الإنسان بين عوامل النجاة وعوامل الإنهيار
قال تعالى ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ* وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ﴾ سورة هود 66-68.
لله حدود وفي كونه سنن ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، ومن يتجاوز تلك السنن فلا يلومن إلا نفسه... كانت هذه هي البداية التي افتتح بها الشيخ محمد حسن الحبيب حديثه اليوم الجمعة 11 ذي القعدة 1433هـ في مسجد الإمام الرضا (ع) بصفوى.
وأضاف سماحته: في عملية التجاوز هذه يقف كلا من الظالم وإلى جانبه المظلوم المستضعف في خط الانتظار، كل إلى مصيره، فالمستضعف وإلى حين يأتي أمر الله بالنجاة له ولإخوانه المؤمنين والمستضعفين لا بد أن يمر بألوان من الابتلاء والامتحان.
قال تعالى ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ سورة البقرة، آية 155 – 157.
وقال سبحانه ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ سورة القصص، آية 4-5.
والنتيجة تكون النجاة لمن آمن وصبر واستقام، بينما في الضفة الأخرى يأخذ الله الذين ظلموا أخذ عزيز مننتقم.
وتسائل سماحته: لماذا لم يأخذ الطغاة بأسباب النجاة؟
والجواب: إن مشكلة البشر حين يستحوذ على القوة والسلطة يتعامل على أن ذلك دائم لا يزول، فالقوة لن تتحول في يوم من الأيام إلى ضعف، والملك لا يبلى، مع أن ذلك مما يكذبه التاريخ والواقع ويمكن لمن له أدنى بصر أو بصيرة الإطلاع عليه.
وأضاف: والمشكلة الأكبر حين يتراءى له من خلال ذلك أن كل شيء ملكا له بشرا وحجرا، ويتصرف على هذا الأساس، فحين يطالب بدفع الحقوق إلى الناس يتعاطى معها على أن ذلك تجاوزا لحقه وتعديا عليه.
ومن خلال ذلك يقع في إشكالية التجاوز للحدود والسنن المرسومة من قبل الله سبحانه وتعالى.
وهنا أكتفي بذكر تجاوزين:
· الأول: الإساءة إلى المقدس
للمقدس الدور الكبير والأساس في تشكل الأمة ورسالتها ورؤيتها للحياة، وينعكس ذلك على سلوك أبنائها وتطلعاتهم وأهدافهم.
لذا يتكون عند الأمة (أية أمة) القابلية والاستعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على المقدس، والأرواح ترخص في الذب عنه.
من هذا المنطلق نحن ننظر إلى الإساءة إلى رسول الله (ص)، والغضب والسخط الذي أبدته الأمة الإسلامية خلال الأسابيع الماضية ينطلق من استعدادها للذب عن رسول الله (ص) باعتباره أحد أهم المقدسات لديها.
وكنا نأمل أن تستجيب الولايات المتحدة إلا أنها أبت واستكبرت وراح رئيسها يدافع عن من صدرت منهم الإساءة معتذرا بحماية الدستور لحق التعبير عن الرأي.
وهذا القول في غاية السخف لأن هذا الكلام يفضي إلى أن دستورهم يحمي التجاوز والتطاول على الغير.
وهذا سير نحو الانحدار في العلاقة مع الأمم والشعوب، وتأسيس للعداوة والبغضاء في العالم، وحض على الحقد والكراهية بين الناس.
وأضاف سماحته: إن عالم اليوم يعيش التداخل والترابط والمصالح المشتركة، ويبنى ذلك على الاحترام المتبادل، والدفاع عن المسيئين لرسول الإنسانية وحمايتهم يؤسس لمرحلة يكون الازدراء والكراهية والعداوة والبغضاء سيد الموقف.
· الثاني: الدماء
الانتصار الوهمي بإسالة دماء الأبرياء العزل، وإزهاق أرواح الناس هو الآخر انحدار خطير يهدد بانهيار المجتمع وتضييع مكتسباته، ولذا ورد التشديد في أمر القتل حتى عد القتل بغيا بقتل الناس جميعا. قال تعالى ﴿..مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا..﴾.
وأضاف: إن ما جرى في بلدة العوامية في اليومين الماضيين من قتل وترويع هو كما وصفه بعض النشطاء إعدام في الشوارع.
وهذا الأمر لا نقف عنده بعبارات الاستنكار والشجب فقط لأن الرصاصات التي استهدفت الشهيدين إنما استهدفت المجتمع بأكمله، وأرادت من تمزيقها جسديهما تمزيق وحدة المجتمع.
وهنا نناشد المسؤولين للتدخل لكف أيدي من ربما يرغب في تحقيق انتصارات وهمية أو ترقيات في الرتبة والراتب على حساب الأرواح بل والمجتمع أيضا.
إننا نناشد إخواننا الأحرار في هذا الوطن للوقوف صفا واحدا أمام عمليات التعدي على الأرواح وإلا فستكون العواقب وخيمة لأن الدم لا يبرد.
أيها الأخوة في هذا الوطن تعالوا نتجاوز الطائفية والمناطقية ونقف سويا ضد نزيف الدم وضد الاحتجاز والاعتقال السياسي.
إن الأحرار في بلادنا الحبيبة مطالبون بالحفاظ على مكتسبات البلاد التي تحققت بجهد الآباء والأجداد.
وختم حديثه بالدعاء للشهداء بالرحمة والمغفرة والرضوان، ولأهلهم وذويهم بالصبر والسلوان، وللمعتقلين في بلادنا بالفرج العاجل.
مصدر التقرير:
مقتطفات من حديث جمعة نصرة رسول الله (ص) لسماحة الشيخ محمد حسن الحبيب | إنا كفيناك المستهزئي
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | ) (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) | |
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الجديدة والقديمة:
 | |
أو عبر (PickerQrCode)
| |
* للانضمام لصفحة قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديدنا:
ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
* صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بالفيس بوك:
* لمشاهدة فيديوهات آية الله النمر في اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
* إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):
|
خدمة مجموعة العهد الثقافية:
|
من نشاطات الخدمة :
- نشر مستجدات وآخر محاضرات سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر آل نمر دام ظله .. ومحاضرات رسالية.
- نشاطات ومواضيع رسالية.
- أقلام رسالية واعدة.
- أمور متفرقة منتخبة.
طرق الاشتراك بالخدمة
* بلاك بيري مسنجر:
PIN:29663D6D
* ببرنامج الوتساب:
00966556207946
* على Twitter:
|
لا تنسونا من صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق