السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

29 يوليو 2010

دروس قرآنية: ‏(سورة النور.. بصائر وأحكام -1)‏_للعلامة الشيخ محمد حسن الحبيب_ساهموا بنشرها معكم

بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتي أخواتي الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

تبارك لكم ميلاد منقذ البشرية من براثن الطواغيت وناشر العدل الإلهي والقسط في أرجاء المعمورة الإمام المهدي بن الحسن سلام الله عليه وعلى آبائه الطاهرين

ونقدم لكم سلسلة دروس قرآنية جديدة لسماحة العلامة الحجة الشيخ محمد حسن الحبيب حفظه الله وهي بعنوان (سورة النور بصائر وأحكام) وبين يديكم الدرس الأول.

ولا تنسونا من صالح دعائكم




سورة النور.. بصائر وأحكام -1
سورة النور
اتفق الجميع على أن سورة النور مدنية، وذهب الأغلب إلى أن عدد آياتها أربع وستون آية، وقيل اثنتان وستون آية، وخمس وستون آية.
والاختلاف في عدد آياتها لا يضر، فالقائل بالنقص دمج بعض الآيات مع بعضها، والقائل بالزيادة أضاف إليها آية البسملة باعتبارها جزءا منها.
  • فضل السورة
1. عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ:  ﴿حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ وَفُرُوجَكُمْ بِتِلَاوَةِ سُورَةِ النُّورِ، وَحَصِّنُوا بِهَا نِسَاءَكُمْ، فَإِنَّ مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَتَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ أَوْ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ يَزْنِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَبَداً حَتَّى يَمُوتَ، فَإِذَا هُوَ مَاتَ شَيَّعَهُ إِلَى قَبْرِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يَدْعُونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَهُ حَتَّى يُدْخَلَ إِلَى قَبْرِهِ ﴾ (1).
2. قَالَ رَسولُ الله (ص): (مَنْ قَرَأَ سُورَةَ النُّورِ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فِيمَا مَضَى وَفِيمَا بَقِيَ ﴾ (2)
  • تعليمها للنساء
لم تكتفي الروايات الواردة حول أهمية هذه السورة المباركة على لبني البشر، رجالا ونساءً، وترغيبهم في قراءتها والتأمل في معانيها كخطوة أولى في طريق الانقياد لما جاء فيها، بل راحت نحو تخصيص الخطاب للمرأة نظرا لما تحمله هذه السورة من أحكام ومواعظ تتصل بكيانها الخاص. ونظرا لاهتمام الدين الإسلامي الحنيف بهذا الكيان فقد أمر الأولياء بتعليم هذه السورة للنساء.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع): ﴿ عَلِّمُوهُنَّ سُورَةَ النُّورِ فَإِنَّ فِيهَا الْمَوَاعِظَ ﴾ (3).
وفي بعض الروايات عُد ذلك حقاً من حقوق النساء،﴿ قَالَ السَّكُونِيِّ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَأَنَا مَغْمُومٌ مَكْرُوبٌ، فَقَالَ لِي: يَا سَكُونِيُّ مِمَّا غَمُّكَ؟ قُلْتُ وُلِدَتْ لِي ابْنَةٌ. فَقَالَ يَا سَكُونِيُّ: عَلَى الْأَرْضِ ثِقْلُهَا وَعَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا تَعِيشُ فِي غَيْرِ أَجَلِكَ وَتَأْكُلُ مِنْ غَيْرِ رِزْقِكَ فَسَرَّى وَاللَّهِ عَنِّي. فَقَالَ لِي: مَا سَمَّيْتَهَا؟ قُلْتُ فَاطِمَةَ. قَالَ: آهِ ... آهِ ...، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ إِذَا كَانَ ذَكَراً أَنْ يَسْتَفْرِهَ أُمَّهُ، وَيَسْتَحْسِنَ اسْمَهُ، وَيُعَلِّمَهُ كِتَابَ اللَّهِ، وَيُطَهِّرَهُ، وَيُعَلِّمَهُ السِّبَاحَةَ. وَإِذَا كَانَتْ أُنْثَى أَنْ يَسْتَفْرِهَ أُمَّهَا، وَيَسْتَحْسِنَ اسْمَهَا، وَيُعَلِّمَهَا سُورَةَ النُّورِ، وَلَا يُعَلِّمَهَا سُورَةَ يُوسُفَ، وَلَا يُنْزِلَهَا الْغُرَفَ وَيُعَجِّلَ سَرَاحَهَا إِلَى بَيْتِ زَوْجِهَا، أَمَّا إِذَا سَمَّيْتَهَا فَاطِمَةَ فَلَا تَسُبَّهَا وَلَا تَلْعَنْهَا وَلَا تَضْرِبْهَا ﴾ (4).
  • لماذا سميت بسورة النور
1. أشارت الآية الخامسة والثلاثين إلى حقيقة النور، ومواطن إفاضاته. قال تعالى:  ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ سورة النور، آية 35.
2. تمثل الأسرة الحجر الأساس في البناء الإنساني، والقاعدة الصلبة في تقدم البشر، ولكن بشرط أن تتجاوز ظلمة الشهوة وأدران الهوى، وتتعرض إلى نور الوحي والعقل وتتمسك به.
وموضوعات هذه السورة المباركة تنير الطريق أمام الإنسان لبناء أسرة نور الشرف والخير والفضيلة. وتحذره من الوقوع في طريق الظلمات؛ الزنا والقذفوالإشاعة، والتبرج، والنظر إلى عورات الناس ... الخ.
  • موضوعات سورة النور
تضم سورة النور موضوعات كثيرة، بعضها بالتفصيل، وبعضها الآخر بإيجاز كما سترى في مطاوي هذه التأملات، ونكتفي هنا بالإشارة إلى بعض منها:
1. حد الزانية و الزاني.
2. حد القذف.
3. حكم اللعان.
4. الإشاعات الباطلة وقصة الإفك.
5. خطوات الشيطان.
6. حرمة البيوت.
7. الستر والنظر.
8. الزواج.
9. المكاتبة.
10. النور.
11. الطاعة والتسليم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وسائل الشيعة؛ ج6، ص252. 
(2) 
مستدرك الوسائل؛ ج44، ص345.
(3) 
الكافي؛ ج5، ص516..
(4) 
الكافي؛ ج6، ص48.


رابط الدرس: http://www.m-alhabib.com/home/art259.html

            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

26 يوليو 2010

بصائر المرجعية: ‏(كيف ننتظر الإمام المهدي(عج)‏؟)_ساهموا بنشره معكم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمدٍ المصطفى، وعلى أهل بيته الطاهرين.
الأخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقدوم النصف من شعبان نحتفل بميلاد منقذ البشرية، الإمام الغائب الحجة ابن الحسن المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف. وبهذه المناسبة السعيدة نزف أسمى التهاني والتبريكات لكل المؤمنين والمؤمنات ونسأله تعالى أن يجعلنا جميعاً من أنصار المهدي المنتظر.

وإحياءً لهذه الذكرى، نعيد معاً قراءة بيان بمناسبة الميلاد السعيد لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله.
وفقكم الله لمراضيه، ونشكر سعيكم لنشر هذه الرسالة على أوسع رقعة من عالم الاتصالات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع تحيات:
مكتب سماحة المرجع الديني
آية الله العظمى المدرسي


كيف ننتظر الإمام المهدي(عج)؟

http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%8A+%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9.jpg?gda=UN3c_vAAAAAp3ytZOR2w1FYBFSm6WNjpGfKgmR9l65sU6eypDsOEsqd3i2TQrX3rFM-64gNu_JezOF-GbltLitr8BkoCQrIwsk3ZLHNeAYKYg0KIGDNu1uB_MPEu2w5DE5cFTX2sqquIAWtIFIVM4eDJyt1GRnPQjGjwL3A2E1CcUN06sHqpx9evKlPgpDjB8AW804pdbhGIqvUaj-UM8fC5PaSFFSRfKVNDtMy2WNCdTrp06qUejVDRSt92oDZJAdUFhoPwWQ86uCmQM8O3N4fss2IbgF7X74vo24I5N2DY__ohYSrs4G3FU91bWBii3KPv5fvAM40

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الهداة المرضيين.

السلام على العدل المؤمَّل والإمام المنتظر، الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله فرجه.

السلام على السائرين على درب الهدى.

وعليكم سلام الله أيها الإخوة المؤمنون.

حينما ننتظر الأمل الواعد، الإمام المهدي، ونتوقع ظهوره في كل لحظة، فإننا سوف نتحلى بالصفات المثلى التالية من خلال انتظارنا للإمام عليه السلام:

أولاً:
نزداد أملاً بمستقبل العالم ونعلم أن ليل الظلم سوف ينجلي بفجر العدالة، ويوم الطاغوت ينصرم، وتُرفع راية التوحيد فوق كل ربوة وعلى امتداد كل أفق.
إنّ سلسلة النكبات التي تتوالى على البشريّة تظلّل سحابة من اليأس على النفوس، فينحسر تطلّع الناهضين لإقامة العدالة، ولكن إشراقه الأمل المنبعثة من انتظار اليوم الموعود تبدد تلك السحب الداكنة وتزيد الناهضين أملاً ودفعاً متجدداً نحو النهضة، وكأنّ نداءً قوياً ينطلق من فم الانتظار ويؤكد لفقراء العالم؛ ألاّ تيأسوا، ولمظلومي العالم: أنّ عصر الخلاص قادم لا محالة.

ثانياً:
إنّ انتظار نور الحجة يرسم خارطة لطريق النهضة، فإنّ هيمنة انتصار الحق في عهده، وتلك الحياة الفاضلة التي تستقر يومئذ تحت ظل حكمه والتي هي أمنية شائقة لكل نفس زكية وتطلع سام لكل مصلح، إنّها تشكل خارطة لعمل المصلحين اليوم ونهجاً لما يحققونه في حياتهم. فمن ينتظر العدل لا يظلم، ومن ينتظر السلام لا يولغ بسفك الدماء، ومن ينتظر الوحدة العالمية لا يمزّق صف المجتمع، ومن ينتظر هدى الله لا يغتر بأهواء الناس ووساوس الشياطين. ولعل الحديث الشريف الذي يقول إنّ انتظار الفرج هو الفرج يفتح لنا نافذة على هذه الحقيقة.

ثالثاً:
إنّ إيمان عباد الله بالإمام الغائب وقناعتهم بأنّ الفقهاء هم خلفاؤه ونوابه يجعلهم يوحدون صفوفهم بالرغم من اختلاف مشاربهم، وتعدد قياداتهم الفعلية، وتنوّع مناهجهم، وهي جميعاً طرق تؤدي إلى هدف واحد وهو نهج الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه.

أيها الأخوة المؤمنون..
إننا –وفي بحبوحة الأمل الواعد-نجدِّد العهد مع الله سبحانه ومع الناس ومع أنفسنا على أن نستقيم على خط الولاية الإلهية أنّى كانت الظروف صعبة والمشاكل معقدة، وأن نمضي قدماً لتحقيق تلك الأهداف السامية التي ترسم خارطة طريق الانتظار، والوصايا التالية هي زادنا إن شاء الله تعالى في هذا الطريق:

الحكمة روح الحياة
1-إن رسالات الله نزلت بالحكمة، وختم الله رسالاته بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله) معلم الحكمة للبشرية الذي قال عنه: 
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} الجمعة/ ٢.

ولقد أكّد الدين على أهمية الحكمة، حتى قال ربنا سبحانه:
{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}البقرة/269
وأمر الله سبحانه الداعين إليه بأن يتأطّر عملهم بالحكمة فقال ربنا سبحانه:

{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }النحل/125

ويرتسم أمامنا سؤال عريض: إذاً ما الحكمة التي هي من روح الرسالة؟

الحكمة هي تلك النظرة الشمولية إلى مصالح العباد والبلاد في كل عصر ومصر، والتي تنبعث من سنن الله الخالدة، تلك السنن التي تستوعب الخلائق كلهم من دون تمييز، أما النظرات التجزيئية فهي سفاهة وجهالة وظلم. أرأيت الذي يدمّر العالم من أجل عنصر كما فعل هتلر، هل عمل بالحكمة؟ كلا. أو الذي يُثري على حساب ملايين الفقراء، أو حتى الذي يفضّل مصالح قومه وحزبه وطائفته على مصالح العباد والبلاد. إنّ أولئك بعيدون عن الخير والحكمة قريبون من الشر والسفاهة.

كما إنّ الذين يستخدمون الدين وسيلة للوصول إلى أهدافهم الرخيصة، ويشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، إنهم السفهاء عند الله، أو ليس الدين لله سبحانه وهو سبحانه رب العالمين جميعاً، فلابد أن يستريح البشر كلهم تحت ظلال دين ربهم العظيم.

أيها الإخوة المؤمنون..
إننا-وقبل غيرنا-مدعوون لتطبيق حياتنا مع الحكمة التي هي من روح الرسالات الإلهية، ولولا ذلك فإنّ سائر جهودنا ستذهب سدى، إذ أنها لا تكون وفق هدى الله ولا منسجمة مع روح الشريعة الغراء.

أمة تتحدى
2-من الأهداف السامية لرسالات الله بناء أمة تتحدى أعاصير الفتن، وتبني حضارة السماء في الأرض وقد قال ربنا سبحانه:

 {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} الأنبياء/ ٩٢
وهذه الأمة قد ترقى إلى صعيد التمكّن في الأرض والهيمنة السياسية، وقد تبقى في إطار المجتمع المستقر كما هي الحال مع المجتمعات الإسلامية اليوم.. وعلى كل حال فهي أمة خير يقول عنها الرب سبحانه:

 {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ } آل عمران/ ١١٠

أيها الأخوة..
إنّ كل واحد منا يستطيع أن يساهم في بناء المجتمع الإسلامي الرصين والذي ترسو قواعده على الأسس التالية:

أ‌- البنيان المرصوص:
حينما يصف ربنا المجتمع الذي يسمو إلى أرفع درجات القرب وهو حب الله سبحانه ويقول:

 {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} الصف/ ٤

فهذا البنيان المرصوص تتكامل أطرافه، فباطنه قوي متين وظاهره أنيق رصين.

أيها الأخوة: إنّ علينا اليوم أن نحذف كل الفجوات التي تفصلنا عن بعضنا وننتزع بإذن الله كل غلٍّ من نفوسنا تجاه بعضنا ونُصلح كل فاسد في علاقاتنا ببعضنا، حتى نصبح مثلا لذلك البنيان الرصين إن شاء الله تعالى، وبذلك نكون حقاً من المنتظرين لظهور المصلح العظيم الإمام المهدي عليه السلام.

ب-جيل الكرامة والأمل
أما النشء الواعد، والجيل الصاعد فإنّ منطق الانتظار السليم للإمام المهدي عجل الله فرجه يدعونا إلى تربيته على الكرامة والأمل.

والكرامة تعني الاعتزاز بالهوية، والإحساس بالاستقلال والحرية، ورفض الذل والخنوع والتعالي على كل دنية وإسفاف.

إنّ علينا-منذ هذه اللحظة-أن نحترم الطفل ونكرمه أشدّ الإكرام حتى نزرع في روح الجيل الواعد حب الآخرين واحترام حقوقهم والثقة بالنفس والتطلع إلى الأمام.. إنّ أمة مستقيمة هي وليدة تربية صالحة، ذلك لأن الأمم تتسامى بأخلاقها، ومن الخلق الفاضل تربية الأطفال.

أيها الأخوة: لو أننا بذلنا نصف جهودنا في إصلاح أسس التربية، سواءً البيتية منها أو المدرسية أو الاجتماعية، فلن نخسر أبداً، لأنّها سوف تكون تربة صالحة لنبات كل خير ومعروف.

ج-العدل قوة والتطرف دمار
الوحدة بناء متكامل وكل حجر فيه ذات قيمة، فمن زعزع حجرة فقد فتح ثغرة، وربما أدت إلى هدم المزيد. تعالوا نواجه بحزم كل معاول الهدم.. فإنّ التطرف ظلم وجهالة والاعتدال قوة. أوليس الله خلق السماوات والأرض بالحق، أو ليس أنزل الميزان، لكي لانطغى في الميزان. أما سمعتم ربكم يقول: 

{وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِالرحمن/7-8 

وقال ربنا عز من قائل:

{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } الحديد/ ٢٥
إنّ علينا أن نحكم بالعدل، وأن نقوم بالقسط ونشهد للحق ولن يكون كل ذلك مع العصبيات الجاهلية ولا مع التطرف ذات اليمين وذات اليسار. أما سمعتم قول إمامكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: (اليمين واليسار مضلّة..)
إنّ على كل واحد منا أن يكون خفيراً مؤتمناً على الوحدة، فلا يسمح لأحد أن يهدمها، علينا جميعاً محاربة ثقافة النزاع والصراع لأنها تمزّق مجتمعنا وتحطم أحلامنا.

د-دعم المؤسسات الاجتماعية
مثل المؤسسات الاجتماعية مثل أروقة البناء العظيم، فكل مؤسسة تشكّل جانبا من بنيان المجتمع، وكلما كانت المؤسسات أكثر عدداً وأمتن قوة فإن المجتمع يصبح أقدر على مواجهة أعاصير الفتن وعواصف المحن. وإنّ هذه المؤسسات التي تبدأ من الهيئات الدينية التي تتشكل في المساجد والحسينيات وتستمر مع التنظيمات السياسية والهيئات الحسينية والمنظمات الخيرية والاتحادات المهنية. إنّ كل واحدة منها مجتمع صغير ولابدّ أن تتجلى فيها الأخلاق والآداب والتعاليم الإسلامية التي تنظم علاقة الفرد بالمجموع بأي صورة ممكنة..

أيها الأخوة المؤمنون..
إنّ قيم الدين في التعارف والتشاور والتعاون والأخوّة، إنّها أعظم هدية من الله سبحانه لعباده، وإنّ علينا أن نربي أنفسنا بها في إطار المؤسسات التي ننتمي إليها ومن دونها فإنّ المؤسسة تصبح إطاراً بلا محتوى، وأهدافنا تتلاشى كما هواء في شبك. وهذه القيم المباركة متكاملة في كتاب ربنا العزيز وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وكلمات أهل بيته المعصومين عليهم السلام، وإنما تقدم المسلمون بها، ونحن اليوم بحاجة ماسّة إليها لتكون زادنا في مسيرتنا الصاعدة نحو بناء مجتمع قوي مستقيم.

أيها الأخوة: 
إنّ الإمام في منطق الإسلام يعني المثل الأسمى الذي لابد لكل مأموم أن يقتدي به ويجعله قدوته في خُلقه وسلوكه وأنشطته. فإذا فعل كل واحد منا ذلك واقتدى بمولاه الإمام المنتظر عليه السلام وسائر أئمة الهدى كان من الميسور أن يتكامل مع أخوته في الإيمان، إذ أنّ صفاتهم تصبح متقاربة وأخلاقهم متماثلة، فإذا بهم ينصهرون في بوتقة الإيمان والولاية ويتحولون إلى سبيكة ناصعة.

هـ -الأسرة والعشيرة
والأسرة والتي تتوسع حتى تصبح عشيرة، هي مهبط الرحمة الإلهية، وبيت اليُمن والبركة، ومثل الخـُلُق الفاضل، ومنبت قيم التعارف والتشاور والتعاون، فعلينا اليوم أن نطوّرها حتى تصبح أكثر قدرة وأوسع تأثيراً. على كل أسرة وكل عشيرة وقبيلة أن تمنِّن علاقات أبنائها ببعضها عبر المزيد من التشاور والتعاون، وإذا أمكنهم أن يؤسسوا فيما بينهم صناديق خيرية لدعم بعضهم على مواجهة مكاره الحياة أو للتعاون الاقتصادي أو لدعم سائر الناس، فإنّ ذلك سيكون مدعاة للفخر ووسيلة للثواب والبركة.

إنّ مجالس الأسرة ودواوين العشائر ومضايف القبائل يجب أن تتبدل إلى مراكز لتعليم الدين وأندية للتشاور السياسي في أمور البلاد، وحمل راية الإصلاح في المجتمع.

و-ثقافة الانتظار والأمل
في سورة الأنبياء وبعد أن تذكّر آيات الذكر بقصص الرسل عليهم السلام وكيف نصرهم الله على الكفار، يذكّرنا الرب بسنته الخالدة التي تتجلى بقوله سبحانه:

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ* وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } الأنبياء/ ١٠٥ – ١٠٧.

وإذا تأمّلنا في الآيات الكريمة لوجدنا أنّ دين الله الذي أكتمل وحيه بالنبي محمد صلى الله عليه وآله سوف يظهره الله على الدين كله حتى يكون النبي صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين حقاً، ولا يكون ذلك الا عند وراثة الأرض وحكومتها من قبل عباد الله الصالحين.
وهكذا كان واضحاً إنّ ظهور الإمام الحجة سيكون إيذاناً بشمول الرحمة الإلهية للعالمين، في ذلك اليوم سيكون النور الإلهي يلف أرجاء العالم كله، ونحن جميعاً بانتظار ذلك اليوم. فلابد أن تكون ثقافة الانتظار هي المهيمنة علينا وتكون صبغة حياتنا الفكرية وبصيرة رؤيتنا للعالم. أو لم تسمعوا النبي الكريم صلى الله عليه وآله حين يقول (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج) ومن هنا فإننا نردد معاً دائماً وأبداً الدعاء المأثور:

أللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله وتذلّ بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك.. 
اللهم ما عرفتنا من الحق فحمّلناه وما قصرنا عنه فبلّغناه..

موقع مكتب سماحة المرجع الديني
آية الله العظمى محمد تقي المدرسي (دام ظلّه)


            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

22 يوليو 2010

بريد البصيرة: ‏(مَنَاسِكَنَا الحُسَيْنِيَة ...والعمل الرسالي)‏ مقال رسالي هادف_ساهموا بنشره معكم

مَنَاسِكَنَا الحُسَيْنِيَة ...والعمل الرسالي
خادمة المنبر الحسيني/ وداد المطرود

إن حجنا مع الحسين (ع) ومسيرنا على خطه ومعطيات ثورته وأخذنا بمنهجه المبارك الذي هو تسخير كل أفكارنا وما نملكه من قدرات ومُقدرات يستلزم منا أن نؤدي أعمال مناسك الثورة .. مناسك النهضة .. مناسك الصحوة .. مناسك الدفاع عن الإسلام وأهله ورجم الشيطان الأكبر بجمرات الكفر بالطاغوت وكل من يمثله على وجه الأرض من الظلمة والمنافقين والمفسدين وبجمرات التحدي والإقدام دون خوف وبجمرات فضح الأعمال وكشف الزيف وكشف ما تحت الأقنعة من حقائق وأكاذيب الباطل حتى وإن كان ذلك متجلبباً بلباس الدين أو لابساً لقناعه أو ممن يدعي خدمة الدين وأهله وهو لا يعمل إلا لمصلحة نفسه وأهله ومن معه في سبيل أي أمر دنيوي من سلطة أو مال أو جاه أو سمعه ...

وعلى هذا فإنه يجب على كل من قال بقلبه ولسانه "لبيك يا حسين" ؛ "لبيك داعي الله" أن يكون مخلصاً وصادق القول والفعل وأن لا يتنازل ولا يستسلم في أي حال من الأحوال عن عهده مع الله سبحانه وتعالى في أن يعلي كلمته في الأرض ويقيم الحق ويدافع بكل ما أوتي من قوة عن الدين وأهله وأن ينصر الحق بكل ما يملك تمهيداً للنهضة المهدوية الكبرى لإزالة الظلم والعدوان من الأرض ونصر المؤمنين والثأر لآل بيت محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) ..

ولذا فإن الذين انضموا للركب الحسيني المبارك قد أعلنوا الجهاد بالثورة على الطغمة اليزيدية الفاجرة وهم يحملون بين جوانحهم وبين أيديهم جمار وأسلحة الانتصار وأصبحوا أمثلة عظيمة بشخصياتهم التي إن تأملت في كل واحدة منهم ستزيدك إيماناً ويقيناً وثباتاً على الدفاع المقدس من أجل النهضة بالنفس وبالأمة لنيل الكرامة والشرف في الحياة فهناك قمر الهواشم أبا الفضل العباس (ع) مثال الوفاء والشجاعة وهناك زينب مثال المرأة الأبية الصامدة رغم كل المصائب وهناك المرأة المضحية التي حملت طفلها ذو الستة أشهر وذهبت مع زوجها في مسيرة الثورة كي تشارك في الحضور الفدائي وتدعم المسيرة بحملها الطفل الحسيني الرضيع عبد الله (ع) الذي هو الحجة الكبرى في كل هذه الواقعة الكربلائية الدامية والكثير الكثير من الأمثلة للشخصيات التي حملت المحبة والعشق والشهامة والإقدام والحماس والثبات على العهد لآخر نفس لهم في الحياة وكل هذا لا يخفى عليكم بالتأكيد.

أحبتي إن هناك أمور مهمة جداً لابد أن يقوم بها أي إنسان يريد أن يخدم ويدعم القضية الحسينية المباركة ومن أهمها:

صياغة النفس من جديد وتطهيرها من الذنوب كبائرها وصغائرها بما فيها الظلم وسلب الحقوق الإنسانية بأي شكل من الأشكال وزرع الصفات والخصال الحميدة.

فكيف تكون ثائراً حسينياً وخادماً للإمام الحسين (ع) وأنت تفعل ما حرم الله وتدعي أنك إنسان كامل ومثال وقدوة صالحة وأنت في الجانب الآخر ظالم لأهلك سواءً أمك أو أبيك أو زوجتك أو أولادك ومن حولك من الناس ...؟!!

كيف تكون خادماً للإمام الحسين (ع) وقضيته وأنت تسلب حقوق من حولك سواءًَ مادياً أو معنوياً واعتبار نفسك وكيلاً عليهم دون وجه حق وبلا تصريح منهم وإن كنت وكيلاً عليهم أو ولياً لماذا تأكل حقوقهم بالباطل وتقهرهم وتعطي لنفسك تخويلاً بجعلهم كالعبيد بين يديك ...؟!!

كيف تكون حسينياً وأنت أصبحت ممن لا عهد لهم ولا وفاء وممن يلهثون وراء إشباع بطونهم وشهواتهم ونزواتهم تحت غطاء الدين والتدين ...؟!!

كيف تكون خادماً للنهضة المباركة وأنت تسعى للرياء والسمعة وبناء شهرتك الذاتية وتأمر وتنهى لصالح نفسك وتنتهز وتبتز الناس لأجل شخصك لأنك أصبحت ذو مكانة أو نلت جاها ببركة الحسين (ع) فذهب التواضع وذهب التقوى منك وقد اتخذت سبل الشياطين للوصول لأهدافك الشخصية لا أهداف القضية الحسينية المباركة؟!

كيف كل ذلك ..... تأمل أيها الإنسان الموالي ولا تخدع نفسك فإنا لسنا معصومون من الخطأ وعليك أن تعرض أعمالك على الإمام الحسين (ع) ولا تغتر بنفسك ولا تتكبر فإن الله لا يحب المتكبرين ..

الأخذ بمفاهيم وقيم ومبادئ النهضة الحسينية المباركة والمقاومة والدفاع المستميت من أجل تحقيق الانتصار للإسلام والمسلمين.

نصرة المظلومين والمستضعفين في الأرض ومساعدتهم على الأخذ بحقوقهم سواءً من قريب أو بعيد ..

الانتفاضة على كل من يحاول إذلال الضعفاء والمساكين ومساندتهم ودعم المحتاجين منهم مادياً ومعنوياً مهما كلف الأمر ...

عدم التخاذل والتنازل عن الحقوق الإنسانية
النزول للساحة الإسلامية واستطلاع مستجدات العمل الرسالي وتلبية متطلبات الساحة ...

وقبل هذا كله يجب الالتزام بكتاب الله والمنهج المحمدي بحذافيره والالتفاف حول القيادة الإسلامية الرشيدة والطاعة لها والمتمثلة في المرجعيات الدينية المباركة والعلماء الربانيين الأتقياء ....

وكل هذا يعتبر قربى لله سبحانه وتعالى ويحقق مضامين الصلاح والإصلاح في الأرض فإن كل ثورة لها ثوابت لا يمكن تغييرها في أي زمان أو تحت أي ظرف من الظروف لأنها أساس بناء الثورة وأساس حركتها وأساس نهضتها وأساس كل كيانها وكل ما ذكر يجعل للثورة قوة حينما يكون من يؤدون مناسكها يحملون الرسالة كما يجب أن تكون ويكونوا فيها كما يجب أن يكونوا ...

وكما أنّ على الحاج إلى بيت الله الحرام أن يحرم من الميقات وأن يلتزم بالضوابط والحدود الشرعية حال الإحرام من اجتناب للمحظورات والمحرمات ... والالتزام بالواجبات وعمل فإن على من أعلن انضمامه للركب الحسيني أن يلتزم بواجبات العمل الحسيني الرسالي وأن يجتنب ما يسئ إليه وإلى الركب الحسيني بل ما يسئ للخدمة الحسينية وإلى ساحة العمل الإسلامي في شتى مواقعها وما يسبب لها ضعفاً وتخلخلاً واعتلالا ..

- إن أول أمر يجب أن نهتم به هو مسألة الشخصية (جهاد النفس) وبناء كفاءتها في العمل الإسلامي ثم تعزيز ثقتها بنفسها ومتابعتها والإشراف على أعمالها خلال المسيرة ونحن في كل أعمالنا أيضا محتاجون للتطوير الذاتي وتنمية الكفاءة وتقوية روح الإبداع في العمل والرقي بكل الإمكانات المتوفرة وعدم الرضا إلا بأرفع مستويات الأداء والجودة بالعمل المستمر من أجل الأفضل ...

- الأخلاق الحميدة والسمعة الحسنة والتي هي من مقومات نجاح الشخصية الإسلامية فهي تعزز ثقة الأفراد والمجتمعات بالعامل في الساحة الإسلامية في مختلف الأصعدة ... لكن للأسف الشديد هناك من لديهم هذا الأمر ظاهراً من الأخلاق والسمعة الحسنة بل والمكانة بل وأصبحوا واجهة الإعلام في المجتمعات وحصلوا على الوجاهة بأي شكل من الأشكال ولكنهم استغلوا ثقة العالم والعقول وأصبحوا انتهازيين بمعنى الكلمة وارتكبوا حماقات وأمور قذرة خلف الستار وتستروا بغطاء الدين وهؤلاء هم مرض يسبب ضعف في روح الخدمة الحسينية وعدم وجود مصداقية في العمل فيجب على الإنسان المؤمن الرسالي أن يقف عند حده ويحاسب نفسه فإن لم يراك الناس فإن الله يراك وإمام زمانك شاهد عليك ...

- التعبئة الإسلامية ... حيث أن على الإنسان الرسالي أن يسعى دائماً لاستقطاب الأفراد والنخب في ساحة الخدمة المباركة لتقوية العمل والاستفادة من كل الطاقات والقدرات والحفاظ عليها وتوفير الأجواء الملائمة وإيجاد الآليات والمقومات الكفيلة بإنجاح مضامين الرسالة الهادفة في الحياة.

- التحشيد الإسلامي ... أي ساحة وأي مجال يحتاج لكوادر وأفراد يدعمون العمل بكل ما لديهم من مقومات النجاح وأيضاً تحتاج للجماهير التي تساهم فيها بالمشاركة الحضورية والتفاعل وهذا ليس فقط تشريفاً لساحة العمل المقدس بل واجباً وعلى هذا الأساس فإن أي نطاق عمل سواءً أكان حسينياً أو خارجه على الصعيد الاجتماعي يحتاج لمشاركة جميع أفراد المجتمع إذا كان لمصلحة الأمة .. وإذا كان سيساعد في عملية الإصلاح.
وهنا يجب على العاملين في الساحة الإسلامية وخصوصاً الحسينية كالعلماء والخطباء والمثقفين والناشطين اجتماعياً نساءً ورجالاً أن يطمحوا للرقي بمراكزهم ومجالسهم وأن يعملوا على التحشيد الجماهيري ويطمحوا لزيادة عدد المنتمين معهم للخط الرسالي وأن لا يكتفوا بالقليل من الحضور وأن لا يكتفوا بالقليل من التفاعل وأن يجعلوا همهم الأكبر الاهتمام بقضايا الشباب وجذبهم وتعليمهم سبل الخير والصلاح بالدعوة إلى الله وإلى المنهج الصحيح بالحكمة والموعظة الحسنة.

إضافة إلى إتباع سبل التعامل المثلى لا بالزجر ولا بالتخويف والوعيد والكثير مما عرفناه من أساليب في القول أو الفعل التي تنفر الناس من ساحة الحضور والتفاعل وهذا مما يشكو منه وسط العمل التطوعي الاجتماعي أيضاً من عدم حضور والتزام فاعل في العمل التطوعي والذي يعتبر من أحد أسبابه وجود خلل في البنية الأساسية للإدارات المنظمة من الرؤوس الكبيرة فيه أو في طرق التعامل والطرح فيه وكذلك الحال في الهيئات الحسينية والمراكز والمؤسسات الدينية والاجتماعية والتي لا تحمل المصداقية ولا الشفافية وأمور أخرى كثيرة يمكن لأي فرد مطلع على الساحة أن يستنتج الخلل الحاصل فيها ... لذا فإن التحشيد الإسلامي له دوره الفعّال وله عطاءاته وبركاته إذا نجحت الشخصيات المتمكنة عبره من القيام به وتحشيد ساحة العمل الإسلامي بالفاعلين والناشطين والحاضرين بشتى طرق الحركة المطلوبة.

- الانتخاب الإسلامي ... إنّ مسألة الانتخاب الإسلامي إذا تكلمنا عنها من جانبها الديني والاجتماعي إذا وجدت لدى أي مؤسسة أو هيئة دينية أو اجتماعية وإذا اتبعت فيها السبل الصحيحة وإذا أصبحت أعمالها وطريقة انتخابها تحمل مصداقية وشفافية وابتعدت فيها عن المحسوبية والعصبية الفكرية والقبلية وغيرها فإنها ستؤتي ثمارها في المجتمعات وستكون لها آثارها الإيجابية على الأفراد من نواحي كثيرة حتى في أرائهم وأفكارهم ومنطلقاتهم وأعمالهم ... ويعتبر الانتخاب الإسلامي من أهم الأمور التي تساعد على نجاح الخدمة الدينية والاجتماعية وغيرها في مختلف الأصعدة ... ماعدا إذا كان الانتخاب ذو أساليب وطرق دنيئة وغير واضحة وغير شفافة أو تطغى عليه المحسوبية والطرق اللا شرعية فهنا يجب عدم التصويت وعدم الدعم انطلاقاً من المبادئ والقيم الإسلامية التي تحرم الكذب والتزوير على الأفراد بل على الأمة بأجمعها أيضاً ولنا مثال ذلك من خلال القضية الحسينية المباركة حينما طلبت الحكومة اليزيدية من الإمام الحسين (ع) أن يبايعها ويعطيها صوته وينتخبها أي يختارها وبمعنى آخر يعطيها تأييده ولكن هيهات لمثل الإمام الحسين (ع) أن ينتخب مثل أولئك السفهاء المفسدون في الأرض وهكذا الحال بالنسبة لنا أيضاً إذ أنّ القضية ليست إعطاء صوت واختيار وانتهى الأمر بل هي مسألة مصيرية وأيضاً مسألة فيها دعم وتأييد وانتماء فمادمت قد أعطيت صوتك يعني أنك أعلنت انتماءك واختيارك وهذا إما يدل على رجاحة عقلك إذا أيدت الجانب التي أردت إذا كان ذلك الجانب جانب يعمل للحق لا للباطل وإن كان العكس فتعساً وتباً وهنا تدخل مسألة الوصولية والتبعية فلان يتبع فلان وكفلان مؤيد لكذا وفلان معارض لكذا ..

 وملخص ذلك أنّ هنالك ثلاثة طرق لاختيار الناخب الإسلامي في أي مكان فإما أن يكون:
1. ناخب إسلامي قولاً وفعلاً ويعمل للحق وللنهضة الإسلامية بمصداقية وإخلاص.
2. ناخب إسلامي قولاً وليس فعلاً ويحمل وسام الدين وشعاراته على صدره ولسانه وهو غير ذلك.
3. ناخب إسلامي لا يحمل من الإسلام والمذهب والتدين إلا اسمه ورسمه ومصالحه الشخصية فوق كل شئ.

وفي هذا الأمر مباحث كثيرة تساعدنا على فهم مسألة الانتخاب الإسلامي الصحيح الذي يحدد مصير العمل الإسلامي ومصير الأمة وحقوقها وما لها وما عليها وأمور كثيرة.

- التعددية وقبول الاختلاف ... وهذه من الأساسيات المهمة التي تجعل الساحة الإسلامية تعيش حالة من السلم الاجتماعي الذي يقبل بالتعددية في المذاهب والتيارات والخطوط والأفكار والآراء ويساعد على الاحترام المتبادل ويقبل بالتجديد الذي يحمل الوعي وينهض بالأمة الإسلامية ويوحد مسيرتها ويزيد من رصيد تنوعها وثقافتها .. وإن عدم وجود أو قبول حالة التعددية وعدم قبول الاختلاف يعتبر حالة مرضية تحمل الكثير من المعاني السلبية كالتعصب الفكري والمذهبي والحزبي وغيره مما يسبب إلى عدم الاستقرار في المجتمعات التي خلقها الله متنوعة أصلاً في الأعراق واللغات والطبائع والألوان وهذا التنوع الذي له حكمة إلهية عظيمة وله فوائد جمة هو الذي يحفز الإنسانية على التعارف والتمازج في كل شئ وقد قال تعالى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا).

- التناقض بين الأقوال والأفعال ... قد يكون أكثرنا قد ارتبط بعقد عمل ما مع مؤسسة أو شركة أو مركز أو ما شابه ذلك من نطاقات العمل في الحياة وذلك العقد حتماً يحتوي على عدة اتفاقيات وشروط ويجب على كلا الطرفين الالتزام بما في العقد وهكذا فإن البعض من أولئك لا يطبق ما في العقد بعد توقيعه أي يتحايل أو ينقض بعض الشروط والاتفاقيات فتصبح تلك الأمور المهمة حبر على ورق وعلى هذا الأساس تبرز المشاكل وتتفشى مع أصحاب العقود في المؤسسات والشركات والهيئات والمراكز وغيرها من حيث عدم الصدق وعدم الالتزام بالنظام فتتدهور الأمور وهذا تماماً ما يحصل أيضاً معنا في جانب العمل الإسلامي في شتى أفقه فالعمل الإسلامي له أسسه وله نظامه وله طابعه الخاص به أيضاً وعلى الفرد الذي يعمل فيه أن يكون ممتثلاً لنظامه وأن يكون ممثلاً له ظاهراً وباطناً وأن يكون ذو مصداقية أيضاً في الفعل والقول.

والمشكلة التي نراها أن هناك من يحمل الدين واسمه ورسمه ظاهراً ويتكلم باسم الدين ويفعل باسم الدين ولديه كاريزما في المجتمع بينما أفعاله وأقواله لا تطابق الدين ولا تمت للدين بصله أو حتى تحمل العشوائية والسطحية في الأفكار وفي التعامل مع الآخر وحتى السطحية في الطرح والعمل فيكون كل ما اجتهد في عمله خالي من الروحية الإسلامية الحقيقية وعلى صعيد الخدمة الحسينية أيضاً خالي من الروحية الحسينية وخالي من الطابع الحسيني أيضاً وكل ذلك فقط وفقط لأنه تحت اسم الدين لأن تلك الشخصية سواءً كانت ذكراً أو أنثى حازت على صلة أو ثقة ذوي المكانات العالية في الوسط الديني من علماء وأعلام وغيرهم وهذا للأسف الشديد مما يجعل الناس ينفرون من هذا الوسط أو لا يلتفون حوله أو يكرهون التعامل معه بأي شكل من الأشكال، إننا يجب نتأمل جيداً أن ليس كل ما يحمل اسم الدين وأهل البيت (ع) يعني إعطاء ثقتنا التامة له أبدا فهناك من يحمل اسم العمل الإسلامي سواءً دينياً أو اجتماعياً لكنه بعيد كل البعد كما ذكرنا سابقا وآل أمية مثال على ذلك فهم كانوا يحكمون باسم الإسلام ويشهدون أن محمداً رسول الله (ص) لكنهم مع ذلك ارتكبوا أبشع جريمة تاريخية في حق آل البيت (ع) ولا تبرير لجريمتهم تلك غير أنهم منافقين والمنافقين أخطر من الكافرين وخصوصاً الذين يدعون الإسلام ويدعون الولاء لمحمد وآل محمد (ص) فنحن نعرف أن كأس العدو مسموم فلا نشرب منه كما يُقال؛ لكن ما لا نعرفه أن كأس الصديق قد يكون مسموماً إذا كان منافقاً وهنا الخطر أكبر لأنك لا يمكن أن تكشفه بسهولة ولذا فخطر بعض الذين يدعون الولاء أو الانتماء من المنافقين الذين يعملون لمصالحهم أكبر والله المستعان ومن الصعب اكتشافهم رغم أنهم قد يكونوا في أحيان كثيرة أساس لانتشار الفتن وإقصاء الحق وتفكيك الجماعات المؤمنة والسعي لإسقاط بعضها.


            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html