*** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** ***
*** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** *** ***
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة
والسلام على محمد المصطفى، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات
ورحمة الله وبركاته
نعزي الإمام الحجة بن الحسن المنتظر
(عجل الله تعالى فرجه) وجميع الموالين والمؤمنين بذكرى استشهاد الإمام الحسن
العسكري (عليه السلام) في الثامن من شهر ربيع الأول، سائلين الله عزّ وجلّ أن
يوفقنا للتمسّك بحبله المتين، والاهتداء بهدى القرآن الكريم، والسير على خط
الرسالة المحمدية، وإتباع نهج أهل البيت الطاهرين.
وبهذه المناسبة الأليمة، وإحياءً
لذكر الأئمة الهداة عليهم أفضل الصلاة والسلام، نرفق لكم المقالة التالية
استلهاماً من كتابات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي
حفظه الله.
مكتب سماحة المرجع الديني
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي
8/ربيع الأول/1433ه
الشهادة
الأليمة

كان يوم الثامن من ربيع الأول، لعام 260 هجرية، يوماً كئيباً
في مدينة سامراء، حيث انتشر نبأ إستشهاد الإمام العسكري عليه السلام في عنفوان
شبابه.
عُطِّلت الأسواق، وهرع الناس إلى دار الإمام يبكون، وشبَّه
المؤرخون ذلك اليوم الحزين بيوم القيامة. لماذا؟
لانَّ الجماهير المحرومة التي كانت تكتُم حبَّها واحترامها
للإمام العظيم خشية بطش النظام، أطلقت اليوم العنان لعواطفها الجيّاشة.
آه.. كم عانى أهل بيت النبوة في سبيل ترسيخ دعائم
الدين ونشر قيم التوحيد؟.
كم سُفكت دماؤهم، وهُتكت حرماتهم، ولم ترع حقوقهم وقرابتهم من
رسول الله؟
حقاً.. كم هي عظيمة محنة أولياء الله على مر العصور؟ وكم هو
عظيم مقامهم عند ربهم وأجرهم؟.
وهذا الإمام العظيم، الذي يرحل عن دنياهم، ولم يتجاوز عمره
الثامنة والعشرين، كم كابد من ألوان المحن، منذ عهد المتوكِّل الطاغوت التافه الذي
ناصب أهل بيت الرسالة العداء، وهدم قبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
وإلى عهد المستعين بالله - الذي حبس الإمام عند واحد من أشدِّ
رجاله عداوة لآل البيت (أوتاش الذي اهتدى بالإمام بعد أن رأى منه الكرامات) - وكاد
أن يقتل الإمام لولا أنَّ الله لم يمهله فخُلع عن السلطة.
وإلى عهد المعتز الذي عمد إلى سجن الإمام، فتضرع الإمام إلى
الله حتى هلك الجائر.
وحتى عهد المهتدي الذي ظلَّ يضايق الإمام حتى اعتقله وأراد
قتله، ولكن الإمام أخبر واحداً من أصحابه وإسمه أبو هاشم بما يلي:
(يا أبا هاشم، إنَّ هذا
الطاغية أراد قتلي في هذه الليلة، وقد بتر الله عمره، ليس لي ولد وسيرزقني الله
ولداً).
وأخيراً في عهد المعتمد الذي لم يزل يؤذيه حتى اعتقله.
بلى، عاش الإمام أكثر أيام قيادته في المحن، وها هو يقضي
نحبه.
هل مات الإمام حتف أنفه، أم استُشهد بدسِّ السّم
إليه؟
لقد كان السم من أشهر وسائل الإغتيال عند السلاطين في ذلك
العهد. وكانت خشيتهم من أمثال الإمام من القيادات الدينية المحبوبة تدفعهم إلى
تصفيتهم بمثل هذه الطريقة.
ويزيدنا دلالة على ذلك، طريقة تعامل النظام مع الإمام في
مرضه، حيث أوعز الخليفة إلى خمسة من ثقاته بملازمة الإمام في مرضه، وجمع له بعض
الأطباء ليرافقوه ليل نهار.
لماذا؟
يبدو أنَّ هناك سببين لمثل هذا التصرُّف الغريب:
أولاً: محاولة التنصل عن مسؤولية اغتيال
الإمام، في مواجهة الجماهير.
وحسب المثل المعروف عن السياسيين: أقتله وابك تحت جنازته.
ثانياً: كان معروفاً عند كلِّ الناس،
وبالذات عند الساسة، أنَّ أئمة أهل البيت يحظون باحترام أوسع قطاعات الأمة، وإنَّ
الشيعة يعتقدون بأنَّ الإمامة تنتقل فيهم كابراً عن كابر، وها هو الإمام الحادي
عشر يكاد يرحل عنهم، إذاً لابدَّ أن يكون هناك وصي له، فمن
هو هذا الوصي؟
كان الخلفاء العباسيون يحاولون دائماً معرفة الوصي عند شهادة
واحد من الأئمة. وكان الأئمة يُخفون أوصياءَهم عند الخوف عليهم حتى يزول الخطر.
ومن جهة أخرى، كانت أحاديث المهدي المنتظر سلام الله عليه قد
ملأت الخافقين، وكان العلماء يعرفون أنَّه الوصي الثاني عشر. ومن غير المعقول ألاّ
يعرف سلاطين بني العباس شيئاً من تلك الأحاديث، لذلك تراهم يبحثون عن المنتظر بكل
وسيلة لعلَّهم يقدرون على إطفاء نوره الإلهي.. ولكن هيهات.
من هنا إتَّخذ المعتمد العباسي تدابير إستثنائية عندما إشتدت
حالة الإمام المَرَضيّة بسبب السمّ الذي دُسَّ إليه وأشرف على الرحيل.
أمَّا بعد وفاته فقد أمر بتفتيش داره، ومراقبة جواريه، ولم
يكن يعرف أنّ الله بالغ أمره، وأنَّ الإمام المنتظر قد ولد قبل أكثر من خمس سنوات،
وأنَّه قد أخفي عن عيون النظام، وأنَّ صفوة الشيعة قد بايعوه.
وهكذا رحل الإمام بسمِّ المعتمد، وبعد وفاته وغسله وتكفينه
صلَّى عليه من طرف السلطة أبو عيسى ابن المتوكِّل نيابة عن الخليفة، وبعد الفراغ
كشف وجه الإمام وعرضه على الهاشميين، والعلويين بالذات، وكبار المسؤولين، والقضاة،
والأطباء، وقال هذا الحسن بن (علي) بن محمّد بن الرضا، مات حتف أنفه على فراشه،
وحضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان، ومن القضاة فلان وفلان، ومن
المتطَّببين فلان وفلان، ثم غطَّى وجهه الشريف.
وهذا الإجراء جاء لنفي تورّط السلطة في قتل الإمام. ممّا يدل
على أنَّها كانت متَّهمة من قِبل الناس بذلك.
هكذا إستُشهد الإمام، وخلَّف وراءه مسيرة وضَّاءة، ليهتدي
بنورها الأجيال، ودُفن في مقامه الشريف في مدينة سامراء عند قبر والده، حيث لا
يزال المسلمون يتوافدون للسلام عليه.
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حياً.
وسلام الله على شيعته وأتباعه إلى يوم القيامة.
*مشتركي تويتر على شبكة الانترنت، للحصول على
مسائل شرعية بشكل يومي يمكنكم التسجيل في الصفحة التالية:
* للتواصل مع مكتب سماحة المرجع المدرسي
على الفيسبوك يمكنكم التواصل على العنوان التالي:
* موقع المرجعية على شبكة الانترنت:
* موقع إذاعة الهدى:
المدونة:
*
الهاتف كربلاء 009647602006774
نتمنى لكم دوام التوفيق
مكتب سماحة المرجع المدرسي
مكتب سماحة المرجع المدرسي
--

(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | ) (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) |
|
|
|
أو
عبر (PickerQrCode)
|
|
* للإنضمام لصفحة
قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:
*
ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
http://groups.google.com/group/albaseera
الضغط
على هذا الرابط التالي:
وتأكيد
الاشتراك منكم لتعذر الإضافة مباشرة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة
ملحق ذا فائدة
(محدث):
* صفحة
آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
* صفحة
(صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية) بالفيس بوك:
*
لمشاهدة فيديو آية
الله النمر في
اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
* إصدار القبس
الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):
https://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
https://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
لا تنسونا من
صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات:
البصيرة الرسالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق