السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

30 يوليو 2011

مقال رمضاني: (قطوف لكسب الصيام)_ساهموا بنشره معكم


قطوف لكسب الصيام



http://www.wlidk.net/upfiles/yms58379.jpg
 http://www.wlidk.net/upfiles/6ky70892.jpg
بقلم الاستاذ: عبد العزيز آل زايد

الأذكياء في زمن الجذب هم الفائزون، فإذا مرت سحابة مثقلة بالغيث والمطر، رأيت عقولهم تشحذ لاغتنام الفرص قبل رحيل ذلك الغيث والسحاب، فكلما كان الوعاء كبيراً والحماسة في أوجها كان الربح من تلك الضيافة وفيراً ومغرياً، وهل بعد ضيافة الله من ضيافة؟!
يقول (صلى الله عليه وآله وسلم) واصفاً شهر رمضان : (هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله)، فالبعض يدخل من باب الضيافة ويخرج منه كما دخل، والبعض يقلب الفنجان دون أن يشرب، وبعضهم ينسى حمل الفنجان؛ فيأخذ بالتسكع هنا وهناك، وقد سحرته الأضواء وأغرت عيونه خلاخل الشياطين المقيدة !!

فهو سارح في سبات عميق وإن شاهده الجميع مفتوح العينين؛ لكونه لا يعرف ما تلك الضيافة؟!
وأين يذهب؟!
وماذا يفعل؟!
بل قد يجهل أنه في مائدة ضيافة أكرم الأكرمين، فهو يسمع أن (النوم في هذا الشهر عبادة) فيطيل نومه، ويكون أسير فراشه الوثير، حالماً بالحور العين وما لذ وطاب من أحلام الحالمين، أو أنه يسمع أن (الأنفاس في هذا الشهر تسبيح) فيملأ رئتيه بأطنان الشهيق ويفرغها  بالزفير دون معنى كالمجانين البلهاء، أنه الشقاء الذي يحذرنا منه الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما نُحرم المغفرة ونفقد الجادة في أهم شهر يطالعنا في هذا العام، وهذا يدلل على أن من أولويات مكاسب هذه المأدبة نيل المغفرة، وهي قريبة المنال في هذا الشهر أكثر من غيرها من الأوقات والشهور، إذ يقول (صلى الله عليه وآله وسلم): (فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم)..

29 يوليو 2011

فعاليات شهر رمضان المبارك في جامع الإمام الحسين عليه السلام_ساهموا بنشره معكم

http://albaseeraalresalay.blogspot.com/2011/07/blog-post_29.html



بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أخواتي الكرام سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يدعوكم جامع الإمام الحسين عليه السلام بالعوامية بالحضور والمشاركة في فعالياته ونشاطاته في شهر رمضان الفضيل وهي موزعة على خمسة فترات:-

1- فترة الصباح: تأملات في دعاء مكارم الاخلاق للامام السجاد علي بن الحسين عليهم السلام لمدة مايقارب 20 دقيقة يومياً بطرح سماحة العلامة الشيخ نمر باقر النمر حفظه الله.

2- فترة العصر: المحفل القرآني (المقام لسنته الثانية على التوالي) وذلك في الساعة 4:45 عصراً بتوقيت مكة المكرمة.
3- فترة المساء: ملتقى البصيرة الثقافي الأول (سلسلة ندوات) وذلك من يوم الاثنين ليلة الثلاثاء من أول أيام شهر رمضان في الساعة 9 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
4- ندوات ملتقى الشباب الثقافي وهي ندوات ثقافية منوعة على الشهر الفضيل.
5- فترة آخر الشهر (بعد ليلة القدر) برنامج الاعتكاف سيعلن عنه لاحقاً

صفحة التحديث لجداول الفعاليات على هذه الصفحة:


.:. صورة لاعلان كافة فعاليات البرامج مختصرة:



.:. صورة برنامج تأملات في دعاء مكارم الأخلاق (الفترة الصباحية):


.:. صورة برنامج المحفل القرآني:

 

.:. صورة لاعلان برنامج ملتقى البصيرة الثقافي:

ونسألكم الدعاء


--------------------------------------------------------- --------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------
 
            (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
             )|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )

 * للانضمام صفحة البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:

http://www.facebook.com/ALBaseeraALresaliy
* لمشاهدة مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع المنشورة حديثاً وقديماً:
http://albaseeraalresalay.blogspot.com/

 http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif

* ليصلكم ما ننشره عبر البريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera

وذلك بالضغط على هذا الرابط التالي

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe
وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر الإضافة مباشرة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة


 ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب 
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/profile?user=nwrass2009

لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
 
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html


ولكم منا كل امتنان وتقدير
ولا تنسوا من صالح دعائكم وأيضاً بإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية


بيان: (إعتصام تقرير المصير 5 أمام السفارة الأمريكية يطالب الولايات المتحدة والأمم المتحدة بإستفتاء جديد لـ حق تقرير المصير) أنصار ثورة 14 فبراير البحرينية_ساهموا بنشره معكم


اعتصام تقرير المصير 5 أمام السفارة الأمريكية يطالب
الولايات المتحدة والأمم المتحدة باستفتاء جديد لـ حق تقرير المصير

بسم الله الرحمن الرحيم

الشعب مصدر السلطات في أي دستور يصاغ للدول، وفي دستور البحرين المنحة والمفروض على الشعب بدون استفتاء تطرق إلى أن الشعب هو مصدر السلطات، ولكن شعب البحرين هو المغيب الأول في تقرير مصيره في الحكومة والمجلس النيابي، وقد صادر ملك البحرين صلاحيات الشعب وحكم البلاد في ظل ملكية شمولية مطلقة، لذلك فإن شعب البحرين وبعد قيامه بالثورة في 14 فبراير رفض الحياة والعيش في ظل ملكية دستورية تحت مظلة الحكم الخليفي.

الشعب وبعد قرنين وثلاثين عاما من التهميش والإقصاء والحرمان والظلم والعدوان والتعسف والإرهاب والقمع يريد أن يعيش حياة كريمة في ظل نظام سياسي جديد، بعيدا كل البعد عن الآلة القمعية والبوليسية والعسكرية، وبعيدا عن السجون والمعتقلات الرهيبة، كما يريد أن يبتعد ويتحرر من التعذيب القاسي والتعسفي في سجون آل خليفة.

لقد عاش شعب البحرين عقود وسنين من العذاب والظلم والمهانة والديكتاتورية، وقد كممت أفواهه ومنع من حرية التعبير وحرية الكلمة والإعلام والصحافة وحرية الحياة السياسية وتأسيس الأحزاب والجمعيات السياسية بحرية تامة.

كما أنه قد تم تهميشه وإقصائه من المشاركة في الحياة السياسية، ومورست بحقه أبشع أنواع التمييز العنصري والمذهبي والطائفي، تجلت في العشر سنوات مضت في ظل حكم حمد بن عيسى آل خليفة الملك الديكتاتور الأرعن الذي كان حكمه قنابل موقوته منذ بداية ما أعتلى الحكم والملك، فانقلابه على الدستور العقدي كان قنبلة موقوتة، وانقلابه على ميثاق العمل الوطني كان قنبلة أخرى، وفرضه دستور عام 2002م كان أيضا قنبلة موقوتة.

وتوالت المسرحيات السياسية والقنابل الموقوتة في ظل حكم حمد الطاغية، وجاءت القنبلة الموقوتة للتجنيس السياسي الذي باشرها منذ بداية حكمه وزادت خطرا في عام 2006م وإلى يومنا هذا لتكرس حالة من الهوة الساحقة بين الشعب والنظام، فشعب البحرين بات لا يثق في حكم آل خليفة الذي يريد أن يستبدله بشعب آخر من شذاذ الآفاق.

ولذلك وبعد أن انطلقت ثورة تونس ومصر قام هذا الشعب المظلوم بثورة شعبية عارمة طالب فيها بإسقاط النظام ورحيله عن السلطة وعن البحرين من حيث ما جاء من نجد والرياض والزبارة.

وهذه الأيام وبعد مضي ما يقارب من ستة أشهر على الثورة وفشل مؤتمر ما يسمى بحوار التوافق الوطني ونية الملك هذه الأيام وقبيل حلول شهر رمضان عن إجراء إصلاحات سطحية تخديرية بتسطيح مطالب الشعب الذي يطالب بإصلاحات جذرية، فإن "إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير" قام بالإعلان عن اعتصام حق تقرير المصير5 في أمام السفارة الأمريكية غدا عصر الجمعة في قرية الماحوز والقريبة من القاعدة البحرية الأمريكية في الجفير.

جاء هذا الاعتصام الجماهيري كرسالة احتجاج لشعب البحرين وشباب الثورة على ما تقدمه الولايات المتحدة من دعم سياسي وعسكري وأمني للنظام الديكتاتوري الخليفي الحليف لها.

وغدا الجمعة وضمن توافد عشرات الألوف من أبناء شعب البحرين للاعتصام أمام السفارة الأمريكية سوف يوجه شعبنا وشباب الثورة رسالة إلى البيت الأبيض بأن شعب البحرين شعب متحضر وسلمي وحضاري وقد قام بثورة شعبية سلمية مطلبية، طالب بحقوقه السياسية العادلة والمشروعة.

إن شعب البحرين شعب مسالم وحضاري، ويأمل في الانضمام لركب الحضارة الإنسانية التي تكمن أبرز تجلياتها في تقرير أي شعب لمصيره، وأن يختار كل شعب شكل النظام الذي يحكمه.

وشعب البحرين قد أعطى فرصتين تاريخيتين للحكم الخليفي وقد ضيعهما هذا الحكم بقيامه بالاستفراد بالحكم والاستئثار بالسلطة ونهب الثروات والخيرات واستئثاره بكل شيء. الفرصة الأولى هي عندما صوت على الاستفتاء الشعبي بعد جلاء الاستعمار البريطاني بأن تكون البحرين عربية وتخرج عن سلطة شاه إيران في عام 1971م، والفرصة الثانية هو التصويت على استفتاء ميثاق العمل الوطني في 14 فبراير عام 2001م.

لقد ضيع الحكم الخليفي فرصة تاريخية أولى له إمتدت لأكثر من ثلاثين عاما وحكم البحرين في ظل سلطة عيسى بن سلمان آل خليفة بحكم أميري ديكتاتوري مطلق، حكم أمير البحرين السابق البحرين عبر المراسيم الأميرية وأنقلب على الدستور العقدي وجمده وعطل الحياة البرلمانية التي امتدت لمدة عام فقط من عام 1974 إلى 1975م.

وفي تلك الفترة وإلى الآن فإن شعبنا قد أبتلي بحكومة خليفة بن سلمان الذي بقي على كرسي رئاسة الوزراء لأكثر من أربعين عاما، حكم البحرين بالحديد والنار وفعل خلالها وإلى الآن قانون أمن الدولة ومحكمة أمن الدولة، وكانت حكومته حكومة الخوف والرعب والإرهاب والقمع والسرقات والنهب لثروات البلاد والاستحواذ على الثروات النفطية والأراضي، وشهدت حكوماته المتعاقبة أبشع فساد سياسي عرفته البحرين وتاريخ الحكومات في العالم، فحكومته تشبه في قمعها وإرهابها حكومة صدام حسين المقبور في ظل جمهورية الخوف التي صنعها لنفسه وانتهت إلى مزبلة التاريخ.

لقد أصبح خليفة بن سلمان قارون البحرين بما يمتلك من ألاف المليارات مع أفراد الأسرة الخليفية ووزرائه وحلفائه والمتملقين حوله، بينما بقي الشعب فقيراَ وفقيراَ وفقيرا.

ومرة أخرى فقد ضيع الحكم الخليفي وملك البحرين الطاغية حمد بن عيسى آل خليفة فرصة تاريخية على نفسه وعلى حكمه، بعد أن أصبحت البحرين مملكة، فأنقلب على الدستور العقدي وميثاق العمل الوطني وعهده وميثاقه مع قيادات الشعب وجماهير البحرين بالانقلاب على الدستور وفرض دستور جديد أطلق عليه دستور المنحة في 14 فبراير عام 2002م.

لقد حكم ملك البحرين البلاد بعد أن أعلن عن قيام مملكة البحرين الدستورية حكما ديكتاتوريا مطلقا وهمش الشعب والقوى السياسية وأقصاهم من المشاركة في الحياة السياسية، إلى أن قامت الثورة وأفقدته شرعيته وشرعية حكمه الملكي المطلق.

وشعب البحرين حاليا لا يرغب في العيش تحت ظل حكم آل خليفة لأنه بات لا يثق بهذا الحكم ولا بمصداقيته ولذلك فإن على الولايات المتحدة أن تعي إلى حقيقة هامة وهي أن الشعوب أبقى من الأنظمة، لذا ندعو الإدارة الأمريكية لفك الارتباط بهذا النظام الفاسد، وأن تجعل سياستها تنسجم مع خطابات الإدارة الأمريكية التي كانت ولا زالت تعلن عن حق الشعوب في الديمقراطية وتقرير مصيرها، إذ لا يصح أن تكون البحرين استثناءً في سياسة الولايات المتحدة، فقد أيدت حق الشعب التونسي، وبعده الشعب المصري، ودعمت الشعب الليبي وها هي تعلن عن دعمها للشعب السوري، فلماذا لا زالت البحرين هي الاستثناء وتمارس الحكومة الأمريكية سياسة ازدواجية المعايير وتدعم نظاما ديكتاتوريا شموليا في البحرين.

كما أن شباب ثورة 14 فبراير وجماهيرها الثورية تود التأكيد لحكومة البيت الأبيض على أن شعبنا لا يوافق من حيث المبدأ أي تدخل عسكري خارجي في البحرين من أي طرف، ولا يؤيد أي وصاية من أي بلد على البحرين وسيادتها، خصوصا الوصاية الأمريكية والسعودية، ومن هنا أنطلق موقفنا في رفض الاحتلال السعودي لبلدنا، وهو الاحتلال الذي اعتبرته الإدارة الأمريكية ومع شديد الأسف حقا للحكم الخليفي الفاسد، لذا نرى أن هذا الموقف العدائي هذا هو أحد الأسباب في معاناتنا كشعب، تعرض لجرائم حرب وحرب إبادة ضد الإنسانية على يد قوات الاحتلال الغازية لقوات درع الجزيرة والقوات الأردنية، وعليه فإن شعبنا يحمل البيت الأبيض جزءا كبيرا من المسؤولية لما جرى عليه من قمع وقتل وتعذيب وهتك الأعراض والحرمات وجرائم حرب ومجازر إبادة، كما نحمل الولايات المتحدة وبصورة مباشرة كل ما تعرضت له مقدساتنا من حملات تخريب وتهديم وما تعرض له القرآن الكريم من حرق على يد قوات عبيدها وعملائها آل سعود.

كما يود شباب ثورة 14 فبراير التأكيد على أننا كشباب صامد لا يختلف عن الشباب المصري والتونسي الذي آمن بالتغيير سلميا، لذلك فإننا لن نصبر طويلا على الواقع الفاسد، كما أنه لن يصيبنا الكلل والملل حتى تحقيق أهدافنا المقدسة في التغيير وإسقاط الحكم الخليفي ورحيله عن بلادنا.

إن شعب البحرين تواق للحرية والديمقراطية وأن يعيش في ظل حكم سياسي يمارس التعددية السياسية والتداول السلمي للسطلة وتوزيع عادل للثروة ليعيش في حياة كريمة وأمن واستقرار بعيدا كل البعد عن مظاهر الخوف والإرهاب والقمع والتعذيب، فنحن نعيش حاليا في ظل مملكة خوف ورعب وكأننا في ظل حكومات القرون الوسطى، أو كأننا نعيش في ظل جمهورية الخوف للرئيس العراقي المقبور صدام حسين وبقايا حكمه الديكتاتوري الذين لا يزالون يمارسون الإرهاب والقتل بحق الشعب العراقي الشقيق.

فكما أن الإدارة الأمريكية تود أن أن يعيش الشعب الأمريكي في ظل حكم ديمقراطي وانتخابات ديمقراطية وتداول سلمي للسلطة وأحزاب حرة، فإن شعبنا يتوق لأن يعيش في ظل نظام سياسي جديد كما يعيش الشعب الأمريكي وشعوب العالم المتحضرة، وقد ضقنا درعا بحكم قبيلة آل خليفة المتخلفة الذي لا يريد أن يتقاسم الحكم مع الشعب، ولا يريد أن يشاركه لقمة العيش، بل استحوذ على خيراته وثرواته ونفطه لأكثر من قرنين من الزمن.

وكما يبدو فإن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية "جيفري فيلتمان" يريدنا أن نعيش في ظل القرون الوسطى وفي ظل حكومة قبلية ديكتاتورية، فقد أعلن سفير الشر للشرق الأوسط، في آخر زيارة معلنة له للبحرين، بأن الولايات المتحدة احتاجت لأكثر من مائتي عام حتى حققت مجتمع المساواة كما قال، وهنا نسأل هل يريد "جيفري فيلتمان" والإدارة الأمريكية منا أن نصبر مائتي عام أخرى؟ حتى تتحقق لنا العدالة والمساواة؟!.

ونذكر الإدارة الأمريكية وهي أدرى وأعرف بذلك بأن عائلة آل خليفة تحكم البحرين لأكثر من مائتي وثلاثين عاما ولم تنتج خلالها سوى القتل والتعذيب والتهميش والإقصاء والتمييز الطائفي الممنهج، فهل يا ترى تريد الإدارة الأمريكية أن يعيش شعبنا مائتي عام أخرى من العذاب؟. إن شعبنا أبى أن يقبل العيش بذل تحت ظل حكومة آل خليفة الاستبدادية وهو بعد 14 فبراير قرر تقرير مصيره وإسقاط حكمهم وسيصر على أن يرحلوا من البحرين.

إننا قد قررنا الاعتصام أمام سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لنحملها مسؤولية ما جرى ويجري في البحرين، ولنلقي الحجة عليها وهي التي تدعي الدفاع عن حق الشعوب في الحرية والديمقراطية ونود أن نؤكد لها ولسفارتها في المنامة على النقاط الأساسية ونقدم لها مطالبنا التي طرحها "إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير" في بيانه الذي بعثه للسفارة والإدارة الأمريكية ،وهي مطالب كل القوى الثورية المساندة للائتلاف لكي يتعرف عليها العالم أيضا:


أولا : حق تقرير المصير، وهو الحق الثابت والأصيل لكل شعوب الأرض في تقرير شكل النظام الذي يريدونه، - وكما تعلمون فإن الرئيس الأميركي السابق "وودرو ويلسون" هو من أسس لهذا المصطلح، وهو ما أقره الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود الدولية.

ثانيا : نحن نطمح لأن يكون التغيير في البحرين سلميا، ولقد طالبنا من كل دول العالم بتحمل المسؤولية الأخلاقية – في دعم خيار الشعب من أجل تقرير مصيره عبر استفتاء عام يجري بإشراف الأمم المتحدة وإشراف دولي يقرر الشعب من خلاله نوعية النظام الذي يحكمه.

ثالثا : نطالب الإدارة الأمريكية بأن تغير موقفها فيما يتعلق بالاحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة للبحرين والاعتراف بأنه احتلال أتى ضد رغبة الشعب البحريني، الذي تعرض ولا يزال يتعرض للمجازر والقمع الوحشي وجرائم حرب على يد هذه القوات الأجنبية الغازية.

رابعا : نطالب الإدارة الأمريكية برفع الغطاء بشكل كامل سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصادياً وإعلاميا عن الحكم الخليفي الفاسد، وإعلان موقف عادل وواضح من مطلب الشعب البحريني الحقة والعادلة والمشروعة.

رابعا : نطلب انعقاد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، ولمجلس حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة المتحدة، - ليتسنى المطالبة بخروج القوات السعودية المحتلة، ومحاكمة رموز الحكم الخليفي الفاسد وقيادات قوات درع الجزيرة والمتورطين بارتكاب جرائم حرب ومجازر ضد شعبنا في البحرين.

كما نؤكد إزاء عمليات الإبادة ومجازر الحرب التي نشهدها في بلدنا، عبر قطع الأرزاق والفصل التعسفي من الوظائف، والحرمان من التعليم، والتمييز الطائفي والظلم الفاحش، والقتل والقمع والإرهاب المتواصل للمظاهرات السلمية، أننا في موقف دفاعي ويحق لنا ما يحق لجميع شعوب الأرض من دفاع عن النفس، وتفعيل خيارات متقدمة في الدفاع عن النفس والعرض وتراب الوطن ومقاومة الاحتلال السعودي.

كما إننا نطالب الأمم المتحدة بإرسال لجنة مستقلة لتقصي الحقائق في البحرين، لأننا لا يمكن أن نثق باللجنة الملكية التي في نهاية الأمر لن تستطيع أن تعين المجرمين والمتورطين، فالمجرم الأول هو ملك البحرين ورموز حكمه وقيادات قوات درع الجزيرة.

خامسا : نطالب الولايات المتحدة الأمريكية بأن تتوقف عن مصادرة ثورات الشعوب العربية وعدم الالتفاف عليها وإجهاضها، والتوقف عن دعم الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية في الشرق الأوسط خصوصا الحكم الخليفي الاستبدادي الإجرامي لكي لا تسيء إلى سمعتها في العالم.

كما ونطالبها بالتوقف عن سرقة خيرات شعوبنا ونفطه وأن تسحب قواعدها العسكرية وأسطولها الخامس من قاعدة الجفير بالبحرين لأنها أصبحت مصدر قلق لشعب البحرين والدول الإقليمية.

إن الشعب البحريني قد قال كلمته في 14 فبراير وإلى الآن، ولو أتيح له حق الاستفتاء وتقرير المصير لصوت أغلبيته برحيل آل خليفة ورفض الملكية الدستورية تحت سلطة آل خليفة، فهو مصدر السلطات وهو قد أعلن في استفتاء 14 فبراير 2011م عن ضرورة سقوط الحكم الخليفي الجائر بعد أن خرج بثلثي عدد سكانه.

لقد أعلن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عن ملحمة الاعتصام المقرر أمام السفارة الأمريكية غداً الجمعة 29 يوليو/تموز الجاري، لأن هذا الاعتصام هو المتنفس الحقيقي لشعبنا المظلوم والمحاصر بثلاثة جيوش (جيش الاحتلال السعودي والإماراتي والأردني) إضافة إلى جيوش آل خليفة وهو محاصر بالبحر.

إن شعبنا وجماهير ثورة 14 فبراير وشباب الثورة لا يعولون كثيرا على الخارج، ولكن من المؤكد والمتفق عليه أن للضغوط الأمريكية على الطغمة الخليفية المجرمة مفعول كبير، وعلينا أن نركز عملنا ونغلفه بالصبغة الثقافية الإنسانية الحضارية المهمة جدا.

إننا في اعتصام تقرير المصير الخامس سوف نحرج حكومة الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي دفاعها عن حق الشعوب في تقرير المصير، والإدارة الأمريكية مما لا شك فيه باتت محرجة جدا أمام الرأي العالمي الذي يشخصها بأنها تتعامل مع الثورات العربية وشمول العالم بازدواجية معايير مقيتة، وعلينا أن نستثمر هذا الاعتصام بصورة جيدة وأن يأخذ حجمه الحقيقي الذي به نجسد الصورة الحقيقية الصحيحة للشعب البحريني والثورة المشروعة التي قام بها، وبالطبع فإن اعتصامنا الكبير غدا الجمعة سوف يسبب إرباكا واضحا للإدارة الأمريكية وعليه ستجبر لأن تحرك ساكنا ولو كان بشكل محدود.

لقد كان ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير دقيقا وواضحا في بيانه ورسالته للإدارة الأمريكية، لم يعتريه الغموض ولا التردد في إبداء الصورة الحقيقية حيث قام بإبراز القضية بصورة شاملة وأعطى الرؤية المطلوبة وطالب الإدارة الأمريكية بمجموعة مطالب عادلة ومشروعة.

ولذلك فإن أنصار ثورة 14 فبراير تطالب الجماهير وتلبية لنداء "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" بأن تزحف للسفارة الأمريكية من كل حدب وصوب وأن تحيط بالسفارة من كل جهاتها الممكنة واستثمار أن السفارة مراقبة بأحدث الكاميرات، وإن الحضور الكبير والمكثف رجالا ونساءً وشبابا وأطفالا يعني الضغط الحقيقي على الإدارة الأمريكية.

كما أن علينا استثمار الشارع العام ونزول المعتصمين من السيارات المارة على الشارع المحاذي للسفارة والتوجه لها سيرا على الأقدام.

وإننا نهيب بخروج الجماعات الزاحفة من المناطق المجاورة كـ "قرية الماحوز، والزنج ،والبلاد القديم وغيرها" لإرباك أي تواجد أمني إن حدث.

كما أننا نهيب بالزحف النسوي الكبير الذي يصعب على المرتزقة رده وردعه وهذه هي همة حرائرنا الثوريات الزينبيات الرساليات اللاتي يجب أن يكون لهن حضورا كبيرا في الاعتصام للدفاع عن حقوق الشعب وعزته وكرامته والمطالبة بحق تقرير المصير وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والرموز الوطنية وحرائرنا الزينبيات من قعر السجون والمعتقلات.

كما أننا نهيب بالشباب الثوري وشباب 14 فبراير الزاحفين من كل قرى وأحياء ومناطق ومدن البحرين برفع البنرات والشعارات المكتوبة والهادفة ليكون لها توثيق دقيق من قبل الإدارة الأمريكية والتركيز على نبذ الاحتلال السعودي والخروج الفوري عن أرض البحرين، والتأكيد على رفض الوصاية الأمريكية والسعودية على شعبنا والتوقف عن تمرير الطبخات والمؤامرات الجاهزة لإصلاحات سطحية لا ترتقي لمستوى طموحات شعبنا، وحقنا في التظاهر السلمي وحقنا في تقرير المصير.

كما أننا ندعو كل الصحفيين المحليين والأجانب بالحضور لتغطية حدث غدا الجمعة للاعتصام الكبير أمام السفارة الأمريكية، كما ونهيب بصحافة الثورة والمصورين بتغطية الحدث وتوثيقه وتوثيق كل الانتهاكات التي من الممكن أن ترتكب من قبل قوات جيوش الاحتلال وقوات المرتزقة للحكم الخليفي الديكتاتوري.

ختاما فإن أنصار ثورة 14 فبراير يدعون الجميع إلى التكاتف والوقوف بقوة ودعم مواقف "إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير" وبرامجه الثورية لكي يظهر الاعتصام بأقوى وأبهى صورة، وندعو الجمعيات السياسية المعارضة وعلى رأسها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية لهذا الاعتصام الكبير والالتحاق به بعد المسيرة التي سوف تخرج من دوار سار إلى دوار قرية الدراز، لأننا نتمنى أن تكون مكاسب هذه الجمعة مكاسب كبيرة جدا، وباعتقادنا بأننا سوف نكون قادرون على العودة لميدان الشهداء إن أحسنا التعامل مع هذه الجمعة وزحفنا للاعتصام دون تردد ودون خوف.


أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
المنامة – البحرين
29 يوليو/تموز 2011م

  يدعوكم إتلاف شباب 14 فبراير الى الاعتصام الجماهيري حق تقيرير المصير 5يدعوكم إتلاف شبا

يدعوكم إتلاف شباب 14 فبراير الى الاعتصام الجماهيري حق تقيرير المصير 5يدعوكم إتلاف شبا


 

--------------------------------------------------------- --------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------
 
            (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ) 
             )|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )

 * للانضمام صفحة البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:

http://www.facebook.com/ALBaseeraALresaliy
* لمشاهدة مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع المنشورة حديثاً وقديماً:
http://albaseeraalresalay.blogspot.com/
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif

* ليصلكم ما ننشره عبر البريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera

* لنضيفكم على القروب ارسلوا رسالة مكتوب فيها (اشتراك بقروب البصيرة الرسالية) على هذا الإيميل:
albaseeragroups@gmail.com 

ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب 
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/profile?user=nwrass2009

* 
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
 
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html


ولكم منا كل امتنان وتقدير
ولا تنسوا من صالح دعائكم وأيضاً بإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية


27 يوليو 2011

بيان (متمسكون بخيار حق تقرير المصير وإسقاط النظام) أنصار ثورة 14 فبراير وإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير_ساهموا بنشره معكم

 
أنصار ثورة 14 فبراير وإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير
متمسكون بخيار حق تقرير المصير وإسقاط النظام

الأغلبية الشعبية التي شاركت في ثورة 14 فبراير
متمسكة بخيار إسقاط النظام ورفض العيش والتعايش
تحت مظلة السلطة الخليفية مهما كلف الثمن ولن نوقف المسيرة يا درع الجزيرة

على ضوء التطورات السياسية على الساحة الداخلية والإقليمية والدولية، وبعد أحداث يوم الجمعة 22 يوليو/تموز الماضية والأحداث التي جرت في منطقة الدراز وما حدث بعدها من مواجهات عنيفة بين شباب وجماهير ثورة 14 فبراير وقوات جيش الإحتلال السعودي والقوات الأمنية وقوات سلب الأمن الخليفية، وتعليقا على إعادة تموضع قوات جيش الاحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة وضرورة خروج القوات والأساطيل الأجنبية من المنطقة والبحرين أصدر أنصار ثورة 14 فبراير بيانا مهما هذا نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم

تشرفت منطقة الدراز الحبيبة عصر الجمعة 22 يوليو/تموز 2011م بإستضافة "إئتلاف شباب 14 فبراير" في إعتصامها الرابع الذي يهدف إلى إستحقاق حق الشعوب في تقرير مصيرها، حيث شهدت المنطقة إستضافة الثوار، وقد شكر أهالي قرية الدراز كل من ساهم في هذا الإعتصام الذي هو واجب على كل مواطن ومن حق كل الشعوب أن يطالبوا بحقوقهم المشروعة وتقرير مصيرهم بنفسهم وبإرادتهم.

ولقد تعدت القوات الخليفية مدعومة سعوديا على الإعتصام الكبير، بينما تصدى لهم الثوار نساءً ورجالا بشجاعة وردعوا قوات سلب الأمن الغاشمة وقد وصل الثوار إلى ساحة الإعتصام بين كر وفر حيث استخدمت قوات الإحتلال السعودي والقوات الخليفية الرصاص الحي وأنواع الأسلحة المحرمة دوليا منها الغازات الخانقة وقنابل مسيل الدموعة والرصاص المطاطي ورصاص الشوزن، وقد سقط العديد من الجرحى، كانت حالات الكثير منهم حرجة وخطيرة للغاية، وتسببت الغازات الخانقة في إستشهاد إمرأة من قرية بني جمرة، كما تسبب إطلاق السيل الكثير من الغازات الخانقة إلى إصابة العديد بحالات حرجة وإختناق شديد في قرية الدراز وقرية بني جمرة.

وفي مشهد خلا من الإنسانية والرحمة رفض مستشفى السلمانية الطبي إستقبال جرحى التظاهرات السلمية وعلاجهم، كما رفض خروج سيارات الإسعاف للمناطق التي شهدت تظاهرات سلمية لنقل وإسعاف المصابين والجرحى.

وتزامنا مع خروج عشرات الألآف من أبناء الشعب البحراني إلى الإعتصام الكبير في قرية الدراز، فقد خرجت مظاهرات في العديد من القرى والمدن البحرينية، وسارع الكثير من شباب الثورة وهبوا لمساندة الثوار المعتصمين في قرية الدراز وقرية بني جمرة الذين تعرضوا لهجوم قوي وشرس من قبل قوات الإحتلال السعودي والقوات الخليفية، وقد حدثت مواجهات بين قوات الإحتلال الغازية ومعها القوات الخليفية وبين الثوار وجماهير الثورة أسفرت عن سقوط العديد من الشباب والنساء جرحى، وقد قامت قوات سلب الأمن بإطلاق قنابل الغاز الخانقة وقنابل مسيل الدموع داخل البيوت وفوق أسطح المنازل، إلا أن الشعب وشباب الثورة واصلوا مظاهراتهم وهتافاتهم بسقوط الحكم الخليفي وسقوط الطاغية حمل ورحيل آل خليفة عن البحرين وطالبوا بخروج قوات الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة من أرض البحرين الطاهرة.

لقد كانت صرخات الجماهير الثورية في الإعتصامات والمظاهرات الجماهيرية التي تتواصل يوميا وأسبوعيا تؤكد على ثوابت حركة 14 فبراير بالتمسك بخيار إسقاط النظام ورفض العيش والتعايش تحت مظلة السلطة الخليفية مهما كلف الثمن، وإن الإعتصامات من أجل "حق تقرير المصير" ستتواصل، كما ستتواصل المظاهرات والمسيرات السلمية وحركة المقاومة ضد قوات الإحتلال والقوات الخليفية حتى يأذن الله لشعب البحرين بالنصر وخروج القوات السعودية المحتلة عن بلادنا.

إن أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين يعلنون مرة أخرى عن إستنكارهم وإدانتهم لتموضع قوات درع الجزيرة المشتركة، ويعلنون عن رفضهم للإحتلال السعودي السافر للبحرين، وإن إعادة تموضع هذه القوات وبقائها الدائم في البحرين لن يوقف مسيرة الثورة والمقاومة حتى إخراج آخر جندي سعودي وآخر جندي لقوات درع الجزيرة المحتلين.

إن تعزيز قوات الإحتلال السعودي بزيادة عدد جنودها وآلياتها العسكرية يهدد الأمن الداخلي والإقليمي في المنطقة، ويعزز من ظاهرة الإرهاب والتطرف الوهابي السلفي التكفيري الذي تدعمه السعودية في مواجهة الصحوة الإسلامية وحركات الشعوب المطالبة بالحرية والديمقراطية والتعددية السياسية وإحترام إرادة الشعوب في تقرير مصيرها ومقارعة الحكومات الإستبدادية التي تسعى للإستئثار بالحكم والثروة وإستضعاف الشعوب.

إن التدخل العسكري والأيديلوجي السعودي الوهابي في البحرين وقمع الأغلبية من أبناء الطائفة الشيعية المظلومة والمطالبة بحقوقها السياسية والإجتماعية والإقتصادية، وتسليح ميليشيات خارجة على القانون من البلطجية والمرتزقة للسلطة الخليفية والموالين للحكم السعودي لقمع الثورة والإحتجاجات الشعبية المطلبية، لهو مبعث قلق لشعب البحرين، هذه الميليشيات المسلحة التي إزداد عددها بعد تفجر ثورة الغضب في 14 فبراير إلى أكثر من 250 ألف شخص مسلح بسلاح شخصي وموالين للحكم السعودي وقد تدربوا في دورات عسكرية وأمنية للتجسس على الشعب والمعارضة والغالبية الشيعية في مناطقهم ولخنق أي تحرك ثوري ضد السلطة الخليفية.

ومن هنا فإننا نحذر من مغبة قيام القوى الوهابية التكفيرية المتطرفة في البحرين والمدعومة من القوى السلفية التكفيرية البحرينية والمدعومة من السعودية والقوى التكفيرية المتطرفة بأعمال إرهاب وقتل وإغتيالات وتفجير ضد أبناء شعبنا مثل ما حصلت على أيدي المتطرفين المسيحيين في النرويج.

إن أنصار ثورة 14 فبراير في الوقت الذي يعلنون عن إدانتهم وإستنكارهم للأعمال الإرهابية التي إستهدفت المراكز الحكومية والمدنيين العزل في النرويج والتي أدت إلى قتل وإزهاق أرواح المئات من أبناء الشعب هناك، فإننا نحذر الولايات المتحدة والدول الغربية من أن القوى التكفيرية الوهابية التي تتلقى دعم من الحكم السعودي في البحرين تسعى لزعزعة السلم الأهلي والقيام بأعمال إرهابية ضد أبناء شعبنا بعد فشل مؤتمر الحوار، وإن هناك احتمال تصعيد الهجمة الأمنية والقمعية ضد الثورة والإنتفاضة الشعبية، وإطلاق يد الميليشيات الإرهابية التكفيرية المسلحة للقيام بأعال إرهابية ضد شعبنا في المدن والقرى كما قامت به في الهجمة الشرسة أبان الغزو والإحتلال السعودي للبحرين في 15 مارس الماضي والذي استمر حتى هذه اللحظة. وتأتي هذه الهجمة الأمنية والعسكرية بعد تعزيز قوات الإحتلال بقوات جديدة من السعودية.

إننا مرة أخرى نطالب بخروج قوات الإحتلال السعودي وقوت درع الجزيرة، كما نطالب بخروج الأساطيل البحرية والغربية من المنطقة، خصوصا الأسطول الأمريكي الخامس من قاعدة الجفير بالبحرين لأن وجودها ضار للبحرين والمنطقة، وإن الحضور العسكري الأمريكي والغربي يأتي من أجل تدعيم الإحتلال الأجنبي لبلادنا ونهب ثرواتها وخيراتها ونفطها، ودعم الأنظمة القبلية الديكتاتورية في المنطقة وعلى رأسها النظام السعودي والنظام الخليفي في البحرين.

إن شعوب المنطقة أصبحت واعية لما يجري حولها من تدخلات أمريكية وغربية في منطقة الشرق الأوسط، وإن التدخلات الأمريكية في تونس ومصر واليمن وليبيا يأتي في سياق الإلتفاف على ثورات الشعوب في المنطقة ومصادرة مكتسباتها والإلتفاف عليها وترويضها ومحاصرة الصحوة الإسلامية بدعم عروش الأنظمة الملكية الإستبدادية في الشرق الأوسط.

إن بقاء الأساطيل الغربية والقواعد العسكرية في المنطقة يبعث على القلق لدى الشعوب الإسلامية والعربية، من خطر إندلاع الحروب الصليبية الإستعمارية، وحروب إقليمية بين دول المنطقة عبر إثارة النعرات الطائفية، هذه الحروب التي تراهن عليها الولايات المتحدة والدول الغربية والإستكبار العالمي والصهيونية العالمية والكيان الصهيوني الإسرائيلي الغاصب، من أجل إضعاف العالم الإسلامي في مواجهة التغلغل الأجنبي الرامي لنهب خيرات الشعوب والسيطرة عليها.

إن الولايات المتحدة الأمريكية تدافع اليوم عن حكومات ديكتاتورية قبلية في السعودية والبحرين، هذه الحكومات التي تدعم الإرهاب والتطرف الديني السلفي الوهابي، وتتخندق وراء القوى والحركات الإرهابية والتكفيرية السلفية المتطرفة لبقاء أنظمتها الإستبدادية.

ولقد شاهدنا مدى فضاعة وجرائم قوات الإحتلال السعودي عندما إحتلت البحرين في 15 مارس الماضي وقامت بمحاولة إجهاض الثورة في القرى والمدن وقمع المعتصمين في دوار اللؤلؤة (ميدان الشهداء) بكل ما تمتلك من عنجهية وإرهاب مطلق، ولقد شاهدنا عمليات المداهمة اليومية والليلة المتواصلة للقرى والأحياء والمدن وإعتقال الناشطين السياسيين والمشاركين في الثورة، وإستباحة القرى والمدن وهدم المساجد والحسينيات والمظائف وهدم قبور الصالحين والقيام بمجازر إبادة ضد الشعب البحريني الأعزل.

لقد جاءت جيوش آل سعود وقوات درع الجزيرة لإنقاذ سلطة آل خليفة التي شارفت على السقوط قبل الخامس عشر من شهر مارس الماضي، ولا زالت هذه القوات جاثمة على صدر الشعب البحريني وتواصل جرائمها ضد الإنسانية وتسعى لتعميق حالة الكراهية بين أبناء الطوائف الإسلامية من أجل بقاء العروش الطاغوتية لآل سعود وآل خليفة.

إن ثورة 14 فبراير أسست لمشروع شامل يهدف إلى إسقاط الحكم الخليفي والإعلان عن حق تقرير المصير ورفض العيش أو التعايش مع السلطة الخليفية، كما يرفض شعبنا وجماهير ثورة 14 فبراير أي إصلاحات سياسية تؤدي إلى تثبيت الشرعية السياسية للحكم الخليفي.

لقد أثبت مشروع حركة المعارضة وشباب ثورة 14 فبراير التي تطالب بإسقاط النظام نجاحه وإلتفاف الشعب حوله وإجماعه عليه، هذا المشروع الذي شخص المرض من قبل أكثر من أربعين عاما، وقد أسس شباب 14 فبراير لهذا المشروع السياسي من جديد، بعد أن ثبت مشروع الإصلاح السياسي من تحت مظلة السلطة الخليفية فشله الذريع، لأن الأسرة الخليفية القبلية رفضت ولا تزال ترفض الإصلاحات السياسية الجذرية وقيام ملكية دستورية حقيقية على غرار الممالك الدستورية العريقة في إسبانيا وهولندا وبريطانيا.

لقد كان هناك مشروعان للحركة السياسية في البحرين، الأول يدعو إلى إسقاط النظام، والثاني يدعو إلى إصلاحات سياسية في ظل بقاء الأسرة الخليفية، وطوال ستين عاما من النضال السياسي والإسلامي والوطني من أجل الإصلاحات السياسية لم يحصل شعب البحرين على أي تقدم في نضاله السياسي حيث لم يجني إلا السراب، ولذلك فإن شباب 14 فبراير وجماهيرهم الثورية قد أصبح خيارهم هو إسقاط النظام وسقوط الطاغية حمد ورحيل العائلة الخليفية الديكتاتورية.

إن أنصار ثورة 14 فبراير لا زالوا يشددون على التمسك بالخيار السلمي ومقاومة الإحتلال والغزو السعودي ومقاومة قوات سلب الأمن ومواجهتها والدفاع عن النفس وعن المدن والقرى أمام قوات الإحتلال وقوات المرتزقة والأمن الخليفيين.

إن شباب ثورة 14 فبراير سوف يواصلون إعتصاماتهم ومظاهراتهم وكل جماهير ثورة 14 فبراير ستكون على إستعداد كامل للإعتصام الضخم أمام السفارة الأمريكية في يوم الجمعة القادمة لمطالبة الولايات المتحدة الأمريكية برفع الدعم عن النظام القبلي الديكتاتوري الخليفي، ومن أجل تكثيف الضغط على الحكم الخليفي لتحقيق مطالب الشعب العادلة والمحقة.

لقد فشل مؤتمر الحوار بأن يقدم شيئا يذكر، وإن الحوار الحقيقي هو حوار أركان الحكم الخليفي مع زعماء وقادة المعارضة السياسية وشباب ثورة 14 فبراير، وحكومة آل خليفة تدرك تماما بأنها ستكون الخاسر هذه المرة في هذا الحوار بعد أن كشفت القناع عن وجهها القبيح والكاذب والمنافق بإنقلابها على الدستور العقدي وميثاق العمل الوطني وفرض دستور المنحة في 14 فبراير 2002م وإدارة البلاد عبر المراسيم الملكية في ظل ملكية شمولية مطلقة.

ولذلك فإنها قامت بتمرير الطبخة الأمريكية السعودية عبر مؤتمر ما يسمى بمؤتمر حوار التوافق الوطني من أجل حفظ ماء وجهها ومحاولة الهروب إلى الأمام من الجرائم المباشرة التي إرتكبها الطاغية حمد ورؤوس وأركان حكمه بالتعاون مع قوات الاحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة، وإيهام الشارع البحريني والإقليمي والدولي بأن هناك صراع شيعي سني، وإن هذا الحوار جاء من أجل توافق وطني بين الطائفتين، وإن آل خليفة لا علاقة لهم بما جرى ويجري في البحرين.

إن شباب ثورة 14 فبراير يعلنون مرة أخرى تمسكهم بخيار حق تقرير المصير وإسقاط النظام، ويعلنون بأن خيار التمسك بالملكية الدستورية في ظل آل خليفة مرفوض جملة وتفصيلا من قبل شباب الثورة وجماهيرها الثورية التي أعلنت من اليوم الأول مخالفتها لبقاء آل خليفة ودعت إلى إسقاط النظام وسقوط الملك الطاغية حمد ورحيل آل خليفة ورفضت رفضا قاطعا شعار "الشعب يريد إصلاح النظام".

إننا نعلن وبكل ثقة ونيابة عن جماهيرنا الثورية وشباب ثورة 14 فبراير بأن شعبنا لم يقدم التضحيات وأنهار من الدماء وقوافل الشهداء والمئات من المعاقين والمئات من المفقودين والألآف من المعتقلين والألآف من المفصولين، كما إن شعبنا الذي إنتهكت حرماته وأعراضه وهدمت مقدساته لم يقدم كل هذه التضحيات من أجل تثبيت العرش الخليفي وتثبيت أسرة آل خليفة لتحكم البحرين من جديد وليصبح بعدها شعبنا عبيدا لآل خليفة ومرتزقتها وبلطجيتها ولقوات الإحتلال السعودي التي جاءت لسحق شعب البحرين.

إن شعب البحرين وشباب ثورة 14 فبراير يعلنون عن رفضهم لأي مبادرة إصلاح لملك البحرين الطاغية، بعد مبادرته الأخيرة في إطلاق مبادرة الحوار الفاشل، وإن شعبنا لن يلدغ من جحر مرتين وإنه سوف يسير خلف قياداته الدينية والوطنية التي غيبها الحكم الخليفي في قعر السجون، فهي صاحبة الكلمة الفصل وهي التي رفضت خيار الحوار مع الحكم الخليفي وأصرت على إسقاط النظام ورحيل آل خليفة.

إن المبادرة التي تحدث عنها "موقع فضائية السي إن إن" والتي من المرتقب أن يعلن عنها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قبل شهر رمضان لإنهاء الأزمة السياسية في البحرين، عبر خطاب يلقيه، سوف تأتي بعد أن يرفع مؤتمر الحوار الفاشل مرئياته وتوصياته له، وإن الإصلاحات التي سوف تأتي عبر مؤتمر فاشل وعبر مراسيم ملكية إلى السلطة التشريعية والتنفيذية فإنها مرفوضة جملة وتفصلا، وإن شعبنا وشباب ثورة 14 فبراير لا يعولون على مثل هذه المبادرات والمكارم الملكية، لأن شعبنا لا يريد أن يعطي الشرعية من جديد لملك طاغية متورط بجرائم ضد الإنسانية ومطالب بالمثول أمام المحاكم الجنائية الدولية مع رموزحكمه وقادة قوات الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة لينالوا جزائهم العادل.

إن شعبنا بات لا يؤمن بالوعود والمواثيق التي يطلقها نظام آل خليفة والملك الطاغية حمد بن عيسى لأنه قد ذاق الأمرين خلال فترة حكمه التي إمتدت لأكثر من عشر سنوات من إنقلاب على الدستور العقدي وميثاق العمل الوطني وفرض دستور منحة رافقه حكم ملكي شمولي مطلق إلى يومنا هذا.

إن أنصار ثورة 14 فبراير لا يرحبون بالمبادرة التي سوف يطلقها ملك البحرين أواخر هذا الشهر الجاري لأنها سوف تأتي من مرئيات وتوصيات أنصار السلطة من الموالاة، وهي بعيدة كل البعد عن مرئيات مختلف أطياف المعارضة السياسية وشباب ثورة 14 فبراير والجمعيات السياسية المعارضة، ومرئيات جمعية الوفاق الوطني الإسلامية التي إنسحبت من المؤتمر نتيجة فشله الذريع.

كما إن مبادرته للإصلاح ستستند إلى الطبخة الأمريكية السعودية التي كانت جاهزة، وكان يراد لها أن تأتي عبر مؤتمر حوار توافق وطني لكي تخرج إلى الساحة، لتمثل رؤية الحكم الخليفي وتصورات الأسياد الأمريكان والسعوديين التي يراد فرضها على الواقع السياسي بعيدا عن إرادة المعارضة التي غيبت في قعر السجون وبعيدة عن إرادة شباب ثورة 14 فبراير الذين كان خيارهم ومن اليوم الأول لإندلاع الثورة هو إسقاط النظام الخليفي ورحيله عن البحرين.

إن أنصار ثورة 14 فبراير سوف يواصلون النضال السياسي مع تيارات المعارضة السياسية ورموزها وقادتها الدينيين والوطنيين، وسوف يكونون عضدا وسندا لإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير، وسيواصلون العمل الجدي لتوثيق جرائم الحكم الخليفي وجرائم الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة، وسوف يواصلون العمل من أجل محاكمة المجرم الأول بحق الشعب حمد بن عيسى آل خليفة ورموز حكمه والمتورطين في سفك الدماء وزهق أرواح الأبرياء، والذين إرتكبوا جرائم ضد الإنسانية في المحاكم الجنائية الدولية لينالوا جزائهم العادل والقصاص منهم على ما قاموا به من جرائم ومجازر إبادة بحق الإنسانية في البحرين.


أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
المنامة – البحرين
24 تموز/يوليو 2011م


--------------------------------------------------------- --------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------
 
            (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ) 
             )|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )

 * للانضمام صفحة البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:

http://www.facebook.com/ALBaseeraALresaliy
* لمشاهدة مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع المنشورة حديثاً وقديماً:
http://albaseeraalresalay.blogspot.com/
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif

* ليصلكم ما ننشره عبر البريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera

* لنضيفكم على القروب ارسلوا رسالة مكتوب فيها (اشتراك بقروب البصيرة الرسالية) على هذا الإيميل:
albaseeragroups@gmail.com 

ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب 
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/profile?user=nwrass2009

* 
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
 
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html


ولكم منا كل امتنان وتقدير
ولا تنسوا من صالح دعائكم وأيضاً بإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية


حوار رسالي بعنوان: (الاجتهاد المعاصر .. آليات التطوير ودواعيه) مع الفقيه السيد عباس المدرسي حفظه الله_ساهموا بنشره معكم

حوار مع سماحة الفقيه السيد عباس المدرسي (دام ظله)
http://albasaer.org/uploads/images/d_20518481221304109915.jpg  http://a3.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/196252_112727522139464_112725962139620_120576_6358597_n.jpg
كتبه: الشيخ زكريا داوود /  السيد عباس المدرسي

سماحة الفقيه السيد عباس المدرسي (دام ظله) أحد أبرز رواد النهضة المعاصرة، بل يعد من مهندسي الصحوة، بما قدمه من مؤلفات ومحاضرات على قلتها إلا أنها حوت في جنباتها الكثير من الرؤى النهضوية، كما ساهم مساهمة فعّالة في بلورة الكثير من المشاريع الرسالية التي انطلقت من العراق وإيران مروراً بالخليج، وحتى السودان، والمغرب العربي.

وبتوجيه من أخيه سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، رعى سماحته (دام ظله) جملة من المشاريع الإعلامية، ففي عام 1404هـ/1984م، انطلقت على يده مجلة البصائر، وهي من أوائل المجلات الدراساتية التي تصدر في عالم التشيع آنذاك. وهي ما زالت تواصل مسيرتها الإعلامية مستظلة برؤاه ورؤاى سماحة المرجع المدرسي، وفي العام 1413هـ/1993م، صدرت بتوجيهاته مجلة (أهل البيت (عليهم السلام)) الشهرية.

وقد عُرف سماحته في الوسط الحوزوي بقراءة المقدمات الأدبية والدينية والسطوح على يد الشيخ محمد حسين المازندراني والشيخ جعفر الرشتي في كربلاء المقدسة حيث ولد ونشأ بها عام 1374هـ.

حظي باهتمام بالغ من أبيه سماحة الفقيه العارف آية الله السيد كاظم المدرسي (ت 1414هـ)، فدرس على يديه دروس المعارف الإسلامية، التي تلقاها السيد كاظم من أستاذه العارف آية الله العظمى الشيخ ميرزا مهدي الأصفهاني (1303/ 1365هـ).

هاجر إلى الكويت برفقة خالة المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد مهدي الشيرازي، وبصحبه أخيه المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، وحضر في الكويت أبحاث الخارج على يد خاله وأخيه، وفي بدايات انتصار الثورة الإسلامية في إيران هاجر وسكن قم المقدسة وحضر أبحاث خاله المرجع الشيرازي (قدس سره)، وآية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني.

انتدب للتبليغ والتدريس في الحوزة العلمية بالشام، السيدة زينب (عليها السلام) وتخرج على يديه جملة من العلماء الأجلاء من أبناء الخليج والعراق.

له مؤلفات عديدة أبرزها:
- ثورة الخامس عشر من شعبان، وهي دراسة شاملة لمسيرة ثورة العشرين التي قادها العلماء الأعلام سنة 1920م، وعلى رأسهم الميرزا الشيرازي (قدس سره).

- الحضارة في عصر الإمام المهدي (عج).

- كلمة الزهراء (عليها السلام) وهي قصيدة من 300 بيت في نظم الخطب الفاطمية.

كما أن له ديوان شعر مخطوط. بالإضافة إلى جملة من الكتب الفقهية والأصولية المخطوطة.

بعد سقوط صدام بدايات العام 1424هـ ومنتصف العام 2003م، دخل العراق برفقه أخيه المرجع المدرسي، ليمارس نشاطه التبليغي الرسالي، ويشارك في الإشراف على الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة، بالإضافة إلى أنه يمارس تدريس مادة البحث الخارج في كربلاء.

وما زال سماحته يتنقل بين الدول العربية والإسلامية للتبليغ والعمل الرسالي، التقت به البصائر وهو في زيارته إلى مشهد الإمام الرضا (عليه السلام)، وذلك في منتصف شهر ربيع الأول 1425هـ وكان بينه وبين رئيس التحرير هذا الحوار:

البصائر: منهج الاجتهاد لدى الفقهاء له أصوله وطرقه التي تبلورت مع مرور الزمن، وكانت كل مرحلة زمنية تحمل مجموعة من التساؤلات والتطلعات والطموحات، ومع تنامي التطور في كل الميادين العلمية والمعرفية، فهل ترون أن الاجتهاد بصورته الحالية قادر عن الإجابة على التساؤلات المعاصرة، وبالأخص ما يمس المسائل الكبرى لدى الأمة؟.

الفقيه المدرسي: بدءاً الاجتهاد في الحقيقة مصطلح مستحدث بعد زمن النصوص الروائية، فالمصطلح الأدق والأوثق في مجال العلوم الدينية هو مصطلح الفقه والفقاهة. والاجتهاد في لسان الروايات يعني: بذل أقصى الجهد من الشخص في العبادة والتنسك، فإذا قيل فلان مجتهد أو أشهد أنك كنت مجتهداً في دينك، فمعنى ذلك أنه كان يبذل  أقصى جهده في العبادة وفي التنسك والتهجد.

ومع التسالم على ما هو الدارج في لسان الفقهاء والصناعة، فالمعروف بأنه بذل أقصى الجهد لمعرفة الحكم الشرعي من خلال الأدلة. وهو حركة تفاعلية بين الفقيه وما يختزنه من مبادئ ثابتة ومن خبرة لتطبيقه تلك المبادئ على المصاديق والوقائع المختلفة وبين الحياة المتجددة من حوله. والفقاهة حركة تفاعلية وليست حركة جامدة.

وللتوضيح لاحظوا الفرق بين علم الطب أو علم الفلك ففيهما وغيرهما من العلوم الطبيعية تُدرس أمورا ثابتة غير متحركة، غير متحولة، غير متغيرة، غير متبدلة.. الخ، بينما الفقه علم يبحث الحياة المتجددة.. والفقاهة تتكون:

أولاً: بالقدرة على معرفة (الاستنباط من خلال الأدلة التفصيلية) الأحكام الأولية.

ثانياً: اكتشاف القواعد العامة وما أشبه.

ثالثاً: ثم القدرة على تطبيق ذلك على الخارج وإرجاع الجزئيات لكلياتها ومعالجة تداخل العناوين والمصالح، وهذه هي الحلقة الأهم لذا في الرواية[1] نجد تعبير (الحوادث الواقعة).

ومن ثم ففتاوى الفقهاء تكون متجددة، لا يمكن أن يفتي الفقيه في واقعة تحصل في هذا العصر بالإجابة نفسها التي كانت قبل ألف سنة.

طبعاً لا أقول بأن هذا التطابق لا يحصل أبداً، بل أقول: ليس بالضرورة أن يكون هناك تطابق بين الفتوى في عصر سابق وفتوى في عصر لاحق لأن هنالك أموراً جزئية تدخل في تغيير المصداق. ولعل الفقيه يفتي بحكمين مختلفين بالنسبة إلى شخصين مختلفين لأن أحدهما يختلف عن الآخر بظروفه، فمثلاً يحكم لشخصٍ بجواز أن يترك الحج ولشخص آخر بعدم جواز ذلك وفي سنة واحدة وفي زمان واحد، والسبب هو اختلاف ظروفهما الشخصية.

إذن الفقيه هو من يعرف المتغيرات في الواقعة التي يعطي حكمها ويستطيع أن يطبق الحكم الشرعي المناسب لكل واقعة طبقاً لمتغيراتها. وفي بعض جوانب الفقاهة تشبه عملية الطبابة لا يمكن لأي مريض أن يأخذ نسخة مكررة من دواء مريض آخر وإن كان مصاباً بالمرض نفسه، لأنه قد يكون المرض واحداً ولكن المريض مختلف، ظروف المريضين مختلفة (شيخ له أمراض أخرى، مختلفة عن أمراض الشاب).

فالسؤال أن الاجتهاد بصورته الحالية هل هو قادر على الإجابة على التساؤلات المعاصرة!.

الجواب نعم قطعاً، لأن الفقاهة أساساً هي عملية تفاعلية ـ ولا مجال هنا للبحث الكلامي ـ، إذ إن التفاعل مع الحياة المتجددة يتكفل بجعل المستجدات مادة للبحث العلمي، بل ويجعل أدوات الاستنباط دائماً محل اختبار. لذا يلاحظ  المتتبع لتاريخ علم الأصول تطور النظريات والأدوات الأصولية، والاستعانة ببعض العلوم كما يطرح ذلك في الحاجة لعلم الرجال، والحال أنه في عصر المعصومين (عليهم السلام). كانت الحاجة إليه محدودة.

نعم مؤخرا في المائة سنة الأخيرة، تطور المجتمعات الإنسانية والتقدم العلمي الهائل والسريع يجعل التحديات كبيرة. ولذلك أيضاً نرى تقدماً كبيراً وتوسعاً في علم الأصول حصل في تلك السنين.

وإذا أغفلنا مسألة أن قسماً من النظريات التي يطرحها الفقهاء ليست محل قبول عند المدارس الأخرى نتيجةً طبيعيةً للتباين الفلسفي بيننا وبينهم، ومن ثم يرون أن عدم مسايرتهم عدم استجابة للتطور. وإذا أغفلنا إن قسماً من المشاكل الناتجة عن التطور عند البشر تخصهم ونعاني نحن المسلمين منها بصورة أقل، وما إلى ذلك. نجد أن استجابة البحث الفقهي ليست بأقل من المدارس البشرية إلى اصطنعت التطورات ومشاكلها.

لكن السؤال يمكن أن يصاغ بشكل آخر وهو أنه هل الفقهاء في بحوثهم الفقهية حالياً يستطيعون ذلك، أو يمارسونه؟

فهذا كلام آخر. لكن بملاحظة جملة من الأمور يتضح معها الأمر:

- تنوع الظروف واختلاف جزئياتها مع اجتهاد مفتوح يجعل الاستجابة والتصدي شأناً مرتبطاً بالفقيه، حيث يطبق المبادئ العامة على الوقائع الخاصة. ففي الفقاهة لا توجد إجابات ثابتة. فلنفرض مثلاً مجتمعاً يبتلى بحاكم ظالم هل هناك شيء ثابت مكتوب يمكن الرجوع إليه؟ الجواب: لا. الفقيه هو الذي يشخص أن هذا المجتمع وظيفته كذا وأن ذاك المجتمع المبتلى بنفس الحالة وظيفته شيء آخر. لأن الفقيه يعالج حالة حية والمبادئ العامة المكتوبة لا تستطيع أن تعالج الحالات المتحولة والمتغيرة. نضيف لذلك أي لاختلاف ابتلاءات المجتمعات، اختلاف أنظار الفقهاء ليس في معالجة مشكلة ما، بل في شأن التصدي من حيث السعة والضيق، في وظيفة الفقيه.

- طبيعة البحث العلمي وسعته، بل والحاجة إليه خاصة أم عامة، تتعلق بالمنهج أم بنتائجه. ويمكن القول: إن النظرة الكلية لمجمل البحوث ومجمل الفقهاء تظهر مواكبة متنوعة ومتكاملة، فأبحاث الفقهاء تتكامل وتتضافر وتتنوع، والمعول على مجمل الحركة العلمية للبحث الفقهي الإمامي. نعم دائما يبدأ البحث المستجد عند أحدهم ثم تتراكم الأنظار، فطبيعة البحث العلمي تحتاج لزمن.

البصائر: ترتبط حركية الاجتهاد وفاعليته بالمناهج الحوزوية، ومن هنا تثار إشكالية ترى أن المناهج الحوزوية رغم أهميتها وجودتها ومتانة مضامينها إلا أن العديد من الثغرات تكتنفها، مما يؤدي إلى تعويق عميلة التطوير، ومن تلك الثغرات التي جعلت المناهج الحوزوية وبالأخص مناهج علم الأصول ليست قادرة على تلبية الحاجات المعاصرة بصورة شاملة هي ما يمكن أن نسميه انفصال هذه المناهج عن حركة التطور في العلوم العصرية، كالنظريات الحديثة في النظر للمقولات التاريخية، وعلم الألسنيات المعاصر، كالبنيوية والشفاهية وغيرها من المناهج المتجددة، فمع هذا التطور في العلوم عامة نرى مناهج الحوزة لا زالت قابعة بين تحليلات لغوية يستنتج الفقيه بعدها عدم وجود ثمرة، بينما العلوم الحديثة اللغوية والتاريخية والاجتماعية تقدم ضوابط ورؤى جديدة يمكن أن تسهم في تجديد حركة الاجتهاد وتطوير آليات الاستنباط.. ما هو رأيكم بهذه الإشكالية التي تثيرها الاتجاهات الثقافية والدينية وغيرها؟

الفقيه المدرسي: الحقيقة أن هنالك كلاماً كثيراً حول مناهج التدريس في الحوزة، وهناك إجماع تقريباً من معظم المتصدين والمفكرين في الحوزة على أن هذه المناهج لا تكفي لتربية فقهاء قادرين على مواجهة متطلبات العصر، وقادرين على الإجابة على الأسئلة الكثيرة التي تطرح في العصر الحاضر.

وقبل ثلاثة عقود كان لنا حديث بهذا الشأن (أي الإصلاح والتطوير) وما زال، لكن أصبح الكلام فيه موجاً يكنس معه التقييم الواقعي للأمور، لذا ينبغي التروي والتأكيد على العقلانية والعلمية الموضوعية هنا.

طرحتم في سؤالكم جملة من الأمور المتشابكة، ومن المناسب أن نلاحظها تباعاً:

- لحسن الحظ أن الفقيه عندنا (الإمامية) نظراً لكون الحرية العلمية مفتوحة أمامه في الحوزة ـ يطلع على مختلف العلوم، هو منفتح على مختلف التيارات الفكرية والثقافية. وبالنتيجة يعوّض ما يفتقده في المناهج الدراسية.

الحوزة هي بمثابة حاضنة كبيرة وجامعة واسعة تلتقي فيها تيارات فكرية وثقافية كثيرة ومختلفة ليست بالضرورة نابعة من الدروس الحوزوية. نعم الدروس الحوزوية بحاجة إلى إصلاح. هناك إجماع على أن هذه الدروس أو المناهج وحدها لا تكفي. لكن انفتاح الحوزة على التيارات الفكرية المختلفة يعوض النقص في المناهج . أستطيع أن أقول: إن المناخ العلمي الحر والمفتوح لجميع التيارات بأن تطرح نفسها متقدم على المناهج الحوزوية. المناهج الحوزوية متخلفة عن المناخ العلمي، ولابد من تغيير تلك المناهج لكي تكون في مستوى المناخ العلمي، ولكي تكون في مستوى الطموح، ولكيلا يضطر الطالب أن يستقي شيئاً من علومه وأفكاره وثقافته من خارج هذه المناهج ولتكون هذه المناهج قادرة على تزويد الطالب بما يريد وكفاية. ولا يخفى أن بعض العلوم ينبغي أن تجد لها مكاناً في المناهج الحوزوية. وبالفعل في العقود الثلاثة الأخيرة بدأت المناهج الحوزوية تتهذب وتتطور وعلوم تجد لها مكاناً مناسباً، وأخرى يعرض لها التهذيب الكمي. أما الإرهاصات بل المحاولات فكانت في منتصف القرن الماضي. وعموماً عملية تطوير المناهج تحتاج إلى زمن، وإلى أن يكون التطوير بآليات داخلية مناسبة.

- علم الأصول ـ علماً أن المناهج الحوزوية لا تختزل في علم الأصول ـ متضخم أكثر من اللازم في الحوزات العلمية وهذه مشكلة تعاني منها الحوزات والجامعات المفتوحة. وهي مشكلة تضخم فرع على حساب الفروع الأخرى، فتجد في الجامعات العلمية الكبرى في العالم أن الدراسات التي تختص مثلاً بالمجتمعات الصناعية تفوق عشرات المرات الدراسات التي تعالج المجتمعات غير الصناعية مثلاً، هذا في جانب العلوم الإنسانية، وتضخم العلوم الفلسفية أو المناهج الفلسفية على حساب علوم أخرى، كما في حوزة أصفهان في فترة من الزمن. لكن لم يكن هذا بشكل دائم، وإنما كان هناك من يأتي من الفقهاء ويعيد الميزان إلى إعتداله.

في الحوزة العلمية الحالية هناك تضخم في جانب علم الأصول، حيث ذهب بعيداً. طبعاً نحن لا نستطيع ولا نريد أن نوقف أي تقدم علمي في أي مجال، وإنما الكلام حول المناهج التي تعطى قدراً أكبر مما تحتاج من وقت الطالب الدراسي على حساب منهج آخر، وما يجب هو أن تكون الفرص متكافئة وحسب الحاجة.

الفقه يجب أن يكون الهم الأكبر لطالب العلم في الحوزة ـ إذ هو الغاية ـ وليس علم الأصول، لأن علم الأصول إذا أخذ ثلاث أرباع أو حتى نصف وقت الطالب فالنصف الآخر لا يكفي للاطلاع على الفقه واستيعابه نظرا لسعته وترامي أطرافه.

من هناك دعا المفكرون في الحوزة إلى تقليص الأصول بشكله الحالي وحصره في الأبواب الضرورية المهمة والمرتبطة بالفقه مع تعديلات طبعاً في كثير من الأبحاث واختصار كثير منها وربما حذف بعضها مما لا يتصل بالفقه مباشرة وإنما له جانب علمي فقط، مثل بعض الأبحاث اللغوية والفلسفية.

- أما انفصال بعض الأبحاث في علم الأصول عن الأبحاث الحديثة، فنلاحظ أولاً أن علم الأصول أساساً ليس علماً واحداً، وهذا سبب تضخمه، لأنه جمع مجموعة من العلوم في حضنه على أساس الغرض (الاستنباط)، مضافاً إلى أن بعض الأبحاث مع حاجة الفقيه لها لم تدون في علم الأصول (وهو علم المنهج للفقه) لكونها مبحوثة في علوم أخرى كعلم الكلام أو علوم التفسير، في مقابل ذلك تطرق الأصوليون إلى بعض الأبحاث وهي علوم أخرى لحاجتهم لها بوصفها مبادئ للعلم (مقدمات نظرية للمنهج أو بعض أدواته) كما هو في الأبحاث اللغوية لعدم بحثها من جانب اللغويين أو تقدم البحث الأصولي عليها هذا أولاً.

وثانياً: إن عدم الارتباط بين المناهج الأصولية بما أنتجته المدارس العلمية الحديثة في بعض أنحائه هو نقص وفي بعضها الآخر ضرورة منهجية.

وذلك يتضح بملاحظة أنه ليس من الصحيح على المنهج الدراسي المحدد بزمن أن يبحث كل التيارات الفكرية التي تطرح في المعترك العلمي، هذا متروك لمرحلة متقدمة مرحلة البحث ومرحلة الاجتهاد المفتوح. لنضرب لذلك مثالاً: الطالب الجامعي يدرس نظريات عامة من باب أنه يستعرض النظريات ولكن بعد أن يتخرج من الجامعة ويصل إلى الدراسات العليا ـ خصوصاً في مرحلة الدكتوراه ـ يبحث الكثير من المسائل بعمق، ولربما يتناول بالبحث نظرية جديدة أو موضوعاً غير متناول في المناهج التعليمية.

وربما سبب ذلك يرجع إلى أن كل نظرية بحاجة إلى زمن حتى تستقر علمياً من خلال التمحيص العلمي لها، وكمثال للتوضيح في الطب تجد أن هناك نظريات كثيرة متداولة في البحث العلمي، ويمكن أن تأخذ طريقها للمعالجة في بعض المستشفيات، لكنها لا تدخل ضمن المناهج الدراسية لأنها ستأخذ فترة طويلة من الزمن، إلى أن يبرهن على أنها -مثلاً- نظرية صحيحة.

ويبدو أن نظرية داروين استثناء. إذ إنها أخذت طريقها إلى مناهج الدراسة في الغرب ليس بسبب قيمتها العلمية، وإنما لوجود حركة ثقافية مادية مضادة لثقافة الكنيسة، وهذه النظرية كانت تحمل في الواقع بصمات واضحة للنظرية المادية للحياة لذلك أدرجت ضمن المناهج الدراسية مع أنها مجرد فرضية علمية يمكن أن تكون صحيحة ويمكن أن تكون باطلة ـ وهي فعلاً باطلة ـ. نعم إخراج نظرية من المناهج الدراسية أو إدخال نظرية في المناهج الدراسية في العلوم الإنسانية لا تتبع الرؤية العلمية فقط، وإنما تتبع أيضاً الاتجاهات العامة الفلسفية والسياسية في دولة ما.

ثالثاً: هناك مجالات لا تلتقي فيها البحوث العلمية الحديثة مع موضوع المناهج الحوزوية، نعم هناك أبحاث تتصل بالنص الديني وكيفية تقويمه وكيفية فهمه وكيفية معرفته وكيفية تأويله وهذا يرتبط بالنص الديني ويرتبط باللغة العربية، وثمة أمور في مناهج العلوم تتداخل وعلم الأصول منها، ولا نجد لهذا التداخل أثراً في المناهج الحوزوية، وهذا يمكن تفسيره بما سبق. نعم بعض هذا الفقدان نقص في المناهج، ولذا هناك دعوة للتطوير. وقد ذكرنا أيضاً سابقاً أن الحوزة ليست فاقدة لهذه التيارات الثقافية فالمناخ العلمي الحوزوي متقدم على مناهجها.

وأرى أنه ليس من الصحيح دائماً أن ندخل نظريات حديثة على الإطلاق في أي مجال من المجالات ضمن المناهج الدراسية لأن هذه المناهج يجب أن تتصف بصفة الثبوت والاستقرار، حتى تعطي الاطمئنان العلمي لمن يدرس هذه النظرية بحيث أن الطالب لا يدرس نظرية وفي الوقت نفسه يكون عنده شك في هذه النظرية خصوصاً أنه في مرحلة التلقي وليس في مرحلة البحث والتنقيب والاجتهاد. ودعوة إدخال هذه النظريات للمناهج الحوزوية قد لا تكون صحيحة، ولكن دعوة عرض هذه النظريات وطرحها في مرحلة الدراسة العليا (الخارج) بالحوزة صحيحة، أي مرحلة البحث والتنقيب وتقييم الآراء. لذا نجد مثل نظرية (الاستجابة الشرطية) للعالم الروسي (بافلوف[2]) قد دخلت في مجال اللغة أيضاً واستخدمها بعض العلماء في مسألة (الوضع). وهي بصدد الإجابة عن سؤال يتعلق بتفسير العلاقة (التلازم ـ السببية، الاندماج) بين الألفاظ والمعاني. إذ إن اختيار الإنسان لفظاً محدداً لمعنى معين لا يفسر التلازم بينهما، وقد ذكرت نظريات متعددة كالتعهد والمناسبة الاعتبارية والقرن الأكيد، وهذه الأخيرة اعتمدت على نظرية (الاستجابة الشرطية) حيث إن هناك حالة استجابة شرطية ما بين سماع كلمة والانتقال إلى معنى تلك الكلمة من خلال التكرار، ولذلك يتعلم الناس اللغات من خلال التكرار. وهذه استفادة جيدة ونموذج لتداخل العلوم.

البصائر: لقد ذكرتم سماحتكم أن المراجع منشغلين بالتيارات الفكرية.

الفقيه المدرسي: - أنا أقول - إن البحث العلمي الحوزوي مفتوح وتتداول وتتصارع فيه النظريات والنظرات، أما إطلاقية الانشغال بها أو عنها لدى الجميع مجازفة، والتعميم في غير محله، وكما قلنا سابقاً المعول على مجمل البحوث.

البصائر: ألا يمكن أن نضيف هذه الرؤى لكي يألفها الدارسون ـ سيدنا ـ في مراحل متقدمة حتى تكون عندهم ملكة نقد تفحص هذه النظريات لا أن تؤجل هذه النظريات إلى مرحلة متأخرة فيفاجؤون بها ويكون مما يوجد برزخاً بين النظريات التي أخذوها في العلوم الحوزوية وبين النظريات الجديدة التي يطلعون عليها فلا يشعرون بأن هناك حالة من الانسجام بين هذه النظريات.

الفقيه المدرسي: نعم توجد مبررات حقيقية في هذا المجال. لكن لدينا إشكالية تتعلق بالمناهج المكتوبة أنه لا يمكن أن تستوعب كل النظريات، وأنه مع مضي زمن ما تستجد نظرات، وتعالج بالتطوير المستمر، وبالمناهج غير المتينة (غير مكتوبة) كما هو في بحث الخارج (الدراسة العليا).

ومن جهة أخرى ينبغي الالتفات إلى طبيعة خاصة بعلوم الدين والفلسفة والمناهج، أنها تتسم بصرامة بصفة التراكمية، ففي علوم الطبيعة تهجر النظريات القديمة حين يكتشف خطؤها وتصبح من التاريخ، بينما هنا لأغلب النظرات قيمة في البحث العلمي غالباً، فلا يفرق قديمها من حديثها، ودائماً تجد من يجدد القديم بجانب جديد مستحدث. فعليه لا ينبغي أن يكون تطوير المناهج قطيعة مع ما هو قديم زمنياً. لذا الموازنة بين ما ينبغي أن يدرج أو يؤجل للدراسة العليا أو يترك للباحث ويُرشد لمراجعته ليس أمراً ميسوراً.

ومن جهة ثانية واقعاً علم الأصول يتطور في الحوزات. وراجعوا كتاب الأصول الذي كتبه السيد المرتضى[3] وكتاب معالم الدين[4] للعلامة، بل والأصول الذي كتب فيما بعد ذلك أيضاً في مدرسة العلماء الثلاثة: (الشيخ النائيني[5]، المحقق العراقي[6]، الأصفهاني[7]) من بعد المحقق الخراساني[8]، هذه أيضاً تجد تطويراً فيها. إذن نحن لسنا في حالة جمود، فـ(معالم الأصول) و(القوانين[9]) أصبحا من التاريخ. والآن هناك تطوير في مناهج التدريس في إيران، قد تكون هناك بعض المدارس المتمسكة بالقديم أو بعض الأشخاص، ولا شأن لنا بالحالات الشاذة.

إذن هذا السؤال حول الإشكالية التي تثيرها الاتجاهات الألسنية المعاصرة الحاكم فيه هو العقل والحكمة والمصلحة، ينبغي أن نكون منفتحين أمام النظريات الحديثة ولكن لا يجب أن نكون منبهرين لأنها نظريات حديثة فليس كل قديم باطل وليس كل حديث حق. وكل نظرية حديثة سواء كانت في المناهج اللغوية أو الاجتماعية لمجرد كونها حديثة هذا لا يعني حقاً أنها صحيحة، ولعل بعض تلك النظريات هي تجديد لنظرية قديمة أو تلبيس لها بلباس جديد.

البصائر: تُعَدُّ علم الأصول مدخلاً مهماً في عملية الاستنباط، وهو يمثل رؤية عامة للفقيه المستنبط، كيف تنظرون إلى علم الأصول بمناهجه ومنهجيته الحالية، وهل هو قادر على الإجابة على التساؤلات المتجددة، وهل ترون كفايته في إعطاء رؤية واضحة لفقه معاصر يلبي حاجات الأمة، ويجيب على تساؤلاتها، وإذا كنتم ترون أن علم الأصول بهذه المنهجية قاصر عن تأدية وظائفه بشكل تام فكيف ترون علاج هذا الأمر؟.

الفقيه المدرسي: الأصول يُعد مدخلاً مهماً في الاستنباط والسؤال يستبطن إجابة مسبقة يحصر الإجابة في الحقيقة ضمن الإطار الذي ورد في السؤال، وهو إذا كنتم ترون أن علم الأصول بهذه المنهجية قاصراً عن تأدية وظائفه بشكل تام فكيف ترون علاجها؟

في الواقع إن علم الأصول المعاصر هو علم واسع، ولا يتشخص بكتاب معين حتى أستطيع أن أعطي رأياً فيه. أما أن مجمل الكتب الأصولية أو مجموعة الكتب الأصولية قاصرة لا أستطيع أن أحكم بهذا الحكم، لكن أقول بأن هناك مجالاً  واسعاً في أصول الأصول وبعبارة أخرى في منهجية علم الأصول. وهناك في الحقيقة سؤال أعمق من هذا.

وهو هل أن علم الأصول الموجود حالياً هل هو المسيِّر واقعا لعملية الاستنباط الفقهي.

أستطيع القول بأن الفقيه لا يعتمد كثيراً على النظريات الأصولية في عملية الاستنباط، طبعاً يستفيد من علم الأصول كثيراً بوصفه منهج إلى جانب تقويته الفكر وتوسيع الذهن والدقة في النظر إلى القضايا وما أشبه ذلك. أي هذه فوائد جانبية لعلم الأصول لكونه علماً فلسفياً عميقاً ودقيقاً، ويحتوي على مجموعة من العلوم كفلسفة اللغة وقضايا أخرى، لكن هل أن علم الأصول هو الموجه فعلاً وبشكل حصري؟

هذا ما أشك فيه لعلم، إلا أن له تأثيراً كبيراً على عملية الاستنباط قطعاً. ولكن ليس هو الموجه الوحيد للفقيه، خصوصاً عند فقهائنا المتبحرين في الفقه والمرتبطين بالحياة. هؤلاء في الحقيقة نجد عندهم تجاوزاً لعلم الأصول في عملية الاستنباط للحكم الشرعي إلى الفقه المقاصدي. وفي الحقيقة إن المفتاح الأساس لاستيعاب المستجدات والمتغيرات هو الفقه المقاصدي، فالأصول المتعارفة أشبه ما تكون لفقه الثوابت والأحكام الأولية، نعم يوجد في مسائل علم الأصول ما هو أساس في فقه المتغيرات لكنه لم يأخذ مساحته الكافية في علم الأصول وإنما في علم الفقه.

البصائر: بدأنا نسمع عن الفقه المقاصدي الذي ينطلق من أن الأحكام تابعة للمصالح، وبالتالي يكون الأمر والقضية التي لا نص فيها يمكن للفقيه أن يحكم فيها انطلاقاً من الرؤية المقاصدية العامة في الفقه الإسلامي، لأن كل قضية وكل أمر فيه لله حكم وهو يتبع مصلحة، كيف تنظرون إلى هذا التوجه الفقهي، وهل يمكننا أن نحدد ونضبط هذه المصالح من الناحية التشريعية؟.

الفقيه المدرسي: هنالك بحث في علم الأصول: هل أن الأحكام تابعة للمصالح وما هي المصالح؟ فالمصالح تفهم بأشكال مختلفة. هناك كليات لا نشك فيها أو لا يشك فيها أحد مثلاً حفظ الدماء والأعراض والنفوس والأموال.

والكلام ليس في هذه الكليات وإنما في المصاديق، حفظ النفس في هذه القضية، في هذه الواقعة، في هذه الحالة، في هذا العصر، في هذا المجتمع، في هذا الزمن بالذات هل هو واجب أم لا؟ ثم القيم والمصالح تتعارض فأية مصلحة مقدمة على المصلحة الأخرى؟

نجد مثلاً أن مصلحة حفظ النفس لا تساوي مصلحة حفظ المال مع أن ظاهر الأمر أن حفظ النفس أولى من حفظ المال فإذا كان المال مالاً لأمة ومال جماعة وأن هذا المجتمع حياته المعنوية مرتبطة بهذا المال فنجد أن بعض النفوس تذهب شهيدة في سبيل حفظ هذا المال، فلا تستطيع أن تقول: إن حفظ النفس بشكل مطلق متقدم على حفظ المال!

فلدينا مجموعة أسئلة تتعلق بتشخيص القيم ومعايير تفاضلها، والجهة المخولة بتقدير الخارج.

وثمة معايير داخلية (من النصوص وتعتمد تراتبية القيم)، وقد كتبت بحثاً قديماً حول تفاضل القيم في الإسلام[10]. وثمة معايير خارجية (لكشف الموضوع الخارجي وكم المصالح الخارجية). وهنا نحتاج لدراسة السيرة المعصومة وأن نستعيد الحالات المشابهة.

وفي سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) نموذج معصوم لعلاج تعارض القيم والمصالح. فلم يقدم الأمن على العدل بمصادرة الحريات، ولم يسقط الحقوق للمعارضين. ومن النماذج معركة الجمل حينما انتصر على الفريق الآخر حرّم على جيشه الاستيلاء على أموال المهزومين.

الإمام (عليه السلام) قال: «... ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، وألاَّ يؤخذ شيء من أموال أصحاب الجمل، إلاّ ما وجد في عسكرهم من سلاح أو غيره..»[11].

فلا يمكن للحاكم الشرعي أن يصادر أموالهم.

والرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أنه سيطر على مكة إلا أنه لم يبح أموال أهل مكة لجيشه[12]، واقتصر الأمر على ما حواه العسكر من الأموال التي جاؤوا بها ليحاربوا الحاكم الشرعي. يعني الخيل والبغال والحمير يعني الوسائل التي كانت بأيديهم والأسلحة.

ومثال آخر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة[13] عقد حلف مع اليهود في مقابل قريش ولكن بعد أن خرق اليهود عهدهم مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رد عليهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بإخراجهم من المدينة. فمعرفة الظروف التي عقد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) العهد معهم ثم حاربهم مهمة، حتى لا يستند الذي يتعامل اليوم مع اليهود إلى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تحالف معهم والذي يحاربهم بأن النبي حاربهم اعتباطاً.

وينبغي أن ندرس الحالات بشكل دقيق بالنسبة للفتاوى الفقهية أيضاً كذلك مع أنها غير معصومة بل بوصفها تجارب فقهية. مثلاً إن حرمة استخدام التنباك مثلاً هذه كانت فتوى[14] محددة بفرض معين، بقرار معين. إن وجود شركة أجنبية تريد أن تقوم باستثمار لمورد من الموارد الاقتصادية هذا لا يستدعي استصدار فتوى بالحرمة، إلا أن شركة التبغ البريطانية عندما جاءت إلى إيران كانت وسيلة للتدخل الأجنبي.

البصائر: لكن ألا يمكن تحديد هذه الضوابط بحيث تكون ضوابط عامة وبالتالي ينطلق الفقيه من هذه الضوابط، أما إذا تركنا هذه القضية لذوق الفقيه يمكن أن يكون هنالك اختلاف في حكم لحادثة واحدة.

الفقيه المدرسي: في الحقيقة الضوابط مهمة جداً. ولا نشك في أن لكل حالة ظروفها ودراسة التجارب ليست إلا للاسترشاد. لكن تشخيص القيم ومعايير التفاضل الداخلية هو اختصاص الفقيه، بينما المعايير الخارجية هي من اختصاص شورى أهل الخبرة والفقيه. وبعد التقوى تكون القيم بنفسها موجهات في الحكم الشرعي.

البصائر: إذا قلنا بأن الأحكام تتبع المقاصد وسواء قلنا بأن معرفة الحكم تتم من خلال النظرة المقاصدية أو من خلال الرجوع للأدلة الأربعة، فهل هذه المقاصد ثابتة منذ عصر التشريع وإلى الآن؟ أم أن بعض الأحكام يكون للزمان تأثير في توجيه مقاصدها! أي هل هذه المقاصد هي نسبية أم مطلقة؟ أي على نحو القضية الخارجية أو على نحو القضية الحقيقية؟

الفقيه المدرسي: لمزيد من الإيضاح ينبغي التفرقة بين نوعين من القوانين الشرعية، فنوع طابعه الثبات حتى في التفاصيل التي بينها الشارع المقدس، وينضوي هنا العبادات، وما يسمى مدنياً بالأحوال الشخصية كقضايا الزواج والإرث، وقانون العقوبات ووسائل الإثبات فيها. والتبدلات في هذا النوع مؤطرة ظاهراً بالطابع الشخصي والمحدودية، ويعالجها الفقيه بما يعرف بالعناوين الثانوية، ويكون لسان حكم الفقيه في واقعة جزئية هو (الفتوى)، وبعبارة مثل تشخيص الطبيب لحالة مرضية محددة، فلا يعمم تفصيل العلاج.

والنوع الثاني ما اطلقت عليه الروايات بـ(الموسعات)، وينضوي تحتها ما يرتبط بالولاية العامة والسياسات والاقتصاد.

والفارق بين النوعين بالنسبة للفقيه هو السعة والضيق الناشئين من التفصيل ومتابعة الجزئيات في الأول، وسوق التشريعات في الثاني على نحو الأحكام العامة والكليات. والتفاعل الكبير مع الخارج يكون في النوع الثاني.

فالأحكام في النوع الأول قد حسم الأمر فيها. ومع أن الحكم تابع للمقاصد، لكنها المقاصد التي عينها الله عز وجل، وهي بعلمه تعالى ومن ارتضى.

والنوع الثاني مفتوح نسبياً، وهناك عدة مبادئ عامة تضبط حركة تلك الفتاوى. وكلا النوعين مستنبط من الكتاب والسنة بلا فرق من حيث المصدر مطلقاً.

ومن الأمور المهمة التمييز بين النوعين. ومثلاً عدة المرأة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام، هل يمكن أن يتغير هذا؟ بالطبع لا، أبداً. هذه مسألة محسومة مع أنها ليست من العبادات أيضاً. لكن هناك أمور أخرى مثل التعامل مع الأجنبي -هو يعني في الفقه الإسلامي الكُفَّار- التعامل معه يتبع المصالح والمفاسد حتى مع الكافر المحارب. وهذا مثال لتأثير الزمان والمكان في فتوى المجتهد، ولكن ليس في كل الأحكام، وتأثيرهما يرجع للمعايير الخارجية. نعم مع استبعاد التقوى يكون الأمر مختلف. لذا ينبغي التمييز بين صنفين من الفقهاء العدول ووعاظ السلاطين. فهل نستغرب أن يصدر رئيس دولة جواز الإفطار للعمال لزيادة الإنتاج، طبعاً مثل هذا الفتوى هي ليست نابعة من أي أصل من الأصول الشرعية ولا هي تابعة للمقاصد والمصالح الشرعية لأنه إذا كان بإمكان الحاكم أن يصدر مثل هذه الفتاوى فمعنى ذلك نسخ الإسلام كله. ونحن نتحدث عن الفقيه العادل، ليس إلا.

أما ما يتعلق بنسبية وإطلاق المقاصد، فبدءاً ينبغي استبدال تعبير (المقاصد) بـ(المصالح)، إذ إنها كذلك. فالأمن والعدل والحرية وما إلى ذلك هي مصالح. وعليه ندرك أن المصالح في تطبيقاتها نسبية، نعم المصلحة العليا نظرياً مطلقة، لكن مصاديقها متفاوتة.

فالعدل وهو قيمة مطلقة ذاتاً بحسب النظر الفلسفي للتقبيح والتحسين العقليين، إلا أنه في الخارج ليس بصورة واحدة، ومع ملاحظة أن قوام العدل في الحياة الاجتماعية هو الجمع بين الحقوق لتنافرها بالتعارض خارجاً لإتاحة الفرصة لاستيفاء كل ذي حق حقه وبعبارة أدق استيفاء أكبر حصة من حقه الأولي لولا تزاحم حقه مع حقوق الآخرين ـ ندرك بوضوح أن العدل في الحياة الإنسانية مسألة نسبية.

وبحسب السؤال فالعناوين على نحو القضية الطبيعية في حين أن التطبيقات على نحو القضية الخارجية.

حركية الفقه وتطوراته
البصائر: نلاحظ في الفقه حركة نحو الانفتاح والتيسير وذلك عند تجديد النظر في المقولات والأحكام الفقهية، وقد يصل الفقيه المعاصر إلى خلاف ما وصل إليه الفقهاء الماضون، ونلاحظ أن دائرة المحظور بدأت تضيق، وتتسع في المقابل دائرة المباحات، وكل ذلك نتج عن تجديد النظر في تلك الموضوعات والخروج بتصورات جديدة ومختلفة عما هي عند الفقهاء الماضين، ومن أمثلة ذلك موضوع الموسيقى ففي السابق كانت نظرة الفقهاء متشددة وينظرون للموسيقى باشكالها المتعددة على أساس أنها تحت دائرة المحظورات لكن مع مرور الزمن بدأ يضيق المحرم منه عند بعض الفقهاء، وكذا موضوع المرأة ومشاركتها في الحياة العامة، والنظر إليها، والعديد من مسائل الحج كالإتيان بأعمال مكة ليلاً للنساء والمرافقين قبل الذبح وبعد الرمي والتقصير ليلة العاشر، وغيرها من المسائل، فهل يمكننا أن نقول: إن الفقهاء لم يمعنوا النظر جيداً في مرحلة الاستنباط أم أن الزمن والمرحلة والثقافة العامة تقيد أولئك الفقهاء وتمنح للمعاصرين مجالاً أكبر من الانعتاق من التأثر بالحالة العامة، أو العكس أن الفقهاء المعاصرين أكثر تأثراً بالواقع والحالة العامة؟.

الفقيه المدرسي: في شأن الفروقات التي تميز الاجتهاد المعاصر عن الاجتهاد في الزمن الماضي، في الحقيقة إذا كان الكلام عن الدروس ومقدمات الاجتهاد فهذا بحث قد تجاوزناه، أما اذا كان البحث حول الفتاوى، أي هل أن الفتوى في هذا العصر تختلف عن الفتوى في العصور السابقة؟ فالجواب لا. أما لو كان السؤال هل أن الفقيه اليوم تطورت مناهجه بحيث إنه أقرب إلى الإفتاء بشكل صحيح من الفقيه سابقاً؟

أقول: إنه في بعض الجوانب لا، وفي بعض الجوانب نعم. لأن المناهج في بعض الجوانب لا تزال في حاجة إلى تغيير وإلى تطوير.. وإلى آخره. وفي بعض المجالات انفتحت الحوزة على التيارات الفكرية والثقافية، ليس باختيارها وإنما العالم كله انفتح على بعضه بعضاً، الثقافات تداخلت، وسائل الإعلام، وسائل التثقيف دخلت كل بيت، فمن الطبيعي الحوزة -و هي جزء من المجتمع- أيضاً تأثرت كذلك.

أما تفسير الاختلاف في الفتاوى فمضافاً إلى أن الاجتهاد مفتوح عندنا، ومن ثم يتعدد النظر والاستنباط، فينبغي النظر إلى الاختلاف بأنه ظاهرة طبيعية. ومضافا إلى جملة من العوامل ذكرت في الحديث سابقاً، ينبغي ملاحظة بروز عامل متغير وأساس وفارق عما سبق، وهو لدينا دولة تسعى إلى تطبيق الأحكام الشرعية. وواضح أن فقه الدولة وما يلابسه من مستجدات يفتح الباب لاجتهاد بأفق جديد يختلف عن فقه الأفراد. وربما ينبع قسم من السؤال من المقايسة بين فقهين، وموازنة بين ظرفين مختلفين.

ونلف النظر لمفارقة نتجت عن غلق باب الاجتهاد في الفقه السني وفتحه لدينا، وهي صعوبة تمثل الدولة الدينية لديهم. حيث يكون حال انقطاع تجربة الاجتهاد ونموها الطبيعي في مسار النموذج السلفي الذي يمثل الانغلاق الفكري الذي تمتاز به المدارس السنية التي أغلقت باب الاجتهاد فأُغلق عليهم باب التطويع الصحيح للدين فأصبحوا يطبقون نظريات وآراء الفقهاء السابقين وفتاواهم القديمة التي كانت محصورة أساساً أو محكومة بالزمن الذي عاشوا فيه، فجاء  التطبيق فجاً مخالفاً للذوق العام وغير موافق لذوق البشرية العام في الحقيقة، وبالتالي لم يستطيعوا أن يعطوا صورة ناصعة عن الدين وعن الإسلام بالشكل الصحيح، اختلطت عندهم الأولويات.. الأهم والمهم، فأصبحت اللحية مسألة مهمة جداً، وأكثر أهمية من قضية التربية، وأكثر أهمية من قضية نشر الدين في الأمم الأخرى وأكثر أهمية من الأحكام الشرعية المهمة أو الأحداث الكلية للشريعة أو للإسلام، كالحرية التي هي من أهداف كل الديانات في الحقيقة وما أشبه ذلك. بينما احترام السلف الصالح يعني الاهتداء بتقواهم و صلاحهم و نسكهم.

أما أن نأخذ نظرياتهم وآراءهم حتى في الفقه، وفي كل شؤون الفقه؟ لا. زمانهم يختلف عن زماننا. وثانيا فلعلهم لم يكونوا مصيبين في نظرياتهم، كانوا أناسا متقين، ولكن لم يكونوا عالمين بظروفنا ولا بأوضاعنا، فلا يمكن أن نتبعهم.

البصائر: لكن هناك اختلاف في المدارس السنية، هناك طالبان نموذج، وهناك جماعات وحركات إسلامية جديدة أخرى؟

الفقيه المدرسي: أولاً الحركات السنية الجديدة في الواقع لم تصل إلى مرحلة الحكم والتطبيق حتى نرى كيف يطبقون الفقه على واقع الحياة، وحينها نستطيع أن نقيم.

الخشية أنهم يصلون إلى شيء آخر لا عن طريق الاجتهاد. وإنما نظريات كيفية. والإشكالية تكمن في خلل الارتباط بين النص الديني وبين الواقع، حيث هذا يحتاج إلى عملية اجتهاد مستمر، مواصلة اجتهاد القديم والحديث. وإذا لم يكن  بينهما حوار دائم فسيأتي التطبيق إما قديماً فجًّا كالطالبان أو شيئاً غريباً.

للاجتهاد طبعاً مدرسته وأصوله ومحدداته في المقاصد الشرعية وضوابطه. وهذه الضوابط بحاجة إلى بحث ودراسة وحوار. إن مجرد الوصول إلى الحكم لا يعني أنك تستطيع أن تطبق الإسلام!

إن تطبيق الإسلام يعني مجتمع من الفقهاء يتدارسون الأمر ويبحثونه حتى يأتي التطبيق تطبيقاً مقبولاً وصحيحاً وإسلامياً. نعم ثمة دعوات لفتح باب الاجتهاد ومحاولات للاجتهاد لكنها بعد بحاجة للمزيد من التراكم.

البصائر: هناك تيارات ثقافية متعددة داخل الأمة وهي مؤثرة في تكوين الاتجاهات العقلية والميول الفكرية، وتشعر بعض هذه التيارات أنها بعيدة عن الفكر والثقافة الحوزوية، وأسباب ذلك عديدة منها مناهج الحوزة التي أتسمت بلغة خاصة وعمق في تناول الموضوعات، وكذلك قلة الفقهاء المتصدين لهدم الفجوة بين هذه التيارات وبين المرجعية الرشيدة، في رأيكم كيف نوجد التواصل بين الحوزة بتياراتها المتعددة، والمرجعية الدينية، وبين الفئات والتيارات الثقافية  والفكرية؟.

الفقيه المدرسي: في الحقيقة صراع الثقافات لن يتوقف.. فهو مستمر دائماً سواء ضمن الإطار الإسلامي أو حتى خارج هذا الإطار، سواء بين التيار الإسلامي أو التيار غير الإسلامي ـ أي ما يسمى بالتيار العلماني ـ. وبسبب انفتاح المجتمعات اليوم على الثقافات المتعددة فهذا الصراع يشتد ويضعف تبعاً لقدرة أي تيار ثقافي على إملاء آرائه على المجتمع وامتلاكه لوسائل النفوذ وقدرة الخطاب.

ويمكن إضافة عاملين في سيادة أو رواج التيارات الفكرية، الأول قدرته على ركوب الموجات السياسية. لاحظوا مثلاً الشيوعية إنما سادت ردحاً من الزمن، لا لصوابية فكرهم أو لأنهم أقنعوا الناس بها، وإنما لأنهم ركبوا موجة عالمية  في محاربة الاستئثار ـ استئثار الرأسماليين والدول الكبرى ـ بمصادر الثروة والقوة وحرمان الناس منها، ففي فترة ما بعد الاستعمار التقليدي، نشأت بوصفها دول مناهضة للاستعمار، وهذه المناهضة كانت بحاجة إلى نظرية نهضوية، فالشيوعية طرحت تلك النظرية، ووراء تلك النظرية جاءت نظريتهم الفلسفية والاجتماعية والاقتصادية.

إن أكثر الشيوعيين لا يعرفون ماذا تعني نظرية رأس المال. نظرية ماركس في كتابه رأس المال أساساً هي نظرية لا يعرفها الشيوعيون فضلاً عن غيرهم لكنهم ركبوا الموجه السياسية فمن وراء هذه الموجه جاء القبول العام لنظريتهم الاقتصادية. ولما جربوا هذه النظرية في واقع الحياة وجدوها نظرية باطلة غير قابلة للتطبيق أصلاً وغير صحيحة فنفرت نفوسهم من الشيوعية. فلذلك الشعوب التي لم تطبق الشيوعية كانت تنظر للشيوعية بوصفها مخلصاً لجميع أزماتها ومشاكلها، ولكن الشعوب التي طبقت الشيوعية اكتشفت خيبتها ورفضتها بأكملها وبجميع أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، لأنها طبقت شيء غير قابل للتطبيق.

والعامل الثاني صراع الحضارات تابع لصراع الثقافات وهو صراع دائم وأبدي. ومجتمعنا الإسلامي لأنه لا يزال مهزوماً أمام الغرب، غير ممتلك لقدراته، غير قادر على صنع الحضارة، لذلك نجده في عمقه مهزوماً أمام ثقافة المنتصرين. أمام ثقافة المستعمرين. فالمستعمر يملي سياساته، وهذه طبيعة البشر، أنهم يخضعون للمنتصر، ويحاولون أن يقلدوا المنتصر، أن يقتبسوا أفكاره لكي يصبحوا مثله، لكي يعالجوا النقص الذي عندهم.

وهناك دائماً فئة من الناس يلتقطون الأفكار الجيدة من الثقافات المختلفة فينتجوا ثقافة مزدوجة. شيء من الإسلام، وشيء من العلمانية.

وهنا لا نريد أن نُخلي الحوزات الدينية والحركة الإسلامية من مسؤولية الفجوة وما أشبه، لكن ينبغي التأكيد على أن طبيعة الصراع الحضاري بسبب تباين الثقافات والمصالح الإستراتيجية لا مناص عنه. وينبغي أن نفهم اعتراك التيارات الثقافية على أنه مظهر للصراع الحضاري.

ومن هنا نضع الكثير من المؤسسات الحقوقية (وهي لا تخلو من فائدة) والثقافية المدعومة من الغرب أو جهات لا ترى الإسلام نموذجا صالحا للحياة العامة ـ في سياق أدوات الصراع.

إن أكثر مراكز الدراسات هي مراكز توجيهية في الواقع وليست مراكز تحقيقية، هي مراكز توجيه للرأي العام.

ولكن على أي حال هذا واقـع موجود يجب أن نعالجـه، نعالجه بمؤسسات دراساتية أخرى وبكشف هذا التلاعب في الحقيقة بالدين عن طريق استخدام اسـمه وشعاره ونصوصه في سبيل ترويج أصول ثقافية غير دينية. طبعاً بعض هذه المؤسسات مؤسسات نزيهة وبعض هذه المجلات مجلات نزيهة أيضاً وبعض المفكرين بلا شك صادقون في محاولاتهم لاكتشاف الطريق الصحيح في الحياة والثقافة الصحيحة، فلا نستطيع أن نتهم الجميع قطعاً.

ومعالجة هذه الحالة في الواقع هي بالعودة إلى المدارس الإسلامية والمناهج الأصيلة..

أقول المدارس إذا استطعنا أن نوجد مناهج إسلامية مناسبة ومدارس تطبق تلك المناهج عندئذٍ .


--------------------------------------------------------- --------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------
 
            (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ) 
             )|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )

 * للانضمام صفحة البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:
http://www.facebook.com/ALBaseeraALresaliy
* لمشاهدة مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع المنشورة حديثاً وقديماً:
http://albaseeraalresalay.blogspot.com/
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif

* ليصلكم ما ننشره عبر البريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera

* لنضيفكم على القروب ارسلوا رسالة مكتوب فيها (اشتراك بقروب البصيرة الرسالية) على هذا الإيميل:
albaseeragroups@gmail.com  

ملحق ذا فائدة: 
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب 
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/profile?user=nwrass2009

* 
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
 
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ولكم منا كل امتنان وتقدير 
ولا تنسوا من صالح دعائكم وأيضاً بإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية