سماحة المرجع المُدرّسي"دام ظله":
*القائمة "المفتوحة" هي المطلوبة* لماذا تأخرون قانون الإنتخابات؟* ما فائدة "كركوك" اذا كانت لك او لذاك إذا جلبت الصراعات؟
*ايها المسؤولون: العدو يستهدف العراق جميعا لا شخصاً أو حزباً اوجماعة فكونوا حكماء ووحدوا صفوفكم
*الخروقات الأمنية تكشف عن نقص كبير في مجتمعنا وقوانيننا وثقافتنا وطريقة التعامل مع بعضنا البعض
أكد سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" أن على جميع مسؤولي وابناء ومكونات البلاد ادارتها ومعالجة القضايا والاحداث بالحكمة وليس بالعمل العشوائي وتبادل الاتهامات والتلاوم بين البعض والبعض الاخر في كل ازمة و حادثة تقع. مشيرا بهذا الخصوص الى أن مانعانيه في العراق خاصة ، والامة الاسلامية عامة، من حالات التخلف والمشاكل و الارهاب، أنما يعود لفقدان الحكمة في حياتنا وادارة شؤوننا.
وقال سماحته في حديث له خلال استقباله بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة وفوداً رسمية وسياسية وعشائرية من محافظات بغداد وبابل والنجف الاشرف وكربلاء المقدسة، أن "المجتمع الذي يلتزم بالحكمة سوف يكون سعيدا وسوف لن تهجم عليه اللوابس ويكون بعيدا عن المشاكل الحادة أما المجتمع الذي يفقد الحكمة فإنه سوف ينهار وحسب المثل الشعبي المشهور: (حنطته تأكل شعيره) يعني ليس لديه تدبير في حياته ولا يعرف كيف يستفيد من امكاناته ولا يعرف كيف يدرأ الاخطار عن نفسه ولا يعرف كيف يتوصل الى اهدافه وتطلعاته.." واضاف :" فالانسان قد يملك عيناً تبصر وأذناً تسمع ويداً تبطش، ورجلاً تسعى ويملك كل الأعضاء سالمة لكنه اذا لم يكن يملك العقل والحكمة فأن كل هذه الاعضاء لايمكن ان تنفعه، وكذلك البلد يمكن ان يملك النفط والخيرات والزراعة ويملك الأشداء من الرجال والشجاعة وكل شيء لكنه اذا لم يكن يملك الحكمة فكأنه لا يملك شيئاً، وهذا كلام الإمام الصادق عليه السلام حيث يقول: إن لم يكن عقل المرء خير ما فيه كان هلاكه بأيسر ما فيه".
العدو يستهدف العراق جميعا لاشخصاً أو حزباً او جماعة فمتى تتوحد الصفوف لمواجهته؟
وفي جانب من حديثه، اعرب سماحته عن ألمه واستغرابه من أمكانية ومحاولة البعض استغلال التفجيرات الارهابية ودماء الابرياء التي تسفك، لتوظيفيها سياسيا على ابواب الانتخابات !. وقال سماحته بهذا الخصوص أن " التفجيرات الارهابية الأخيرة والدماء التي اريقت في بغداد وكربلاء، وغيرهما ، ولاتزال تراق يومياً ، تدمي القلوب.. وقد تجد بعض الناس للاسف الشديد يحاولون توظيف هذه التفجيرات واستخدامها سياسياً ونحن على أبواب الأنتخابات، أناس ضحايا و مدمرون وأناس اشلاء، واناس في مستشفيات، ومع ذلك كيف يمكن أن يكون هناك شخص يفكر كيف يستفيد من هذه المسألة أستفادة سياسية وانتخابية..!؟". ودعا سماحته السياسيين والاحزاب والمسؤولين بالقول " ياجماعة كونوا حكماء فهذا العدو الذي يستهدف العراق لا يستهدف شخصاً معيناً أو حزباً واحداً ولا جماعة معينة ولكنه يستهدف الجميع، فهذا عدوكم جميعاً، فوحدوا صفوفكم.." وتابع بالقول :" انظروا ، كلما كانت هناك خلافات بين السياسيين كلما وقعت هذه المجازر وكأن الله يريد أن ينبهنا ويقول: يا بشر ويا مسلمين ويا أحبة، يا ناس، الذين دماؤكم واحدة، وحدوا صفوفكم، وانبذوا الخلافات عنكم.." وأوضح أن :" الانتخابات حق والدخول فيها حق والتنافس والخلاف ممكن، ولكن يجب أن تكون هناك خطوط حمراء لا نتجاوزها ولانستفيد منها استفادة من دون تفكير جدي..".
التفجيرات والخروقات تدل على تقصير وضعف عام والقضية لاترتبط بالجهات الأمنية فقط
وحول تبادل الاتهامات والقاء اللوم والمسؤولية على هذا الطرف او ذاك بخصوص التفجيرات والخروقات الأمنية، قال سماحة المرجع المُدرّسي: " أخواني: الذي حدث لم يحدث لأن شخصاً واحداً أهمل ولم ينفذ التعاليم ، مثل هذا المسؤول وذاك، فالقضية هي أن المجتمع و الأمة كجسد واحد فاذا ضعف ضعفت كل أجزاءه.. كحال الانسان الفرد عندما يكون مريضاً، فهذا المرض يؤثر على عينه وعلى سمعه ورجله ويده وعلى كل أعضاء جسمه،فالضعف اذا جاء ينتشر في كل مكان، ونحن في العراق لابد لنا أن ندفع المرض الذي بدأ يؤثر على كل أجزاء كياننا، فهو أثر ويؤثر على الأمن وعلى السياسة والماء والزراعة والاقتصاد وعلى كل شيء، وتصور أن موظفاً جالساً في أقصى العراق - وهو موظف بريد مثلاً - لكن اذا قصر فإن تقصيره يؤثر على الجميع، فلا بد أن نفكر في بناء بلدنا وبناء شعبنا ودولتنا على أسس رصينة حتى لا تحدث هذه الأمور"، وتابع سماحته موضحا أن:" الخروقات الأمنية تكشف عن نقص كبير في مجتمعنا وقوانيننا وثقافتنا وطريقة التعامل مع بعضنا البعض، فيجب أن نعيد النظر في كل هذا لا أن نبقى بعد كل حادثة تقع يلقي هذا باللوم على ذاك" ، وأضاف: " فالقضية ليس مربتطة بالجهات الأمنية فقط ـ و لا أدافع هنا عن أنسان قصّر في اداء واجبه.. فعلى الشخص الذي قصّر في مكان ما أن لا يأتي ويلقي اللوم على شخص آخرـ يجب أن نتوحد وندرس ما هي أسباب الضعف، أقول لكم بصراحة إن أسبابه ليست خاصة بجانب دون آخر، وزارة الداخلية أو الدفاع اوالأمن والوزارات الخدمية ومجلس النواب ومجالس المحافظات والنواب والمدراء العامين، هؤلاء كلهم مسؤولون عما حدث في بغداد، لأن البلد عندما يكون ضعيفاً فإنه يكون ضعيفاً في كل شيء، ولابد على الجميع أن يراجعوا حساباتهم.. فحينما تكون هناك مشاكل في البلد فلا نحملها على جهة دون أخرى، كلنا مسؤولون ، فالشعب مسؤول لأنه يجب عليه أن ينزل للساحة ويصحح الخطأ ويفكر بمن ينتخب وأن يفكر في عقله وليس بعواطفه فقط، والمرشح والسياسي وغيرهم، أن لا يفكر في مصالحه الخاصة و شخصه فقط ولا في حزبه ولا جماعته ولا منطقته فقط، فهذا البلد بلد واحد..".
عقدة كركوك
وفي هذا السياق اشار سماحته في جانب من حديثه الى عقدة "كركوك" والخلافات المتصاعدة بين الفرقاء السياسيين على وضعها ومصيرها، وقال بهذا الشأن: "ياأخواني في شمال العراق أيها الكرد انتم والحمد لله قد أنعم الله عليكم بعد تلك الفترة العصيبة التي عشتموها في هذا البلد، أنعم عليكم بنعم فحاولوا أن تستفيدوا منها ولا تُدخلوا أنفسكم في صراعات جديدة، واخوانكم العرب ، الشيعة والسنة، والتركمان، لا فارق بينهم وبين غيرهم، هؤلاء هم منكم وإليكم، والبلد اذا اختلف وذهب نحو الصراعات والخلافات فما فائدة كركوك ان تكون لك أو لغيرك؟ فحافطوا على وحدتكم ووحدة هذا البلد..".
القائمة المفتوحة والممطالة في اقرار قانون الانتخابات
كما تطرق سماحته أيضا الى معضلة عدم الاتفاق حتى الان على اقرار قانون الانتخابات ، قائلا " وما بال قانون الانتخابات يدخل عدة مرات في البرلمان ويخرج منه دون طائل ، لماذا والى متى؟ .." وأضاف :" أولم يقل لكم مراجعكم الكرام أجعلوها قائمة مفتوحة؟ حتى يفتح كل واحد عينه وينتخب الذي يريده بدقة واقتناع بدلاً من أن يكون مجبورا بصورة واخرى بأن ينتخب شخصاً لايريده ولايعرفه يكون موجوداً في القائمة المغلقة.." واوضح :" قد يكون هناك شخصا صالح متدين كفوء ومخلص يريده الناس، ولكن وضعوا معه شخصاً آخر لايريدونه في مثل هذه القائمة، وكأنكم توجهون وتقولون للمواطن أن يذهب الى البقال الذي يضع اعلى السلة فقط الفواكه الجيدة والسالمة ولكن يعلم الله تعالى ماتحتها ! ، و هذا غش". وأكد سماحته أنه " إذا دخل البرلمان انسان مؤمن مخلص وخبير ومتفاني في سبيل البلد فهذا ينفع الجميع وليس نفسه أو حزبه ، والنائب في البرلمان ليس نائباً عن حزب بل هو نائباً عن الشعب العراقي كله، ولا بد أن تكون عنده هذه الروحية و الأريحية والعاطفة والإيمان، أنه يدافع عن البلد والناس كلهم وليس عن جماعة دون أخرى لأن مصير البلد كله بيده.. فهو جالس في بيت الشعب وهذا للجميع، للبلد كله.." ودعا سماحته الناس بالقول:" فانتخبوا الأفاضل والطيبين، انتخبوا انسان عنده أخلاص وجدارة وكفاءة لأن الأخلاص وحده لا يكفي والجدارةوالكفاءة وحدها لا تكفي ايضاً، فيمكن ان يكون هناك شخصاً كفوءاً ولكنه خائن والعياذ بالله، والعكس كذلك اذا كان شخصاً مؤمناً صالحاً ولكن ليس له كفاءة.. فهل اذا كنت تعرف شخصاً صالحاً لكنه ليس بطبيب ، هل يجوز ان تأخذ له ابنك حتى يداويه؟!، فلا بد ان تزدوج الكفاءة بالأمانة والأمانة بالكفاءة حتى نتقدم..".
ـــــــــــــ
للاستفسار والمعلومات الاتصال على الارقام التالية
07803889050
07702653994
اللجنة الاعلامية في مكتب سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله
