كربلاء مدرسة التضحية والعطاء
خطبتا الجمعة بتاريخ 05 محرم الحرام 1430 هـ
الخطبة الأولى: كربلاء مدرسة التضحية والعطاء
صدر الخطبة: عباد الله أوصيكم ونفسي
بتقوى الله، فالتقوى هي زاد المؤمن في طريقه إلى الله. وسفر الإنسان بعيد
وأحمال الإنسان ثقيلة تكاد أن تهوي به في نار جهنم إلا إذا تمسك بحبل
النجاة، وهو تقوى الله. إن كل إنسان سيرد على النار لا محالة، ولا ينجو من
ألسنة النار إلا من تزود بالتقوى. ﴿وَإِن
مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا*
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا
جِثِيًّا﴾ فاتقوا الله يا عباد الله، فلا نجاة من النار إلا بالتقوى.
والإنسان حتى ينفض عن روحه غبار الكسل والانزواء، لا به له من هزة وانتفاضة. وعاشوراء الحسين هي هزة للضمائر الغافلة، وانتفاضة للنفوس الخائرة، فمن أراد أن يتحلى بالتقوى فليلتحق بسفينة الحسين . فكربلاء الحسين هي مدرسة التضحية التي فاقت كل التضحيات، وهي نبراس العطاء التي لا تزال تجود على الحياة بالقيم والفضائل. فما من معطاءٍ إلا وكانت كربلاء أسوته. وما من مُضحٍ إلا وقد كان ينظر إلى الحسين وإلى أنصار الحسين. فمن بحر كربلاء فاضت العطايا والتضحيات.
هل للعطاء حد زماني أو كيفي؟ الإمام الحسين يجيب:
وهنا تساؤل قد يطرحه كثير من الناس، وبإيحاء من الشيطان الرجيم الذي قد تتسلل وساوسه إلى قلوب بعض المؤمنين في لحظات ضعف النفس وانكسار الإرادة وخور العزيمة، وعندما تلف الظروف الصعبة بالإنسان من كل حدب وصوب، ومن كل ركن وزاوية.
إلى متى يجب على الإنسان أن يعطي ويقدم التضحيات من أجل دين الله؟ فيا ترى ألا يوجد حدٌ لهذا العناء، أو لا توجد نهاية لمسيرة العطاء؟ أما آن لنا أن نتوقف عن العمل الرسالي ونترك الساحة للأجيال الصاعدة، لنتفرغ لقضايانا التي ظلت معلقة فترة طويلة من الزمن. فهذه تساؤلات قد تراود الكثير من العاملين في سبيل الله.
الإمام الحسين أجاب عن هذا السؤال جواباً عملياً خالداً سيبقى يقرع آذان كل إنسان أبد الدهر: بأن العطاء من أجل الله لا حد لسعته ولا نهاية لأمده. بل هو حقٌ باقٍ على الإنسان طالما أن له عيناً تطرف وقلباً ينبض.
وهنا تساؤل قد يطرحه كثير من الناس، وبإيحاء من الشيطان الرجيم الذي قد تتسلل وساوسه إلى قلوب بعض المؤمنين في لحظات ضعف النفس وانكسار الإرادة وخور العزيمة، وعندما تلف الظروف الصعبة بالإنسان من كل حدب وصوب، ومن كل ركن وزاوية.
إلى متى يجب على الإنسان أن يعطي ويقدم التضحيات من أجل دين الله؟ فيا ترى ألا يوجد حدٌ لهذا العناء، أو لا توجد نهاية لمسيرة العطاء؟ أما آن لنا أن نتوقف عن العمل الرسالي ونترك الساحة للأجيال الصاعدة، لنتفرغ لقضايانا التي ظلت معلقة فترة طويلة من الزمن. فهذه تساؤلات قد تراود الكثير من العاملين في سبيل الله.
الإمام الحسين أجاب عن هذا السؤال جواباً عملياً خالداً سيبقى يقرع آذان كل إنسان أبد الدهر: بأن العطاء من أجل الله لا حد لسعته ولا نهاية لأمده. بل هو حقٌ باقٍ على الإنسان طالما أن له عيناً تطرف وقلباً ينبض.
ونحن نجد أن ثورة أبي عبد الله الحسين لم تكن في أيام شبابه لتدفعه إليها حماسة الشباب واندفاع الفتوة، وإنما كانت في أيام كهولته. فبعد أن بلغ من العمر سبع وخمسين سنة ضرب الإمام الحسين أروع مثالٍ في العطاء من أجل الله، وسطر أعظم نموذج في التضحية من أجل القيم والمبادئ، بل لو كان العطاء رجلاً لكان الحسين، ولو أردت أن تصور التضحية في صورة حية لما كانت هناك صورة أعظم من واقعة كربلاء.. إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى. إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني.
لا يكفي مجرد العطاء، وإنما لا بد من التضحية:
إن العطاء يجب أن يصل إلى مستوى التضحية. والتضحية تعني أن يرخص الإنسان نفسه ومصالحه الشخصية من أجل القيم والمبادئ والمثل التي يؤمن بها.
كثير من الناس يجعل عطائه للدين بعيداً عن حدود التضحية، فهو قد يعطي ويبذل ولكن بالمقدار الذي لا تضرر فيه مصالحه الشخصية. ولهذا قد يكتفي ببذل بعض الأمور اليسيرة التي لا تضر بمصالحه. وهذا مثل عبيد الله بن الحر الجعفي، حيث ينقل لنا التاريخ أن أبو عبد الله الحسين استنصره إلا أنه بدأ يلتمس الأعذار والتبريرات، فأبدى استعداده لأن يبذل فرسه، حيث كان فرساً سريعاً. فقال له الحسين (عليه السلام) : أما إذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا في فرسك ولا فيك (وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)
بل لا يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما يتم تسخيف عمل المجاهدين الذين يبذلون كلهم في سبيل الله ومن أجل خدمة قيم الرسالة. حيث أن عقولهم لا تستوعب هذا العطاء، وهذه التضحيات. فحينما يضحي بعض المؤمنين ببعض مصالحه الشخصية من أجل دين الله، نجد أنه قد يوصف بعدم النضج والوعي، وقلة العقل التدبير.
فإذاً هناك من يضع للعطاء قيداً زمانياً، وهناك من يضع للعطاء قيداً كيفياً فلا يصل العطاء إلى مستوى التضحية والإيثار. والإمام الحسين ضرب بكل هذا، فلم يجعل الزمن حاجزاً عن التضحية والعطاء، ولم يكن عطاؤه لله محدوداً ومقيداً بمصالحه الشخصية. وإنما كان عطاؤه تضحية، بل كانت تضحية من نوع آخر يستحيل للإنسان أن يفهمها إلا بمنطق الإيمان.
وحتى نتمكن من تغيير الواقع، نحن بحاجة إلى نفحة من عطاء أبي عبد الله الحسين ذلك العطاء الذي يسمو بالإنسان من إطار التقوقع على الذات إلى معراج التضحية من أجل القيم والمبادئ.
ما هو منبع العطاء والتضحية؟
فيا ترى ما الذي يدفع الإنسان إلى العطاء والتضحية، هل أن العطاء والتضحية هي من الواجبات أم أن العطاء والتضحية هي من باب التفضل والزيادة؟
لو نظرنا إلى الأمر من زاوية علاقة الإنسان بالله، لوجدنا أن هناك عدة أمور توجب على الإنسان العطاء والتضحية، بقدر مرتبة وقربه من الله. وهناك نذكر ثلاثة أمور: الإيمان، والشكر، والحب الإلهي.
فيا ترى ما الذي يدفع الإنسان إلى العطاء والتضحية، هل أن العطاء والتضحية هي من الواجبات أم أن العطاء والتضحية هي من باب التفضل والزيادة؟
لو نظرنا إلى الأمر من زاوية علاقة الإنسان بالله، لوجدنا أن هناك عدة أمور توجب على الإنسان العطاء والتضحية، بقدر مرتبة وقربه من الله. وهناك نذكر ثلاثة أمور: الإيمان، والشكر، والحب الإلهي.
الإيمان بالمبدأ منبع العطاء والتضحية:
إن الدافع الأول الذي يدفع الإنسان للعطاء والتضحية هو الإيمان بالمبدأ. والإيمان بالله هو أعظم المبادئ. الإيمان بالله هو منبع العطاء والتضحية لأنه يحمل الإنسان مسؤولية إحقاق الحق وإزهاق الباطل، مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مسؤولية الدفاع عن قيم الرسالة حتى لو كان الأمر على حساب الذات والمصالح الشخصية.
بل إن حقيقة الإيمان أنه تجارة بين العبد وبين ربه، حيث يبيع الإنسان نفسه وأمواله، وكل ما يملكه من أجل الله، فالبائع هو الإنسان، والمشتري هو الله، والله غنيٌ عن عباده، ولا تزيد عبادة العابدين من ملكه وسلطانه، وإنما جعل ذلك ثمناً لنيل رحمته ورضوانه وجنانه. وهذا وعد الله الذي كتبه على نفسه في التوراة والإنجيل والقرآن، وكل الكتب السماوية، أن الجنة هي عاقبة العطاء والتضحية الخالصة من أجل الله.
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
وهذا الإيمان هو الذي انعقدت عليه قلوب أنصار الإمام الحسين ، حيث كان إيمانهم بالله وبجزائه هو الذي يدفعهم إلى تقديم العطاء والتضحيات. فالتاريخ يحدثنا بأن بريراً داعب عبد الرحمن الأنصاري فاستغرب من مداعبته قائلاً: ما هذه ساعة باطل. انظروا إلى جواب برير فقد قال: لقد علم قومي أنّى ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً، ولكنّي مستبشر بما نحن لاقون، والله ما بيننا وبين الحور العين إلاّ أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم، وددت أنّهم مالوا علينا الساعة . فكان برير مؤمناً بجزاء الله وثوابه ورضوانه، ولذلك يقدم تلك التضحيات.
ففي عاشوراء أبرمت الصفقة بين الله وبين أبطال كربلاء، فكان الثمن دمائهم، وكان المثمن خلود ونعيمٌ أبدي، ورضوان من الله أكبر. وكل إنسان يؤمن بجزاء الله لا تنقبض يده عن العطاء والتضحية، لأن هذا العطاء هو ثمنٌ لدخوله الجنة.
إن الدافع الأول الذي يدفع الإنسان للعطاء والتضحية هو الإيمان بالمبدأ. والإيمان بالله هو أعظم المبادئ. الإيمان بالله هو منبع العطاء والتضحية لأنه يحمل الإنسان مسؤولية إحقاق الحق وإزهاق الباطل، مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مسؤولية الدفاع عن قيم الرسالة حتى لو كان الأمر على حساب الذات والمصالح الشخصية.
بل إن حقيقة الإيمان أنه تجارة بين العبد وبين ربه، حيث يبيع الإنسان نفسه وأمواله، وكل ما يملكه من أجل الله، فالبائع هو الإنسان، والمشتري هو الله، والله غنيٌ عن عباده، ولا تزيد عبادة العابدين من ملكه وسلطانه، وإنما جعل ذلك ثمناً لنيل رحمته ورضوانه وجنانه. وهذا وعد الله الذي كتبه على نفسه في التوراة والإنجيل والقرآن، وكل الكتب السماوية، أن الجنة هي عاقبة العطاء والتضحية الخالصة من أجل الله.
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
وهذا الإيمان هو الذي انعقدت عليه قلوب أنصار الإمام الحسين ، حيث كان إيمانهم بالله وبجزائه هو الذي يدفعهم إلى تقديم العطاء والتضحيات. فالتاريخ يحدثنا بأن بريراً داعب عبد الرحمن الأنصاري فاستغرب من مداعبته قائلاً: ما هذه ساعة باطل. انظروا إلى جواب برير فقد قال: لقد علم قومي أنّى ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً، ولكنّي مستبشر بما نحن لاقون، والله ما بيننا وبين الحور العين إلاّ أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم، وددت أنّهم مالوا علينا الساعة . فكان برير مؤمناً بجزاء الله وثوابه ورضوانه، ولذلك يقدم تلك التضحيات.
ففي عاشوراء أبرمت الصفقة بين الله وبين أبطال كربلاء، فكان الثمن دمائهم، وكان المثمن خلود ونعيمٌ أبدي، ورضوان من الله أكبر. وكل إنسان يؤمن بجزاء الله لا تنقبض يده عن العطاء والتضحية، لأن هذا العطاء هو ثمنٌ لدخوله الجنة.
العطاء والتضحية شكرٌ لله:
إن من الدوافع التي تدفع الإنسان إلى العطاء والتضحية شكر الله. وهذه المرتبة هي مرتبة متقدمة على الإيمان حيث تمتزج بعرفان الله والاعتراف والإقرار بنعمه على الإنسان. فالإقرار بنعم الله، و الحركة من أجل الشكر، هي التي تدفع الإنسان للعطاء والتضحية.
فالإنسان مهما عمل من أجل الله فلن يؤدي حق نعمة من نعمه، فضلاً عن أن يبلغ شكر سائر النعم، والإنسان مهما أعطى ومهما قدم فلن يخرج عن شكر الله.
ولهذا تجد أن عرفان الإمام الحسين بالله وبنعمه عليه يجعله أن يبذل كل ذلك العطاء ، لا ينقطع عن العطاء ولا يسأم من التضحية، وهو يقارب الستين من عمره, فكيف يجوز للإنسان أن يتوقف عن مسيرة العمل والعطاء و هولا يزال يرتع في نعم الله، و يرى آلاء الله تغمر كيانه ووجوده.
فطالما أن الله سبحانه يمن على الإنسان بنعمه وآلائه وعطائه الذي لا يحد، يجب على الإنسان أن يقدم في سبيل الله كل ما يتمكن أن يبذله، وألا يتوقف عن العطاء أبداً مهما بلغ الإنسان من العمر.
الحب الإلهي يدفع الإنسان إلى العطاء المطلق:
ومن الدوافع التي تدفع الإنسان إلى العطاء والتضحية حب الله، حيث يذوب الإنسان في الله، فتراه يقدم الغالي والنفيس من أجل نيل رضا الله.
إلهي تركت الخلق طراً في هواكا وأيتمت العيال لكي أراكا
فلو قطعتني في الحب أربـاً لما مال الفؤاد إلا سواكــاً
وتجد أن الإمام الحسين

﴿رضا الله رضانا أهل البيت﴾ فالحبيب يبحث عن رضا حبيبه، حتى لو كان ذلك على حساب مصالحه الذاتية. فالذي يرضي الله يرضي أهل البيت

أهمية العطاء والتضحية في بناء المجتمعات:
وحينما نأتي إلى أهمية العطاء والتضحية في بناء المجتمعات نجد أن بناء المجتمعات وإصلاحها لا يكون إلا بالعطاء والتضحيات. والمجتمعات التي لا تقبض أيديها عن العطاء والتضحية هي مجتمعات متخلفة، مجتمعات تفقد عزتها واستقلالها، بل تفقد أصالتها.
وواقع العمل الديني والاجتماعي أنه يعيش نقصاً في الكوادر العاملة. ولهذا فهو يفتقر إلى العطاء في كل المجالات البنائية، على الصعيد العلمي وعلى الصعيد التربوي، وعلى صعيد العمل الاجتماعي.
إن الأمة تواجه التحديات من كل حدب وصوب، وعلى جميع الأصعدة الحضارية، على المستوى والثقافي، والاجتماعي، والسياسي، وهي بحاجة إلى قفزات نوعية على مستوى النضج والوعي، وعلى مستوى السلوك والممارسة، وهذا لا يكون إلا بالعطاء والتضحيات.
وهذا الأمر قطعاً ليست مسؤولية أفراد، وإنما هو مسؤولية أمة. فالبعض قد يتصور أنه غير معني بهذا الخطاب وأنه غير مطالب بالعطاء والتضحية، وأن المعنويون هم أناسٍ آخرين في غير ظروفه، وغير وضعه. ولا شك أن هذا التصور تصور خاطئ، فالمجتمع هو عبارة عن أنا وأنت، وأنتِ، وأنتما، وأنتم، وأنتن. فكلنا نشكل المجتمع، وكلنا معنيون بالعطاء والتضحية. ولكلٍ دورٌ قد يُسّر له لا بد أن يقوم به. فنحن لا نتمكن أن نواجه التحديات ونتجاوز الأزمات ما لم نكثف عطائنا في جميع المجالات.
فمن خلال عطاء الرساليين يقتلع الفساد وتصلح المجتمعات وتبنى الأجيال. فالحياة لا تبنى إلا بالعطاء والتضحيات، الحياة لا تغير إلا بالصبر على الشدائد والأزمات. والأمة لا يمكن لها أن تخرج من محنتها وأن تسترد كرامتها المهدورة إلا بدفع الأثمان الباهظة.
ختاماً أقول: إن العطاء يصنع المعجزات، والمجتمعات لا تبنى إلا بالعطاء والتضحيات. وهذا درس من دروس كربلاء، التي سطرها أبو عبد الله الحسين فواقعة عاشوراء تمثل عطاءً استثنائياً جسده أبو عبد الله الحسين ومن معه. وهذا العطاء الهائل لا زالت آثاره تغير الحياة إلى يومنا هذا.
نحن بحاجة إلى عطاء دائم، نحن بحاجة إلى كافة صور العطاء من أجل الله، فالذي يملك مالاً يجب عليه أن يعطي من ماله، والذي يملك علماً يجب عليه أن يعطي من علمه، والذي يملك طاقة معينة يجب عليه أن يعطي من طاقته، فالمجتمعات لا تتكامل إلا بالعطاء والتضحيات. وكل إنسان يجب عليه أن يبذل ويضحي من أجل الله، كل من موقعه.
نسأل الله أن يوفقنا لذلك. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات. بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
الخطبة الثانية: إشراقات كربلائية
اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ ، مُجْرِي الْفُلْكِ ،
مُسَخِّرِ الرِّياحِ ، فالِقِ الاْصْباحِ ، دَيّانِ الدّينِ ، رَبِّ
الْعَالَمينَ ، اَلْحَمْدُ للهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلمِهِ ، وَ
الْحَمْدُ للهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ ، وَ الْحَمْدُ للهِ عَلى
طُولِ اَناتِهِ في غَضَبِهِ ، وَ هُوَ قادِرٌ عَلى ما يُريدُ ، اَلْحَمْدُ
للهِ خالِقِ الْخَلْقِ ، باسِطِ الرِّزْقِ ، فاِلقِ اَلاْصْباحِ ذِي
الْجَلالِ وَ الاْكْرامِ وَ الْفَضْلِ وَ الاْنْعامِ ، الَّذي بَعُدَ فَلا
يُرى ، وَ قَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى تَبارَكَ وَ تَعالى ، اَلْحَمْدُ للهِ
الَّذي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ ، وَ لا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ ، وَ
لا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الاْعِزّاءَ ، وَ تَواضَعَ
لِعَظَمَتِهِ الْعُظَماءُ ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشاءُ ، اَلْحَمْدُ
للهِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ ، وَ يَسْتُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَورَة وَ
اَنَا اَعْصيهِ ، وَ يُعَظِّمُ الْنِّعْمَةَ عَلَىَّ فَلا اُجازيهِ ،
فَكَمْ مِنْ مَوْهِبَة هَنيئَة قَدْ اَعْطاني ، وَ عَظيمَة مَخُوفَة قَدْ
كَفاني ، وَ بَهْجَة مُونِقَة قَدْ اَراني ، فَاُثْني عَلَيْهِ حامِداً ،
وَ اَذْكُرُهُ مُسَبِّحاً.
والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله سيد المرسلين وخاتم النبيين وحجة رب العالمين. وعلى علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة رب العالمين. وعلى بضعته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين. وعلى سبطيه الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة. والصلاة والسلام على أئمة المؤمنين وورثة المرسلين، وحجج رب العالمين. العابد علي، والباقر محمد، والصادق جعفر، والكاظم موسى، والرضا علي، والتقي محمد، والنقي علي، والعسكري الحسن، والقائم المهدي محمد بن الحسن.
صدر الخطبة:عباد الله اتقوا الله، وتزودوا من معين
الحسين ، وها قد حلت سفينة أبي عبد الله الشهيد على واقعنا بما فيه من
نواقص وسلبيات، لتنير واقعنا بمواقفها التي تمثل كتاباً إلهياً يحوي
البصائر والبينات، والهدى والنور.
إن الإمام الحسين بابٌ من أبواب النجاة، وطريقٌ من
طرق الفوز والفلاح. بل إن عاشوراء الحسين هي أوسع السفن، فهي تسع جميع
فئات المجتمع، فكل إنسان مهما كان مساره، بإمكانه أن ينال من سفينة الحسين
عليه السلام ما يصلح به واقعه.
هناك تساؤلٌ قد يراود الكثيرين: لماذا تشرق الروح كلما تليت عليها حوادث عاشوراء فترجع إلى الحياة بعد موتها؟ لماذا تتوق قلوب الموالين إلى سماع هذه الذكرى، مع أنها تسمعها كل عام، بل ترى أن حرارتها في النفوس المظلومة والمحرومة تزداد في كل عام.
إن كربلاء الحسين ملحمة إلهية جمعت كل عناصر الجاذبية والتأثير في نفس الإنسان. المأساة والقيم والبطولة. فلا يوجد إنسانٌ لا يعشق البطولة ولا تحرك المأساة عاطفته، ولا يتوق إلى القيم والفضائل. فتمثلت في واقعة واحدة المأساة والقيم والبطولة، فكأنهم رجالٌ من نور، تحدوا بإرادتهم كل أسباب الضعف والتراجع.
إن مشكلة الإنسان الأساسية التي تمنعه من الدفاع عن قيم الرسالة هي في ضعفه الداخلي، قبل أن تكون في وعيه. وعاشوراء الحسين هي إرادة تتجاوز ضعف الإنسان، و هي عزيمة تحطم الصخور الصلدة.
هناك تساؤلٌ قد يراود الكثيرين: لماذا تشرق الروح كلما تليت عليها حوادث عاشوراء فترجع إلى الحياة بعد موتها؟ لماذا تتوق قلوب الموالين إلى سماع هذه الذكرى، مع أنها تسمعها كل عام، بل ترى أن حرارتها في النفوس المظلومة والمحرومة تزداد في كل عام.
إن كربلاء الحسين ملحمة إلهية جمعت كل عناصر الجاذبية والتأثير في نفس الإنسان. المأساة والقيم والبطولة. فلا يوجد إنسانٌ لا يعشق البطولة ولا تحرك المأساة عاطفته، ولا يتوق إلى القيم والفضائل. فتمثلت في واقعة واحدة المأساة والقيم والبطولة، فكأنهم رجالٌ من نور، تحدوا بإرادتهم كل أسباب الضعف والتراجع.
إن مشكلة الإنسان الأساسية التي تمنعه من الدفاع عن قيم الرسالة هي في ضعفه الداخلي، قبل أن تكون في وعيه. وعاشوراء الحسين هي إرادة تتجاوز ضعف الإنسان، و هي عزيمة تحطم الصخور الصلدة.
أنصار الإمام الحسين قمم شامخة:
حينما نراجع سجلات التاريخ ونسبر أغواره ونواحيه، قد لا نجد فيه إلا سطوراً قليلة في حياة أنصار الإمام الحسين فلا تجد من تاريخهم إلا شذرات متناثرة وأحداث متفرقة هنا وهناك. ومع ذلك نقول: إن ما نقله التاريخ عن حياتهم الطاهرة في كربلاء يمثل عصارة حياتهم وخلاصة مبادئهم و لباب تضحياتهم من أجل قيم الرسالة.
بلى، إن الذي نحتاجه من التاريخ هو ما يكون دخيلاً في تحقيق الهداية للإنسان، ولذلك نجد أن القرآن الكريم في عرضه للتاريخ لا يسلك مسلك أهل التراجم والسير، وإنما يعرض من حياة الأنبياء والأولياء ما يمثل لباب الحقائق وخلاصة المعارف التي تنير للإنسان معالم الطريق.
ولهذا فإنه مع شح المصادر التي تحدثت عن حياتهم، إلا أن الحديث عنهم والتزود من معينهم يبقى أمر سهلاً لا عناء فيه، لأن الحديث عنهم حديثٌ عن القيم والفضائل. فلا تزال مواقفهم في كربلاء تمثل مركز إشعاع للمؤمنين، لأنها تمثل القيم الثابتة التي لا يخفت نورها مع مرور الليالي والأيام.
حينما نراجع سجلات التاريخ ونسبر أغواره ونواحيه، قد لا نجد فيه إلا سطوراً قليلة في حياة أنصار الإمام الحسين فلا تجد من تاريخهم إلا شذرات متناثرة وأحداث متفرقة هنا وهناك. ومع ذلك نقول: إن ما نقله التاريخ عن حياتهم الطاهرة في كربلاء يمثل عصارة حياتهم وخلاصة مبادئهم و لباب تضحياتهم من أجل قيم الرسالة.
بلى، إن الذي نحتاجه من التاريخ هو ما يكون دخيلاً في تحقيق الهداية للإنسان، ولذلك نجد أن القرآن الكريم في عرضه للتاريخ لا يسلك مسلك أهل التراجم والسير، وإنما يعرض من حياة الأنبياء والأولياء ما يمثل لباب الحقائق وخلاصة المعارف التي تنير للإنسان معالم الطريق.
ولهذا فإنه مع شح المصادر التي تحدثت عن حياتهم، إلا أن الحديث عنهم والتزود من معينهم يبقى أمر سهلاً لا عناء فيه، لأن الحديث عنهم حديثٌ عن القيم والفضائل. فلا تزال مواقفهم في كربلاء تمثل مركز إشعاع للمؤمنين، لأنها تمثل القيم الثابتة التي لا يخفت نورها مع مرور الليالي والأيام.
الموقف المسؤول من حركات الإصلاح:
من الدروس التي سطرها أبطال الطف في كربلاء هي الموقف المسؤول أمام الحركة الإصلاحية والتغييرية التي قادها السبط الشهيد.
وكل حركة إصلاح يقودها الأئمة أو القيادات الرسالية ينقسم الناس
فيها إلى مواقف متعددة. فهناك موقف الانزواء والتفرج من بعيد، وهذا الموقف
هو الموقف المحبذ عند الكثير من الناس. حيث لا يريد كثير من الناس أن يورط
نفسه في المواجهة بين الحق والباطل، وإنما يرمي بالمسؤولية على عاتق فئة من
الناس، هي التي تتحمل أثقال المسؤولية.
وهذا المنطق المتخاذل هو السبب في ضعف الأمة وتراجعها. فالله سبحانه قد خلق الإنسان من أجل الابتلاء، فإما أن يورط الإنسان نفسه في المواجهة بين الصراع والباطل، وإما أن يورط نفسه في الحساب يوم القيامة. فلا يمكن للإنسان أن يفر من المسؤولية، إما أن تتحمل مسؤوليتك في الدنيا، وإلا فأنت مسؤول في الآخرة.
أهل الكوفة حينما انسلخوا عن مسؤوليتهم الرسالية، وقالوا: (الحسين سلطان، ويزيد سلطان، فما لنا والدخول بين السلاطين) حقيقة هذا الموقف هو الهروب من المسؤولية بأي ذريعة كانت، والإنسان بطبعه يمتلك قدرة هائلة في اختلاق التبريرات للهروب من المسؤولية.
وهناك موقف آخر، وهو موقف التصدي للإصلاح وتحمل المسؤولية. حبيب بن مظاهر، وقد كان شيخاً كبيراً، لو أراد التحلل من مسؤولية نصرة أبي عبد الله الحسين في كربلاء لوجد العذر جاهزاً حيث كان شيخاً كبيراً، فكان حبيب قادراً على أن يقول بأنني شيخٌ كبير ونصرة الإمام الحسين موجهة إلى الشباب، إلا أن صلابة إرادته وروحه المسؤولة أذابت ضعف النفس الإنسانية.
وهذا المنطق المتخاذل هو السبب في ضعف الأمة وتراجعها. فالله سبحانه قد خلق الإنسان من أجل الابتلاء، فإما أن يورط الإنسان نفسه في المواجهة بين الصراع والباطل، وإما أن يورط نفسه في الحساب يوم القيامة. فلا يمكن للإنسان أن يفر من المسؤولية، إما أن تتحمل مسؤوليتك في الدنيا، وإلا فأنت مسؤول في الآخرة.
أهل الكوفة حينما انسلخوا عن مسؤوليتهم الرسالية، وقالوا: (الحسين سلطان، ويزيد سلطان، فما لنا والدخول بين السلاطين) حقيقة هذا الموقف هو الهروب من المسؤولية بأي ذريعة كانت، والإنسان بطبعه يمتلك قدرة هائلة في اختلاق التبريرات للهروب من المسؤولية.
وهناك موقف آخر، وهو موقف التصدي للإصلاح وتحمل المسؤولية. حبيب بن مظاهر، وقد كان شيخاً كبيراً، لو أراد التحلل من مسؤولية نصرة أبي عبد الله الحسين في كربلاء لوجد العذر جاهزاً حيث كان شيخاً كبيراً، فكان حبيب قادراً على أن يقول بأنني شيخٌ كبير ونصرة الإمام الحسين موجهة إلى الشباب، إلا أن صلابة إرادته وروحه المسؤولة أذابت ضعف النفس الإنسانية.
إننا نتعلم من أبطال كربلاء أن الإنسان موقف، والموقف إرادة. فالذي
يصنع المواقف المسؤولة الإرادة المسؤولة، والذي يصنع المواقف المتخاذلة
الإرادة الخائرة. فحقيقة الإنسان تتجلى في مواقفه، ومواقفه تنبع من إرادته
وعزيمته.
الصدق والثبات على المبدأ:
من القيم التي سطرها أبطال الطف هي قيمة الصدق وعدم تبديل المنهج. حيث كانوا صادقين في عهدهم مع الله في نصرة أبي عبد الله الحسين والدفاع عن قيم الرسالة. قال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا﴾.
أهل الكوفة عاهدوا الإمام الحسين على النصرة وعلى مواجهة الظالمين، إلا أنهم لم يصدقوا في عهدهم.
أما أبطال كربلاء كانوا صورة رائعة للصدق والثبات على المبدأ، وعدم تغيير المنهج. مسلم بن عقيل سفير الحسين كان ثابتاً على مبادئه، فلم يقتل عبيد الله بن زياد، مع أن الفرصة كانت سانحة له، إلا أن صدقه منعه من أن يغير مبادئه ويبدل منهجه. بل وفي آخر لحظات حياته وقبل أن يسقط شهيداً لم ترهبه سطوة السيف، فظل ثابتاً على عهده.. السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين, فمع خذلان النصر وتزاحم الأعداء وتكالب الظروف قد يصاب الإنسان بالضعف، فيتراجع عن رسالته، ويبدل قضيته إلا أن حبيب ظل صامدا ثابتا صادقا.
بعض الناس لا يحتاج إلى ظروف صعبة حتى يبدل منهجه ومسيرته، بل مجرد أن تتزاحم مصالحه مع العمل الرسالي، تراه ينزوي ويتراجع. أو حينما يتعرض شخصه إلى المساس في عمل ديني أو اجتماعي، تراه لا يتحمل فينسحب، فيبدل منهجه ويغير طريقه. فلا يصبر على ما يتعرض إليه من ضيق أو أذى. الإنسان المؤمن هو الذي يصدق في عهده مع الله، ويستقيم على المنهج، فيختم مسيرته مدافعاً عن قيم الرسالة.
فمسلم بن عقيل يعلمنا بأن الثبات على المنهج دليل صدق الإيمان، وأن الإيمان الصادق أشد قوة وأعظم صلابة من الجبال، فالجبل يؤخذ منه بالمعاول، والمؤمن لا يؤخذ منه.
الإخلاص والتفاني:
من الدروس التي سطرها أبطال كربلاء في واقعة عاشوراء هو الإخلاص من أجل المبدأ، والتفاني من أجل القضية. فقد أخلصوا في الذود عن حرمات الدين والدفاع عن قيم الرسالة بشكل لا نظير له ولا مثيل. بل إنك قد ترى إخلاصهم وتفانيهم هو أقرب إلى الأسطورة منه إلى الحقيقة، لعظمة تلك المواقف الخالدة.
والإخلاص تارة يكون لله وهو معلوم، وتارة يكون من أجل القضية، حيث يسخر فيه الإنسان عقله وتفكيره، ويصرف وقته وجهده، ووسعه وطاقته، وقدراته وإمكانياته، وكل ما يدخل في حدود الوسع البشري والطاقة الإنسانية من أجل الوصول إلى أهدافه. والمطلوب أن يجمع الإنسان بينهما، بأن يخلصه نفسه من أجل قضيته وتحقيق رسالته إخلاصاً لله سبحانه.
العباس الذي كان أبا للفضل والفضيلة سطر مواقفاً خالدة في الإخلاص
للقضية، والوفاء لقيم الرسالة، فذابت نفسه الطاهرة وهو يتنافى في خدمة هذا
الدين، وكان وفاؤه لقيم الرسالة ودفاعه عن قيادات السماء يحير الألباب
والعقول. فمن الدروس التي نتعلمها من أبي الفضل العباس الإخلاص من أجل
المبدأ، والتفاني من أجل القضايا الرسالية التي نحملها.
أهمية الإخلاص والتفاني في العمل الديني:
فالإخلاص من أجل المبدأ والقضية هو نقطة ارتكازية في نجاح كل الأعمال والمؤسسات الدينية والاجتماعية. وفي الحقيقة إن أحد العوائق الأساسية التي تواجه العمل الديني هو أنك قلما تجد من يخلص من أجل قضيته، ويضحي من أجلها، ويتحمل العناء والآلام من أجل نجاح المسيرة وتحقيق الأهداف المقدسة. ولهذا فإن كثير من البرامج الدينية والمشاريع الاجتماعية لا يكتب لها النجاح والاستمرار لأن القائمين عليها لا يمتلكون الإخلاص المطلوب من أجل قضيتهم ورسالتهم.
ختاماً أقول: إن ذكرى عاشوراء تمثل فرصة سانحة لكل إنسان حتى يُرمم شخصيته ويُصحح موقفه اتجاه الدين والعمل الديني. فلكل إنسان قدوة في كربلاء لا يزال وهج نورها يضيء إلى يومنا هذا، ووظيفة الإنسان أن يسلك هذا النور، حتى يخرج من ظلمات الذات إلى نور القيم والفضائل. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات. بسم الله الرحمن الرحيم.. والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق