المرجع المُدرّسي: يؤكد أن إسقاط
الطاغية ورحيل الاحتلال يوم مشهود ساهم فيه كل الشعب
بعد
تخلصه من الاحتلال ونيله الاستقلال لابد للشعب أن يجدد النظر في كل الدستور
والقوانين بما يتوافق مع الإسلام

وقد قال ربنا تعالى حكاية عن بلقيس ملكة سبأ: (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة
وكذلك يفعلون)، يعني القرية كلها، بمن فيها وما فيها، تتعرض للفساد والإفساد
..".
وتابع سماحته بالقول خلال محاضرته الأسبوعية بمدينة كربلاء
المقدسة التي ألقاها على جموع من الوفود والمواطنينـ أن: "إحتلال هذا
البلد كان من قبل كبرى دول العالم وأقواها، فاليوم حينما يرتحل المحتل، يجب أن
يكون يوم مشهود.." .
وأوضح أن تخلص العراق من الدكتاتورية، ومن ثم من الاحتلال، "جاء
أولاً بإرادة الله تعالى وهي فوق كل إرادة، رب العزة الذي أراد أن يمكن المستضعفين
في الأرض ويجعلهم قادة ويُري منهم ما كان يخشاه المستكبرون، أراد أن يسقط الطاغية
صدام .. وأراد أيضاً أن يرحل الذي أسهم بقدر ما بسقوطه..
ثم أن الشعب كله كان مساهما بنسبة أو بأخرى في هذا الحدث، ولا
استثني أحداً ولا استثني طائفة ولا استثني قومية ولا مجموعة، كان للعراقيين في
الحقيقة تاريخ طويل في مواجهة الطغيان، ومواجهة المحتلين، من مواجهة هولاكو والتتر
إلى مواجهة البريطانيين في القرن الماضي، وغير ذلك، وكان هذا التاريخ في الحقيقة
نصب أعين المحتلين الجدد الذين وجدوا أن هذه الأرض لا تتعاون كثيرا مع المحتل وإنما
ترفض وتبحث عن استقلالها، والشعب العراقي كله ساهم، فهو شعب أبي شجاع وباستطاعته أن
يقوم بدوره وإرادته.. ".
وأضاف: "وبالرغم من إننا في أيام صفر وأيام حزن وحداد،
إلا أننا نعتقد بان مثل هذه هي من أيام الله، أيام الله هي الأيام التي تتجلى فيها
إرادة الله، هي التي نرى فيها آيات الله سبحانه وتعالى واضحة أمامنا ،في تلك الأيام،
فيوم عاشوراء مثلا هو من أيام الله بالرغم من انه يوم حزن، لان إرادة الله تتجلى
في يوم عاشوراء، في سنة 61 وفي كل سنة في مثل هذه المناسبة أيضاً تتجلى إرادة الله
وتتجدد وذلك بهذه النفوس التي تحيي مثل هذه الذكرى العطرة، وهكذا يوم الغدير، ويوم
الفطر، ويوم الأضحى، وأيام أخرى في التاريخ، وقد قص علينا القرآن الكريم الكثير
منها..
وربنا سبحانه وتعالى يأمرنا بان نحيي مثل هذه الأيام، أن نجعل
هذه الأيام مشهودة في حياتنا حتى نعتبر بها، حتى نعرف عبرها ونستفيد من دروسها
ولذلك أمرنا ربنا في سورة إبراهيم عليه السلام بان نتذكر أيام الله: (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن اخرج قومك من الظلمات إلى النور
وذكرهم بأيام الله)..
أخرجهم من الظلمات إلى النور: من ظلمات العبودية إلى نور
الحرية، من ظلمات العنصرية إلى رحاب المساواة، من ظلمات الجهل إلى نور العلم ...
ثم قال تعالى (وذكرهم بأيام الله)
أن ينسوا أن يد الله تعالى مدت إليهم وأنقذتهم ممن يسومونهم سوء العذاب بكل أنواعه
وأشكاله، ويتعمدون في ذلك ألحاق الهزيمة النفسية بهم لجعلوهم يشعرون بالعبودية
للحاكم الطاغي ونظامه ..
(إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)
الذي يصبر ويشكر والذي يقرأ التاريخ دراسة واعية الذي يتذكر نعم الله تعالى،
ويتذكر وعي تلك الأيام، هذا من يعرف ما معنى أيام الله..".
ومن هذا المنطلق عرج سماحته إلى ما رمت به البلاد من ظروف، وما
وصلت إليه اليوم من تخلص من الاحتلال، قائلاً: "..وهكذا لا تنسى أيها الإنسان
يوم كنت تخرج لتذهب أو تأتي لبيتك فيقف أمامك جندي أمريكي أو بولندي أو غيره...
ويقول لك إلى أين أنت ذاهب أو آتي؟..
أو يقول له يجب أن تحمل إجازة بذلك !..
وكأنه هو أبن هذا البلد ولست أنت صاحب هذا البيت!..
اذكروا تلك الأيام، اذكروا أيام المقبور كيف كان يحصي حتى الأنفاس،
لا تنسوها تلك الأيام، واشكروا نعم الله الذي يقول تعالى: (وإذ تأذن ربكم لأن شكرتم لأزيدنكم)، الله تعالى حين
يوفقكم وينقذكم، ويبسط عليكم راية العدل والحرية والطمأنينة، كل ذلك بحاجة منا إلى
أن نشكره، لأن بهذا التذكر وهذا الشكر يصبح العدل والأمن والرفاه، اشمل وأتم، فيما
وبالمقابل فأن الله تعالى يقول: (ولئن كفرتم إن عذابي
لشديد)، أي إذا لم تشكروا هذه النعمة وبدأتم تغترون بما لديكم..
وفي الحقيقة يجب أن ننتبه إلى أن هذا الإنسان كم هو غريب !
فقد تراه مثلا يصاب بألم شديد لمرض أو لسبب ما، يتوجه إلى الله
بكل وجوده لكنه لحظة ما يذهب ألمه تراه ينسى وقد يتحول إلى طاغوت..
ويقول ربنا تعالى ( إن تكفروا
انتم ومن في الأرض جميعا فان الله لغني حميد)، لا تتصورا أن الله يريد
الشكر منكم لحاجة منه إليه، إنما يريد الشكر منكم إليكم، من أجل مصلحتكم..".
وأضاف: " واليوم وبقدر تعلق الموضوع بنا في العراق،
فأن السؤال: ما هو وجه الشكر عند الشعب العراقي في هذه
المرحلة؟" موضحاً إنه على عدة أوجه وأمور ومن بينها:
أولاً: " تكريس تلك القيم التي
ساهمت بإذن الله في تحررهم.. قيمة الشجاعة والتضحية وقيمة التعاون والوحدة، أن لا ننسى
هذه القيم، أن نحافظ على قيمة العطاء، والأمل، وأن نحافظ على أهم القيم التي نملكها
وهو الدين..
وقد صرب شعبنا كله أمثلة عدة في هذا الطريق، ودخل في امتحانات
صعبة، فهو على بسيل المثال تحدى الإرهاب وكان تحت ظل التهديد والقتل بل مع
الانفجارات يحي أيام عاشوراء وزيارة الأربعين، وهكذا وتحت هكذا ظروف وتحديات ذهب
إلى الانتخابات واقترع ..
أكثرهم كانوا يغتسلون غسل الشهادة والتوبة ويخرجون إلى الزيارات
أو إلى الانتخابات .. أليس هو دينهم من يدفعهم إلى ذلك ؟
بلى، فيجب أن نحافظ عليه.. فكانت ـ ولا تزال بإذن الله ـ
حماسة عالية من قبل أبناء الشعب من كل المحافظات تقريبا، حتى تلك التي منع فيها
الانتخاب، كانت روح ورغبة شعبها مع الانتخابات وفعلا التحقت بعدئذ..".
ثانيا: " يجب أن نفكر اليوم في أن
نحول هذه النعمة إلى منظومة من النعم أو بتعبير آخر نجعل هذه النعمة فاتحة خير
لسلسلة أخرى من النعم ..
فحين تحرر بلدك وامتلكت حريتك واستقلالك، كيف تترجم ذلك، بأن تتخذ
قرارك المستقل وحقك أن تختار لنفسك الحياة المطمئنة الهادئة التي تريدها أنت، وحياتك
المستقبلية كيف تكون، عليك أنت أن تختارها، فغدا لا يجب أن تأتي وتقول مثلا انه
فلان قانون لا اقبل به لأنه فرض عليّ من غيري ..
وأنا من هنا أقول واكرر أن لابد الشعب العراقي أن يجدد النظر
في كل الدستور والقوانين والأنظمة واللوائح ..
لأنه ما من دستور وقانون وما من لائحة قررت في هذا البلد إلا
تحت ظل سلطة غير كاملة الاستقلال، كانت هناك تأثيرات أو مؤثرات..
من قانون العقوبات البغدادية التي كتبها لنا فد محتل بريطاني
والى القوانين التي وضعت بعدئذ، والى الدستور الذي وضع في العهد البائد، وحتى إلى هذا
الدستور الجديد ..
كان هناك بعض الضغوط وبعض التوجهات، والآن الشعب العراقي له
الحق أن يجدد النظر في ذلك، لا أقول كلها غلط، لكن في نفس الوقت لا نستطيع أن نؤكد
على أن كلها قوانين سليمة، ولتقريب الصورة فأنت مثلا ترى أن والدك عنده ثوب كان
يلبسه وفق مقاساته هو، وقد ذهب إلى رحمة الله، هل مفروض عليك أنت أن تلبس أنت ثوبه
ذاته وتخرج به؟!..
كلا، إنما تلبس الثوب الذي تريد أنت أن تفصله وتلبسه ..
القانون الذي نريده لبلدنا نحن جميعا علينا أن نضعه لا أن
يأتي احد لنا بقوانين وعلينا نحن تطبيقها!..
هم يفصلون الثوب ونحن نلبسه،و لماذا؟!
نحن من نلبس الثوب الذي نفصله نحن لا غيرنا، ونخيطه لكي
نستطيع أن نعدل ونغير فيه غدا إذا اكتشفنا فيه عيبا أو نقصا ما..".
وأوضح سماحته في هذا السياق انه يرى ووفق معرفته بالقوانين
لاسيما الدستورية منها، أنه " بسبب التطورات السريعة في العالم لا يمكن أن
يصمد دستور أو قانون في بلد أكثر من 15ـ 20 عاماً فكيف بالقوانين؟
وذلك لان العالم يتغير والتطورات والحاجات تتلاحق وتتبدل،
ولذلك البريطانيين أصلاً ليس لديهم قانون مكتوب، الأمريكيين عندهم 6 مواد في
الدستور وبقية المواد ينظرون في تغييرها حسب الظروف ومصالح بلدهم وشعبهم ..
العالم متغير، أنت لا تستطيع في هكذا عالم ومتغيرات أن تضع قوانين
ثابتة، نعم..
قانون الله فقط الذي جاء به رسولنا الأكرم محمد (ص) هذا
القانون لا يتغير لأنه لا يدخل كلياً في بعض القضايا المتغيرة، فهو عادة يتناول
الثوابت، وحتى هذه فيها بعض ما يسمى بـ(التبصرة) في القانون، لاسيما لمن اضطر وفي
حالات معينة ومحصورة من الحرج والضرر..".
وأضاف "إذاً القانون سواء الدستور ،القانون الأساسي،
أو القوانين المرعية أو الأنظمة، كلها يجب أن يُجدد النظر فيها، واعرف أن هذا لا
يتم بين عشية وضحاها إنما هو بحاجة إلى وقت، لكن علينا أن نضع القطار على السكة
...
ثم العراق يا إخواني بلد مسلم بلد قدم ملايين الشهداء من اجل
الدين من اجل القيم ،هذا البلد لا تقدر أن تسخله عن تاريخه وقيمه ودينه، لا يمكن ذلك؛
بالنسبة إلى الشعب العراقي حتى لو سكت لفترة ما و بسبب الظروف الصعبةـ شعبنا
بطبيعته انه يسكت لفترة ما..
ولكنه ينتفض ولا يرضى بقانون لا راعي ولا يحفظ دينه وقيمه..
فهو بكل أعماقه وإرادته وتطلعاته يرد للإسلام الحنيف أن
بقوانينه وقيمه الربانية السمحاء، أن يحكم،لأن الإسلام دخل في أعماقه، في كل خلية
من خلايا أبناء الشعب العراقي تنادي بذلك..
تؤمن بهذا الطريق وهذا النهج، علينا أن نضع ذلك بعين
الاعتبار..
".
ثالثاً: " أيها الأخوة، العالم كله
اليوم يلاحظ ويراقب الوضع في العراق، ترى ماذا يفعل أهل هذا البلد بعد الاحتلال
وبعد هذا الزلزال، بعد كل ما مر به من مشاكل كبرى ومن إرهاب وغيره..
هل يتصارعون في ما بينهم بعد الاحتلال؟
أو يشاركون بعضهم، هل يرجعون إلى أصولهم
هل يتعاونون، أم لا؟
من المعيب علينا مثلا إننا وعلى على قضايا بسيطة نعود مجددا
إلى ما يصفونه بالمربع الأول .. القضية واضحة ويمكن التفاهم حولها ومعالجتها، وقد
قلت الأسبوع الماضي واكرر دائماً: هذا العراق بحاجة إلى أمرين:
الأول مشاركة فعالة للشعب، أن يكون أكثر
فعالية في أمور هذا البلد..
الثاني: العراق بحاجة إلى أن كل الفئات وأن
يتعاونون مع بعضهم في سبيل بناء هذا الوطن، البناء ليس أمراً سهلا وهو بحاجة لوقت
طويل..
ونحن في هذا الجانب قد فاتنا القطار منذ زمان ليس بالهين..
لا بأس بكم في هذا السياق أن تراجعوا وتروا بعض الدول
المجاورة، أين انتم عنها ..
هذا القطار الذي فاتنا علينا أن نلحق به ولا يمكننا أن نفعل
ذلك إلا بالجلوس والتفاهم والتعاون ..
أين هم أهل الخير والإصلاح أين هم أهل الحكمة أين المصلحين..
الآن واليوم وليس غدا على حكماء العراق، العلماء، الساسة
المخلصون، رؤساء العشائر، وغيرهم من نخب وقيادات البلد، أن يدخلوا ويحاولوا لملمة
هذه الأطراف المختلفة وتوجيههم باتجاه مستقبل واعد وعمل مشترك، من دون أن نرجع إلى
المربع الأول".
*مشتركي تويتر على شبكة الانترنت، للحصول
على مسائل شرعية بشكل يومي يمكنكم التسجيل في الصفحة التالية:
*
للتواصل مع مكتب سماحة المرجع المدرسي على الفيسبوك يمكنكم التواصل على العنوان
التالي:
* موقع المرجعية على شبكة الانترنت:
* موقع إذاعة الهدى:
المدونة:
* الهاتف كربلاء
009647602006774
نتمنى لكم دوام التوفيق
مكتب سماحة المرجع المدرسي
مكتب سماحة المرجع المدرسي

(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | ) (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) |
|
|
|
أو
عبر (PickerQrCode)
|
|
* للإنضمام لصفحة
قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:
*
ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
http://groups.google.com/group/albaseera
الضغط
على هذا الرابط التالي:
وتأكيد
الاشتراك منكم لتعذر الإضافة مباشرة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة
ملحق ذا فائدة
(محدث):
* صفحة
آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
* صفحة
(صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية) بالفيس بوك:
*
لمشاهدة فيديو آية
الله النمر في
اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
* إصدار القبس
الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):
www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
لا تنسونا من
صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات:
البصيرة الرسالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق