السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

29 مارس 2012

بصائر مرجعية: (زينب سلام الله عليها تتحدى طغيان يزيد)_ساهموا بنشره معكم


بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة المؤمنون .. الاخوات المؤمنات ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نهنّئكم بمناسبة ذكرى ميلاد الصديقة الصغرى زينب الكبرى (سلام الله عليها) في الخامس من شهر جمادى الأولى، هذه المرأة الرسالية المؤمنة التي تعد من ابرز قدوات التحدي والصبر والمقاومة والصمود في وجه الطغيان والانحراف.

وبهذه المناسبة اليكم احدى مقالات كتاب (الصديقة زينب .. شقيقة الحسين) من تاليفات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله . راجين منكم - بعد الاستفادة منها- ارسالها الى سائر الأخوة والأخوات .

وفقكم الله لمراضيه
مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله)
 
زينب سلام الله عليها تتحدى طغيان يزيد

 https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/381718_343530215675669_227320773963281_1246106_68352407_n.jpg
سبحان الله؛ كم هي قدرات الإنسان إذا توكل على الله واستعان به؟

امرأة أسيرة مفجوعة، قد أثكلت بثمانية عشر رجلاً ما لهم على وجه الأرض من نظير، وقد سيقت على محامل بلا وطاء ولا غطاء، وضُربت وأهينت وأتعبت وأرهقت وأؤذيت بإبداء وجهها وهي أعظم المخدَّرات أمام جماهير المصفقين و.. و..

وتدخل بعد كل ذلك على السلطان القاهر، والعدو الساخر، والطاغــوت المنتــصر، والسفاك المجرم .. تدخل عليه مقيًّدة هي وابن أخيها العليل وأختها وسائر الأسرى المنهوكين بالرحلة المرهقة.


وقد زُينت الشام كأي عيد كبير استبشاراً بانتصار يزيد، واحتفل الطاغوت الأرعن في قصره، فجمع الملأ من قومه لعلهم يرهبون هذه الثلة الباقية من بعد أعظم فاجعة في التاريخ.

هل هناك عامل مادي واحد من عوامل القهر والإذلال بقي خارج المسرح؟

كلا.. كل الحتميات المادية حسبما يعبرون كانت تدعم طغيان يزيد.

ولكن الله اكبر، وقوة الروح الإيمانية تقهر كل العوامل المادية، والحق أعلى واعز، وزينب تمثل اليوم الحق بكل قوته وعزته وجبروته.

وقفت الأسيرة تنظر إلى ذلك العرش الزائف بسخرية، وتنظر إلى رأس سيد الشهداء في طست من ذهب بكل فخر واعتزاز، واخذ يزيد لعنه الله يضرب ثنايا أبي عبد الله بمخصرة كانت في يده وهو يتمثل بأشعار احدهم وبعد أن أضاف إليه بعض الأبيات ويقول:

ليت أشياخي ببدر شهدوا               جزع الخزرج عن وقع الاسل

لأهـلــوا واستهـلــوا فـرحـا               ولقالــوا يــا يـزيـــد لا تـشـل

فجـزينـاهــم ببـدر مثـلـهــا               وأقمنــا مثــل بـــدر فاعتـدل

لست من خندف إن لم انتقم           من بني احمد ما كـان فعـل

فقامت زينب وقالت:

"الحمد لله رب العالمين وصلى الله على جدي سيد المرسلين، صــدق الله سبحانه كذلك يقول:

(ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوئ أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون)" (الروم / 10)

ثم هشمت رأس الحية بالاستهزاء بسلطانه الزائف والتسامي عن قدراته المادية ببيان قدرة الله التي لا تُحد فقالت:

"أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض، وضيقت علينا آفاق السماء، فأصبحنا لك في إسار، نُساق إليك سوقاً في قطار، وأنت علينا ذو اقتدار، أنّ بنا من الله هوانا، وعليك منه كرامة وامتنانا؟ وان ذلك لعظم خطرك، وجلالة قدرك، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، تضرب اصدريك فرحاً، وتنفض مدرويك مرحا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور لديك متسقة، وحين صفى لك ملكنا، وخلص لك سلطاننا.. فمهلا مهلا، لا تطش جهلا، أنسيت قول الله: (ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً) " ( آل عمران / 178).

هكذا جاء أول الخطاب في صورة هجمات متلاحقة لا هوادة فيها ضد شخص الطاغوت، فيها الاستخفاف بسلطانه، والاستهزاء بجبروته، والتذكير بعظمة الله، وان معيار القرب منه ليس الحصول على حطام الدنيا أو شيء من متاعها الزائل.

ثم ذكّرت يزيد بذنبه العظيم الذي لا يمكنه الفرار منه، وهو سوق بنات رسول الله سبايا، وأقرعته بأنه ابن الطلقاء، وان رسول الله قد عفى عن آبائه بعد فتح مكة بعد أن قدر عليهم وقال لهم كلمته المعروفة: "اذهبوا فانتم الطلقاء". فهل من العدل أن يسوق بنات هذا الرسول الكريم عبر عشرات المنازل هاتكا ستورهن وبلا أي حمى؟

فقالت سلام الله عليها:

"أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هُتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، يحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد، ويستشرفهن أهل المناقل، ويبرزن لأهل المناهل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والغائب والشهيد، والشريف والوضيع، والدني والرفيع، ليس معهن من رجالهن ولي، ولا من حماتهن حمي، عتوا منك على الله، وجحودا لرسول الله، ودفعاً لما جاء به من عند الله".

وهكذا قرعته بما يؤنب ضميره بعد أن أزالت عن عينه حجاب السلطــة الزائلة التي يفتخر بها، ثم عرّته أمام أمراء جيشه وولاة حكومته، وبينت له انه لا يمتّ إلى الإسلام الذي يحكم باسمه بأية صلة، ثم قالت:

"ألا إنها نتيجة خِلال الكفر، وضبٌّ يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر، فلا يستبطىء في بغضنا أهل البيت من كان نظره إلينا شنفا وشنآنا واحنا وضغنا، يظهر كفره برسوله، ويفصح ذلك بلسانه وهو يقول فرحا بقتل ولده وسبي ذريته غير متحوب ولا مستعظم: وأهلوا واستهلوا فرحاً ولقالوا يا يزيد لا تشل، منتحياً على ثنايا أبي عبد الله، وكان مقبل رسول الله، ينكثها بمخصرته قد التمع السرور بوجه" .

لقد كان يزيد يحكم باسم الإسلام وها هي الصديقة زينب تفضحه وتبين انه ليس بمسلم، أن في قلبه أضغان يوم بدر حين انتصر الدين على الكفر.

وهكذا تكون من واجب الخطباء في عصر الردة مسؤولية فضح النفاق وتبصير الأمة بحقيقة السلطات الحاكمة، وفصل ظاهر دينهم القشري عن جوهر الدين الحق.

فأين تقبيل رسول الله لثنايا أبي عبد الله عليه السلام، وأين نكثها بالمخصرة بنشوة القاتل المحترف؟

ثم أضافت السيدة وهي تبين عظم المصاب :

"لعمري لقد نكأت القرحة، واستأصلت الشأفة بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة، وابن يعسوب العرب وشمس آل عبد المطلب، وهتفت بأشياخك وتقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك ثم صرخت بندائك. ولعمري قد ناديتهم لو شهدوك، ووشيكا تشهدهم ويشهدوك، ولتود يمينك - كما زعمت - شلت بك عن مرفقها، وأحببت أمك لم تحملك وأباك لم يلدك حين تصير إلى سخط الله ومخاصمك ومخاصم أبيك رسول الله".

وهكذا أنذرته السيدة زينب بسوء العاقبة، ونسفت قاعدة العصبية الجاهلية التي نادى بها، وبينت أن العصبية في النار، لان جذورها المتمثلة في تلك الأرواح الشريرة وتلك الأعظم البالية الآن تحترق في النار وسوف يلحق الله بها كل الذين ينادون بها .

ثم توجهت بالدعاء إلى الله بقلب كسير، وضراعة بلا نظير قائلة :

"اللهم خذ بحقنا، وانتقم ممن ظالمنا، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا، ونقض ذمامنا، وقتل حماتنا، وهتك عنا سدولنا".

وعادت بعد هذا الدعاء القصير والمؤثر إلى يزيد توبخه على فعلته الشنيعة غير آبهة بطغيانه وصولجانه فقالت :

"وفعلت فعلتك التي فعلت، وما فريت إلا جلدك، وما جززت إلا لحمك، وسترد على رسول الله بما تحملت من ذريته، وانتهكت من حرمته، وسفكت من دماء عترته ولحمته، حيث يجمع به شملهم، ويلم به شعثهم، وينتقم من ظالمهم، ويأخذ لهم بحقهم من أعدائهم".

بهذه الكلمات بينت السيدة زينب مقام سيد الشهداء في عترة الرسول، وأظهرت أن قتل الإمام الحسين كان بمثابة إعدام العترة كلها، لأنه قائدهم وجامع شملهم وحاميهم و.. و..

ثم جابهته بأقوى كلمات التقريع وقالت سلام الله عليها :

" ولا يستفزنك الفرح بقتله "

(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله) (آل عمران/169).

"وحسبك بالله ولياً وحاكماً، وبرسول الله خصيماً، وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المسلمين (أن) بأس للظالمين بدلاً، وأنكم شر مكاناً وأضل سبيلا".

وهكذا ذكرت السيدة زينب سلام الله عليها بمسؤولية القادة والأشراف الذين كان كثير منهم حاضرين يستمعون إليها وحذرتهم من أن تسلط مثل يزيد عليهم نذير شؤم عليهم وانه البديل الأسوأ.

زينب سبط الرسالة، وشبلة علي الطهر، وبنت الصديقة فاطمة.. ويزيد الفاجر العاهر، ومثلها لا تتكلم مع مثله، ولكنها بينت عذرها في الحديث مع يزيد وقالت:

"وما استصغاري قدرك، ولا استعظامي تقريعك توهما لانتجاع الخطاب فيك بعد أن تركت عيون المسلمين به عبرى، وصدورهم عند ذكره حرى، فتلك قلوب قاسية، ونفوس طاغية، وأجسام محشوة بسخط الله ولعنة الرسول قد عشعش فيه الشيطان وفرخ ومن هناك مثلك ما درج ونهض .

فالعجب كل العجب لقتل الأتقياء، وأسباط الأنبياء، وسليل الأوصياء، بأيدي الطلقاء الخبيثة، ونسل العهرة الفجرة، تنطف اكفهم من دمائنا، وتتحلب أفواههم من لحومنا، وللجثث الزاكية على الجيوب الضاحية تنتابها العواسل وتعفرها الفراعل".

هكذا كشفت السيدة عن جوانب من مأساة السبط الشهيد في كلمات مختصرة ولكنها ذات نبرة قوية، ثم قالت: "فلأن اتخذتنا مغنما لتتخذنا وشيكا مغرما، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك وما الله بظلام للعبيد، والى الله المشتكى والمعول واليه الملجأ والمؤمل".

المرة بعد الأخرى تذكّر الصديقة زينب خصمها الطاغي بالله واليوم الأخر وانه سوف يرى جزاء أفعاله، فإذا بمكاسب الانتصار في الدنيا تصبح عوامل الهزيمة والعذاب في الآخرة، أما دنياه فإنها زائلة لا محالة، وإنما يبقى الحق الذي يتمثل في الرسالة ومن انتسب إليها، الرسول وأهل بيته الطاهرين.

لقد هزت زينب ليس عرش بني أمية فقط، وإنما هزت فؤاد يزيد الطاغية، وجعلته يقول بعد فترة:

لعن الله (ابن مرجانة) فانه أخرجه (يعني الحسين) واضطره ثم قتله فبغضني بقتله إلى المسلمين وزرع لي في قلوبهم العداوة بما استعظموه من قتلي حسينا، مالي ولابن مرجانة لعنه الله.

لقد اهتز يزيد، واهتز العرش، وزلزلت الأرض تحت أقدام بني أمية، ولكن ذلك لم يكن كافياً.

إن فاجعة الطف أعمق أثراً من ذلك، وان الهدف منها أعظم وأخطر. لابد أن تبقى هذه المأساة وخزاً في ضمير المتقاعسين، ونوراً لدرب المجاهدين، وحباً للشهادة في نفوس المؤمنين.

وهكذا نصبت زينب سلام الله عليها مجلس العزاء في الشام، ثم لما عادت إلى المدينة دخلتها هي والإمام زين العابدين عليهما السلام وسائر الأسارى بصورة فجيعة، ثم نصبت السيدة زينب مجالس العزاء، وأخذت النساء يدخلن عليها وهي تصف لهن ما جرى عليهم، وتحرض الناس على سلطة يزيد، حتى كتب والي المدينة (عمرو بن سعد الأشدق) إلى يزيد يقول:

إن وجودها بين أهل المدينة مهيج للخواطر، وإنها فصيحة عاقلة لبيبة، وقد عزمت هي ومن معها على القيام للأخذ بثأر الحسين .

فكتب إليه يزيد :

فرق بينها وبين أهل المدينة !

وهكذا طلب الوالي من السيدة مغادرة المدينة إلى أي جهة شاءت، فأبت وتحدت أوامر يزيد قائلة: "قد علم والله ما صار إلينا، قتل خيرنا، وسيق الباقون كما تساق الأنعام، وحملنا على الأقتاب، فوالله لا خرجنا وان أريقت دماؤنا ".

إلا أن نسوة من الهاشميات تلطفن معها حتى اقتنعت بالخروج من المدينة، ولعلها سلام الله عليها رأت في الخروج من المدينة فائدة للنهضة. وهكذا اختارت مصر حسب التواريخ حيث الأرضية المناسبة لحب أهل البيت، وقيل ذهبت إلى الشام، وقال البعض إنما خرجت بطلب من الإمام زين العابدين عليه السلام .

*مشتركي تويتر على شبكة الانترنت، للحصول على مسائل شرعية بشكل يومي يمكنكم التسجيل في الصفحة التالية:


* للتواصل مع مكتب سماحة المرجع المدرسي على الفيسبوك يمكنكم التواصل على العنوان التالي:


* موقع المرجعية على شبكة الانترنت:

* موقع إذاعة الهدى:

المدونة:

* أرسلوا أسئلتكم الشرعية على بريد الاستفتاءات التالي:
ALFEQH@almodarresi.com

* الهاتف كربلاء 009647602006774

نتمنى لكم دوام التوفيق
مكتب سماحة المرجع المدرسي






--
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( |  ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | )
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الحدية والقديمة:
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif 
أو عبر (PickerQrCode)
 
 * للإنضمام لصفحة قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:
 
* ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
 
ثم هذا الرابط التالي:

وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر الإضافة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة
 
ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer

* صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بالفيس بوك:

* لمشاهدة فيديو آية الله النمر في اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
 
* إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):
لا تنسونا من صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق