المرجع
المدرسي: يدعو إلى تطويق الاتهامات والسلبية (القاتلة) سياسياً واجتماعياً
لماذا لا نزال
أسرى عهد (الدكتاتورية)!؟

دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي
المُدرّسي (دام ظله) إلى تبني الروح والنظرة المواقف الايجابية، ونبذ وتطويق
ثقافة السلبية والجمود وحالة الكراهية وسوء الظن والاتهامات المتبادلة سواء على
الصعيد الاجتماعي بين الناس، أو السياسي بين الكتل والشخصيات السياسية، منوهاً
إلى أن (الايجابية) في التعاطي والنظرة هي من تنتج وتؤدي إلى التقدم والتغلب
على الصعاب والمشاكل، بينما يؤدي الإفراط والتمسك بـ (السلبية) دائما، إلى الجمود
في حلقة مفرغة من السلبيات والمعوقات، وبالتالي فأنه لا يمكن مع هذا النهج حتى
الاستفادة من الديمقراطية ونعمة الحرية المتاحة، وكذلك عدم تجاوز عقد وأثار عهد
الدكتاتورية التي لا تزال متفشية في بعض النفوس رغم مرور سنوات على سقوط نظام
الطاغية.
وقال سماحته في حديث
بمكتبه في كربلاء المقدسة أمام جموع من الوفود والزائرين، وأساتذة وطلبة الحوزة
العلمية : "نحن نطمح إلى مجتمع حضاري في العراق، لا مجتمع الحزبيات والحصص
والتفرقة. وعليه يجب على المجتمع بكل أطياف ومكوناته وقواه أن يتحمل مسؤوليته وأن
يصلح وضعه، وان تكون مواقفه سليمة وتتسم لغته وخطابه بالحكمة والرشد، وهنا ننبه الأخوة
في العراق إلى أن ما يحصل بالحقيقة هو نتاج مواقفهم وأعمالهم".
وأضاف : "في
العراق نحن بحاجة دائما إلى الروح الايجابية، فهنالك الديمقراطية والحرية، لكن
البعض يشعر أن نفسه غير مرتاحة بل منقبضة ومنطوية ولا تدفعه إلى التحرك والعمل".
وضرب سماحته مثلا بما كان يقال وكان شائعا في إحدى تقاليد
الصين الخرافية قديما بأن الناس في مناطق معينة كانوا يضعون حذاءً حديدياً في قدم
الفتاة منذ الصغر ويكون معها خلال فترة نموها حتى لا تفكر في الهرب أو تقدر عليه،
فيكبر جسمها ما عدا القدمين..!!
وأوضح "اعتقد أن هذا المثل طُبّق على شعبنا في
العراق، فقد ابتلي بنظام حكم غاشم وشمولي جعل الشعب العراقي كله داخل تابوت حديدي
ليحول دون نمو روحه وتطلعاته، لكن المشكلة انه رغم مرور سنوات على سقوط الصنم
والطاغية يبدو أننا لا نزال نعاني آثار الحالة الماضية والسيئة..".
وقال سماحته أيضا أن "البعض
قد يتكلم عن هذا المحافظ أو ذاك الوزير أو رئيس مجلس النواب أو رئيس الوزراء..
ولكن من نفسية منطوية وسلبية فقط قد تسبب الفوضى والضبابية، لكنه لا يفكر مثلا في
أن ينظم التظاهرات السلمية المؤدبة وضمن الإطار القانوني وكسر حالة الانطواء
والسلبية، إذن لنتوكل إلى الله تعالى ونتفهم ونقيم ونتخذ المواقف وفق أسس وموازين إيمانية
وحضارية بدلاً من تبادل الاتهامات، فالمجامع الذي يستغرق في الحديث عن السلبيات
فقط لن يكتب له النجاح، وهل الحكومة هي كل شيء في الحياة...؟!
إن الجماعات بل وحتى الفرد بإمكانه أن يتحرك ويخلق واقعاً
جديداً.. والحقيقة فان الشعب العراقي يبدوا وكأنه لم يستفد من الحرية الموجودة كما
ينبغي، حتى بات ـ على سبيل المثال ـ من الصعب على البعض المشاركة في الانتخابات..
فالذي لا يستفيد من حريته قد يجد نفسه يفقدها أو تسلب منه بعد .. والسبب هو أن
البعض اعتاد النوم في التابوت الحديدي، وما تزال آثار الدكتاتورية في نفسه..".
مشدداً على أن "المواقف والنظرات السلبية تقتلنا
ولابد من التوجه إلى الايجابيات" منوها إلى أن "هذا لا يعني أن
يركن الإنسان إلى السكون والجمود ويصمت عن حقوقه وعلى الأخطاء والسلبيات، إنما أن
يطالب الشعب بحقه و روحه مفعمة بالايجابيات والأمل..أن تكون البداية من داخل أنفسنا
ومن داخل قلوبنا وضمائرنا" .
وقال سماحته "أن الشكر في بصائر القرآن الكريم وقيم
وتعاليم الإسلام عموما جُعل عنواناً للحضارة وصنواً للحكمة و وسيلة للسمو والتكامل
وهدى في حياة الإنسان وبنائها وتقدمها، وأن من شكر نعم الله تعالى معرفة وشكر
الايجابيات الكثيرة المتاحة، وأن هذه الثقافة وهذا التوجه الايجابي يفتح أمامنا
أفاقا للانطلاق وقدرة على العمل والإنتاج ومعالجة المشاكل ومواجهة التحديات، على
العكس تماماً فيما لو تحرك الإنسان فقط ليحصي السلبيات وما هو غير متاح في الراهن الآني،
وينغلق عليها، وبالتالي يكون سلبياً دائماً أو يفتش عن مبرر للجمود، من هنا؛ إذا
فكر الإنسان بالايجابيات وفي ما يملك ستكون عنده الحيوية والقدرة على تحدي الصعاب والأزمات،
ثم يتقدم لبناء حضارته.
أما الذي يفكر في السلبيات طيلة عمره فانه لن يحصد سوى
السلبيات نفسها. ولذلك يقول نبينا الأكرم (ص): (تفاءلوا
بالخير تجدوه)".
وأوضح أننا "لنتحرر من آثار الدكتاتورية وننطلق في
رحاب الشكر لله تعالى واستثمار الفرص والطاقات، علينا أن ننظر إلى الحياة بإيجابية،
فالمواقف والنظرات السلبية تقتلنا ولابد من التوجه إلى الايجابيات، وبالطبع فـأن
هذا لا يعني أن يركن الإنسان إلى السكون والجمود ويصمت هن حقوقه وعلى الأخطاء
والسلبيات، إنما أن يطالب الشعب بحقه و روحه مفعمة بالايجابيات والأمل..
أن تكون البداية من داخل أنفسنا ومن داخل قلوبنا وضمائرنا،
بمعنى إننا يجب بدايةً أن نكون ايجابيين وصادقين ولا ننطلق في مواقفنا من نفس وأفق
ضيق وروح سلبية..".
وتابع بالقول "مشكلتنا في ما يرتبط بالعلاقة مع الآخرين
أن البعض منّا يشعر بالضيق وبالكراهية إزاء الآخر،إلا نتذكر ونقرأ كلمة أمير
المؤمنين عليه السلام وما أروعها من كلمة يجدر أن تكون على لافتة وتنشر في العالم،
حيث يقول: "الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو
نظير لك في الخلق".
إذن؛ لماذا ظاهرة الكراهية منتشرة في
أوساطنا؟
وكل يصارع ويريد الغلبة لنفسه في حين أن لكل إنسان دوره
ومكانته ومسؤوليته التي يمكن أن يؤديها في هذه الحياة، والمثير أن البعض ورغم
كراهيته لشخص ما، فانه وبعد موته تراه يظهر الحب والودّ له ويتحدث عن مناقبه
وايجابياته! صحيحة هي مقولة (اذكروا محاسن موتاكم)،
ولكن لماذا تنحسر هذه اللهجة الايجابية والودية في حياة
ذلك الإنسان؟).
وتساءل: "ما الذي يدفع الإنسان للاغترار بنفسه والنظر
بسلبية وسوء ظن إلى الناس والى الأمور، لماذا لا نجعل اللسان يرتاح من التهمة
والغيبة والنميمة واتهام الآخرين.
فعندما يكون قلب الإنسان ولسانه نظيف، فان الأجواء تبعاً لذلك
ستكون نظيفة أيضاً، المجتمع سيكون نظيفاً وصادقاً في نواياه ومقاصده، حيث لا يتهم
أحد الآخر ولا يتعالى هذا على ذاك، وبالنتيجة يتحقق مجتمع الشكر، آنئذ يكون بالإمكان
التحرك إلى الأمام..".
مشتركي تويتر على شبكة الانترنت، للحصول على
مسائل شرعية بشكل يومي يمكنكم التسجيل في الصفحة التالية:
للتواصل مع مكتب سماحة المرجع المدرسي على
الفيسبوك يمكنكم التواصل على العنوان التالي:
موقع المرجعية على شبكة الانترنت:
أرسلوا أسئلتكم الشرعية على بريد
الاستفتاءات التالي:
ALFEQH@almodarresi.com
ALFEQH@almodarresi.com
نتمنى لكم دوام التوفيق
مكتب سماحة المرجع المدرسي
مكتب سماحة المرجع المدرسي
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
لقراءة المواضيع السابقة التي نشرت في قروب البصيرة:

http://albaseeraalresalay.blogspot.com/
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
)|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
لقراءة المواضيع السابقة التي نشرت في قروب البصيرة:

http://albaseeraalresalay.blogspot.com/
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق