فلتكن رَاهن السجون
عبد العزيز حسن آل زايد

الشموع الملائكية لا يغتالها الظلام،
يلتهمها اللهب وتنير للعالم، تحترق لتشعل الطهارة، تضحي بنفسها قرباناً ليضوع المسك
والنقاء، هكذا كان أبو الحسن الماضي (كاظم آل محمد)، هكذا كان حليف السجدة الطويلة
يحمد الله على سجنه لتفريغه لعبادة ربه، إنه اعتكاف بمذاق مختلف مدته في يد الله
وثوابه لا يعلمه غير الكريم، ولسان الحال يتمتم : (رَبِّ
السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْه).
إنه صمود الروح، فالسجن مرهون في يد
السجين، والسجان يقف كالأبله محتاراً في شأن سجينه، كلما تلوى السوط ذكر الله
شاكراً وذاكراً، إنه مس من الجنون الإلهي الذي لا يفقهه إلا العاشق المتيم بخالقه،
كان ذو الثفنات الغر يعيش الضياء الساطع رغم قعر السجون وظلم المطامير: (إلهِي خَشَعَتِ الاَصْواتُ لَكَ... وَمَلأَ كُلَّ شيٍ
نُورُكَ)، فحلكة الغسق - في جنب الله - ليست إلا نوراً يتوقد : (وَمَلأَ كُلَّ شيٍ نُورُكَ).
لقد رهن السجون بين انامله فجعلها
مسبحة في يده وسجادة لصلاته ومسجداً لسجوده وعبادته، (مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى دَليل يَدُلُّ عَليْكَ؟!) فالله في قلبه والتسليم يملأ خافقيه ووجدانه،
أما في هذا الحديث تبصره لمعتقلي السجون وأسراء الكرامة؟! لقد كان صواماً قواماً
يشد مئزره لتجارة لا تبور، التضليل في اوجه كان حتى أن نعشه ينادى عليه بنداء
الاستخفاف فوق جسر الرصافة، فهل يستكين؟! أم يبقى الشكر والحمد لآلئ يتلألأ بها ثغره الشريف؟!
حق للسجناء أن يفتخرون بهذا الرمز
الطاهر الذي يصر عشاقه على زيارته رغم المفخخات والقنابل والإرهاب الذي يترصدهم كل
عام، في مثل يومه الأليم حق لنا أن نُتوجه يوماً عالمياً للسجناء الشرفاء، فكم في السجن من مظاليم؟!
إننا لا نطمع في مكرمة من يد سلطان، فالويل
لتلك اليد التي تسجن الأبرياء ثم تتوشح برداء الكرم والسخاء، تباً للسلطات الآثمة
التي ترهق البراءة خلف قضبانها، ألم يلقى يوسف الصديق في
السجن رغم براءته؟! : (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا) على
هذه البراءة، كان تساؤله مشروعاً ليفضح الطغمة التي أودعته السجن ظلماً
وبهتاناً : (مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ
أَيْدِيَهُنَّ)؟!، فالبينة تظهر لكن أصحاب السلطنة تصر على إيداع
المظلوم في زنزانة المعتقل، إنه جبروت الضعفاء، رغم معرفتهم الحقيقة ومشاهدتهم
للحجة الدامغة : ( ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ
مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)، إخفاء فضيحتهم كانت
تستلزم سجن البريء، وهكذا يفعل المجرمون.
لا مخرج من تلك الأزمات إلا بالله، ومن
طلب العون من غيره يطول مكوثه، (وَقَالَ لِلَّذِي
ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ
الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ)، التكيف
في مثل تلك الحالة أمر في غاية الأهمية، فاغتنام الفرص والحديث من أجل مدارسة
العلم خير برنامج لعباد الله الصالحين: (يَا
صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ
الْقَهَّارُ)؟!، إلا أن الحرية خير نعمة وأجزل هدية للمعتقل المظلوم :
(وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ
السِّجْنِ)، فمن يقبل أن يكون مقيداً مدى
الحياة؟!، فرج الله عن كل أسير وجعل الكرامة تاج فوق رؤوس الأحرار
المنافحين .
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | ) (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) |
|
|
|
أو
عبر (PickerQrCode)
|
|
*
للانضمام لصفحة قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة
جديدنا:
ملحق ذا فائدة
(محدث):
* صفحة
آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس
بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
* صفحة
جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بالفيس بوك:
*
لمشاهدة فيديوهات آية الله النمر في اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
* إصدار القبس
الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي
1902 محاضرة):
|
خدمة مجموعة العهد
الثقافية:
|
![]()
من
نشاطات الخدمة
:
-
نشر مستجدات وآخر
محاضرات سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر آل نمر
دام ظله .. ومحاضرات
رسالية.
-
نشاطات ومواضيع
رسالية.
- أقلام رسالية
واعدة.
- أمور متفرقة
منتخبة.
طرق
الاشتراك بالخدمة
* بلاك بيري
مسنجر:
PIN:29663D6D
* ببرنامج
الوتساب:
00966556207946
* على
Twitter:
|
لا
تنسونا من صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات:
البصيرة
الرسالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق