السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

4 أغسطس 2012

سلسلة رؤى وبصائر لتفسير سورة الذاريات لعام 1433 هـ (2)_لآية الله المجدد السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله)_ساهموا بنشرها معكم






سلسلة رؤى وبصائر لتفسير سورة الذاريات لعام 1433 هـ

لمشاهدة فيديوهات تفسير القرآن مريئة لآية الله المجدد السيد محمد تقي المدرسي (داك ظله) على هذا الرابط
***** ***** ***** ***** ***** ***** *****
بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة تفسير سورة الذاريات (2) لـ:
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله

***** ***** ***** ***** ***** ***** ***** ***** 
481189_448435308518492_1971903134_n.jpg (500×333) 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.
صيغة القسم
نجد العديد من الآيات القرآنية تبدأ بالقسم، فتارة يكون القسم بالشمس: (والشمس وضحاها)، وأخرى بالقمر والسماء والأرض، وتارة يكون القسم بالدين والكعبة والنبي (ص) في قوله تعالى: (لا أقسم بهذا البلد. وأنت حل بهذا البلد) و ما شابه ذلك من الآيات المباركة. والسؤال هو:


لماذا القَسَم؟
حينما يُقسم الإنسان فذلك يعني ـ فيما يعنيه ـ بأن هذا الإنسان يؤمن بقيم ومقدسات، فيقسم بها، وهذه القيم قد تختلف باختلاف الناس، فمنهم من يؤمن بالوطن قيمة، وآخر يؤمن بالأب، وثالث بالدين، ولكن الجميع يشترك في أصل واحد هو الايمان والإعتقاد بالقيم وأنها مقدسة.

والقَسَم يكون ـ عادة ـ لإثبات شيء يريد فعله أو ينوي الإنسان المُقسِم تركه، و هو يعنى انه يقول لو كنت كاذباً في كلامي فاني لا أعترف بتلك القيم والمقدسات، و من هنا نجد القسم يوجد في كل الديانات والقوانين في البلاد كافة، ولكن كلٌ حسب معتقده وقيمه.

كل هذا في إطار المخلوق، حيث يريد إثبات حقيقة بالقسم. ولكن لماذا يُقسم الباري عزّ وجل وهو مصدر القيم والقداسة، وهو لا يحتاج الى برهان وقَسَم لاثبات كلامه؟

للإجابة نقول:

أولاً: القرآن هو كلام الله عز وجل، و له مرتبة سامية، ولا يستطيع البشر فهم هذه المرتبة العالية، ولولا أن الباري عز وجل برحمته أنزل القرآن بلساننا، ويسّره لنا، لما استطعنا فهمه. وهذا ما نصت عليه بعض الروايات، وهو معنى كلمة "التنزيل" و"أنزله" و"نزّله".

فلا معنى هنا للنزول المادي، حيث لا معنى للرفعة والدنو في تنزيل القرآن الكريم، فقوله عز وجل: (تَنْزيل الْعَزيزِ الرَّحيمِ) (يس:5) يعني إننا نزّلناه مرتبة ليكون بمستوى عقول البشر، ويشير الى هذا المعنى قوله تعالى: (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا) (مريم،97). فإنما يسّرناه ليفهمه الناس.

وهكذا ورد في مضمون حديث شريف أن الباري عز وجل لو لم يُيَسِر القرآن للناس لما استطاع أحدٌ أن يفهم القرآن، ولكنه جعله (بلسان عربي مبين)، وكلمة "العربي" هي بمعنى التوضيح، فيقال: أعرب عن قصده أي بيّنه ووضّحه وبيّن ما خفي منه. وفي هذه الآية تأكيد على اأن القرآن "عربي" و"مبين".

و لمّا كان القَسَم أحد مبتنيات البشر والمتعارف عندهم للتأكيد، فالباري عزّ وجل جاء به في القرآن لتبيانه لنا، فليس الباري بحاجة الى إثبات قوله تعالى بالقسم، وإنما نحن الذين نحتاج الى القسم لكي نفهم عظمة الأمر.

ثانياً: يكون القسم عادة لإعطاء قيمة لشيء لا قيمة له، فحين أُقسِم بأني سأسافر غداًـ على سبيل المثال ـ فليس السفر بذات قيمة، ولكني بقسمي أجعل له قيمة، هذا في ما يتعارف عند الناس. أما في قول الباري تعالى فإن الامر مختلف جداً، فان الله تعالى حينما يقسم بشيء فقد جعل للمقسوم به قيمة حقيقية، فحينما يقسم بالسماء تصبح السماء ذات قيمة لذكر الباري اياها بقسمه، فنعرف أن السماء شيء مهم وذو قيمة، وكذلك الارض وطحوها.

فلماذا أقسم الباري عزّ وجل بهذه الامور دون غيرها؟ قد نجد إشارة الى هذا الامر في آيات مباركة كما في قوله تعالى: (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (الواقعة،75-76). أو قوله عزّ وجل: (لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ. وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) (البلد،1-2).

ثالثاً: حينما يقسم الانسان بشيء، فانه يُوجِد رابطة إعتبارية بين حقيقتين لا علاقة بينهما في الظاهر، فمثلاً حين يقسم المرء بروح والده بانه سيسافر فإنه يوجد علاقة إعتبارية بين السفر وعقيدته بقيمة والده، ولكن الامر في قَسَم القرآن الكريم مختلف جداً، فحينما يقسم الباري تعالى بشيء فنستفيد من ذلك وجود العلاقة الحقيقية في الخارج بين المقسم به والمقسم عليه.

وبعد هذه المقدمات الثلاث، نفتتح بها سورة الذاريات حيث تبدأ هذه السورة بالقَسَم بالذاريات، وبالحاملات، والجاريات، والمقسمات، ومؤدّى كل ذلك القسم قوله تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ . وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ) (الذاريات، 5و6). فينبغي أن نفهم العلاقة الواقعية بين القسم ومؤدّاه.

معنى الذاريات
أحياناً يذكر القرآن الكريم كلمةً واحدة ولكنها في الحقيقة تحتاج الى مجلدات لاستيعابها، وهذا عمق بلاغة القرآن.

أصل كلمة "الذاريات" من (ذراه ذرواً) بمعنى أنه قسّمه أو قطّعه الى أجزاء غير متناهية وغير منظمة، بل هو ذراه اي بعد هذا التقسيم او الطحن وزعه ونثره. وانما استُخدِمَ الجمع هنا "الذاريات" لتبيان أنها ليست واحدة بل اكثر من نوع، لان كلمة (الذارية) كانت تفيد الجمع ايضاً إن كانت من نوع واحد ولا حاجة لصيغة الجمع عندها.

في تفسير هذه الآية ورد في الحديث الشريف أن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) أجاب ابن كوّاء عن سؤاله حول معنى هذه الآيات، ففسر الامام (عليه السلام) الذاريات بالرياح، والحاملات بالغيوم، والمقسمات بالملائكة. ولكن الإمام عليه السلام كان يحدث كلاً على قدر عقله، فقد بيّن الامام مصداقاً من مصاديق هذه الآية، وهو ما سنتحدث عنه في هذه الليلة، وهناك مصاديق اخرى يجب التعمق بها قد نوفق لها في دروس لاحقة، ان شاء الله تعالى.

فحينما تشرق الشمس تتمدد الأرض وحين تغرب تنقبض، فيوجد خلأً بين الحالتين فتتكوّن الرياح، هذا في اطار الكرة الارضية. ولكن هنالك رياح أخرى هي نتاج حركة الكرة الأرضية، ولان الحركة سريعة فهي تولد الرياح العاتية، وحسب ما أفهمه من بعض الروايات والآيات المباركة أن قوم عاد الذين أخذتهم الرياح قد اصيبوا بواحدة من هذه الرياح العظيمة. وسنفصل الحديث عن الموضوع عندما نصل الى الآيات المتعلقة ان شاء الله تعالى.

والرياح طاقة كبيرة، ونلاحظ اليوم - بل على مر التاريخ – كان الانسان ولا يزال يستفيد من هذه الطاقة في إبحار السفن و توليد الطاقة و غيرهما.

(وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا)
تشير الآية المباركة الى أن هذه الرياح قوية جداً بحيث لا شيء يستطيع أن يقف أمامها، فهي تطحن و تنشر كل شيء، أفلا نرى الفيضانات التي تحدث هنا وهناك ولا يستطيع أحد الوقوف أمامها؟

(فَالْحَامِلاَتِ وِقْرًا)
وكما فسّر الإمام عليه السلام الحاملات فهي الغيوم، والوقر بمعنى الشيء الثقيل، وهو الماء الذي تحمله هذه الغيوم، فهي تحمل ملايين الاطنان من المياه.

(فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا)
ويستمر القسم الإلهي بالغيوم، وكيف أنها تجري بيسر ومن دون اي صوت او ضوضاء، ترى هل جلست في يوم صيفي تنظر الى الغيوم؟ تحسبها واقفة ولكنها تمر سريعاً، فإذا بها تنتقل ولكنك لا تشعر بها.

(فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا)
بعد أن يقسم الباري بهذه الامور الثلاثة يقول تعالى: (فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا) فكل هذه هي مأمورة، فالقطرات لا تنزل إلا بأمر إلهي وكل قطرة قد وكّل بها ملكان بما امر الله تعالى كما في حديث شريف، و الـ"أمر" لغةً بمعنى الشيء المهم.

مؤدّى القسم
فالقسم الإلهي بهذا النظام المحكم الذي لا يتعلق به كل وجود الناس، ماذا يريد الباري ان يؤكده به؟ يقول تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) فكل ما جاء به الانبياء حق، فنحن الذين ارسلنا هذه الذاريات، والجاريات، والحاملات. ونحن الذين قسمناها لكم. ونحن قادرون على أن نسلبها منكم، كما قد فعلنا ذلك في أمم سبقت فاحذروا ايها الناس، فلتعلموا انه الحق.

وكلمة "توعدون" لغة تشير الى جانب العذاب و العقاب، اي الجانب السلبي. وبعكسها كلمة "وعدكم" فالوعد يكون ايجابياً والوعيد يكون سلبياً.

مشكلة البشر أنه يخادع نفسه حين يستمع الى آيات العذاب والعقاب فيقول في نفسه: "الله ارحم الراحمين، هل يعذبني؟" فياتي الجواب الالهي واضحاً في سياق الآيات المباركة، و ياتي بالمثل بعد الآخر لكي لا يخادع الإنسان نفسه، فيقول تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ).

يبقى إن لهذه الآيات عمق، فيجب البحث فيها أكثر إن وفقنا لها في الليالي القادمة.

نسأل الله تعالى أن ينير قلوبنا لنَعي هذه الحقائق، ولتكون طريقنا للهداية، لكي نصدق هذه الآيات، ونصدق ما جاء به الانبياء. إنه ولي التوفيق. وصلى الله على محمد وآل محمد. 

(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( |  ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | )
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الجديدة والقديمة:http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif 
أو عبر (PickerQrCode)

http://chart.googleapis.com/chart?cht=qr&chs=100x100&choe=UTF-8&chld=H|0&chl=http://goo.gl/hu7cX

 * للانضمام لصفحة قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديدنا:
 


* ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
 
ثم هذا الرابط التالي:

وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر الإضافة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة

ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer

* صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بالفيس بوك:

* لمشاهدة فيديوهات آية الله النمر في اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
 
* إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):

خدمة مجموعة العهد الثقافية:
من نشاطات الخدمة :
نشر مستجدات وآخر محاضرات سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر آل نمر دام ظله .. ومحاضرات رسالية.

نشاطات ومواضيع رسالية.

- أقلام رسالية واعدة.

- أمور متفرقة منتخبة.
طرق الاشتراك بالخدمة
* بلاك بيري مسنجر:
PIN:29663D6D
 
* ببرنامج الوتساب:
00966556207946

* على Twitter:

 لا تنسونا من صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق