السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

2 يونيو 2011

بصائر مرجعية: (علم الإلهام)_بذكرى ميلاد الامام الباقر عليه السلام_ساهموا بنشهره معكم


(بسم الله الرحمن الرحيم)

الإخوة المؤمنون .. الأخوات المؤمنات..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نبارك لكم ذكرى ميلاد خامس الأئمة الأطهار، وصيّ رسول الله ، الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في الأول من شهر رجب .

وبهذه المناسبة العطرة، نرسل لكم المقالة المرفقة من محاضرات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظلّه.

نرجو إرسالها إلى إخوانكم وأخواتكم لتعم الفائدة، ولتساهموا في نشر الثقافة السليمة، والفكر الرسالي النقي.

وفقكم الله وإيّانا لمراضيه
مكتب المرجع الديني آية الله العظمى
المدرسي (دام ظلّه)
***
علم الإلهام

 http://www.wlidk.net/upfiles/75w16606.jpg

 إذا كان العلم نورٌ يقذفه الله في قلب من يشاء، فما الذي يمنع عن قذف نور العلم في قلب أوليائه؟

هكذا كان من مصادر علم الأئمة عليهم السلام الإلهام، والذي ترافقه سكينة تجعلهم يثقون بأنه من عند الله.

 فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: إنَّ علمنا غابر، ومزبور، ونكت في القلب، ونقرٌ في الأسماع.

قال: أمَّا الغابر فما تقدَّم من علمنا، وأمَّا المزبور فما يأتينا، وأما النكت في القلوب فإلهامٌ، وأمَّا النقر في الأسماع فإنه من المَلك .

 وروى زرارة مثل هذا الحديث وأضاف: قلت كيف يعلم أنّه كان الملك ولا يخاف أن يكون من الشيطان إذا كان لا يرى الشخص؟ قال:

إنه يُلقى عليه السكينة فيعلم أنه من المَلك، ولو كان من الشيطان اعتراه فزعٌ، وإن كان الشيطان يا زرارة لا يتعرَّض لصاحب هذا الأمر.

 وعِلْم الإمام الباقر عليه السلام- كما سائر أئمة الهدى- أنبعث من هذه الروافد، فلم يكن غريباً ما أظهر الله على لسانه من معارف الدين حتى قال الشيخ المفيد (قدس سره): لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين عليهما السلام من علم الدين والآثار والسنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عنه .

 من هنا ترى عظماء الفقه والحديث يعترفون بالمصدر الإلهي لعلمه الغزير، فقد جاء في كشف الغمة عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه: معالم العترة الطاهرة، عن الحكم بن عيينة (وكان من كبار فقهاء عصره) أنه قال في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ (الحجر:75). قال: كان والله محمد بن علي منهم.

 وحكي عن أبي نعيم في كتابه الحلية أنه سأل رجلٌ ابنَ عمر عن مسألة فلم يدر ما يجيبه، فقال اذهب إلى ذلك الغلام فسله وأعلمني بما يجيبك، وأشار إلى الباقر عليه السلام، فسأله فأجابه فأنجد ابن عمر فقال: إنهم أهل بيت مفهَّمون.

 والتعبير بكلمة مفهَّمون كان شائعاً في ذلك العصر، وكان يعني أنهم مؤيَدون من عند الله، يلقي عليهم الرَّب علماً بالإلهام .

 ولذلك ترى من العلماء من كانوا يقصدونه من كل أفق بحثاً عن علمه الإلهي، حتى روي عن عبد الله بن عطاء أنه قال: ما رأيت العلماء عند أحد قطَّ أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه.

 وقد روى عنه محمد بن سلم، ذلك الفقيه المتبحر ثلاثين ألف حديثا، أما جابر الجعفي فقد قال: حدثني أبو جعفر سبعين ألف حديث لم أحدِّث بها أحداً أبداً (1).

 ولأنَّ الظروف السياسية كانت تتسِم ببعض الانفراج، فلقد تسنى للإمام أن يحاجج الكثير من المخالفين له ويعيدهم إلى جادَّة الصواب، والتاريخ يسجِّل لنا بعض تلك الاحتجاجات، وننقل شيئاً منها لتكون شاهدة على ما وراءها من الحجج البالغة:

 1- كان عبد الله بن نافع بن الأزرق واحداً من قادة الخوارج الذين كانوا أشد الفرق عداءً للإمام علي عليه السلام وأهل بيته، وكان يقول: لو أني علمت أنَّ بين قطريها أحداً تبلغني إليه المطايا يخصمني أنَّ علياً قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحلت إليه، فقيل له ولا وَلَده، فقال أفي ولده عالم؟

فقيل له: هذا أول جهلك. أو هم يخلون من عالم؟

قال: فمن عالِمهم اليوم؟

قيل: محمد بن علي بن الحسين بن علي، فرحل إليه في صناديد أصحابه حتى أتى المدينة، فاستأذن على أبي جعفر. فقيل له: هذا عبد الله بن نافع، قال: وما يصنع بي وهو يبرأ مني ومن أبي طَرَفيِ النهار.

فقال له أبو بصير الكوفي: جعلت فداك، إنَّ هذا يزعم أنه لو علم أن بين قطريها أحداً تبلغه المطايا إليه يخصمه أن عليّاً قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحل إليه، فقال له أبو جعفر: أتراه جاءني مناظراً؟. قال: نعم !. قال: يا غلام، اخرجْ فحطَّ رَحله، وقل له إذا كان الغد فأتنا.

فلمّا أصبح عبد الله بن نافع غدا في صناديد أصحابه، وبعث أبو جعفر إلى جميع أبناء المهاجرين والأنصار فجمعهم، ثم خرج إلى الناس وأقبل عليهم كأنه فلقة قمر، فخطب فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على رسوله، ثم قال:

 «الحمد لله الذي أكرمنا بنبوته واختصَّنا بولايته، يا معشر أبناء المهاجرين والأنصار من كانت عنده منقبة لعلي بن أبي طالب فليقم وليتحدَّث».

فقام الناس فسرَدُوا تلك المناقب، فقال عبد الله: أنا أروى لهذه المناقب من هؤلاء، وإنما أحدث عليٌّ الكفر بعد تحكيمه الحكمين، حتى انتهوا في المناقب إلى حديث خيبر: «لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرّاراً غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه».

فقال أبو جعفر عليه السلام: ما تقول في هذا الحديث؟

قال: هو حقٌّ لا شكَّ فيه، ولكن أحدث الكفر بعد.

فقال له أبو جعفر: ثكلتك أمك، أخبرني عن الله عزَّ وجلَّ أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟ فإن قلت: لا، كفرتَ.

فقال: قد علم.

قال: فأحبه الله على أن يعمل بطاعته أو على أن يعمل بمعصيته؟

فقال: على أن يعمل بطاعته.

فقال له أبو جعفر: فقم مخصوماً.

فقام وهو يقول: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ (البقرة: 187)، ﴿اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ (الأنعام: 124) (2).

 2- كان قتادة من أبرز فقهاء البصرة، ولكنه كان يتشوق إلى رؤية الإمام الباقر عليه السلام ومناظرته، حيث كانت المدينة المنورة حاضرة الفقه والتفسير وسائر المعارف الإلهية، ولذلك فقد انتشر علم الإمام إلى كل الآفاق.

 من هنا جاء قتادة إلى المدينة يسأل عن الإمام، فلمَّا رآه قال له الإمام: أنت فقيه أهل البصرة؟

قال: نعم.

فقال: ويحك يا قتادة، إن الله عزّ وجلّ خلق خلقاً فجعلهم حُججاً على خلقه، فهم أوتادٌ في أرضه، قوّام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه، أظلةً عن يمين عرشه.

فسكت قتادة طويلاً، ثم قال: أصلحك الله، والله لقد جلستُ بين يدي الفقهاء، وقُدّام ابن عباس، فما اضطرب قلبي قدَّام أحد منهم ما اضطرب قدّامك.

فقال له أبو جعفر: أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي ﴿بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ﴾ (النور: 36-37)، فأنت ثمَّ ونحن أولئك.

فقال له قتادة: صدقت والله، جعلني الله فداك، ماهي بيوت حجارة ولا طين.

قال: فأخبرني عن الجبن.

فتبسم أبو جعفر وقال: رجعتْ مسائلك إلى هذا؟

قال: ضلت عني.

فقال: لا بأس به.

فقال قتادة: إنه ربَّما جُعلت فيه أنفحة الميت.

قال الإمام: ليس بها بأس، إنَّ الأنفحة ليس لها عروق، ولا فيها دم، ولا لها عظم، إنما تخرج من بين فرثٍ ودمٍ.

ثم قال: وإنما الأنفحة بمنزلة دجاجة ميتة أخرجت منها بيضة، فهل تأكل تلك البيضة؟

قال قتادة: لا، ولا آمر بأكلها.

فقال له أبو جعفر: ولِمَ؟

قال: لأنها من الميتة.

قال له: فإن حُضِنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أتأكلها؟

قال: نعم.

قال: فما حرَّم عليك البيضة وأحل لك الدجاجة؟

ثم قال الإمام: فكذلك الأنفحة مثل البيضة، فاشتر الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين ولا تسأل عنه إلاّ أن يأتيك من يخبرك عنه.

 3- لقد بث الإمام من علمه بين الناس حتى سمّي باقراً، فقد جاء في لسان العرب أنه لُقّبَ به (أي بالباقر) لأنه بَقَرَ العلم، وعرف أصله، واستنبط فرعه، والتبقُّر: التوسع في العلم والمال.

 وقال ابن حجر في صواعقه المحرقة: سُمّي بذلك مِنْ بَقرَ الأرض أي شقها وأثار مخبآتها ومكامنها، فكذلك هو أظهرَ من مخبآت كنوز المعارف، وحقائق الأحكام والحكم، واللطائف ما لا‌يخفى إلاّ على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه (3).

 وقد أفاض الإمام على المسلمين من علمه عبر تربيته لِطائفة عظيمة من الفقهاء والمفسِّرين وحكماء المعارف الإلهية، من أمثال جابر بن يزيد الجعفي، ومحمد بن مسلم، وأبان بن تغلب، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع، وأبي بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، وآخرين .

 كما أنه نشر العلم عبر من روى عنه من علماء عصره من أمثال: ابن المبارك، والزهري، والأوزاعي، وأبي حنيفة، ومالك، ‌‌‌والشافعي، وزياد‌ بن المنذر الهندي، والبطري، والبلاذري، والسلامي، والخطيب، وغيرهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
1- بحار الأنوار، ج46، ص340، ح30.
2- بحار الأنوار، ج46، ص347- 348.
3- الصواعق المحرقة، طبعة احمد البابي، حلب، ص120.
 
إلى مشتركي تويتر على شبكة الانترنت، للحصول على مسائل شرعية بشكل
يومي يمكنكم التسجيل في الصفحة التالية:
 ____________________________________________________________________
وللتواصل مع مكتب سماحة المرجع المدرسي على الفيسبوك يمكنكم التواصل على العنوان التالي:
 ____________________________________________________________________
موقع المرجعية على شبكة الانترنت:
 ____________________________________________________________________
أرسلوا أسئلتكم الشرعية على بريد الاستفتاءات التالي:

نتمنى لكم دوام التوفيق
مكتب سماحة المرجع المدرسي


            (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera

 

لقراءة المواضيع السابقة التي نشرت في قروب البصيرة:
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif
http://albaseeraalresalay.blogspot.com/

ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق