السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

4 يوليو 2011

دراسة رسالية: (الحراك الجماهيري .. قراءة في مستقبل الإصلاح والتغيير في الأمة)_للعلامة الشيخ محمد الحبيب_ساهموا بنشرها معكم

حوار منتدى البصائر |
الحراك الجماهيري .. قراءة في مستقبل الإصلاح والتغيير في الأمة
 
*الحراك الجماهيري
قراءة في مستقبل الإصلاح والتغيير في الأمة
قراءة في واقع الأمة
بقلم العلامة الحجة الشيخ محمد حسن الحبيب
  • منتدى البصائر: بدءًا.. تشهد الساحة العربية والإسلامية حراكًا جماهيري يطالب بالتغيير على المستوى السياسي، وهذا الحراك ربما يعبر عنه بالاحتقان الداخلي، والنتائج التي حققها هذا الحراك هي الإطاحة بنظامي -تونس ومصر- اللذين جثما على صدر الأمة عقوداً من الزمن، لم تشهد الساحة العربية والإسلامية خلالها إلا الظلم والاستبداد والتقهقر.
كيف تقرؤون هذا الحراك المطالب بالتغيير من حيث دلالات شموليته للعالم العربي والإسلامي، ومن حيث تأثير العامل الدولي، وما هي نتائجه المستقبلية؟
الشيخ محمد حسن الحبيب: الحراك الذي يجتاح المنطقة العربية هو حراك إيجابي هام حوَّل الشعوب العربية من متلقٍّ ومستكين، وفي كثير من الأحيان دمية أو ضحية، إلى فاعل مؤثر يثأر لكرامته ويناضل لنيل عزته، ويقاوم من يصادر حريته ويسرق خيراته. فأصبح بذلك لاعباً رئيساً في ساحة الصراع المصيري.
ويمكن أن تقرأ دلالات شموليته للعالم العربي وتأثير العامل الدولي بأمور:
1. في البدء ينبغي أن نلتفت إلى أن الثقافة التي ينتمي إليها الإنسان العربي هي ثقافة مناهضة للاستبداد ورافضة للظلم والقهر والإذلال، والمهم في الأمر أن هذه الثقافة ترتكز في الأساس على نبع لا ينضب أبداً أعني القرآن الكريم والسنة النبوية قولاً وفعلاً وتقريراً، وعلى ماضٍ حافل بالبطولات في مقاومة الظلم ورفضه، ويضاف إلى ذلك الواقع التاريخي القريب المناهض للاستعمار، بل وكذلك الحاضر المقاوم للمحتلين والمستبدين.
كل ذلك جعل لثقافة النهضة وثقافة الإصلاح والتغيير والمقاومة حضوراً في وعي هذا الإنسان وأخذت موقعاً متقدماً على الصعيدين النظري والسلوكي.
وبالرغم من المحاولات المتكررة التي قامت بها قوى الاستبداد والظلام على طول التاريخ من القمع والترغيب والعمل الجاد على تحويل الدين إلى أداة لتدجين النفوس إلا أنها باءت جميعها بالفشل.
ولعل من أبرز الدلائل على ذلك هو ما قام به أصحاب النهضة من استعادة الجمعة ورمزيتها، والمسجد ومنبره في يوم الجمعة، بعد أن تم اختطافهما من قبل الدكتاتوريات العربية.
فيوم الجمعة تحوَّل من مجرد كونه يوم عطلة وتعبُّد إلى يوم مميز في كافة الحراكات العربية، وأصبح أكثر أيام الأسبوع قلقاً للأنظمة الدكتاتورية، ومحطة من محطات الاستنفار الأمني المشدَّد في العديد من البلدان، فأصبح هذا اليوم نذير شؤم عليهم تمنوا أنه غير موجود في الأسبوع أصلاً! خصوصاً، وأن العد التنازلي لبقاء الحكام يحسب بأيام الجمع، فيقال: بقي على هذا جمعة أو جمعتين أو ثلاث... وهكذا.
هذا من حيث الزمان، أما المكان فقد تحوَّل المسجد (بيت الله) إلى موقع تحتشد فيها الجماهير المطالبة بالحرية والعزة والكرامة؛ لتعبر عن رأيها، وتنطلق نحو التغيير أو الإصلاح.
وهذا يعني أن المحاولات التي قامت بها قوى الظلام في عالمنا العربي قد أخفقت في إبعاد دور الدين والثقافة الدينية عن الثورة والتحرر ونيل الحقوق المشروعة كالعدالة والمساواة. وتمكن الشبان العرب من خلال رمزية الجمعة والمسجد من استعادة دورهما المسروق من قبل السلطات السياسية. وأصبح المسجد ليس للتعبد فقط وليس للدعوة للسلطان أو لطاعة ما يسمونه بولي الأمر مهما طغى وتجبر وعاث في الأرض فساداً، بل هو بيت الله تُستحضر فيه القيم التي أرادها الله، ويُعمل على تطبيقها، وجامع لكل المسلمين يُعمل فيه على تدبير شؤونهم ورعاية مصالحهم وتداول أمرهم.
وينبغي أن نُنوِّه إلى أن ما قيل لا يعني أن الحركات الإسلامية هي من تقف وراء الحراك النهضوي في العالم العربي اليوم، بل ما أردنا قوله هو: إن ثقافة المجتمعات العربية هي ثقافة نابعة من الدين، وهذه الثقافة لها دور أساس في هذه الحراكات، فما يحصل اليوم أعم من عمل الحركات الإسلامية. نعم كان للحركات الإسلامية الدور البارز في مقاومة إبعاد هذه الثقافة، وكان لها الدور المتميز في نشرها وتعميمها، والريادة لعقود خلت في قيادة الصراع مع قوى القهر والاستبداد.
2. بدأت رحلة التحرر في العالم العربي منذ زمن طويل، وقدم العرب الغالي والنفيس لنيل التحرر والوصول إلى الموقع المنسجم مع ثقافتهم، والمكانة المناسبة لهم بين سائر الشعوب المتقدمة.
وما حدث في القرن الماضي من ثورات ضد المستعمر وتضحيات جسيمة أدت إلى الاستقلال (العراق 1932م-لبنان 1943م-ليبيا 1943م- سورية 1946م- الجزائر 1954م- تونس 1965م - البحرين 1971م).
وفي خمسيناته من انتفاضات شعبية وانقلابات عسكرية، وتصاعد دور حركات التحرّر في البلاد العربية؛ دليل على الإرادة الصادقة والجادة نحو الانعتاق من كل ألوان الظلم والاستعباد. وكان المؤمَّل من كل تلك التضحيات الوصول إلى دولة الحق والعدل والحرية والقانون، إلا أن ما وقع لم يُقصد وما قُصد لم يقع!!
ومع تنامي حالة الاستبداد والقهر، وتراجع التطوير والتنمية على مختلف الصعد، وتقديم المزيد من التنازلات في قضايا الأمة، واستمرار مسيرة التحرر التي أخذت ألواناً وأشكالاً متنوعة؛ جاءت الثورة التونسية لتطلق شرارة الحراك عند مختلف الشعوب العربية.
وقد أبان التجاوب في الحراك، بل السرعة فيه، أن هذه الشعوب متقاربة في الألم والأمل، وأرادت من حراكها أن تبعث برسالة لمن قد يفهمها أو يعيها، ومفادها أن الأنظمة الاستبدادية مهما جمعت من أسباب القوة والجبروت، وأعدت من وسائل البطش والإرهاب؛ فإن مصيرها إلى زوال، كما أنها تؤكد أن الثورة والتغيير والإصلاح هو نتيجة لتراكم كمي من الجهد والجهاد اليومي ضد القهر والظلم والجبروت، وأن هذا التراكم سيصل لحظة يتحقق من ورائه النهوض الشامل.
3. الشعوب العربية ليست بمعزل عما هو موجود في العالم، وما يجري اليوم فيه، خصوصاً بعد أن ألغت ثورة الاتصالات كل الحواجز وأزاحت كل الحجب، فمن الطبيعي أن تتطلع الشعوب العربية لتجاوز حالة الدكتاتورية والظلم والتخلف القابع على شعوبها والسير نحو العدالة والحق والحرية والقانون.
وما أُنجز في هذا المجال من أغلب شعوب العالم يمكن للشعوب العربية إنجازه، خصوصاً وأن القوانين والمعاهدات الدولية من المفترض أنها تُعين على ذلك وتساعد عليه.
نعم، يلحظ الإنسان العربي أن بين الأنظمة الحاكمة في بلاده والغرب، وبالخصوص الولايات المتحدة الأمريكية، مشتركات تهدف إلى إبعاد الشعوب عن دائرة الفعل والتأثير. وهذا وإن كان مخالفاً للقيم التي يُقدِّم الغرب نفسه من خلالها إلى العالم، إلا أن المصالح بلحاظ الأهم فالمهم تجعل الأخيرة تتقدم على غيرها، وإن ساهم ذلك في انتهاك صارخ لكل الأعراف والشرائع التي يتبنونها.
لذا أصبحت الدوائر الرسمية، وكل ما تملك من أدوات سياسية أو إعلامية وغيرها؛ عديمة التأثير، خصوصاً بعد أن أثبتت للمرة الألف أنها منحازة لمصالحها فقط.
بقي الشق الأخير من السؤال وهو: النتائج المستقبلية للحراك العربي فنقول:
إذا كانت الأنظمة تجلس وتناقش وتعمل سويًّا على ما يُثبِّت أنظمتها، وإن أدى ذلك إلى الاشتراك في القمع والتنكيل بالناس؛ فمن حق الشعوب أن تعمل سويًّا للانعتاق مما هي فيه من القهر والظلم والإذلال، والتحرك كأمة تتجاوز الأفخاخ الطائفية والإقليمية والعرقية. وكما هو واضح أن الشعوب العربية تتجه نحو ذلك، وهذا ما يبشر بمستقبل مزهر إن شاء الله.
عن الإصلاح
  • منتدى البصائر: الأيقونة المستجدة (الشعب يريد تغيير النظام) تفتح الباب على جملة أسئلة؛ ما يتصل بسياق الحوار هو مقاربة مفهوم (الإصلاح) الذي بات يقترب من (الثورة)، أو ما يُتداول في أدبيات النهضة من الإصلاح الشمولي والجذري.
كيف تنظرون لعملية الإصلاح من حيث المفهوم، ومن حيث إمكانه؟
الشيخ محمد الحبيب: قبل الحديث عن الإصلاح ينبغي التفريق بين النظام والسلطة لأنه المستهدف من عملية الإصلاح أيًّا كانت جذرية أم جزئية، والفرق بينهما هو أن النظام يعني الأسس التي تقوم عليها الدولة، فيحدد شكلها وصفتها ودستورها وقوانينها، أما السلطة فهي الجهة التي تحكم البلاد وترعى الشؤون العامة فيها من خلال النظام، بغض النظر عن العدد فرداً أو عدة أفراد.
وعليه حينما ينادي شعب من الشعوب بالتغيير أو بالإصلاح لأي من الأنظمة فهذا يعني أنه اعتبر نفسه المرجع للنظام وصاحب السيادة عليه، وإن كانت مرجعيته تلك تستند إلى أسس دينية أو اعتبارات عرفية أو غيرها.
ومن الواضح أن الأنظمة الجمهورية تقرر سلفاً أن مرجعية النظام هو الشعب، وبالتالي إذا قرر الشعب التعديل أو التبديل فالأمر من الناحية النظرية يعود إليه، وإن كان الأمر عسيراً جدًّا من الناحية العملية؛ للتشابه الكبير بين النظام الجمهوري في البلاد العربية والنظام الملكي في المسلك العملي.
ويبقى الإشكال في الأنظمة التي تزعم أن مرجعيتها الدين، أو أنها تعتمد على الغلبة؛ لأن النظام فيهما لا يرى للشعب الحق في إبداء الرأي والنظر في النظام أو السلطة.
ومع أننا لا نجد نظاماً دينيًّا بقول مطلق إلا إذا كان صادراً عن المعصوم (النبي والأئمة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية)، إلا أن ادِّعاءات كثيرة برزت إلى السطح في تاريخنا الإسلامي ومارست القهر والتسلط والاستبداد، وهي لا تزال موجودة إلى زماننا وإن كانت نادرة حتى أصبحت من ندرتها صاحبة الامتياز.
وعليه فإن المناداة بأن (الشعب يريد) تستبطن أنه المرجع والأساس للنظام، وعليه يكون من حقه التغيير أو التطوير ما لم تصطدم مع الأسس التي ينتمي إليها ويدين بها كقيم الدين الإسلامي الحنيف.
هذا من ناحية النظام أما من ناحية التغيير أو الإصلاح فنقول:
1. يمكن القول بعدم الفرق بين مفهومي التغيير والإصلاح كمفردتين في الاستعمالات الشرعية في الكتاب والسنة، فكلا المفردتين وردتا، ويفهم من الاستعمال، ولو بمساعدة القرينة، أن المراد منهما واحد، وهو التحول والانتقال من وضع معين غير ملائم إلى وضع آخر ملائم. وقد يكون التحول: في الشكل، أو النوعية، أو الحالة، بغض النظر عن مستوى الهدم ودرجة البناء في عملية الانتقال والتحول. فقد يتطلب التحول إلى هدم كلي وبناء جديد مختلف تماماً، وقد لا يحتاج من الهدم إلا القليل، وحينها يصح الترقيع والترميم، وربما اضطر الإنسان إلى القبول باليسير من الإصلاح كمقدمة للإصلاح الشامل.
وبكلمة أخرى: المهم في عملية الإصلاح هو تحقيق الانتقال إلى الوضع الملائم، وهذا الانتقال قد يُصار إليه بالتدريج أو دفعة واحدة، حسب الظروف الموضوعية، والخطة التي تُوصل إلى الانتقال السليم.
2. والتغيير قد يكون لتصحيح خلل سابق، وقد يكون تطويراً لنجاح حاصل، وقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال ﴿مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُنْكِرْ بِيَدِهِ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، فَحَسْبُهُ أَنْ يَعْلَمَ اللهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ لِذَلِكَ كَارِهٌ﴾.
ورُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام ﴿مَنْ لَمْ يَتَعَاهَدِ النَّقْصَ مِنْ نَفْسِهِ غَلَبَ عَلَيْهِ الْهَوَى، وَمَنْ كَانَ فِي نَقْصٍ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ﴾.
فالنظر إلى الدعوات المطالبة بالإصلاح أو التغيير بعين الريبة مجانبة للصواب ومخالفة للسنن.
  • منتدى البصائر: عندما نتحدث عن ضرورة الإصلاح في الأمة، فذاك يستدعي وجود مبرّرات تستدعي ذاك الإصلاح، وأيضًا يستدعي وجود قدرة عند مجتمع ما.. على ممارسة الإصلاح، وأيقونة (الشعب يريد تغيير النظام) تتجه رأسًا نحو الإصلاح السياسي من خارج قوانين اللعبة السياسية المعتمدة.
فهل يعني ذاك أنّ مجتمعاتنا تجاوزت الإصلاح الثقافي؟
الشيخ الحبيب: مما لا شك فيه أن مجتمعاتنا تعاني من مشاكل كثيرة ومتعددة من أبرزها التخلف في شتى شؤون الحياة؛ ولذا نحن بحاجة إلى نهضة شاملة لا تقتصر على البعد السياسي وإنما تشمل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وغيرها. ومن المؤكد أن الأخير ينبغي أن يتقدم الجميع؛ لأنه يقوم بدور المحدد لوجهة المجتمع وحركته.
ولتوضيح ذلك نقول: إن الحركة الواعية للإنسان ترتبط بأمرين بينهما وبين الثقافة ارتباط وثيق:
الأول: من المعلوم أن الحكم على الشيء فرع تصوره، والتصور هو عملية ذهنية عقلية في الأساس، وهذه العملية لا يمكن أن تتم بشكل صحيح مع الجهل؛ لذا توفر الثقافة الأرضية الصالحة لإنجاز هذه العملية.
الثاني: الفاعلية، وهي عملية نفسية تدفع الإنسان أو المجتمع للانتقال من حالة الجمود والركود إلى حالة الحركة والفاعلية. وهذا الأمر هو الآخر مرتبط بالثقافة؛ فالتحفيز والدفع يأتي نتيجة الأمر الأول والثقافة.
ولهذا فإن عملية الإصلاح السياسي، بل وغيره كالاجتماعي أو الاقتصادي، تنبع من حاجة ما.. ثم تصبح مطلباً يتشكَّل في المجتمع وفق تصوره له، ويتطلب فاعلية تدفع نحو تحقيقه وإيجاده، وهذه «الفاعلية» هي من نتائج الثقافة قبل أي شيء آخر.
وحينما يقفز الإصلاح إلى السياسي فهذا يعني أن حركة المجتمع الإصلاحية إن كانت عن وعي فقد عالجت جزءاً من البعد الثقافي، وعليها أن تكمل المشوار فيما بقي منه وفي الأبعاد الأخرى، وإلا سينتج عنها أزمة داخل المجتمع كما هو الحال في مجتمعاتنا؛ حيث إن التعرض لتجاوز عرف من الأعراف الاجتماعية أو القبلية يحرك الشارع والحكومة معاً، بينما المساس بقيم تُجمع عليها الإنسانية والديانات السماوية والشرائع الأرضية كالحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان وغيرها لا يحرك ساكناً.
  • منتدى البصائر: الآمال أصبحت كبيرة منذ شرارة (بو عزيزي)، لكن التعقيدات التي تشهدها المجتمعات العربية من الحالة القبلية والطائفية وضعف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، ومن كونها موضع تأثير وتجاذبات الدول الكبرى فإن عوامل القلق أيضاً كبيرة، السؤال:
عن التحديات الأساسية التي تواجه الحراك التغييري وسبل تخطيها؟
الشيخ الحبيب: التحديات التي تواجه الشعوب العربية التواقة للتحرر كثيرة وكبيرة جدًّا، وربما نجد اختلافاً فيها من حيث الحجم والخطورة من مكان لآخر، إلا أن التحدي الأبرز في هذه المرحلة يكمن في شراك وحبائل الاستبداد التي حيكت بخيوط القمع والتنازل الشكلي وتعقيدات الواقع الاجتماعي، ويشترك في حياكتها المستبد في الداخل أو أتباعه من ذوي الأطماع، وقوى الخارج ذات النفوذ والمصالح.
وواضح من التجربتين التونسية والمصرية اللتين تقدمتا كثيراً بالقياس إلى اليمنية والليبية والبحرينية أن محاولات بُذلت ولا تزال تبذل للوقوف عند نقطة تعيد الأمور إلى ما يقترب من السابق من حيث المضمون. أما الشكل كما هو مطروح اليوم فهو أمر مسكوت عنه ومؤجل إلى حينه.
هذا التحدي يستفيد من كل الأفخاخ والقنابل الموقوتة التي زرعها المستبد، ويجمع كل أصحاب المصالح في الداخل والخارج والمتضررين أيضاً لمواجهة المستقبل الذي تنشده الشعوب العربية من بناء دولة الحق والعدل والقانون والحرية.
ولا شك في أن مواجهة هذا التحدي يحتاج إلى قوة توازيه أو تزيد عليه كمًّا وكيفاً، وإلا كما قيل سابقاً عن بعض الثورات ضد المستعمرين: إن المستعمر خرج من الباب لكنه عاد ودخل من الشباك.
ولمواجهة هذا التحدي نحتاج إلى أمور في كل مراحل التغيير والإصلاح، وليس في المرحلة الأولى منه فقط:
1. التكتل والتعاون والتآزر: من المعلوم أن انتماءات أبناء المجتمع متنوعة قبليًّا ومناطقيًّا ومذهبيًّا وحزبيًّا، وربما في بعض المجتمعات دينيًّا وقوميًّا أيضاً، والمتوقع من الجميع التعاون لمواجهة هذا التحدي. والتعاون لا يعني التنازل عن الخصوصيات وإنما العمل وفق المشتركات، وهذا يتطلب من الجميع البحث عن المشتركات وتوضيحها والتعاون فيها.
ومما يُسجل هنا في هذا المجال الاندماج الواسع والكبير في الحراكات العربية، حيث غابت عنها كل الألوان التي تُظهر الانقسام والتفرُّق، وكان التعاون والتآلف هو سيد الموقف؛ شعارات واحدة ورايات واحدة وأهداف واحدة.
2. الحذر واليقظة: الأنظمة الدكتاتورية لم ولن توفر وسيلة تخدم استمرارها وبقاءها إلا تستخدمها، بل لن توفر جريمة إلا ترتكبها إن كانت تمد في عمرها وتُؤمِّن مصالحها؛ لذا ينبغي الحذر من التورط فيما ترمي إليه وخصوصاً الاحتراب الداخلي كما في التجربة الليبية.
إن استخدام ما أطلق عليه بــ(البلطجية) كما في العديد من الساحات العربية، أو المرتزقة كما في البحرين، في قمع الناس والاعتداء عليهم والتنكيل بهم كان الهدف من ورائه استثارة الناس لاستخدام العنف وجرهم إلى معركة يكون فيها الجمهور معتدياً ومعتدى عليه، ولكنهم أحبطوا كل ذلك بالحفاظ على سلمية تحركهم، وواجهوا أزيز الرصاص وأصوات القنابل بالحناجر، وفتحوا صدورهم العارية لتواجه آلة البطش والعدوان لديهم.
3. التوكل والانفتاح: مع تنامي الحراك في أي بلد وتصاعد الثورة نجد في المقابل حراكاً إقليميًّا ودوليًّا محموماً، وكأن المراد من هذا الحراك إبقاء ما كان على ما كان للحفاظ على مصالحه.
وهنا نحتاج إلى التوكل على الله، والذي يعني فيما يعني الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله سبحانه وتعالى: (اعقل وتوكل). فليس صحيحاً ترك الأخذ بالأسباب تحت ذريعة التوكل؛ لأن هذا تواكلاً وليس توكلاً، كما أنه ليس صحيحاً الأخذ بالأسباب دون الاعتماد على الله سبحانه.
وفي هذا المجال ربما يكون الحراك الدولي أو الإقليمي من الأسباب فنحتاج إلى الحوار دون الارتماء والتبعية، خصوصاً وأننا نعلم أن العامل الدولي شريك لما بنا من سوء.
ولا يجوز أن تتقدم على الأسباب الحقيقية المقطوع بها وهي الناس بكل ألوانهم وأطيافهم وانتماءاتهم، والقوة الداخلية التي إذا تلاقت مع الناس أحدثت القدرة على مواجهة كل التحديات.
ثورة الشباب
  • منتدى البصائر: الروح الجديدة (الشبابية) طرحت تساؤلات عن الريادة وصناعة المبادرة بين النخبة والشباب، وأعادت الاعتبار للعمل الجماهيري الشعبي.. بيد أنّ ظاهر بعض المجتمعات خصوصًا في الشريحة الشبابية أنّه يعيش حالة من اللا اهتمام بالشأن العام والروح التغييرية.
ما رأيكم بذلك، وما السبيل لخلق تحولات في اهتمام الشباب في العالم العربي والإسلامي نحو مسؤولية الإصلاح؟
الشيخ الحبيب: لقد حقق الشباب في بعض البلدان العربية المراحل الأولى من التغيير، وما زال أمثالهم في البقية يعملون أو يأملون في إحداث الأمر ذاته. ولكن المهمة الأصعب والأخطر على الجميع هو تحرير إرادة الإنسان لأنه إذا تحرر يكون قادراً على تحرير البلاد من كل ألوان التخلف والجهل والتبعية.
المستبد لم يعث في البلاد فساداً وحسب بل عاث في العباد فساداً أيضاً، وهو لم يختطف الحكم والقضاء والمسجد والدين فقط بل اختطف روح وضمير من تمكن من اختطافهم، وقبل ذلك وبعده اختطف إرادة الأمة.
والتحرير يبدأ من تحرير الإنسان واستعادة إنسانيته، وعليه ينبغي البدء بتحرير روح الإنسان من الخرافة والجهل والخوف بكل أنواعه، وسيطرة الظلم والاستبداد بكل أشكالها وألوانها.
وبهذا يكون الإنسان الشاب وغيره قد استعاد إنسانيته فأصبح حرًّا عزيزاً كريماً، تتفجر طاقاته وتنطلق قدراته لتعيد ما قد ضاع من حضارة أمتنا العظيمة.
هذه هي مهمة شباب النهضة تجاه أقرانهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مجلة البصائر: حوار منتدى البصائر مع سماحة الشيخ محمد حسن الحبيب | الحراك الجماهيري .. قراءة في مستقبل الإصلاح والتغيير في الأمة | السنة الثانية والعشرون، 1432هـ 2011 - القسم الاول العدد  ٤٨

رابط الددراسة: http://www.m-alhabib.com/home/art506.html



--------------------------------------------------------- --------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------
 
            (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ) 
             )|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )

 * للانضمام صفحة البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:
http://www.facebook.com/ALBaseeraALresaliy
* لمشاهدة مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع المنشورة حديثاً وقديماً:
http://albaseeraalresalay.blogspot.com/
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif

* ليصلكم ما ننشره عبر البريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera

* لنضيفكم على القروب ارسلوا رسالة مكتوب فيها (اشتراك بقروب البصيرة الرسالية) على هذا الإيميل:
albaseeragroups@gmail.com 

ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب 
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/profile?user=nwrass2009

* 
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
 
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html


ولكم منا كل امتنان وتقدير
ولا تنسوا من صالح دعائكم وأيضاً بإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق