السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

3 مايو 2009

نص خطبتي ‏(الإنسان هو المحور الأساس للحكومة الإسلامية)‏ لسماحة الشيخ عباس السعيد بتاريخ 5-5-1430 هـ ساهموا في نشره معكم

رابط الخطبتين:

خطبتا الجمعة بتاريخ 5-5-1430 هـ
الخطبة (1) أهداف الحكم في الإسلام
http://www.mediafire.com/?rlimkchzkqe
الخطبة (2) كيف نتعامل مع الكفاءات الصادقة؟
http://www.mediafire.com/?zdjzdliglv1
كلا الخطبتين:
http://www.mediafire.com/?mjvzwznmtjm
http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%B4%D9%8A%D8%AE+%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF2.jpg?hl=ar&gda=FmhY74oAAAAaEI6q13t3NKEponfgG5Ox-eBpC0nk_o7CjroGzLlJBGf_J335S0nvJM8I7KelEC35oHdtEyiDRihpYuyDcmDcY6vMLTs5Xxq-a7lPfHofrbo8AHmRqGt617AqF5IVXYIWGC9bGGc8UNhVpRlrHL3e4jX5QZ0vdHnBDt87893RKhSdn5h6StluhP-oOj0uywU
خطبتا الجمعة: بتاريخ: 6/5/1430هـ
الخطبة الأولى: أهداف الحكومة الإسلامية

صدر الخطبة:
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإن التقوى هي وصية الأنبياء والصالحين، وهي خلاصة الكتب الإلهية، إن الإنسان لا يمكن أن يتحرك حركة صحيحة نحو الله، ما لم يمتلك روح التقوى.
إن الله سبحانه هو سيد هذا الكون، والمهيمن على هذا الوجود، فكل شيء في عالم الخلق لا يخرج عن حكومته وسلطانه، وهذه حاكمية الله التكوينية، وقد أنزل الله سبحانه الشرائع السماوية من أجل أن تكون له الحاكمية على حياة الناس وفي واقع الأرض، فحاكمية الله كما تتجلى على صعيد التكوين، ومن خلال حكومته على هذا الكون، كذلك هي تتجلى من خلال سيادة تشريعاته على حياة الإنسان.
قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)[1] فالحاكمية على عالم الخليقة لله سبحانه، والأمر في الخلق وفي التشريعات وفي الأحكام لله سبحانه.
إن مسألة الحكم هي من القضايا المحورية التي لا تستقيم حياة الناس إلا باستقامتها، وكانت قضية الحكم من المشاكل الأساسية التي عانت منها البشرية على امتداد فالإنسان ومنذ المرحل الأولى في تاريخ البشرية كان يطمح في أن يرى حكومة عادلة تأخذ على عاتقها السهر من أجل خدمة الشعب، وتوفير الحياة الطيبة والكريمة من أجل الإنسان.
          ولهذا جاءت بصائر الوحي لتبلور الأسس التي تقوم عليها الحكومة الإسلامية، ولتبين أهداف الحكومة الإسلامية، وتبين طبيعة العلاقة بين الحاكم وبين رعيته، وحينما نتدبر في القرآن الكريم نجد أن أبرز الحِكم من بعث الأنبياء وإرسال الرسل وإنزال الكتب هو الحكم بين الناس بالحق، فقد كان الناس مجتمعين على الضلالة، إلى أن بعث الله الأنبياء وأنزل الكتب بالحق فتصدعت جبهة الباطل، حيث كانت هناك طائفة من الناس يقومون بالبغي وظلم الناس، فجاءت الرسالة ضد البغي، فعارضت مصالحهم الذاتية فقاوموها أشد المقاومة، إذ أن جذر الخلافات هو البغي، وإذا تخلص الناس من البغي اجتمعوا على الحق وانحلت أسباب الخلافات[2].
قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيه)حيث كان بعضهم يظلم البعض الآخر.
 (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) فبعد بيان المنهج الإلهي كان ينبغي أن يجتمع الناس على الحق، إلا إن إرادة البغي هي سبب الخلافات والصراعات.
 (فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)[3] فالمؤمنون الذين يقبلون المنهج الإلهي ويجعلون من القيم مقياس لاختلافاتهم لا يتطرق إليهم الخلاف.
          إن حكم الله هو أفضل الأحكام، والحكومة التي تؤسس على بصائر الدين ومنهج الوحي هي أفضل الحكومات، والحياد عن حكم الله إلى الأحكام البشرية هو رجوعٌ إلى الجاهلية: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).[4]
الحكومة الإسلامية وأهدافها الاجتماعية:
إن الحكومة الإسلامية لها أهداف وغايات ومقاصد، من أجلها شرعت هذه الحكومة، والمحور الأساس للحكومة الإسلامية هو الإنسان، بل إن الفارق الأساسي بين الحكومة الإلهية التي أسس إليها الإسلام وجسدها الرسول الأعظم (ص) وأمير المؤمنين (ع) وبين غيرها من الحكومات، هي في مكانة الإنسان وموقع الإنسان في هذه الحكومة، ويمكننا أن نذكر ثلاثة أهداف للحكومة الإسلامية، وكلها تصب في مصلحة الإنسان، وهذه الأهداف والمقاصد ليست مجرد حبراً على ورق كما هو حال كثير من الدساتير البشرية، وإنما هي صبغة حقيقية تنعكس على سياستها الداخلية في التعامل مع الرعية.
الهدف الأول: إقامة الحق:
الهدف الأساس للحكومة الإسلامية هو إقامة الحق وإزهاق الباطل، فلا شك أن هناك فساد ومنكرات، وظيفة الحكومة الإسلامية تتمثل في إصلاح الواقع الخارجي، بل إن الحكومة بما فيها من جاه وسلطة وأموال طائلة لا تساوي عند الحكام الصالحين جناح بعوضة، فهذا أمير المؤمنين عليه السلام حينما نزل إلى الربذة لقيه بها آخر الحجاج فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه، وهو في خبائه، قال ابن عباس: "فأتيته فوجدته يخصف نعلا فقلت له: نحن إلى ان تصلح امرنا أحوج منا إلى ما تصلح فلم يكلمني حتى فرغ من نعله ثم ضمها إلى صاحبتها وقال لي قومهما، فقلت ليس لهما قيمة.
قال: على ذاك.
قلت: كسر درهم.
قال: والله لهما احب إلي من أمركم هذا إلا أن أقيم حقا أو ادفع باطلاً".
          فالحكومة والتي تملك الحاكمية والقوة على الأرض لا تتحرك من أجل مصالح شخصية أو رغبات ذاتية، وإنما من أجل إقامة القيم.
الهدف الثاني: إقامة العدالة:
وهكذا من الأهداف الأساسية للحكومة الإسلامية هو تجسيد العدالة على الواقع الخارجي، على جميع المستويات، على المستوى السياسي لا بد أن تكون عدالة سياسية، على المستوى الاقتصادي لا بد أن تكون هناك عدالة اقتصادية تتجلى من خلال العدل في توزيع الثروة، وهكذا لا يكون هناك تمييز في التعامل مع الرعية بناء على اعتبارات طائفية ومذهبية.
قـال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "وان أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد، وظهور مودة الرعية ".
كما أن علاقة الحكومة مع الإنسان في نظر الإسلام، ليست علاقة الحاكم مع المحكوم، حيث تسود لغة الترهيب والقوة، وإنما هي علاقة بمثابة علاقة الأب مع أولاده، علاقة قائمة على المودة والرحمة والعفو والتسامح مع المذنبين والمخطأين فضلاً عن غيرهم.
يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم، واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، يفرط بهم الزلل وتعرض لهم العلل ويؤتي على أيديهم في العمد والخطأ"، فصدور الأخطاء من الرعية يعدُ أمراً طبيعياً، لكن ينبغي على الحاكم أن يعاملهم بالعفو والصفح "فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه فإنك فوقهم ووالي الأمر عليك فوقك والله فوق من ولاك، وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم".
إن سياسة الحكومة الإسلامية، سواء كانت مع المؤمنين في الداخل أم في الخارج، هي قائمة على المودة والتذلل معهم، أما مع الكفار فهي علاقة قائمة على العزة، حيث يقول تعالى: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)[5] ويقول في آية أخرى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)[6] فسياسة الحكومة الإسلامية مع المؤمنين في الداخل قائمة على العفو والرحمة والتذلل وليس فقط مجرد العدالة، وإنما لا بد من إظهار العفو والتسامح.
الهدف الثالث: توفير الحياة الطيبة:
إن من الأهداف الأساسية للحكومة الإسلامية هي توفير الحياة الطيبة للإنسان، فالحكومة الإسلامية تسعى من أجل توفير سبل الحياة الطيبة للناس، من خلال تسهيل سبل العيش وفتح الأبواب من أجل بناء الحياة والحضارة، فالحكومة الإسلامية ليست عقبة تحجز الإنسان عن تطوير الحياة، وعن تشييد الحضارة والعمران والتمدن.
إن الفكر البشري أبدع الكثير على صعيد الحياة المادية، والحكومة الإسلامية تسعى من أجل الاستفادة من كل ذلك من أجل تطوير الحياة للإنسان.
وبناء الحياة الطيبة الكريمة لا يكون بعيداً عن الناس، ولا يكون من خلال إبعادهم عن صناعة حضارتهم وصناعة التقدم لأمتهم، ولهذا لا بد من مبدأ الشورى الذي يحقق الاستفادة من كل الطاقات والكفاءات الموجودة التي تنتمي إلى الدولة الإسلامية.
والإسلام أكد على مبدأ الشورى فيما بين المؤمنين، (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)[7]، بل إن الله سبحانه أكد على الشورى حتى مع الرسول الأعظم (ص) وهو النبي المعصوم المسدد من قبل الله سبحانه: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)[8]فلا بد أن تكون هناك شورى في سياسة أمور المسلمين.
عناصر قوة الدولة:
قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: " إذا أدّت الرّعيّة الى الوالي حقّه، وأدّى الوالي إليها حقّها، عزّ الحقّ بينهم، وقامت مناهج الدين، واعتدلت معالم العدل، وجرت على إذلالها السّنن، فصلح بذلك الزمان، وطمع في بقاء الدّولة، ويئست مطامع الأعداء، وإذا غلبت الرّعيّة واليها، أو أجحف الوالي برعيّته، اختلفت هنالك الكلمة، وظهرت معالم الجور".
في الأوضاع الطبيعية وحينما تقوم الحكومة على العدل والمساواة وتنتظم أمور الرعية، تقل التوترات عند الناس، بل قد تصل إلى العدم لأن الحكومة قد أدت ما عليها من حقوق وواجبات، وحينها أيضاً تؤدي الرعية ما عليها من حقوق وواجبات إزاء الولاة، وحينها يسود الحق، فحينما يلتزم الولاة وتؤدي حقوق الرعية حينها لا يوجد مبرر عند الرعية إلى أن تثير الفتن والمشاكل أو أن تخترق القوانين والدساتير الحقة، فهنا يكون احترام متبادل بين الرعية وبين الوالي.
ثم إنه إذا استقرت العلاقة بين الوالي وبين الرعية، وجرت سيرة الوالي والحاكم على تطبيق العدالة، وفتح مجال الحريات، حينها يتمكن العلماء من تحقيق الإصلاح وتجسيد القيم الدينية على الواقع الخارجي.
وحينما تكون هناك الحريات على الصعيد السياسي والديني والإعلامي، وحينما تكون هناك العدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحينما تكون هنالك الشورى، حينها تشق البلاد طريقها نحو التنمية والحضارة والتمدن، لأن تنمية البلاد أولاً هي بحاجة إلى فتح المجال الحريات، حرية العقيدة، لأن البلاد التي لا تعيش حرية عقائدية، ولا تعيش الاعتراف والاحترام للمذاهب الأخرى، تعيش التوترات والقلاقل والفتن الداخلية، مما يضعف من كيان البلاد والدولة.
 وهكذا بالنسبة للحرية السياسية، فلا بد أن تكون هناك حرية لطرح الآراء السياسية وطرح النقد الإيجابي البناء، لأنه وسيلة من أجل التقويم والإصلاح واقتلاع الفساد، وهذه مسألة طبيعية في الإسلام، قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ " فعلاقة المؤمنين مع بعضهم البعض قائمة على ولاية الحق والقيم، فباب النقد السياسي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مفتوحٌ بين المؤمنين (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) فمن خلال الصلاة تكون العبودية لله سبحانه لا للأهواء والشهوات والمناصب الدنيوية (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) فمن خلال إيتاء الزكاة والتوزيع العادل للثروة يتحقق الرفاه الاقتصادي (وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) من خلال تطبيق القيم، وإرساء قواعد العدالة، والسير نحو تطبيق حكومة الرسول الأعظم (ص).
 (أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ) فأولئك تتحقق لهم الرحمة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا ينزل الله عليهم الرحمة فتظهر الخيرات والبركات، وتسود التنمية في البلاد من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل تتحقق لهم القوة والعزة، لأنهم ساروا وفق سنن الله ومنهجه الحكيم: (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).[9]
جاء في بلاغات النساء: استأذنت سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانية على معاوية بن أبي سفيان، فأذن لها - وبعد أن جرى بينهما حوار طويل بادرها معاوية- فما حاجتك ؟
قال: إنك أصبحت للناس سيداً، ولأمرهم متقلداً، والله سائلك من أمرنا، وما افترض عليك من حقنا، ولا يزال يقدم علينا من ينوه بعزك، ويبطش بسلطانك، فيحصدنا حصد السنبل ويدوسنا دوس البقر، ويسومنا الخسيسة، ويسلبنا الجليلة، هذا بسر بن ارطاة، قدم علينا من قبلك فقتل رجالي وأخذ مالي، ولو لا الطاعة لكان فينا عز ومنعة، فإما عزلته عنا فشكرناك، وإما لا فعرفناك، فقال معاوية: أتهدديني بقومك ؟ لقد هممت أن احملك على قتب أشرس، فأردك إليه، ينفذ فيك حكمه، فأطرقت تبكي ثم أنشأت تقول:

صلى الإله على جسم تضمنه               قبر فأصبح فيه العدل مدفوناً
قد حالف الحق لا يبغي به بدلاً             فصار بالحق والإيمان مقروناً
قال لها: ومن ذلك ؟
قالت: علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال: وما صنع حتى صار عندك كذلك ؟
قالت: قدمت عليه في رجل ولاه صدقاتنا، فكان بيني وبينه وما بين الغث والسمين ؛ فأتيت علياً عليه السلام، لأشكو إليه ما صنع، فوجدته قائماً يصلي، فلما نظر إلي انفتل من صلاته، ثم قال برقة وتعطف: إلك حاجة ؟
فأخبرته الخبر.
فبكى ثم قال: اللهم إنك أنت الشاهد عليَّ وعليهم، إني لم آمرهم بظلم خلقك، ولا بترك حقك، ثم أخرج من جيبه قطعة كهيئة طرف الجراب، فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم: (قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)[10]
إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك والسلام. 
 فأخذته منه والله ما ختمه بطين، ولا خزمه بخزام .
فقال معاوية: اكتبوا لها بالإنصاف والعدل عليها.
فقالت: إليَّ خاصة أم لقومي ؟
قال: وما أنت وغيرك ؟
قالت: هي والله الفحشاء واللؤم ... إن لم يكن عدلاً شاملاً وإلا فأنا كسائر قومي.
قال: "هيهات لمظكم ابن أبي طالب الجرأة وغركم قوله"[11].
فحكومة علي (ع) كانت قائمة على حرية الرأي، وكان علي (ع) يعلم الرعية على الجرأة على الولاة، لأن أساس الحكومة في نظر الإسلام هي أن تكون في خدمة الإنسان، ولهذا يجب أن يكون هناك مجال لحرية الرأي وانتقاد أجهزة الدولة، لأن الدولة ليست معصومة لا يصدر منها الزلل والخطأ، كما كان في خلافة أمير المؤمنين (ع) ولهذا لم يتعامل أمير المؤمنين مع (سودة) بحدية حينما أشارت إلى وجود خلل، وإنما تعامل معها تعامل إيجابي، حيث رتب قرار مباشر على ذلك الأمر، فالنقد الإيجابي هو حالة حسنة ومطلوبة، لأنها تساعد على تنمية البلاد والأمة.
حرية الرأي في حكومة أمير المؤمنين (ع):
حينما نأتي إلى حكومة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام نجد أنه عليه السلام فتح المجال لحرية الرأي لأعدائه فضلاً عن سائر الناس، فحينما ظهر الخوارج وأخذوا ينتقصون من الإمام علي (ع) ويكفرونه، قالوا كلمة خطيرة أرادوا أن ينكروا من خلالها إمرة أمير المؤمنين (ع) عليهم، فقالوا لا حكم إلا لله، وهي (كلمة حق يُراد بها باطل) لأنهم أرادوا منها إنكار أمرة الإمام علي (ع) ومع ذلك لم يتعرض لهم الإمام بسوء (ع)، وهناك من أصحاب الإمام علي (ع) من أراد قتالهم بادئ الأمر، لكن الإمام (ع) لم يقبل ذلك، وقال (إن سكتوا تركناهم، وإن تكلموا حاججناهم، وإن أفسدوا قاتلناهم[12].
أي أن إبداء وجهة النظر حتى لو كانت مخالفة للحق، فهي ليست جريمة في منطق علي (ع) فالإسلام فتح المجال للحريات السياسية، وفتح المجال حتى أمام حركات المعارضة، ولم يتعامل معها بالحديد والنار، وإنما تبنى لغة الحوار في التعامل معهم، ولهذا يقول الإمام علي (ع): "وإن تكلموا حاججناهم" أما من يحدث الإرهاب والفساد في داخل الدولة هو من يفترض أن تتعامل معه الحكومة من خلال منطق القوة، ولهذا يقول الإمام علي (ع): (وإن أفسدوا قاتلناهم).
ثم إن العدالة لها دور كبير في تماسك الأمة، حيث ينبغي أن تسود العدالة على جميع الأصعدة، وأن يقتلع الظلم والتمييز، فالعدالة السياسية والاقتصادية تشكل عامل قوة لكل فرد من أفراد الأمة، أما الظلم والتمييز السياسي والاقتصادي هو الذي يسبب التمزق والتناحر ويضعف من وحدة الأمة وكيانها.
فالحياة الطيبة للفرد وللمجتمعات وللشعوب تقوم على تطبيق قيم الرسالة في الحكم الإسلامي، واستقرار أمور البلاد والعباد لا يقوم إلا على تطبيق منهج الوحي والابتعاد عن المناهج البشرية في السياسة، والتي تجعل المصالح المحور في سياستها، ولهذا فإن وحدة الأمة وتماسكها يقوم على العدالة، والأمة لن تتمكن من المحافظة على سلامة مسيرتها إلا من خلال العدالة.
بل إن الأمة حتى تكون أمة قوية يخافها العدو، لا بد أن يكون هناك تلاحم بين الوالي وبين رعيته، ولا يمكن أن يكون هناك تلاحم واندماج بين الوالي وبين الرعية إلا من خلال إقامة العدل، فالعدل هو ينشأ الترابط بين المحكوم وبين الحاكم، بين الرعية وبين ولاتها.
أسال الله سبحانه أن يوفق الأمة الإسلامية لما فيه الخير والصلاح، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.

الخطبة الثانية: كيف نتعامل مع الكفاءات الصادقة:

صدر الخطبة:
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله، اتقوا الله ولا تغفلوا عن اليوم الآخر، فإن مثل الناس في هذه الدنيا، كمثل قوم يسار بهم وهم نيام، وإذا ماتوا انتبهوا، فمشكلة الإنسان في هذه الحياة هي في غفلته عن حساب الله، فهو يغفل أن فرصته في هذه الدنيا محدودة ومحسوبة، ولكن حينما تحين ساعة الموت يدق ناقوس الحقيقة، وحينها يلتفت الإنسان أن الحياة لم تكن لهواً أو عبثاً، وإنما كانت قنطرة للدار الآخرة.
إن جبهة الحق لا يمكن لها أن تنتصر بدون رجال، وأهل الحق لا يلعبون لوحدهم في الساحة الخارجية، وإنما هنالك جبهة الباطل، التي تعمل ليل نهار من أجل أن تهزم جبهة الحق، فبوجود أهل الباطل يكون الابتلاء والامتحان الإلهي للمؤمنين، ولو كانت الساحة فارغة من أهل الباطل لكانت مسؤولية أهل الحق مسؤولية سهلة ويسيرة، بينما الواقع أن جبهة الباطل تمتلك جنوداً وأعواناً كثر في كل مجال من المجالات.
 ولهذا فإن متطلبات الإصلاح في واقعنا الخارجي متطلبات كثيرة ومتنوعة، على جميع الأصعدة؛ فعلى الصعيد الديني والثقافي والاجتماعي والسياسي، هناك متطلبات للإصلاح، ولا شك أن الإصلاح في كل هذه الميادين المتعددة بحاجة إلى كفاءات متعددة، فكل يعمل حسب طاقاته وحسب استعداده، فهناك من يقتصر في عمله على الجانب الديني وثانٍ على العمل الاجتماعي، وثالث على العمل الثقافي، ورابع على العمل السياسي، فكل يؤدي دوره في هذه الحقول حسب إمكانياته.
 فقليل ما تجد من الكفاءات من يتمكن من التعامل مع جميع هذه الشؤون، وهذه المجالات، فتجد من الناس من يعمل ويبدع في بعض المجالات، لكنه قد لا يبدع في مجالات أخرى، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)[13] فالله سبحانه جعل طاقات البشر متنوعة ومختلفة، وهذه من آيات القدرة الإلهية.
ولا شك أن واقعنا الخارجي وعلى جميع الأصعدة، هو بحاجة إلى رجال وطاقات وكفاءات صادقة تعمل من أجل إصلاح الواقع وما فيه من نقص، وما فيه من فساد، ومن المعروف أن بناء المجتمع وتحقيق الإصلاح لا يكون قبل بناء الفرد، وقبل تفجير طاقات الأفراد، وتحويلها إلى كفاءات صادقة.
ومجتمعنا بحاجة ماسة إلى الكفاءات الصادقة التي تعمل من أجل إصلاح الواقع، وما فيه من إشكاليات وما فيه من تحديات على جميع الأصعدة، فالمجتمع حتى يتغير على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية هو بحاجة إلى الكفاءة الصادقة المخلصة التي تعمل من أجل الله، ومن أجل قيم الرسالة.
مجتمعاتنا لا شك أنها تتضمن كفاءات وطاقات صادقة في مجالات متعددة، على مستوى علماء الدين، أو على مستوى الناشطين الاجتماعيين، أو على مستوى المثقفين والأدباء، أو على المستويات الأخرى، إلا المجتمع لا يزال بحاجة إلى مزيد من الطاقات والكفاءات.
ولا شك أن هناك مسؤوليات كبرى في واقعنا الاجتماعي، وفي واقعنا الثقافي، وفي واقعنا الديني، وفي واقعنا السياسي، فهناك مسؤوليات وتحديات، وهي بحاجة إلى من يتحملها، فالمجتمع لا يزال بحاجة إلى العلماء الصادقين المخلصين، الذي يعملون من أجل الإصلاح.
الطاقات وثنائية الصدق والكفاءة
ومجتمعنا بحاجة إلى طاقات تتميز بصفتين أساسيتين: الصفة الأولى: الكفاءة، الصفة الثانية: الصدق.
الكفاءة:
 إن مشكلة المجتمع مع الطاقات، متصلة بالكيف قبل أن تكون متصلة بالكم، فالمجتمع وإن كان يمتلك كثير من الطاقات وكثير من الرجال، إلا أن ما يفتقر إليه بالدرجة الأولى هو وجود الكفاءات المتميزة القادرة على الاستجابة لمتطلبات الساحة بكفاءة واقتدار، وهذا الأمر لا يأتي بين عشية وضحاها، وإنما هو بحاجة إلى سنوات من الكدح والعمل المضني والجدية والمثابرة.
والكفاءة لا تكون إلا من خلال الاحتراف، أي أن يحترف الإنسان المجال الذي يعمل فيه، فالكاتب لا بد له أن يحترف الكتابة، وألا يقبل لنفسه أن يكون في مستوى متوسط، وهكذا طالب العلوم الدينية لا بد له أن يحترف هذا المجال ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، لأن مسؤولية طالب العلوم الدينية هي كثيرة ومتشعبة، وهكذا الذي يعمل في المجال الإعلامي يجب أن يحترف هذا المجال وألا يقبل لنفسه أن يكون في المستويات الدنيا.
والذي يتأمل في الواقع، يجد أن من بيده الكفاءة هو الذي يؤثر في الخارج، بنسبة أو بأخرى، بقدر ما تمتلك من الكفاءة بقدر ما تمتلك من التأثير في الناس، وهذه مسألة طبيعية أن يتوجه الناس عامة إلى أصحاب الكفاءات، وكل الناس تقريباً تمارس في حياتها هذه الحالة، فإذا أردت أن تقرأ مقالاً أو تسمع خطيباً أو أن تتصفح موقعاً الكترونياً، أغلب الناس تتوجه إلى أصحاب الكفاءة.
ونحن لو نظرنا إلى العالم الغربي لوجدناهم متقدمين جداً في الكفاءات، وتجد أنهم يعملون ليل نهار من أجل إتقان الأعمال، مع أن الذي يدفعهم نحو تطوير الكفاءة وبناء الذات، ليس بالضرورة تكون دوافع دينية، بخلاف مجتمعاتنا التي تمتلك الدوافع الدينية إلا أنها لا تعير مسألة الكفاءة الاهتمام المطلوب، وهذا العامل هو الذي تسبب في نشوء الفجوة الكبيرة والهائلة على المستوى المادي بين الغرب وبين العالم الإسلامي، وبالخصوص العالم العربي، الذي يعد متخلف بالمقارنة مع بعض الدول الإسلامية.
الصدق:
من الصفات الأساسية التي يجب أن تتحلى بها الطاقات والكفاءات الصدق، أي أن تعمل هذه الطاقات من أجل هدف مقدس، يرتبط بالإصلاح والنهضة بالمجتمع لا أن تعمل من أجل الذات، أو من أجل الجماعة أو التيار، فالواقع الخارجي يتضمن كثير من الطاقات العاملة في المجالات المختلفة، الدينية، والثقافية، والسياسية، والإعلامية، وهذا الأمر مطلوب ولا كلام فيه، لكن المسألة المهمة التي ينبغي أن تتصف بها طاقات المجتمع، هي صفة الصدق، أي أن تكون هذه الكفاءة التي تعمل على المستوى الديني أو الاجتماعي أو السياسي أو الإعلامي، تعمل بإخلاص من أجل القيم لا من أجل الذات أو من أجل الجماعة، ولهذا فإن الكفاءة لا شرعية لها إلا إذا كانت كفاءة صادقة، تتحرك من أجل الإصلاح ومن أجل الدفاع عن القيم.
بل إن الكفاءة ما لم تكن صادقة فإنها سوف تتحول إلى معول هدم وأداة تدمير في المجتمع، لا أننا سوف نحرم من خيراتها فقط، وهذا ما نلمسه في مجتمعنا في بعض الأحيان للأسف، سواء كانت هذه الكفاءة منبراً إعلامياً، أو شخصية سياسية، أو وجيه اجتماعي، أو عالم دين.
كيف يتعامل المجتمع مع الكفاءات الصادقة؟
هنا نطرح التساؤل الهام؛ كيف ينبغي أن يتعامل المجتمع مع كفاءاته الصادقة؟ وهنا نحن نطرح هذا التساؤل المهم، لأن واقع التعامل الاجتماعي مع الكفاءات الصادقة لا يخلو من بعض السلبيات، حيث قد تهمل بعض الكفاءات وتهمش بسبب ضيق الأفق في التعامل مع الآخرين.
إفساح المجال للطاقات
          من السلبيات الموجودة اجتماعياً إزاء بعض الكفاءات الصادقة الإهمال، فهناك طاقات تمتلك الكفاءة والصدق، إلا أن المجتمع قد لا يفسح لها المجال لممارسة كثير من النشاطات، أو أن يفسح لها المجال بمقدار ضيق لا يستوعب الكفاءات بحجمهما الطبيعي والحقيقي.
فهناك كثير من الطاقات يمكن أن تنمو وتبرز وتقدم الكثير للأجيال القادمة، إلا أن المجتمع قد يقتل هذه الطاقات من خلال الإهمال، فالطاقات تنمو وتبرز من خلال إتاحة الفرصة، ومن خلال الثقة التي يوليها المجتمع لأبنائه وطاقاته، بل إن المجتمعات التي تقدمت هي تلك المجتمعات التي أفسحت المجال أمام كفاءاتها الصادقة، فالساحة الاجتماعية يجب أن تكون مفتوحة لكل الطاقات الصادقة.
ولو جئنا حتى في الإطار الاجتماعي الأضيق، وهو إطار الجماعات، ينبغي على كل جماعة من الجماعات أن تستوعب ما فيها من طاقات؛ أي أن تجيد فن الاحتواء، لأنه حينما تحتوي كل جماعة من الجماعات، سواء كانت هذه الجماعة جماعية دينية أو اجتماعية أو غير ذلك، حينها تستطيع أن تتقدم، أما حينما تفتقد الجماعة فن الاحتواء للطاقات الصاعدة، لا شك أن ذلك سوف سيسبب خسارة اجتماعية كبيرة لهذه الطاقات.
وكل كفاءة من الكفاءات لا بد أن تحتضن الطاقات الصاعدة، لا أن تتعامل معها بالقمع والتهميش، فعالم الدين ينبغي أن يكون جل همه أن يبني كفاءات تكون في مستواه أو أعلى، بمعنى أنه يوجد الأرضية والمُناخ المناسب حتى تنمو هذه الكفاءات وتزدهر وتترعرع، أما تلك الكفاءات التي تتعامل مع الطاقات الصاعدة بالقمع بالتهميش، فهي تعمل للذات لا تعمل من أجل القيم أو المصلحة الاجتماعية.
وهكذا كما أن الواجب على الكفاءات تنمية الطاقات الصاعدة، كذلك أن الواجب على المجتمع تلقي هذه الطاقات بالاحتضان والقبول، ونخص بالذكر في هذا السياق طلبة العلوم الدينية، فإذا عرف من بعض طلبة العلوم الدينية الكفاءة والجد والاجتهاد والصدق في العمل، هنا ينبغي على المجتمع احتضانهم ودعمهم وتشجيعهم، لأنهم يمثلون الأمل الواعد للمجتمع، وهنا حينما يفسح المجتمع المجال أمام هذه الطاقات ويوفر لها الفرصة من أجل العمل، هنا لا بد من التعامل مع هذه الفرص بالجدية، أي أن يسعى الإنسان دائماً وأبداً من أجل تطوير الذات وبناء الكفاءة.
ختاماً أقول: إن إصلاح الواقع الخارجي، وتحمل المسؤوليات الكبرى على الأصعدة المتنوعة بحاجة إلى كفاءات صادقة، تعمل من أجل الإصلاح ومن أجل بناء المجتمع.
نسأل الله سبحانه أن يوفق المؤمنين والمؤمنات لما يحبه ويرضاه، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
بسم الله الرحمن الرحيم
والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.




[1] سورة الأعراف، 54
[2] من هدى القرآن،ج1، سورة البقرة، السيد محمد تقي المدرسي
[3] سورة البقرة، 213
[4] سورة المائدة، 50
[5] سورة المائدة، 54
[6] سورة الفتح، 29
[7] سورة الشورى، 38
[8] سورة آل عمران، 159
[9] سورة التوبة، 71
[10] سورة الأعراف، 85
[11] اعلام النساء لعمر رضا كحالة ـ بلاغات النساء لابن طيفور ـ والعقد الفريد لابن عبد ربه الاندلسي .
[12] السبيل إلى إنهاض المسلمين، ص349، الإمام المجدد سماحة السيد محمد الشيرازي(قده)
[13] سورة الروم، 22





            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق