السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

16 ديسمبر 2010

تقرير خبري: (الأمة ومسؤولية التغيير)_للعلامة الشيخ محمد الحبيب_ساهموا بنشرها معكم


الأمة ومسؤولية التغيير

سماحة العلامة الشيخ محمد حسن الحبيب

ضمن فعاليات برنامج منقذ البشرية الثقافي الرابع لشهر محرم الحرام لعام 1432هـ كانت محاضرة الليلة الثامنة بعنوان (الأمة ومسؤولية التغيير) لسماحة الشيخ محمد حسن الحبيب.

ابتدأ سماحة الشيخ محمد حسن الحبيب بالآية الكريمة ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ.

وأشار سماحته إلى أن كلّ واحد منا يتوق إلى التغيير, وما من أحد إلا ويعشق التغيير ويبحث عنه, لأن التغيير يعتبر من سنن الله في هذا الكون, لذلك نجد أن الإنسان الذي يبتعد عن التغيير قد توقف عن الحياة والمسير, ومن هنا نلاحظ أن كل واحد منا عاشق للتغيير سواء كان في مجتمعه أو في أسرته, وسواء على المستوى الاجتماعي أو على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو في أي شيء آخر يعيشه.


فالإنسان الذي يعيش في مستوى اقتصادي معين لابد أنه يتوق إلى أن يتحرك إلى مستوى اقتصادي أعلى وأفضل, حتى الحاكم يتوق إلى التغيير لما فيه صالحه, وكذلك الناس يطمحون أن يحدث تغيير في الحاكم في قوانينه وعدله وارتباطه لما فيه صالحهم، وهكذا في سائر الأمور.

ثم بيّن سماحة الشيخ الحبيب أن مسألة التغيير لا ترتبط بإنسان دون آخر ولا بذكر دون أنثى, حتى الطفل الصغير تراه يبحث عن التغيير وراء الأفضل.

وهنا تساءل سماحة الشيخ عن المراد بالتغيير؟ وما الارتباط بينه وبين والإصلاح ؟

أشار سماحته في معرض إجابته إلى أنه يجب علينا قبل أن نخوض في هذا الأمر معرفة أن هناك معنيان مختلفان للتغيير وأيًّ منهما نقصد في حديثنا:

* المعنى الأول
يرى البعض أن مصطلح التغيير هو مصطلح غير قرآني، والأنسب استخدام مصطلح الإصلاح بدلا عنه, بالإضافة إلى أنه عندما وردت كلمة التغيير في القرآن الكريم في قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ إنما وردت عند الانتقال من الجانب الإيجابي إلى الجانب السلبي وليس العكس, أي أن التغير ناظر إلى الجانب السلبي فقط .

ونوه سماحته إلى أن هذا الكلام غير صحيح، لأن مصطلح التغيير يمكن أن يستخدم في المنحيين، سوء من الجانب الإيجابي إلى الجانب السلبي أو من الجانب السلبي إلى الجانب الإيجابي، وقد ورد في الدعاء ما يؤيد ذلك ﴿اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك.

* المعنى الثاني
أن لا يكون التغيير فقط من الجانب السلبي إلى الجانب الإيجابي، بل يكون التغيير من الأمر الحسن إلى الأحسن ومن الأمر الجيد إلى الأجود، كأن يعيش الإنسان بمستوى اقتصادي جيد فيسعى إلى التغيير ليحصل على وضع اقتصادي أحسن منه, وكأن يعيش في مستوى تعليمي جيد فيسعى التغيير ليحصل على مستوى علمي أحسن منه، وكذلك في باقي الجوانب السياسية والاجتماعية وغيرها.

وخلص سماحة الشيخ الحبيب إلى أن الخلاصة من المعنيين السابقين للتغيير هو أننا حينما نتحدث عن التغيير فإننا نقصد التغيير من الجانب السلبي إلى الجانب الإيجابي وبالإضافة إلى ذلك التغيير من الجانب الحسن إلى الجانب الأحسن منه.

وهنا تساءل سماحة الشيخ عن العلاقة بين التغيير والإصلاح ؟


وأجاب: بأننا نستخدم هاتين اللفظتين على أنهما من المترادفات، وأنهما تعنيان الشيء نفسه وان كانتا في المعنى مختلفتان، ولكن هل يخيفنا التغيير والإصلاح؟

بيّن سماحته في سياق إجابته: أننا لا نخاف من التغيير والإصلاح لأننا نحتاجهما ونعشقهما لأنهما أمر طبيعي وهما من سنن الله في الكون, ولكن نجد أن هناك من يخاف من التغيير والإصلاح، وهو الإنسان الذي يخاف أن يفقد جزءا من صلاحياته أو جزءا من مسؤولياته أو أن يفقد هيبته أمام غيره، كما يخشى الأب من التغيير والإصلاح في بيته ظنّاً منه أن النتيجة من ذلك ستكون على حساب هيبته وقيمته أمام أولاده, وكل من بيده قضية مادية أو معنوية تراه يخشى من التغيير والإصلاح.

وشدّد سماحة الشيخ الحبيب على أنه لا يجوز لنا أن نخشى من إحداث التغيير والإصلاح بل يجب علينا أن نسعى وراءه، وألا يبقى حب التغيير في أذهاننا ومخيلتنا فقط فيجب علينا أن نترجمه على أرض الواقع لما فيه صالحنا.

وطرح سماحته تساؤلاً مهماً: من هو المسؤول عن التغيير؟
وقد أجاب: بأن البعض يظن أن مسؤولية التغيير والإصلاح هي مسؤولية النخبة، لأنهم الأعرف والأفضل والأصلح لبلورة الأمور، ولإحداث التغيير بالطريقة التي يرونها صحيحة ومن دون تدخل العوام، في أن البعض الآخر يظن أن السلطة السياسية هي المسؤولة عن التغيير باعتقادهم أنهم الأقوى والأقدر لعمل التغيير والإصلاح.

وهنا يخطئ البعض عندما ظنّوا أن الإمام الحسين سلام الله عليه قد خرج لينزع السلطة ويصبح هو الحاكم، لأن الإمام الحسين (ع) لم يسع وراء السلطة، وليس من العدل والإنصاف أن نفهم بأن التغيير لا بد أن يكون في سبيل الحصول على السلطة والحكم والسياسة . فالذين يعطون مسؤولية إحداث التغيير والإصلاح في المجتمع إلى النخبة أو إلى السلطة السياسية كلامهم ناقص وغير واقعي.

وأشار سماحته إلى أن نظرية أهل البيت عليهم السلام تختلف عن الكلام السابق، فهي ترى أن الأمة بأجمعها هي المسئولة عن إحداث التغيير والإصلاح، وذلك من أجل تعديل البنية التحتية والمنظومة القيمية للأمة، كما حاول الإمام علي (ع) جاهداً في سبيل إصلاح المجتمع وفي سبيل إصلاح المنظومة القيمية لمجتمعه، ولم يكن يهتم للجانب السياسي بقدر اهتمامه بالجانب المجتمعي لإصلاحه.

كذلك نرى أن الإمام الحسين (ع) شخص أن هناك خللاً في المنظومة القيمية للأمة وهو ما دعاه للقيام بالثورة والإصلاح، فاستشهد في كربلاء هو ومن معه من أصحابه وأهل بيته من أجل التغيير والإصلاح في أمته.

وشدّد سماحة الشيخ الحبيب على أنه يجب تعويد أولادنا على الشجاعة والجرأة في طريق تعديل المنظومة القيمية، وعلى الجرأة في رد الخطأ والنباهة، وعلى الاستفادة من دروس كربلاء، ولنأخذ ما قاله علي الأكبر (ع) لأبيه الحسين (ع): (أولسنا على الحق) ورد عليه الحسين(ع): (بلى) فقال علي الأكبر: (إذن لا نبالي أوقعنا على الموت، أم وقع الموت علينا).

ثم ذكر سماحته آلية التطبيق التي وضعها الإسلام سواء في المجال التربوي أو الاجتماعي أو السياسي، منوهّاً إلى أن الإمام الحسين (ع) صرح عن هذه الآلية عندما قال ﴿إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي, أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر﴾، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الآلية المطلوبة لإعادة المنظومة القيمية، وهي الطريق الذي فيه خلاص للمجتمع من كل داء.

وقد تأسف بأننا لازلنا مفتقدين لهذه الآلية في زماننا الحاضر، ونحن محتاجون لتفعيلها في مجتمعنا حتى تعود المنظومة القيمية الصحيحة.

وفي المقابل لذلك فقد أرخص الإمام الحسين (ع) نفسه ودمه وحياته وأهل بيته وأصحابه في سبيل القيام والمحافظة على هذه الآلية وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأشار سماحة الشيخ إلى أن كثيراً من المشاكل والمصاعب التي يمر به المجتمع هي بسبب التخلي عن هذه الفريضة المهمة، وأنه لو قام المجتمع بهذه الفريضة المهمة لتخلّص من كثير من مشاكله كما قال الله تعالى في كتابه الكريم ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر﴾، وقد استفاد بعض العلماء من هذه الآية أن هناك نوعَ سلطةٍ وولايةٍ فيما يخص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أعطاها الله للمؤمن تجاه أخيه المؤمن.

وأكد سماحته في ختام محاضرته على أننا عندما نريد أن نحدث تغييراً فنحن بحاجة إلى إعادة المنظومة القيمية, وعندما نريد أن نعيد المنظومة القيمية فنحن بحاجة إلى أن نفعل آلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

مشيراً إلى أن الإمام الحسين(ع) عند خروجه إلى كربلاء كان مع شرائح مختلفة تمثّل كافة شرائح المجتمع من صغير وكبير وشيخ وامرأة وعبد وحر, وفي ذلك رسالة كبيرة للناس كلهم بعدم وجود عذر وحجّة لهم في عدم الخروج للجهاد، أو للقيام بواجبات المجتمع أو للتكاسل عن القيام بالفرائض والتي منها فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

رابط التقرير: http://www.m-alhabib.com/home/art481.html
            (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera

 

لقراءة المواضيع السابقة التي نشرت في قروب البصيرة:
http://albaseeraalresalay.blogspot.com/

ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق