السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

5 أكتوبر 2010

بصائر مرجعية: ‏‏(الإمام لصادق (ع)‏ ومدرسته الفكرية)‏_عظم الله اجوركم_وندعوكم للمساهمة بنشره معكم

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة المؤمنون...
الأخوات المؤمنات...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعزيكم بمناسبة ذكرى وفاة الإمام الصادق (عليه السلام) سائلين المولى العلي القدير ان يوفقنا جميعا للسير على هدى الإمام المعصوم.
بهذه المناسبة نرسل لكم بعض الإضاءات المشرقة من كتاب (الإمام الصادق قدوة وأسوة) لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله).
راجين من الأخوة والأخوات إعادة إرسال هذه المقالة لما يملكون من عناوين الكترونية، لتعميم الفائدة، ولنيل الأجر والثواب إن شاء الله تعالى.
مكتب المرجع الديني
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام لصادق (ع) ومدرسته الفكرية




في سنة (117 هـ) حيث انتقل الإمام الباقر (ع) إلى جوار ربه ضحية غالية لسياسة بني أمية الجائرة، أوصى إلى ولده الصادق (ع) وهو في سن الرابعة والثلاثين بمدرسته التي اجتمعت عليها المئات من ذوي الفكر والبصيرة، حتى كانت نواة المدرسة الكبرى التي أسسها الإمام الصادق (ع) من بعد أبيه، كما أوصى له بالإمامة، وبهذا انتقلت إلى الإمام الصادق (ع) قيادة الأمة الدينية ومسؤولياتها السياسية الكبيرة .



المدرسة الكبرى
لعلنا لن نجد في التاريخ الإنساني مدرسة فكرية استطاعت أن توجه الأجيال  المتطاولة، وتفرض عليها مبادءَها وأفكارها، ثم تبني أمة حضارية متوحدة لها كيانها وذاتيتها، مثلما صنعته مدرسة الإمام الصادق (ع) .

إن من الخطأ أن نحدد إنجازات هذه المدرسة في من درس فيها وأخذ منها من معاصريها وإن كانوا كثيرين جدا، وإنما بما خلّفته من أفكار، وبما صنعته من رجال غيرّوا وجه التاريخ ووجهوا أمته، بل وكوَّنوا حضارته التي ظلت قروناً متطاولة .

لقد أثبت التاريخ أن الذين استقوا من أفكار هذه المدرسة مباشرة كانوا أربعة آلاف طالب [1]، ولكن ذلك لا يهمنا بمقدار ما يهمنا معرفة ما كان لهذه المدرسة من تأثير في تثقيف الأمة الإسلامية التي عاصرتها والتي تلتها إلى اليوم، وإن الثقافة الإسلامية الأصيلة كانت جارية عنها فقط، حيث أثبتت البحوث أن غيرها من الثقافات المنتشرة بين المسلمين إنما انحدرت عن الأفكار المسيحية واليهودية بسبب الدَّاخلين منهم، أو تلوّنت بصبغة الفلاسفة اليونان والهنود الذين ترجمت كتبهم إلى العربية، فبنى بعض المسلمين عليها أفكارهم وكوَّنوا بها مبادءَهم .

ولم تبق مدرسة فكرية إسلامية حافظت على ذاتيتها ووحدتها وأصالتها في جميع شؤون الحياة كما بقيت مدرسة الإمام الصادق (ع)، ذلك لثقة التابعين بها وبأفكارها، مما دفعهم إلى التحفظ بها وبملامحها الخاصة عبر قرون طويلة، حتى أنهم كانوا ينقلون عنها الروايات فماً بفم، وإذا كتبوا شيئا لا ينشروه إلاّ بعد الإجازة الخاصة ممن رووا الأفكار عنه .

وإذا عرفنا بأن الثقافة الإسلامية - الشيعية منها أو السنّية - كانت ولا زالت تعتمد على الأئمة من معاصري الإمام الصادق (ع) كالأئمة الأربعة ممن توقف المسلمون على مذاهبهم فقط، وبالتالي عرفنا بان معظم هؤلاء الأئمة أخذوا من هذه المدرسة أفكارهم الدينية، حتى أن ابن أبي الحديد أثبت أن علم المذاهب الأربعة راجع إلى الإمام الصادق في الفقه . وقد قال المؤرخ الشهير أبو نعيم الأصفهاني: (روى عن جعفر عدة من التابعين منهم: يحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب السختياني، وأبان بن تغلب، وأبو عمرو بن العلاء، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وحدث عنه من الأئمة والأعلام: مالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وابن جريح، وعبد الله بن عمرو، وروح بن القاسم، وسفيان بن عيينه، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن المختار، ووهب بن خالد، وإبراهيم بن طهمان، في آخرين، وأخرج عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه محتجاً بحديثه [2] .

إذا عرفنا ذلك صح لنا القول بأن الثقافة الإسلامية الأصيلة ترجع إلى الإمام الصادق (ع) وإلى مدرسته فقط .

ومن جانب آخر، إذا عرفنا بأن تلميذاً واحداً من الملتحقين بهذه المدرسة ألّف زهاء خمسمائة رسالة في الرياضيات كلها من إملاء الإمام الصادق (ع)، وهو جابر بن حيان المعلم الرياضي الشهير الذي لا يزال العالم يعرف له فضلاً كبيراً على هذه العلوم وأيادي طويلة على أهلها .

وروى عنه محمد بن مسلم ستة عشر ألف حديث في مختلف العلوم، وآخرون من هؤلاء الأفذاذ، حتى قال قائلهم رأيت في هذا المسجد - أي مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول: ( قال: جعفر بن محمد ) . حتى أن أبا حنيفة كان يقول:
لولا السَّنتان لهلك النُّعمان ) .

وأخيراً عرفنا بأنه لم يرو عن أحد من الأئمة الاثني عشر - بل عن المعصومين الأربعة عشر وفيهم رسول الله (ص) - بقدر ما روي عن الإمام الصادق (ع) . ولقد جمع المتأخرون من الشيعة ما روي عنهم في مجلدات ضخمة: فكان البحار للمجلسي يحوي مائة وعشرة مجلدات، وكان جامع الأخبار للنراقي مثيلاً له، وكان مستدرك البحار نظيراً له، وقد احتوت غالبية هذه الكتب ونظائرها على أحاديث الإمام الصادق (ع) وأكثرها في الفقه والحكمة والتفسير وما إلى ذلك .

أما في سائر العلوم فلم يصل إلى أيدينا إلاّ الشيء القليل، حيث ذهب معظمها ضحية الخلاف السياسي الذي أعقب عصر الإمام، فكم من كتب مخطوطة للشيعة أحرقتها نيران المنحرفين، وكان نصيب مكاتب الفاطميين بمصر أكثر من ثلاثة ملايين كتاباً مخطوطا، وكم من كتب لفتها أمواج دجلة والفرات وأحرقتها مطامع العباسيين ببغداد والكوفة، وكم من محدّث واسع المعرفة جمّ الثقافة ظلت العلوم هائجة في فؤاده لا يستطيع لها نشراً خوفاً من إرهاب العباسيين وإجرامهم، فهذا ابن أبي عمير ظلَّ في سجون بني العباس مدة طويلة - ومن المؤسف - أن ما كتبه هجرت في هذه المدة حتى عفنت واكلها التراب، وراحت أحاديث كثيرة منها ضحيّة الإهمال . وهذا محمد بن مسلم حفظ ثلاثين ألف حديثاً عن الإمام الصادق ولم يرو منها شيئاً .

إذا عرفنا كل ذلك أمكننا معرفة مدى شمول ثقافة هذه المدرسة العالم الإسلامي ومدى سعة أفقها الرحيب .

والمشهور أن منهاج الإمام الصادق كان يوافق أحدث مناهج التربية والتعليم في العالم، حيث ضمت حوزته اختصاصيين كهشام بن الحكم الذي تخصص في المباحث النظرية، وتخصص زرارة ومحمد بن مسلم وأشباههم في المسائل الدينية، كما تخصص جابر بن حيان في الرياضيات، وعلى هذا الترتيب .

حتى أنه كان يأتيه الرجل فيسأله عما يريد من نوع الثقافة، فيقول: الفقه، فيدله على أخصائيه، أو التفسير فيومئ إلى صاحبه، أو الحديث والسيرة، أو الرياضيات، أو الطب، أو الكيمياء، فيشير إلى تلامذته الأخصائيين، فيذهب الرجل بملازمة من أراد حتى يخرج رجلاً قديراً بارعاً في ذلك الفن .

ولم يكن الوافدون إليه من أهل قطر خاص، فلقد كانت طبيعة العالم الإسلامي في عصره تقضي على الأمة بتوسيع الثقافة والعلم والمعرفة في كل بيت .. حيث أن الفتوحات المتلاحقة التي فتحت على المسلمين أبواباً جديدة من طرق العيش وعادات الخلق، وأفكار الأمم، كانت تسبب احتكاكاً جديداً للأفكار الإسلامية بالنظريات الأخرى، ولنهج الحياة عند المسلمين بعادات الفرس والروم وغيرهما من جارات الدولة الإسلامية، كما خلقت مجتمعاً حديثاً امتزج فيه المتأثر العميق بالوضع، والمنحرف الكامل عن الإسلام، مما سبب حدوث تناقضات في الحياة، قد ترديه وتحدث لديه انعكاسات سيئة جداً لذلك الامتزاج الطبيعي المفاجئ .

لذلك هرعت الأمة يومئذ إلى العلم والثقافة والتصقت بأبي عبد الله الصادق (ع) مؤملة الخصب الموفور، ووفدت عليه من أطراف العالم الإسلامي طوائف مختلفة، وساعدهم على المثول عنده مركزه الحساس، حيث اختار - في الأعم الأغلب - مدينة الرسول (ص) التي كانت تمثل العصب الحساس في العالم الإسلامي، ففي كل سنة كانت وفود المسلمين تتقاطر على الحرمين لتأدية مناسك الحج المفروضة ولحل مسائلهم الفقهية والفكرية، فيلتقون بصادق أهل البيت (ع) وبمدرسته الكبرى حيث يجدون عنده كل ما يريدون .

ويجدر بنا المقام هنا أن نشير إجمالا إلى موجة الإلحاد التي زحفت على العالم الإسلامي في عهد الإمام الصادق (ع)، وقد اصطدمت بمدرسته، فإذا بها الصدّ المتين، والسدّ الرصين، الذي حطم قواها وجعلها رذاذاً .

ــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) لقد جمع الحافظ ابن عقدة الزيدي أسماء الرواة عن أبي عبد الله (ع) فكانوا أربعة آلاف، وجاء ابن القضائري فاستدل على ابن عقدة فزاد عليهم .
([2]) حلية الأولياء: ( 3 / 199) . 

موقع مكتب سماحة المرجع الديني
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي






(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( |  ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | )
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الجديدة والقديمة:
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif 

أو عبر (PickerQrCode)
http://chart.googleapis.com/chart?cht=qr&chs=100x100&choe=UTF-8&chld=H|0&chl=http://goo.gl/hu7cX

 * للانضمام لصفحة قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديدنا:

 
* ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
 
ثم هذا الرابط التالي:
 
وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر الإضافة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة

ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
* صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بالفيس بوك:
* لمشاهدة فيديوهات آية الله النمر في اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
 
* إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):

خدمة مجموعة العهد الثقافية:
من نشاطات الخدمة :
- نشر مستجدات وآخر محاضرات سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر آل نمر دام ظله .. ومحاضرات رسالية.
 
- نشاطات ومواضيع رسالية.
 
- أقلام رسالية واعدة.
 
- أمور متفرقة منتخبة.
طرق الاشتراك بالخدمة
* بلاك بيري مسنجر:
PIN:29663D6D
 
*  ببرنامج الوتساب (المؤقت):
00966500487026
* على Twitter:

 لا تنسونا من صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق