واقعنا المتغير.. إلى أين
يسير..؟ (2)
أمين محمد آل براهيم
تحدثنا في الحلقة الأولى من المقالة عن التغيير وأساسياته
وذكرنا منها ضرورة
- وجود قيادة واعية ورشيدة تستطيع أن تتعرف على احتياجات
المجتمع وتترجم ذلك من خلال طرح مشروع نظري يتوافق مع أهداف ورؤى المجتمع
- وجود أتباع مخلصون لمبادئهم وقيمهم، يسعون لتحقيقها على أرض
الواقع
- وجود الرؤية والاستراتيجية الواضحة التي تتفق مع مبادئ وقيم
المجتمع كأتباع وقيادات
بعد ولادة العناصر الثلاثة، لابد من العمل نحو تحقيق التناغم
بين هذه العناصر وهذا لا يتم إلا عبر مجموعة من الخطوات المترابطة. وهي كالتالي:
مشاركة الجميع في صياغة الأهداف والوسائل
القائد والأتباع أو الأنصار يسيرون في مركب واحد لتحقيق
أهدافهم المرجوة، لهذا كان لزاماً على القائد أن يجعل مساحة للأتباع لإبداء الرأي
والمشاركة في تأسيس النظرة والرؤية والاستراتيجية التي سوف يسيرون عليها لتحقيق
أهدافهم المرجوة. وهذا مافعله الحسين عندما استشار القوم فشجعه أهل الكوفة ورسلوا
له الرسائل قبل أن ينكثوا بالعهد ويقتلوا مسلم بن عقيل بن أبي طالب (عليه السلام)
.
القدرة والكفاءة العلمية
كذلك لابد أن يكون الجميع على قدرٍ عالٍ من القدرة والكفاءة
لأن الأهداف الراقية لاتنجز إلا من قبل قائد وأتباع يملكون قدرٍ عالٍ من العلم
والمعرفة. وهذا هو الحسين الذي ورث علم وشجاعة وكفاءة أبيه أمير المؤمنين وجده
المصطفى
خوض التحديات والصعاب
لابد على القيادة أن تكون شجاعة وجريئة تخوض التحديات والصعاب
وهذا مافعله الامام الحسين (عليه السلام) بمجابهته جيش يزيد مع علمه بفارق العتاد
والعدة. ولكن إيمان الامام بهدفه وقيمه جعله يتمسك بالمبدأ الذي أراد الوصول له
وهو الإصلاح. إذاً طريق الاصلاح لابد أن يكون من خلال طريق الشوك لا طريق الورود.
إعطاء مساحة لمشاركة الجمهور في العمل
تحدثنا من قبل عن ضرورة أن يساهم الجمهور أو الأتباع في صياغة
الفكرة والطريقة. وهنا نتوسع قليلاً بحيث يجب على الحركة الاصلاحية أن تؤمن بتنوع
الأدوار. لا أن يكون القائد هو المفكر والعامل وهو الوجه الذي تختزل فكرة الاصلاح في
شخصه. على القيادة أن تتيح المجال لبقية الأشخاص للعمل ونيل مراكز راقية في عملية
الاصلاح الاجتماعي. والامام الحسين (عليه السلام) قد قسم رايات الجيش حتى أنه
انتظر حبيب لكي يسلمه الراية. فقد قسم المهام على أشخاص عدة من أجل إتقان العمل
والحفاظ على توازن الجيش.
رسم خطة واضحة للسير عليها
للأسف فإن القيادة الدينية في مجتمعنا مفتقرة إلى الخطة
المدروسة والطريق الواضح. فرجل الدين يهدف إلى إصلاح كل المجتمع. وإلى إعادة صياغة
نهج الأمة ومجابهة الفكر الغربي. ولكن لو تمعنا في الوسائل لوجدت أن هذه القيادة
ليست قادرة على إصلاح قرية من المجتمع فضلاً عن إصلاح واقع الأمة. ومن هنا ندعو
رجال الدين العاملين بأن يوضحوا مشروعهم بأهدافه ووسائله للمجتمع لكي يكون أفراد
المجتمع على بينة. وهذا مافعله الحسين (عليه السلام) لأصحابه فقد وضح لهم بأنهم
سائرون إلى الموت وليس لمناصب الدنيا، فكانت النتيجة أن كثيراً منهم اتخذوا من
الليل جملا. فقد كان صادقاً معهم من حيث الهدف والوسيلة.
تحفيز الآخرين على العمل
إن من أهم الصفات القيادية هي «التحفيز - التحريض - التشجيع».
حيث يتطلب على القائد أن يحفز الآخرين للوصول إلى الغايات السليمة. وكانت الجنة هي
غاية كل أصحاب الحسين وكان يحفزهم بها حتى وصولوها وسكنوها.
--
(ـــــــــــــــــــــــــــــ
)|
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|
(ـــــــــــــــــــــــــــــ
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/
لقراءة المواضيع السابقة التي نشرت في قروب البصيرة:
http://albaseeraalresalay.
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق