المرجع المُدرّسي يدعو إلى إصلاح
وتغيير جذري في منظومة القوانين التي تكبل العباد والبلاد وينبه المسئولين بأن عقلية
(الراعي والقطيع) فاسدة وكاسدة

أكد
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي(دام ظله) على ضرورة
العمل الجاد على وضع حلول ناجعة ورصينة لفوضى القوانين وتضاربها وتعقيداتها والتي أضرت
ولا تزال بمصالح وحياة المجتمع وتعرقل بناء العراق وتطوره، داعيا إلى إصلاح
بعض القوانين وتغيير الكثير منها وسن قوانين بديلة تتوافق مع الشريعة ومع العصر وحاجات
العراق وشعبه، والى تشكيل لجان موسعة ترفد لجان البرلمان بالاقتراحات والرؤى، فضلاً
عن مشاركة الكفاءات من عموم أبناء الشعب عبر الندوات والمؤتمرات .كما وأكد على
إدانة ما وصفها بـ" عقلية الراعي والرعية المتحكمة في بلداننا والتي تجعل من
الحاكم أو المسئول في الدولة وكأنه راعي لقطيع الأغنام .. فهذه العقلية والثقافة فاسدة
وكاسدة، وما نجحت في أي زمان ومكان في العالم، بما في ذلك العراق " ونوه سماحته
أن على المسئولون يكونوا مع الناس ويتلمسون همومهم وتطلعاتهم بعيدا عن عقلية التسلط
والأنانية والأبراج العاجية والتكبر على من أوصلوهم بدمائهم وتعبهم إلى تلك المناصب.
جاء
ذلك في سياق كلمة لسماحته بمكتبه في كربلاء المقدسة بحضور جمع من الوفود والزائرين
وطلبة العلوم الدينية، تناول خلالها بالتفسير آيات قرآنية توضح سنن الله تعالى الإسلامية
في الأحكام الشرعية التي تحكم وتضبط حياة الإنسان وتتوافق مع فطرته وعقله، وتميزها
بالوسطية والاعتدال بعيداً عن الميوعة أو التشدد،فضلاً عن توافقها مع سنن الله في الطبيعة
والكون.
وقال سماحته في جانب من حديثه "نحن نتوقع
وننتظر وبعد نحو تسع سنوات من التغيير والتحول الذي حدث في العراق، أن يتم تجديد النظر
الجدي في الأنظمة والأحكام والقوانين واللوائح المرعية في هذا البلد والعمل على إصلاحها
وتغيير الكثير منها نحو الأفضل.. لأن القانون يقولب إمكانات وطاقات وحياة المجتمع الذي
يسير عليه ويتعامل به، فإذا كان القانون منحرفاً وخاطئاً فأنه سيترك أثره السيئ على
المجتمع " وأضاف "نحن بصراحة ابتلينا في العراق بقوانين الكثير منها
تكمن مشكلتها الأولى أنها خلاف الفطرة وخلاف الشرع وخلاف حتى التمدن والحضارة، ومنها
قوانين دكتاتورية قمعية، وبعضها مخالف ومقيد لحركة المجتمع نحو التطور والبناء، واغلبها
تسبب تعقيدات غير مطلوبة وغير مبررة ومشكلتها الثانية أن الكثير من هذه القوانين القديمة
المتوارثة منذ عقود طويلة متناقضة ويضرب بعضها بعضا حيث وضعت وأجريت عليها تعديلات
في عهود وأنظمة سياسية مختلفة يناقض بعضها بعضا، ما يجعل المسئولين الذين يطبقون القوانين
في حيرة من أمرهم. فضلا عن هذه القوانين غير قابلة للتطبيق إلا قسرا أو بعناء شديد
لأنها غير متوافقة أصلا مع فطرة الإنسان ولا مع العصر الحديث".
وتحدث
سماحته بهذا الخصوص عن بعض الأمثلة من تعقيدات القوانين والفوضى والروتين المعطل في
مؤسسات الدولة وأثرها السيئ في إعاقة تطوير قطاعات متعددة بينها "الاستثمار"
في العراق، والتسبب في تضييع الوقت وهدر الفرص أمام بناء ونمو المجتمع والاقتصاد العراقي.
وتساءل
في هذا الشأن "هل يجوز لنا أن ننتظر بعد 10 أو 20 أو 30 سنة وهذه القوانين
يضرب بعضها بعض والمجتمع مقيد والناس والمسئولين في حيرة" وأضاف أن
" قانون الاستثمار وقانون التجارة والزراعة وقوانين أخرى كثيرة .. هذه كلها
في الحقيقة باتت مجموعة عقد في هذا البلد".
مشيراً
إلى أن الكثير من هذه التعقيدات المماثلة والغموض والتعارض، موجود في الدستور
أيضاً، في الوقت الذي لم يتم بعد تشكيل "المحكمة الدستورية التي يجب أن تكون
دستورية ديمقراطية من جهة وشرعية من جهة أخرى عبر علماء الدين، ويفترض أن تشرف وتنظر
في القوانين الصادرة ".
ودعا
سماحته لأن يتم حل تناقضات القوانين، بـ" إصدار أخرى جديدة تكون متوافقة مع
الشرع، ومع العصر وحاجات العراق سائر القوانين المرعية وهذا عمل شاق.. لذلك ولعلاج
هذه المشكلة لابد أن تكون هناك لجان استشارية واسعة من كفاءات وخبراء وعلماء في الشريعة
والقانون تتواصل مع لجان البرلمان المختلفة حتى تنضج القوانين وتسرع في إصدارها أو
إصلاح بعضها، وتجعلها متوافقة مع الشرع ومع العصر وروح الديمقراطية وحاجات العراق وشعبه..".
ودعا أيضاً جميع أبناء الشعب العراقي لاسيما المثقفين
والأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني إلى المراقبة والمساهمة في ذلك وعدم الانعزال
واللا مبالية والاعتماد بالمطلق على هذه الجهة أو تلك أو هذا الفرد وذاك، تجاه تشريع
القوانين التي تمس حياة الشعب ومستقبله، منوها إلى أهمية ثقافة الاستفتاءات العامة،
وبالإضافة إلى عقد ندوات ومؤتمرات للمناقشة وإبداء الآراء.
وأكد
على إدانة ما وصفها بـ"عقلية الراعي والرعية المتحكمة في بلداننا والتي تجعل
من الحاكم أو المسئول في الدولة وكأنه راعي لقطيع الأغنام .. فهذه العقلية والثقافة
فاسدة وكاسدة، وما نجحت في أي زمان ومكان في العالم، بما في ذلك العراق أيام ذلك الحكم
البائد .. فيا أيها المسئولون أنتم اليوم حكام هذا البلد ويجب أن تكونوا من الناس وفي
الناس تسمعون لهم وتستشيرونهم، ثم إنكم تُستبدلون يوم بعد آخر فلا تقوموا بعمل خاطئ
وسيء ،فأن من يذهب وتنقضي مدته يقوم الناس بمحاكمته وتقييمه كما سيحاكمه الله تعالى
أيضاً، فدعوا ورائكم ذكرا طيبا وعمل خير يترحمون به عليكم ..".
وتابع
بالقول " لذا لا تعتمدوا على عقلية التسلط والأنانية والأبراج العاجية والتكبر
على الناس ؟
هؤلاء هم من بدمائهم وتعبهم صعدتم وأصبحت ما انتم عليه .. هذه العقلية التي
حكم بها صدام قد ولّت ولن تعود فالشعب استيقظ، وقد رأيتم ما حلّ في مصر وتونس والبحرين
وماذا يحدث في اليمن، فلماذا لا تعون وتفهمون ؟، عيشوا في واقعكم مع الناس وتحسسوا
همومهم أفضل وأزكى لكم فيحبوكم وتحبوهم ويثقون بكم وتثقون بهم ..".
أن
"الشعب هو أبو النظام وليس العكس، لذا يجب أن يساهم، وعليه أن يؤيد النظام
في صلاحه وصوابه ويسدده في حال خطأه وقصوره .. عبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والنصيحة للحاكم والمسؤول ومراقبته .. وبذلك فنحن لو فهمنا ذلك وعملنا به لا نحتاج
حتى إلى تظاهرات صاخبة في الشوارع قد تنحرف عن مسارها أو يتم استغلالها .. وهنا لابد
أن يقوم المفكرون والعلماء والخطباء وأساتذة الجامعات وباقي الكفاءات بالحضور الجدي
والفاعل في الساحة، فهذا بلدكم، وعليكم القيام بمسؤولياتكم في النصح والتسديد والتوجيه
بالحكمة والموعظة الحسنة وقولوا كلمة الحق والعدل لا أن يجلس كل منّا في بيته ويعنزل،
فعلينا القيام بواجبنا ولا نعتقد أن الدنيا تصبح جنة حتى نقوم بذلك، كلا هذا ما هو
موجود في الواقع وفيه كثير من الحرية ويجب أن نستفيد من ذلك في أداء مسؤولياتنا الملقاة
على عاتقنا..".
رابط جزء الملف الصوتي: http://www.al-hodaonline.com/banners/352011/1.mp3
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
لقراءة المواضيع السابقة التي نشرت في قروب البصيرة:

http://albaseeraalresalay.blogspot.com/
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق