حجة الإسلام والمسلمين العلامة الحجة المجاهد الشيخ نمر باقر النمر (دامت بركاته)
الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم وجعلنا من الموفين بعهده إلينا وميثاقه الذي وثقنا به من ولاية ولاة أمره، والقوام بقسطه، ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين.
الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام)، الحمد لله الذي جعل كمال دينه وتمام نعمته بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة بولاية أمير المؤمنين.
اتقوا الله بولاية علي فهو الوسيلة إلى الله وهو السبيل الذي ارتضاه الله، اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون، اتقوا الله حق تقاته بالتمسك بولاته، اتقوا الله ما استطعتم، ولا تركنوا إلى الدنيا ولا العصاة ولا الظلمة ولا إلى المتكبرين.
إن هذا اليوم يوم مبارك يوم العيد الأغر، يوم العيد الأكبر، لأن العيد ليس لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن أمن الوعيد، ولا يأمن الوعيد إلا بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن يتولاه حق توليته يأمن وعيد الله يأمن عذاب الله، اتقوا الله وثبتوا أنفسكم على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام).
إن أهم مفردة بعد مفردة التوحيد هي مفردة القيادة، وما اختلفت الناس وما تميزت الناس بين مؤمن وكافر إلا من خلال الإيمان بالقيادة. إن إبليس كان مؤمن بالله لم يكفر بالله، كان عابد لله، كان من العباد وموقن بتوحيد الله، ولكنه سقط بامتحان القيادة، حينما أمر أن يتبع قيادة السماء التي تمثلت في آدم رفض القيادة وسقط في نار جهنم وطرد من رحمة الله.
وهكذا إن الأمم كانت تؤمن بالله؛ الملة اليهودية كانت تؤمن بالله وتؤمن بموسى ولكنها سقطت في قيادة هارون، وكذلك سقطت مرة أخرى حينما كفرت بقيادة عيسى، وهكذا كان اليهود والنصارى آمنوا بالله لكنهم سقطوا في امتحان القيادة فلم يؤمنوا بقيادة محمد (صلى الله عليه واله).
إذا المائز بين الكفر والإيمان هي القيادة، من لم يؤمن بقيادة السماء فهو كافر في منطق القرآن، اليهود كانوا يؤمنون بالله ولكنهم وصموا بالكفر، النصارى كانوا يؤمنوا بالله ولكنهم وصموا بالكفر، كل ذلك لأنهم كفروا بقيادة السماء، من يكفر بقيادة السماء فهو كافر {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} من لا يؤمن بالقيادة السماوية لا يهتدي إلى السبيل وهو من الكافرين.
إذا قيادة السماء هي محور القبول عند الله وهي الأساس المائز بين المسلم والكافر، فولاية علي من خلالها كما يقول المسلمون وكما يقول الصحابة كانوا يميزون بين المؤمن والمنافق، من كان يحب علي فهو من المؤمنين أي يقبل قيادته، ومن يبغض علي فهو من المنافقين وهو من الدرك الأسفل من النار.
فولاية علي هي الوسيلة إلى الجنة والسبيل إلى الله هي الطريق إلى رضوان الله، وولاية علي هي التي ميزت فرق المسلمين بين فرقة محقة وفرقة مبطلة، من يؤمن بولاية علي هم الفرقة المحقة، هو ولي الله لا ريب في ذلك.
{يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} هذه الآية في سورة المائدة ومع أن سورة المائدة تفصل في بيان أحكام الشريعة إلا أنها من جانب آخر تؤكد في آيات كثيرة على ضرورة الولاية لولاة الله والبراءة من أعداء الله، قبل تلك الآية الله يبينه {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ*وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وقبل ذلك{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} إذا سورة المائدة هي سورة الولاية، (إنما وليكم الله) نزلت في علي، راجع كتب التفاسير سترى أنها حصرت الولاية في الله ورسوله وفي علي ومن في صلبه، هو الذي تصدق بالخاتم وهو راكع.
إذا الولاية لعلي بن أبي طالب هي النجاة من النار، وفي مثل ذاك اليوم لابد أن يكون يوما لمراجعة الذات لمعرفة القيادة، فلنقرأ التاريخ من جديد، فلنتدبر الآيات، فلنتأمل الروايات، نتأملها حتى نوقن بولاية علي وندعو ونبشر بولاية علي، ندعو كل الفرق الإسلامية من دون خوف أو استثناء أو وجل إلى ولاية علي (عليه السلام).
يقول الرسول (صلى الله عليه وآله) حين عاد من غدير خم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه , اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه أينما دار ألا فليبلغ الشاهد الغائب) الحق يدور مع علي، النصر مع علي، كل شيء من قيم السماء مع علي، هكذا هي الولاية من آمن بها فطريقه معبد إلا جنان الله ورضوانه، الولاية التي تعني الإتباع، إتباعه في منهجه في شجاعته في تضحيته في قيمه في مواقفه في رؤاه في كلماته، لابد أن نجدد منهج علي على واقعنا المعاصر ولابد أن ندعو لأهل البيت.
إذاً يوم الغدير هو يوم العيد الأكبر حيث نأمن من النار بولاية علي لذلك لابد أن نجعله يوم للدعوة إلى أهل بيت النبوة، نبشر وندعو إلى أهل بيت النبوة، ونذكر وننشر فضائلهم، هذا الزمن من أفضل الأزمنة لبيان فضائلهم، الإنترنت والفضائيات والحريات التي من هنا وهناك بإمكاننا أن نستثمرها لكي نبشر بولاية علي وندافع عن ولاية علي فلنبين ويقرأ المسلمون من كنت مولاه.
لو ضغطت على زر الكمبيوتر وبحثت في الإنترنت عن حديث (من كنت مولاه) للاحظت ظهوره في مسند ابن حنبل وهو صحيح عندهم من الصحاح الستة وسنن ابن ماجه وهو صحيح عندهم وكذلك في كتاب الطبري وغيرهم من الكتب الكثر.
إذا الولاية ليست المحبة وليست الصحبة، الولاية يعني القيادة يعني التسليم لقيادة علي، يعني هو الخليفة من بعد رسول الله، اغتصبوها ومصيرهم النار، علي هو خليفة رسول الله على الحق دون سواه هذا لا كلام فيه إلا من المعاندين.
صفحات التاريخ شاهدة على ذلك، من يكون خليفة لرسول الله؟
من يشكك في نبوته!!
من يهتك عرضه!
من يكسر ضلع بنته!
ليس الخليفة إلا من أطاع الله وهو علي.
في مثل ذاك اليوم لابد أن نرفع لواء الولاية، ولابد أن نبشر بولاية علي وندعو الآخرين ونناقشهم ونجادلهم ونقول راجعوا من (من كنت مولاه)، حتى من ينكر ذلك ويؤول ثم يقر برواية (من كنت مولاه)، رواها أكثر من مئة صحابي وأكثر من ثمانين تابعي رويت بالكتب ورواية صحيح، ولو لم تكن منها ولا رواية صحيحة يكفي تواترها لصحتها، فما بالك وقد روتها الصحاح وما شابه.
ولاية علي هي محور المؤمن وهي ركيزته وهي سبيله إلى الجنان.
نسأل الله أن يثبتنا على ولاية علي بن أبي طالب وفي مثل ذاك اليوم فلنرفع لواء الولاية ونبشر به، نسأل الله أن يثبتنا على ولاية علي بن أبي طالب إنه سميع الدعاء.
[*] من خطب سماحة العلامة المجاهد الشيخ نمر باقر النمر (دام عزه) ألقاها عام 1428 هـ.
كتب الخطبة: منتظر الشيخ أحمد.
(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق