصادر الأخبار تأتي من وكالات الأنباء العالمية التي يهيمن عليها الغرب، كما تشير إلى ذلك الدراسات، وهذا يكشف عن نسبة هيمنة وتسلط الإعلام الغربي على واقعنا.
ولهذا تجد مثلاً أن وسائل الإعلام الغربية توجهت بشكل كبير إلى التأثير على الساحة الإيرانية، حتى أفردت بعض وسائل الإعلام الأجنبية المعروفة قناة خاصة باللغة الفارسية من أجل التأثير على الشعب الإيراني، بل أن الغرب أشعلت حرباَ إعلامية ضارية تكالبت فيها قوى الشر في العالم على الجمهورية الإيرانية من أجل إضعاف وتشويه صورة النظام في العالم.
وسائل الإعلام القيمية والمصلحية:
ومن هنا نستطيع القول أن وسائل الإعلام عندنا على قسمين: وسائل الإعلام القيمية التي تحمل على عاتقها بلورة القيم الرسالية في روح الأمة، كالحرية والكرامة والعدالة وتحقيق التغيير الجذري والإصلاح الشامل، وهناك وسائل الإعلام المصلحية التي تستهدف تحقيق أهداف شخصية، وهذا مثل وسائل الإعلام التي تحركها بعض أجهزة الدول الاستكبارية من أجل تحقيق أجندة خاصة.
فحينما ننظر إلى وسائل الإعلام الغربية وأذنابها في المنطقة، نجد كيف أنها تستهدف تحقيق مصالح ذاتية، لكنها تأتي وتتستر خلف شعارات براقة، فتنظر للجمهورية الإسلامية عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية، وكل ذلك هراء، فهي لا تتحرك من أجل حقوق الإنسان ولا من أجل الديمقراطية، وإنما تتحرك من أجل مصالحها، واتفقت مصالحها في دعم الاعتراضات والاحتجاجات التي حدثت بعد الانتخابات الرئاسية، وإلا لماذا لم نرى هذه الأصوات الإعلامية الغربية، ولماذا لم نجد هذا الاستنفار والتجييش والحرب الإعلامية تتوجه إلى الكيان الصهيوني حينما كانت مجازره تحصد أرواح الأبرياء في غزة، يا ترى فأين هي حقوق الإنسان الذي يدعي الغرب أنه يدافع عنها، والكل يعرف أن الغرب إما منتهك لحقوق الإنسان وإما حارس لمنتهكي حقوق الإنسان.
ولهذا فإن وسائل الإعلام القيمية لها أهدافها وتطلعاتها الكبرى التي تنشد تحقيقها، كما أن وسائل الإعلام المصلحية لها أهدافها الشخصية ومكاسبها التي تتحرك من أجلها، وسائل الإعلام إن كانت مؤسسة على القيم، فإنها سوف تتمكن من أن تزرع كثير من القيم والأهداف الكبرى في داخل الروح الاجتماعية، فهي التي تدفع المجتمع والأمة للدفاع عن الحرية والكرامة، وهي التي تدفع المجتمع والأمة لمواجهة التحديات السياسية والثقافية، وهي التي تلفت المجتمع والأمة إلى المؤامرات التي تحدق بها من كل حدب وصوب، وهي الذي تبلور الوعي لما يحدث في الساحة السياسية سواءً على المستوى المحلي أم على المستوى الإقليمي، أم على المستوى العالمي.
 ولهذا فإن وسائل الإعلام الذي تتأسس على القيم تعد وسيلة هامة من وسائل التأثير، ولها دور كبير في صياغة شخصية المجتمع وتنمية الإرادة الاجتماعية خصوصاً حينما تغيب مجموعة من القيم عن وعي المجتمع والأمة.
أما الإعلام المصلحي فله آثاره السلبية على المجتمع وعلى الأمة، لأنه يوجه الأحداث وفق مصالح جهوية، سواء كانت هذه المصالح تخدم طائفة معينة، أو عرق معين، أو قومية معينة، أو جماعة معينة، والإعلام الذي يتجرد عن القيم، والذي يجعل مصالحه الغاية التي يتحرك من أجلها،لا يرى أي اعتبارية للقيم وللأخلاق إلا بما يحقق مصالحه ومكاسبه الذاتية، ولهذا هو لا يتورع عن إشعال الفتن بين الناس من أجل الوصول إلى مصالحه، فتجد أن الفتن تشتعل بين الدولة والدولة، وبين الحزب والحزب، وبين الجماعة والجماعة، من أجل الوصول إلى بعض الغايات الرخيصة لبعض أصحاب المصالح، بل إن الإعلام إذا كان فاسداً ومصلحياً، فإنه سوف يمسخ هوية المجتمع والأمة ثقافياً وسياسياً، فالإعلام قد يسلب من المجتمع عفته، أو يضعف تمسك الأمة بقيادتها، وهكذا يستخدم الإعلام لحياكة كثير من المؤامرات وتحقيق كثير من المصالح لأرباب السياسة.
الأخلاقيات الإعلامية ضرورة هامة:
فهنا لعل لقائل أن يقول: إذا كان لوسائل الإعلام هذا الدور الخطير والمفصلي، كيف نميز ونفرق بين وسائل الإعلام القيمية وبين وسائل الإعلام المصلحية؟
الأمانة الإعلامية:
في الحقيقة إن هناك مجموعة من الأخلاقيات الإعلامية والتي من خلالها نتمكن من تمييز وسائل الإعلام القيمية عن وسائل الإعلام المصلحية، ومن أبرز هذه الأخلاقيات الأمانة، فوسائل الإعلام ينبغي أن تتحلى بالأمانة في نقل المادة الإعلامية، أن تنقل الحدث بأمانة وصدق بعيداً عن تحريف الحقائق وخلط المفاهيم، فسواءً كان هذا الحدث يصب في مصلحتها، أم يصب في مصلحة الأطراف الأخرى التي تختلف معها، مقتضى الأمانة أن تنقل وسائل الإعلام الحدث كما هو بدون تحريف أو تزييف، وهذا الأمر لا يكون إلا إذا سمت وسائل الإعلام إلى الحق وتجردت من الغايات الرخيصة والمكاسب الذاتية.
ولو جئنا لنضع وسائل الإعلام في ميزان الأمانة، لوجدنا بأن كثير من الكتاب الذين يكتبون في المجال الإعلامي، سواءً على الصعيد العالمي، أو الإقليمي، أو المحلي، لا يتقيدون بالأمانة، وإنما ترى منهم تحريف الحقائق وخلط المفاهيم، فتحرف الحقائق، فالإصلاح يصبح إفساد، والجهاد يصبح غوغائية، ولاية الفقيه وقيادة العلماء الربانيين تصبح ديكتاتورية، ولهذا من السلبيات التي يقع فيها الإعلام تزوير الحقائق وخلط المفاهيم.
طبعاً على مستوى الشعارات الكل يرفع شعارات، الكل يدعي أنه ينشد الإصلاح والتغيير، لكن المهم هو تطبيق هذا الشعار..(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)[1]، فهم على مستوى الشعارات تراهم يرفعون الشعارات البراقة والجذابة، ويدعون الأمانة الإعلامية، لكن حينما تدقق في الواقع العلمي لا ترى لهذا الشعار أي أثر! وهذا الأمر في الحقيقة يجرنا إلى نقطة مهمة وغاية في الأهمية، وهي مسألة التضليل الإعلامي، والذي تمارسه وسائل الإعلام الغربية ومن لف لفها، حيث تراها تطرح المغالطات والأكاذيب وتعرض من الحقائق ما يتناسب مع مصالحها، فترى وسائل الإعلام الغربية وغيرها حينما تتعرض إلى ما يحدث في المشهد الإيراني لا تركز على ما يحدث من اعتداءات على ممتلكات الدولة من قبل المندسين وغيرهم، وإنما تأتي وتصور النظام الإيراني على أساس أنه نظام ديكتاتوري متشدد قامع للحريات، وفي الحقيقة إن تحريف الحقائق يعدُ خيانة للأمة، لأن الأمة وضعت وسائل الإعلام موضع الأمانة، وحينما تعمد وسائل الإعلام إلى تحريف الحقائق، هذا يعد خيانة لهذه الأمانة.
الموضوعية:
 الصفة الأخرى التي ينبغي على وسائل الإعلام أن تتحلى بها هي الموضوعية وعدم التحزب في التعامل مع المادة الإعلامية، حيث ينبغي على وسائل الإعلام أن تعرض المادة الإعلامية، سواءً كانت مادة إعلامية سياسية، أم كانت هذه المادة ثقافية، ينبغي أن تعرضها بحيادية تامة، فلا تميل إلى طرف، وتقف في وجه الطرف الآخر، فمن السلبيات التي تقع فيها بعض وسائل الإعلام مشكلة التحزب واللاموضوعية، حيث تكون الحزبية هي الحاكمة، فتجد أن بعض وسائل الإعلام لا ترى إلا ذاتها ورموزها والجهات التي تقف خلفها، فتهمش الآخرين، ولا تقف على مسافة واحدة حيال الأطراف الأخرى التي تختلف معها، سواء كان الآخر المختلف دولة إسلامية، أو شخصية سياسية، أو رموز دينية.
وهذه النقطة تلحظ على بعض وسائل الإعلام الإقليمية، بل حتى المحلية أنها لا تخلو من الحزبية وعدم الحياد، ولهذا ترى بعض وسائل الإعلام حينما تتعرض إلى بعض الدول أو الشخصيات التي تختلف معها، لا تتعرض إلى النقاط الإيجابية فيها، وإنما تصورها كومة من السلبيات.
ووسائل الإعلام المصلحية عادة حينما تختلف مع خصمٍ من خصومها تجد أنها لا تتمتع بالنزاهة والموضوعية، وإنما غالباً ما تلجأ إلى الأساليب الملتوية، وتعتمد على تزوير الحقائق وخلط المفاهيم من أجل التجييش الاجتماعي، وخطأ فادح ما تقع فيه بعض وسائل الإعلام حينما تسيء إلى الرموز الدينية، خاصة حينما يكون ذلك خارج إطار النقد الموضوعي، ذلك لأن الإساءة إلى الرموز الدينية بغير وجه حق يسبب التمزق الاجتماعي وإضعاف وتوهين القيادات الدينية.
إن الإعلام ينبغي أن يكون آلة ثقافية من أجل خدمة القيم والمصالح العليا للمجتمع وللأمة، لا أن يكون في خدمة المصالح الجهوية والفئوية والطائفية، وهذا الكلام ينبغي أن يتحول إلى واقع عملي، لا مجرد شعارات، بعض وسائل الإعلام قد تدعي بأنها تفتح المجال لجميع الآراء، لكن حينما يأتي الرأي الآخر ترى أن الصدور تضيق لهذا الرأي، حتى وإن كان هذا الرأي حق، فقط لأن هذا الرأي يخالف مصالحها.

ضرورة الحاجة إلى وسائل الإعلام:
وهنا نقول مجدداً: إن وسائل الإعلام لم تعد مجرد قناة لنقل الأخبار، وإنما غدت سلاحاً مهماً من أجل التأثير على رؤية الإنسان، ومن ثم التأثير على مواقفه، والمجتمعات وإن كانت قد تفطنت إلى كثير من وسائل الإعلام التي ماتت فيها الأمانة والموضوعية، إلى أن الأمة لا تزال بحاجة إلى وسائل الإعلام التي تتصف بالصدق والكفاءة والتي تسعى من أجل تحقيق الأهداف الكبرى التي يتطلع إليها المجتمع والأمة، وهنا لا بد من الإشارة إلى عدة أمور:
الأمر الأول: إن وسائل الإعلام هي لغة التعبير في هذا العصر، بل إن الإعلام هو أحد محاور الصراع الأساسية بين جبهة الحق، وجبهة الباطل، بين الأمة الإسلامية والاستكبار والطغيان، ونحن في الوقت الذي نرى فيه أعداء الأمة يبذلون أقصى الجهد من أجل تطوير أدائهم الإعلامي ومن أجل استهداف بقية الشعوب، تجد بأننا نفرط في هذه الوسيلة الهامة والضرورية، فلا بد من السعي الدؤوب في تطوير الأداء الإعلامي الذي يتصف بالصدق والكفاءة.
الأمر الثاني: ثم إنه ينبغي علينا أن نعالج الإشكاليات الموجودة في واقعنا الإعلامي، فالثقافة ينبغي أن يكون لها حضور واضح على الصعيد الإعلامي، كما ينبغي أن يكون هناك تفاعل اجتماعي مع الثقافة، يذكر بعضهم أن جل تركيز الإعلام العربي في الصحف والجرائد على اللقاءات السياسية والرياضة والإعلانات التجارية، ولا نصيب للثقافة أبداً في الإعلام العربي، أي أن الإعلام العربي غارق في مأساة ثقافية، والإنصاف أنه وكانت الثقافة اليوم أكثر حضوراً في الساحة الإعلامية إلا أن التفاعل الاجتماعي مع الحراك الثقافي لا يزال دون المأمول، وذات الأمر ينطبق على القنوات الفضائية، ويبدو أنه لأن واقعنا كان يسير بهذه الطريقة مدة مديدة من الزمن، صار من الصعب علينا أن نتجاوزه، فينبغي علينا أن ندرك بأن الإعلام ليس إلا ترجمة عملية لفكر الأمة، وما فيها من توجهات سياسية وثقافية.
الأمر الثالث: الإنترنت يعد ساحة إعلامية هامة، ونحن بحاجة إلى استثمارها بشكل أكبر من أجل المساهمة في التنوير الثقافي والسياسي وزيادة الوعي، فنحن لا زلنا نفتقر إلى المواقع التي تتكفل بطرح القضايا الجادة، وتستكتب العلماء والمفكرين المبدعين والمتميزين، ثم إن التفاعل الاجتماعي له دور كبير في دفع العجلة الإعلامية إلى الأمام.
أسال الله سبحانه أن يوفق المؤمنين والمؤمنات لما يحبه ويرضاه.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.



الخطبة الثانية: الأئمة يقودون حركة الاصلاح

إن الاتصال بين السماء والأرض لم تنتهي أهدافه بختم النبوة، والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان قد أدى مسؤولياته الرسالية كما أراد الله منه، وأبلى بلاءً عظيماً لا مثيل له على مر التاريخ، إلا أن الأمة لا تزال لها خطوات كثيرة لا بد أن تقطعها حتى تصل إلى الغاية المنشودة التي قدرها الله لها، ولهذا فإن الله سبحانه نصب الأئمة عليهم السلام من أجل تربية الأمة وسوقها إلى أعلى درجات الهداية التي تتحقق بظهور الإمام المنتظر فداه أرواح العالمين، فالأئمة من أهل البيت عليهم السلام كانوا يتعاقبون في أدوارهم، من أجل أن تكتمل سلسلة الهداية، فالتيار الرسالي والحركة الرسالية كانت في تنامٍ متصاعد منذ عهد أمير المؤمنين عليه السلام إلى قيام القائم(عج).
الإمام الباقر(ع) يبلور الخلفية الثقافية لحركات الإصلاح
إن هداية الأمة إلى كمالها المنشود يبدأ من خلال تربية الأفراد روحياً وعلمياً، وهذا ما تكفل به الإمام السجاد عليه السلام الذي كرس في روح الأمة القيم الإيمانية والروحية، والتي هي بداية التغيير، ثم جاء الإمام الباقر ومن بعده ابنه الإمام الصادق عليهما السلام اللذان تكفلا بتربية الأمة علمياً أكثر من أي شيءٍ آخر، لأن تخريج العلماء والطاقات والكفاءات خطوة ضرورية جداً حتى تتكامل الأمة في مسيرتها، فكل أمة، وكل مجتمع لا يمكن أن يصل إلى تحقيق التغيير الجذري والإصلاح الشامل بدون كفاءات وطاقات علمية تتحمل مسؤولية تربية المجتمع.
 ولهذا فإن الأدوار التي تحملها الإمام السجاد والإمامين الصادقين عليهم السلام لم تكن حركة روحية أو علمية، بعيدة عن تحقيق التغيير الجذري وتحقيق الإصلاح السياسي، وإنما كانت متصلة بذلك أشد الاتصال، لأن نواة التغيير والحجر الأساس في الحركة الرسالية تتمثل في القادة المصلحين الذين كانوا قد تربوا على أيدي الأئمة الطاهرين عليهم السلام، "وهذه مهمة الأنبياء والرسل عليهم السلام، فهم لا يحصرون أنفسهم في نطاق ضيق، من التغيير السياسي، أو التغيير الثقافي، أو الإصلاح الاجتماعي، وإنما يجمعون هذه الأعمال كلها ويوجهون الأمة توجيهاً شاملاً".[2]
"والإمام الباقر عليه السلام في حركته العلمية والفكرية كان يبلور الخلفية الثقافية للتغيير والإصلاح حتى تتحسس المجتمعات أهمية التغيير والإصلاح الاجتماعي والسياسي، لأنه حتى ينهض المجتمع ويتحرك من أجل الإصلاح لا بد له أن يتحسس نفسياً أهمية الإصلاح، وهذه مسألة هامة جداً، وبدونها لا يمكن للمجتمعات أن تنهض، بل أن وجود الإحساس النفسي مسألة ضرورية حتى يحدث الإنسان أي تغيير في حياته، فالإنسان لو لا إحساسه بضرورة أن يكون له بيتٌ يأويه، لما تحرك من أجل البناء، ولما كان كل هذا العمران على الصعيد المادي"[3]
وإن كان الإنسان بطبيعته يتطلع إلى الحرية والكرامة إلى أن تراكم الاستعباد والذل يجعل من الإنسان يألف الذل والعبودية.
"والتاريخ يحدثنا عن ( أبراهام لنكولن ) الذي أنقذ العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية أبـّان الحرب المعروفة بين الشمال والجنوب، وألغى قانون الرق من الدستور، وأخرج العبيد الذين كانوا يعملون عند أسيادهم البيض في مصانعهـم وأراضيهم وتجارتهم إلى الحياة الحرة المستقلة، وانتهت بذلك سلطـة السادة على العبيد، ولكن الكثير من هؤلاء كانوا قد تعودوا على الذل والعبودية، فذهب الكثيـــرون منهم إلى أسيادهم ليبقوا تحت سلطتهم رغم الذل الذي كانوا يلاقونه، إن سبب ذلك يكمن في أن نفوسهم قد استعبدت"[4]وأنهم ألفوا الذل والعبودية، ولهذا من الأدوار المهمة التي اضطلع بها الأئمة عليهم السلام أنهم زرعوا حب الحرية والكرامة في نفوس الناس، حتى تتحسس أهمية الإصلاح والتغيير.
الإمام الهادي (ع) يقود الحركة الرسالية:
 ثم جاء الإمام الكاظم عليه السلام والذي تحمل مسؤولية كبيرة في قيادة الحركة الرسالية، وهكذا حتى جاء الأمر إلى الإمام الهادي عليه السلام الذي كان يغذي الحركة الرسالية، والتي وصلت إلى درجة عالية من النضج والتكامل، فكان من أبرز الأدوار التي اضطلع بها الإمام الهادي (ع) أنه كان يقود الرساليين المنتشرين في كافة البلاد الإسلامية، حيث كان الإمام الهادي (ع) يعين النواب والوكلاء، والذين من خلالهم يتمكن الإمام (ع) الاتصال بالحركة الرسالية، ولهذا كانت السلطات العباسية تتوجس من الإمام الهادي (ع) أشد التوجس، ولهذا دفع المتوكل بجنوده أكثر من مرة من أجل تفتيش بيت الإمام (ع) لعلها تصل إلى بعض المستندات التي تثبت أن الإمام (ع) في صف المعارضة، وفي تلك الفترة كان هناك طوق وسياج اجتماعي يحمي الإمام الهادي عليه السلام من خطر السلطات.
 روى المسعودي في تاريخه مروج الذهب عن ابن أبي الأزهر ، عن القاسم بن أبي عباد ، عن يحيى بن هرثمة قال : وجهني المتوكل إلى المدينة لأشخاص منهم علي بن محمد بن علي بن موسى (عليه السلام) لشيء بلغه عنه، فلما صرت إليها ضج أهلها وعجوا ضجيجا وعجيجا ما سمعت مثله فجعلت أسكنهم وأحلف أني لم أؤمر فيه بمكروه، وفتشت منزله، فلم اصب فيه إلا مصاحف ودعاء وما أشبه ذلك فأشخصته وتوليت خدمته، وأحسنت عشرته"[5]، وذلك الضجيج والعجيج كان تعبيراً عن رفض المجتمع المساس بشخص الإمام الهادي(ع)، فكان هناك التفاف واضح من قبل الحركة الرسالية، بل من قبل سائر الفئات الاجتماعية بالقيادة الرسالية المتمثلة في شخص الإمام الهادي عليه السلام.
على كلٍ قيادة الإمام الهادي عليه السلام للحركة الرسالية كان قد أقلقت السلطات العباسية، ولهذا أخذ الإمام الهادي (ع) من المدينة إلى سامراء، لكي يفصل عن قواعده الشعبية، ولكي يضيق عليه الخناق من مراقبة السلطات العباسية.
إن سيرة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام تعطي الإنسان وتوفر للمجتمع زخماً هائلاً لاقتحام المستقبل، والتاريخ الإسلامي مليء بالدروس والعبر ومليء بتجارب الحركات الرسالية التي كانت تستهدف الإصلاح والتغيير الشامل، وكل مجتمع يتطلع نحو التسامي لا بد له من قراءة التاريخ حتى يتعرف التجارب السابقة وما فيها من نقاط مضيئة تنير الطريق للرساليين، إن أغلب الناس يعيشون الحالة السلبية من صراع العاملين والمجاهدين من أجل أهداف الأمة، بل وحتى يعيشون السلبية من قضاياهم الاستراتيجية، ومن أهم أسباب هذه المواقف السلبية التي تتبناها فئة كبيرة من المجتمعات جهلها بتاريخها، وبتاريخ الرساليين الذين كانوا يجاهدون من أجل الحرية والكرامة، وحينما نراجع التاريخ وما فيه من دروس وعبر نصبح أكثر صلابة على مواجهة التحديات التي تواجهنا.


[1] سورة المنافقون، 4
[2] التاريخ الإسلامي دروس وعبر، السيد المدرسي
[3] التاريخ الإسلامي دروس وعبر، السيد المدرسي، بتصرف منا
[4] التاريخ الإسلامي دروس وعبر، السيد المدرسي
[5] نقلاً عن التاريخ الإسلامي دروس وعبر، السيد المدرسي







            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

مقال العلامة النمر الجديد بعنوان: ‏(الأهداف والأسس والوسائل للمعارضة السياسية)‏ ساهموا بنشره معكم

بسم الله الرحمن الرحيم

ملاحظة بسيطة:

نظراً لورود ملاحظات على الرسائل التي نرسلها بأن الخط قد لا يظهر بشكل جيد بسبب خلل في المتصفحات أرفقنا لكم ملف وورد به النص لمقالة العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر راجين من الله القبول والسداد ونشكر من قدم هذه الملاحظات لتعم الفائدة للجميع والسلام

نص المقال هو:


الأهداف والأسس والوسائل للمعارضة السياسية


إن لكل عمل أو حراك، قلَّ أو كثر كبر أو صغر، هدفاً يتطلّع العاملون بلوغه ولا بد للهدف من أسس وأصول تمكّن الوصول إليه ووسائل وأساليب تهيئ الأسس أو تُعَبِّد الطريق للأهداف. والمعارضة السياسية كعمل وحراك اجتماعي أو نخبوي لها أهداف وتطلعات ولها أسس وأصول ولها وسائل وأساليب في عملها وحراكها.
وحتى لا نعيش التيه في الفكر أو العمل السياسي كان لزاماً علينا بيان الأهداف والأسس والوسائل للمعارضة السياسية، والعمل السياسي؛ والفرق بين الأهداف والأسس والوسائل حتى لا تتحول الوسائل إلى أسس أو أهداف؛ وكذلك لكي لا تتحول الأسس إلى أهداف أو وسائل؛ وهكذا لا تتحول الأهداف إلى وسائل أو أسس؛ ولكي يكون الجميع على بصيرة في الرؤية وقناعة بالموقف. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾.
أولاً: الأهداف والتطلعات
الأهداف هي القيم العليا التي لا يجوز بأي حال من الأحوال التنازل عنها. نعم يمكن التنازل عن بعض الهدف لهدف أهم وأعلى منه كالتضحية ببعض الأمن من أجل الحرية حين التزاحم بينهما وليس العكس لأن الحرية مقدمة على الأمن وأهم منه؛ وهكذا التنازل عن بعض الحرية من أجل العدالة حين التزاحم بينهما وليس العكس لأن العدالة أهم من الحرية ومقدمة عليها؛ وهكذا حينما تتزاحم القيم في التطبيق تقدّم القيمة الأهم للصالح العام. وهذا التزاحم في التطبيق بين القيم مرده إلى الممارسة الخاطئة من قبل البشر وليس للتعارض بين القيم إذ لا تعارض بينها أبداً. وأما العدالة والكرامة فلا يجوز التنازل عن شيء منهما  أبداً لأنه كما لا يوجد تعارض بينهما كذلك لا يمكن أن يقع بينهما تزاحم؛ ولو تزاحمت إحداهما مع قيمة أخرى قدّمت الكرامة أو العدالة عليها. وإليك أهم الأهداف على الإطلاق التي يجمع عليها كل العقلاء مع اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم؛ ولا يختلف فيها إلا مكابر أو معاند أو جاهل لا حظ له من العقل ولا نصيب عنده من العلم، وهي مرتبة من الأعلى إلى الأدنى:
1/ العزة والكرامة 
2/ العدل والقسط  
3/ الإنعتاق والحرية
4/ الأمن والسلم
ثانياً: الأسس والأصول
الأسس هي القيم التي لا يمكن للأهداف أن تتحقق من دونها، ولا يمكن استبدالها أو التعويض عنها مهما كانت الظروف والتحولات، نعم قد يكون مجتمع ما أحوج إلى العلم والحكمة منه إلى الشجاعة والجرأة لتحليه بالشجاعة وافتقاره إلى الحكمة، وقد يكون في ظرف آخر أو في مجتمع آخر هو أحوج إلى الشجاعة والجرأة منه إلى العلم والحكمة لتحليه بالحكمة وافتقاره إلى الشجاعة وهكذا بقية القيم، فالأولوية بين القيم هنا تخضع للحاجة، فالقيمة المفتقر إليها تكتسب الأولوية في العمل وإن كانت القيم الأخرى أهم منها، وأولويتها مكتسبة من الحاجة إليها وليست من أهميتها على غيرها، والقيمة المتوفرة لا أولوية لها وإن كانت أهم رتبة من القيمة المفتقر إليها وهذا لا يعني إهمالها أو إغفالها  لأن لها أهميتها وضرورتها ولا يمكن الاستغناء عنها، بل لابد من تنميتها ومضاعفتها وتطويرها دائماً وأبداً.

وإليك أهم الأسس على الإطلاق وإن اختلف العقلاء في بعضها إلا أنه يبقى إختلافاً جزئياً وبسيطاً، ويمكن الإتفاق بين المختلفين على مساحة مشتركة وواسعة في كل أساس، وهي مرتبة من الأعلى إلى الأدنى من حيث الأهمية:
1/ القيادة والفقاهة والإمامة
2/ الأمة المؤمنة
3/ الكفاءات والقدرات المتنوعة
4/ المجتمع الرشيد
5/ العلم والحكمة والمعرفة
6/ الإباء والشجاعة والجرأة
7/ العطاء والتضحية
8/ العمل والسعي والحركة       
ثالثاً: الوسائل والأساليب
الوسائل هي أدوات التعبير والعمل التي تخضع للظروف الزمكانية والموضوعية والشخصية، ويمكن استبدالها وتغييرها حسب الحاجة والضرورة، ومن الضروري الوعي بأن الوسائل ما هي إلا أدوات وليست أهدافاً، ولا يجوز التشبث بها والغفلة عن الأسس، فضلاً عن الأهداف، لأنه كثيراً ما تتحول الوسائل إلى أسس أو أهداف مما يسبب تأخير الهدف أو تضييعه، لأن الوسيلة التي تكون نافعة وتساعد على تحقيق الأساس أو الوصول إلى الهدف في ظرف ما قد تكون عائقاً أو مضرة في ظرف آخر، فكل الوسائل خاضعة للظروف والتحولات الزمكانية والموضوعية بل والشخصية، فالتقية مثلاً وهي من أهم الوسائل للعمل السياسي ولكنها في زمان ما أو مكان ما أو موضوع ما أو لشخص ما سيؤدي العمل بها إلى ضياع الفرصة وتأخير تحقيق الأهداف وهكذا بقية الوسائل وكذلك الإغراق أو الاقتصار على وسيلة واحدة أو المبالغة فيها قد يؤدي إلى جمود العمل أو تخدير العاملين كتقديم العرائض بعد استنزافها، أو يؤدي إلى التراجع كالمظاهرات في غير ظرفها لعدم قابلية المجتمع على دفع فاتورتها، أو يؤدي إلى إجهاد الناس كالإضرابات أو الإعتصامات الطويلة الأمد. نعم قد تكون العرائض بوابة لتحقيق بعض الأهداف أو إتمام الحجة، وقد تكون المظاهرات أو الإضرابات أو الإعتصامات بياناً للتململ والإستعداد لرد الفعل أو إعلان المظلومية وبيان القدرة الجماهيرية، وهكذا الوسائل الأخرى لها أوجه نفع حين تستخدم في الظرف المناسب لها، وقد يكون لها أوجه ضرر حين تستخدم في غير ظرف آخر غير مناسب، وهذا يفرض ويحتّم علينا استبدال وسيلة بوسيلة أخرى، والاستفادة من التجارب البشرية في المعارضة، مع عدم إغفال الخصوصية والظروف، وهذا يستدعي منا تعدّد الوسائل وتنوّعها واستحداث وسائل جديدة لمواكبة التحولات والتغيرات، واستثمارها لصالح القضية، وبقدر ما نملك من وسائل متعددة ومتنوعة، وبقدر ما نستطيع من استحداث وسائل جديدة سوف نكون أقوى وأصلب وأقدر على الحركة والاستمرار، وسنسهل ونختزل الطريق لبلوغ الأهداف، وسنقلل الأضرار.
 وينبغي علينا اختيار الوسيلة الأسهل عملاً، والأقل ضرراً، والأكثر نفعاً، والأسرع نتاجاً.
لأن الوسائل تخضع للظروف، والظروف في تغير وتحول دائم، والقراءة الصحيحة للظروف تستعصي على الكثير من أهل الخبرة فضلاً عن غيرهم، يكون الاختلاف في انتخاب واختيار الوسيلة الفضلى كبيراً، ولكن مع ذلك ينبغي علينا أن لا نغرق في الاختلاف في اختيار الوسائل وتحديد الفضلى منها، ونغفل الأسس والأهداف التي نتفق عليها، ولكي لا نستبدل الوسائل بالأهداف أو الأسس ينبغي علينا الحذر من الإغراق أو المبالغة في ممارسة الوسائل دون ملاحظة مدى تحقيقها للأسس أو تقريبها للأهداف، لأن الوسيلة قيمتها وأهميتها تنبع من القابلية على تحقيق الأسس أو تقريب الأهداف، والإغراق أو المبالغة في الوسائل قد يحولها إلى بديل عن تحقيق الأسس أو تقريب الأهداف، وبالتالي تغيب الأهداف وتتحول الوسائل إلى أهداف وهمية تستهلك الوقت وتستنفد القدرات.
وإليك بعض من الوسائل التي تساعد وتعين على تحقيق الأسس وتقرّب إلى الأهداف حينما تستخدم في وقتها المناسب، وبالكيفية الفضلى، وقد تضر بالعمل عند استخدامها في غير ظرفها، أو بطريقة خاطئة، ولا يوجد بينها تراتب. نعم لبعضها أهمية قصوى لكثرة أو دوام الحاجة إليها، ولكن لا تفضيل لبعض الوسائل على بعض إلا من حيث الأولوية حسب الظروف والإمكانات المتاحة ولا ضابط لها إلا الدرجة العالية من الرشد الفكري، والعمق الفقهي، والوعي السياسي، والخبرة الحركية للقيادة الرشيدة والطلائع الرسالية:
1/ التمظهر من خلال المظاهرات أو الإعتصامات أو التكبير من على أسطح المنازل أو......
2/ الإضراب عن العمل أو الدراسة أو الطعام أو....
3/ الإعلام وإذاعة الخبر
4/ الشعارات
5/ الشهادة
6/ الهجرة
7/ التقية
8/ القتال
 9/ تقديم العرائض للسلطة
10/ التداخل مع السلطة
 11/ الحوار
 12/ القطيعة ﴿من يريد الدنيا لا ينصحك ومن يريد الآخرة لا يصحبك.
 13/ الإبداع
14/ المقاطعة لمنتج أو لشخص ما أو لجهة ما و...
 15/ التداخل مع السلطة
16/ الصلوات المستحبة وبالخصوص صلاة الليل
 17/ الصيام المستحب
إن الأهداف متفق عليها والاختلاف فيها معدوم، وفي الوسائل اختلاف كثير ويستصعب التوافق فيه وهو متراكم، وفي الأسس قليل يمكن بسهولة تجاوزه، وهذا يدعونا إلى الانطلاق من الأهداف، والتركيز عليها، وتكثيف الجهد على الأسس، والاهتمام بها، والإيمان بسعة الحرية لأهل الرشد الفكري والعمق الفقهي والوعي السياسي والخبرة الحركية في اختيار الوسائل، وهذا كفيل بردم الهوة الكبرى في الاختلاف في الوسائل، ولن يبقى إلا اختلافات تولد تنوع وتعدد الوسائل النافعة.
ولكي نحقق الأهداف علينا أن نشرع من سفح الجبل حيث الوسائل والأساليب، صعوداً إلى الخَيف منه حيث الأسس والأصول، وصولاً إلى القمة حيث الأهداف والتطلعات.
ولن نقبل بفتات الفتات فضلاً عن الرضا بالفتات، ولن نكتفي بالمطالبة بالحقوق، بل سنسعى لإيجادها وتحقيقها في واقعنا الخارجي قدر ما نتمكن ونستطيع، ولن نقبل أن نكون على هوامش الهوامش فضلاً عن الرضا بأن نكون في الهوامش، ولن نكتفي بالمطالبة بأن نكون في الصدارة، بل سنعمل ونسعى لأن نكون فيها.
﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى*وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى
﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا* وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا * كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا * انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً﴾.







            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

مقال جديد: ‏(الإمام الهادي .. التنوع في المسؤوليات والأدوار)‏ ساهموا بنشره معكم

الإمام الهادي .. التنوع في المسؤوليات والأدوار (*)

http://awam6.myvnc.com/media/lib/pics/1189994443.jpg
الشيخ حسن عون العصافرة


الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ثم الصلاة والسلام على من اختارهم هداةً لعباده، لاسيما خاتم الأنبياء وسيد الرسل والأصفياء أبو القاسم محمد (ص) ... وعلى آله الميامين النجباء .

حياة الإمام الهادي (ع) ناهزت الأربعين سنة، وتركزت في تنوع مسؤلياته وأدواره بحسب الظروف والملابسات السياسية والاجتماعية التي كانت تحيط به والتي تتمثل في صيانة الشريعة من التحريف، وحفظ الأمة من الانحراف عن عقيدتها، ومبادئها وصيانة دولة الرسول (ص) من التردي، حيث عاصر الإمام في هذه الفترة ستة من ملوك بني العباس وهم المعتصم، والواثق، والمتوكل، والمنتصر، والمستعين، والمعتز .

تولى الإمام علي بن محمد الهادي (ع) مهام الإمامة بعد أبيه الجواد (ع)، وهو ابن تسع سنوات، في المدينة المنورة، يمارس دوره الإلهي حيث اتسعت شهرته في العالم الإسلامي، ورجع إليه القريب والبعيد بالرغم من الرقابة المشددة عليه، والإقامة الجبرية من قبل خلفاء بني العباس الذي عاصرهم، وخاصة المتوكل المعروف بعداوته لأهل البيت (ع) .


- المهام الرسالية للأئمة (ع) :

تعددت مهام الأئمة (ع) وتنوعت في مجالات شتى لأنهم مسؤولون عن صيانة تراث الرسول الأعظم (ص)، بالرغم من اختلاف ظروفهم من حيث نوع الحكم القائم ومن حيث درجة ثقافة الأمة ومدى وعيها وإيمانها ومعرفتها بالأئمة (ع) المتمثلة في:

1- الشريعة والرسالة التي جاء بها الرسول الأعظم من عند الله والمتمثلة في الكتاب والسنة النبوية .
2 – الأمة التي كونها ورباها الرسول الكريم بيديه الكريمتين .
3 – المجتمع السياسي الإسلامي الذي أوجده النبي محمد (ص)
4 – القيادة النموذجية التي حققها بنفسه، وربى لتجسيدها الأكفاء من أهل بيته الطاهرين (ع)، وبعد ذلك حملوها المراجع والعلماء الربانيين الصادقين .

* الزيارة ودورها الروحي في تحصين النفس :

إن الاهتمام بالزيارة لأهل البيت (ع) جميعاً أو لأحد من الأئمة (ع) مثل الزيارة المعروفة بالجامعة الكبيرة أو زيارة أمير المؤمنين (ع)، تعتبر خطوة مهمة في مجال تعميق الوعي وترسيخ الولاء والتمسك بأهل بيت الرسالة (ع)، ويعتبر هذا التميز الروحي والعاطفي من الأمور التي تميز بها الإمام الهادي (ع)، ومن ضمن هذه الزيارات المتنوعة نتطرق إلى الزيارة الجامعة الكبيرة المروية عن الإمام الهادي .

عن موسى بن عمران النخعي قال : قلت لعلي بن محمد الهادي (ع): علمني يا ابن رسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم فقال (ع) : قل: {السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة ومهبط الوحي، ومعدن الرسالة، وخزان العلم، ومنتهى الحلم، وأصول الكرم، وقادة الأمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم الأخيار وساسة العباد، وأركان البلاد، وأبواب الإيمان، وأُمناء الرحمن، وسلالة النبيين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة رب العالمين، ورحمة الله وبركاته..}.

تعتبر هذه الزيارة من المصادر الفكرية المهمة ومن الوثائق التي نأخذ منها ملامح التصور السليم للفكر الرسالي .

ومن أهم ما جاء في هذا المقطع من مفاهيم ودلالات أهمها :
1- إن الله اختص أهل بيت النبوة (ع) بكرامته فجعلهم موضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي .
2 – إن هذا الجعل الإلهي نابع من الصفات الكمالية التي يبلغون القمة فيها، مثل العلم، والحلم، والكرم، والرحمة .
3 – إن أهل البيت (ع) هم موضع الرسالة لأن الله قد اختارهم لمنصب القيادة العليا للبشرية فضلاً عن قيادة المسلمين ومن بعدهم المراجع والعلماء الربانيين الذين يستلهموا من منهجهم الحكمة والصبر والشجاعة والإباء والإقدام لما فيه خير ومنفعة، من خلال تطبيق القيم الرسالية على جميع ومختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية والاقتصادية .

ومن أهم الأشياء التي استخدمها الإمام علي الهادي عليه السلام الوعظ والإرشاد بأسلوب لبق ومهذب مع أتباعه ومواليه، وحتى مع أعدائه أيضاً لأنهم عليهم السلام أصحاب الفضائل والأخلاق العالية والرفيعة .

طبعاً الأعداء لا يكتفوا بالإخبار عن الإمام (ع) ولكن يلفقوا الأخبار الكاذبة عنه أيضاً من خلال إخبار المتوكل بأن الإمام علي الهادي (ع) في منزله جميع أنواع الأسلحة الفتاكة، ويأمر جلاوزته من الأتراك بأن يقتحموا منزلة على غفلة وبدون سابق إنذار، فلما وصلوا إلى بيت الإمام وجدوه متوجهاً إلى ربه يترنم بآيات من القرآن في الوعد بالجنة والوعيد من النار، فأخذوه في جوف الليل إلى المتوكل وكان بيده كأس الشراب، وأخبروه بأنهم لم يجدو عنده شيء مما قيل عنه . وإنه في مجلسه يريد أن يذل ويهين الإمام .

فقدم له الكأس الذي بيده فرد عليه الإمام قائلاً : ما خامر لحمي ودمي قط، فاعفني منه، لأنه من أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة .

فعفا عنه المتوكل، وقال له أنشدني شعراً أستحسنه فهو يريد من الإمام أن يمدحه ويعظمه بهذا الشعر ويتذلل له لكن الإمام رد عليه بكل قوة وصلابة ولم يخف منه ولا من سطوته وخلافته وذلك بعد إصراره عليه أنشد قائلاً :

باتوا علـى قُلَـل الأجبال تحرسُهـم     غُلـب الرجـال فمـا أغناهـمُ القُـلَـلُ 
واستُنزِلـوا بعـد عـزٍّ عـن معاقِلهـم      فاُودِعُـوا حفـراً يـا بئــسَ مـا نزَلــوا
ناداهمُ صارخٌ مــن بعــد مـا قُبِــروا      أيــنَ الأسـرَّةُ والتيجــانُ والحــلــلُ
أينَ الوجـوهُ التـي كانــتْ منعّمــةً       من دونها تُضربُ الأستـارُ والكُلَــلُ
فأفصحَ القبرُ عنهم حينَ ساءَلَهُمْ       تلـكَ الوجــوهُ عليهــا الـــدودُ يقتَتِــلُ

نكتفي بهذه الأبيات من قصيدة الإمام وهي تعتبر رسالة من الإمام إلى كل الموالين من أتباعهم بشكل عام وإلى الأدباء والشعراء بشكل خاص بأن لا يمدحوا ظالم وطاغي في أي زمن من الأزمنة بل عليهم أن يقولوا قول الحق والصدق .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* مقالة بمناسبة إحياء ذكرى الإمام علي الهادي عليه السلام .







            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html