السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

30 أكتوبر 2009

دروس من سيرة أهل البيت ‏(ع)‏ الإمام الرضاً مثالاً_ساهموا بنشره معكم لتعم الفائدة



بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة المؤمنون.. السلام عليكم.
مع إطلالة ذكرى ميلاد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، وذلك في اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة، نتقدم إليكم بالتهاني والتبريكات، سائلين الله تعالى أن يوفقنا لمعرفة أئمتنا عليهم السلام حق معرفتهم، وأن نتمسك بنهجهم، وأن نسلِّم لأمرهم.. وأن لا يحرمنا شفاعتهم، وأن يحشرنا معهم، إنه ولي التوفيق.
وبهذه المناسبة نبعث إليكم حديثاً لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي حفظه الله، آملين أن يعود عليكم بالنفع والفائدة..

مكتب المرجع الديني
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي


دروس من سيرة أهل البيت عليهم السلام
لماذا تتفاوت الخطوط العريضة لسيرة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام؟ وقبل ذلك؛ لنا أن نتساءل عن السر وراء وجود إثني عشر إماماً اختصهم الله لتبليغ رسالته؟ ولماذا ادّخر الله سبحانه وتعالى آخرهم لآخر الزمان حيث القيامة الصغرى، وهو الإمام الحجة بن الحسن سلام الله عليهما؟ فالأمر لا يبدو عادياً بوجه من الوجوه.. فلماذا هذا التعدّد والتفاوت في الأدوار؟
فعلى سبيل المثال نجد الجهاد والبطولة.. الحكم والدولة في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام، بينما نجد الإمام الحسن يعمد إلى الصلح بعد جهاد مرير، في وقت تميزت إمامة أخيه الإمام الحسين بالثورة، كما نلاحظ أيضاً أن الإمام موسى بن جعفر كان يرفض الرفض القاطع لعروض الطاغية هارون العباسي القائلة بضرورة اعتذار الإمام أو طلب العفو ليخرج من السجن الذي استمر اربعة عشر عاماً تقريباً وانتهى بمقتل الإمام فيه، لكن سيرة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام اختلفت تماماً عن سيرة أبيه، حيث قبل ولاية العهد من المأمون وخرج من المدينة إلى مرو. فصحيح أنه اُرغم على قبول ولاية العهد تحت الضغط والتهديد بقتل الشيعة جميعاً، ولكن الضغط نفسه كان متوجهاً إلى الإمام الكاظم أيضاً، بدليل أنه عليه علسلام قد قضى نحبه في السجن مسموماً، ولو كان قدم بعض التنازل في مجال التعامل مع السلطة الظالمة لكانت الأمور قد اختلفت عما انتهت إليه...
وحتى إذا أمعنّا في تفاصيل سيرة أي الإمام لوجدناها تتفاوت في خطوطها العامة، وذلك حيال هذا الحاكم أو ذاك، فلماذا هذا التفاوت؟ وماذا نستفيد منها في زمننا الحاضر؟!
ولعل الإجابة تتلخص في دور العامل الزمني وتغّيره، فإذا تغيّر الزمن تغير الحكم، واُسس الحكم ليست ثابته. فعهد معاوية الذي كان قادراً على امتصاص أية حركة ثورية بفعل السياسة والطرق الخبيثة والملتوية التي كان يتوسل بها.. هذا العهد كان يختلف اختلافاً كبيراً عن عهد يزيد لعنه الله، العهد الذي لم يكن حاكمه يعرف من وسيلة سوى القسوة والبطش. فلعل الإمام الحسين عليه السلام لو كان أعلن الثورة في عهد معاوية لما لقي التفاعل الشعبي والتاريخي الذي لقيته ثورته الخالدة في وبعد عهد يزيد، حيث تتالت الثورات المنادية بالثأر للإمام الشهيد والثأر من قاتله الأموي يزيد، بدءاً من حركة (الحَرَّة) في المدينة المنورة ومروراً بثورة مكة المكرمة وثورة التوابين في الكوفة، ولم يشهد التأريخ الإسلامي حركة ثوريه أو سياسية مخلصة تتجاهل مبادئ الثورة الحسينية المقدسة، بل كانت كلها ترى في هذه الثورة رمزاً لتحركها وهدفاً تسعى إلى الوصول إليه. إن معاوية الذي كان يجاهر بمنح العطاء والرشوة وشراء الذمم كان قادراً على إلحاق الهزيمة بالإمام الحسين إذا ما قام بالثورة، وأبسط دليل على ذلك ما تعرض له جثمان الإمام الحسن المجتبى من رمي بالسهام من قبل بني أمية ليحولوا دون دفنه إلى جوار مرقد جده النبي صلى الله عليه وآله، ولكن هذه الجريمة لم تواجهها معارضة تذكر من قبل أهل المدينة، وهم الأعرف بمنزلة الإمام الحسن من جده المصطفى...
أقول إن السياسة التي كان معاوية يمارسها، وهي سياسة الدهاء والمؤامرة شابهتها إلى حد كبير سياسة المأمون العباسي، ولذلك كان التشابه كبيراً بين سيرة الإمام الحسن والإمام الرضا عليهما الصلاة والسلام.
ومن جانب آخر، نلاحظ أن سيرة الإمام علي بن الحسين عليه السلام كانت مليئة بالتوجه الروحي عبر تلاوة الدعاء.. الدعاء الذي كان يمتاز بميزتين مهمتين للغاية:
الميزة الأولى أنه كان يحوي العقائد الدينية التي بدأ المسلمون بتناسيها بفعل السياسة الأموية المعادية للدين أساساً، كما كان يحوي اُصول التربية الصحيحة.
أما الميزة الثانية: فهي التنوع الكبير في متون الدعاء، نظراً إلى تشخيص الإمام السجّاد نفسه إلى حاجة كل شريحة من شرائح المجتمع، وتفاوت مستوى فهمها وتوجهها إلى الدين.
إن من خلال معرفتنا بسيرة الأئمة عليهم السلام وبالتفاوت الحاصل في الخطوط العريضة والدقيقة لهذه السيرة التي بيّنا أسبابه وبعضاً من مصاديقه، من خلال ذلك يتوجب علينا نحن الذين نعتبر أنفسنا أتباعاً للأئمة من أهل البيت عليهم السلام أن نأخذ بالحسبان التفاصيل التي تحويها الشريعة الإسلامية، وذلك بعد السعي الحثيث باتجاه فهمها فهماً عميقاً. وكذلك علينا الأخذ بنظر الاعتبار تغيّر الزمن، وحمل كل متغيّر على ما يناسبه من التفاصيل الدينية التي يضمها القرآن الكريم وسيرة أهل البيت عليهم السلام؛ بمعنى ضرورة لزوم عدم كتابة الدين بأيدينا أو أن نقول إنه من عند الله، لأن في ذلك تجاوزاً على صلاحية الدين نفسه، وعليه فإنه لا يجوز لأحد أن يخترع شيئاً من عند نفسه ويعتقده أو يحمل الآخرين على الاعتقاد بأنه من عند الله. ولكن ما هو مسموح به هو الاجتهاد في اختيار الأساليب المناسبة لتفعيل الدين في هذا المجتمع أو ذاك، وفي هذه الفترة الزمنية أو تلك.. فهذا تماماً ما كان يفعله الأئمة المعصومون أنفسهم.
إن من الجدير ذكره؛ الاعتقاد بأن التغيير والتطوير في سلوك وسيرة المسلمين لابد وأن يكون تحت مظلة الفقهاء الربانيين الذين اُمرنا باتباعهم، نظراً لما يتمتعون به من علاقة روحية وفكرية وعملية بالقرآن الكريم وبالنبي والأئمة من أهل البيت عليهم السلام. وهذه الفكرة الاستراتيجية في واقع الأمر هي الدرس الذي أردت استلهامه والاستفادة منه خلال حديثي هذا الذي جاء بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الرضا عليه السلام.


            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق