السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

23 أكتوبر 2012

بصائر مرجعية: (خصال الإمام الباقر عليه السلام)_عظم الله أجورنا وأجوركم

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باسم قروب البصيرة الرسالية نقدم لكم أحر التعازي بمصابنا بإمامنا الباقر عليه السلام ونضع بين أيديكم شذرات من هذه الشخصية العظيمة من كتابات المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله الوارف في هذه المناسبة الأليمة

فإنا لله وإنا إليه راجعون وعظم الله لكم الأجر

خصال الإمام الباقر عليه السلام
https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/390419_330549546973736_417024765_n.jpg
لا يختار الله عبداً لمقام الإمامة . ويجعله حجة بالغة على خلقه إلاّ إذا اكتملت فيه الخصال الجيدة . وكان مثلاً لما أقر به سبحانه في كتابه من خشية الله وتوقيره . وتعظيمه وتجليله . وإخلاص العبودية له والتي تتجلى في جملة أقواله وأفعاله . فلا يقول إلاّ صواباً ولا يعمل إلاّ رشداً .


وإذا كنا ننقل بعض خصال الإمام الباقر (ع) الحميدة، أو خصال أحد المعصومين عليهم السلام، فلكي نأتي بالشواهد الواضحة التي تدلنا على أمثالها، وليس لأننا نريد أن تختصر كل حياة الإمام فيها . أو نحصي فضائله وخصاله الحميدة، كلا .. لأننا نعرف سلفاً أن حياتهم كانت صورة واقعية عن القرآن الكريم، بيد أن ما بلغنا منها لم يكن مستوعباً لجوانب حياتهم، لأن جانباً منها انبهر به المؤرخون فأكثروا فيه الحديث واكتفوا بقياس سائر الجوانب عليه، فمثلاً ذكروا من حياة الإمام السجاد جانب العبادة، ولم يتحدثوا كثيراً عن جانب العلم، بينما عكسوا الأمر فيما يتصل بحياة الإمام الباقر (ع) .

وهكذا نكتفي ببعض الإشراقات التي وصلت إلينا من حياة الإمام ونترك للقارئ أن يقيس سائر أبعاد حياته عليها .

" قال: ابن شهراشوب في المناقب ": كان أصدق الناس لهجة وأحسنهم بهجة وأبذلهم مهجة، وكان أقل أهل بيته مالاً وأعظمهم مؤونة، وكان يتصدق كل جمعة بدينار، وكان يقول الصدقة يوم الجمعة تضاعف لفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام، وكان إذا أحزنه أمر جمع النساء والصبيان ثم دعا فأمنوا، وكان كثير الذكر، كان يمشي وإنه ليذكر الله ويأكل الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله عن ذكر الله، وكان يجمع ولده فيأمرهم بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منهم ومن كان لا يقرأ منهم أمره بالذكر، ويأتي قول المفيد: وكان ظاهر الجود في الخاصة والعامة مشهور الكرم في الكافة، معروفاً بالتفضل والإحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله، ويأتي عن سليمان بن دمدم أنه عليه السلام كان يجيز بالخمسمائة درهم إلى الستمائة إلى الألف، وكان لا يمل من صلة إخوانه وقاصديه ومؤمليه وراجيه، وكان إذا ضحك قال: اللهم لا تمقتني . وقال الأبي في كتاب نثر الدرر: كان إذا رأى مبتلى أخفى الاستعاذة، وكان لا يسمع من داره يا سائل بورك فيك ولا يا سائل خذ هذا وكان يقول: سموهم بأحسن أسمائهم.

وحينما يذكر أبو نعيم في كتابه الحلية الإمام يصفه بهذا النعت: الحاضر الذاكر الخاشع الصابر أبو جعفر محمد بن علي الباقر.

وكان من شدة خشوعه ما يذكره (أفلح) مولى أبي جعفر أنه قال: خرجت مع محمد بن علي حاجّاً فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته، فقلت: بأبي أنت وأمي إن الناس ينظرون إليك فلو رفعت بصوتك قليلاً فقال لي: ويحك يا أفلح ولم لا أبكي لعل الله تعالى أن ينظر إليّ منه برحمة فأفوز بها عنده غداً، قال (أفلح) ثم طاف بالبيت ثم جاء حتى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتل من كثرة دموع عينه ويضيف أفلح قائلاً: كان إذا ضحك قال: اللهم لا تمقتني.

ويقول نجلُه الإمام الصادق (ع) وهو يصف تبتل والده إلى الله: كان أبي كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنه يذكر الله، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله . وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا الله إلاّ الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقرآن من كان يقرأ منا ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر.

ويقول الإمام الصادق (ع):
إني كنت أمهد لأبي فراشه فأنتظره حتى يأتي، فإذا أوى إلى فراشه ونام قمت إلى فراشي . وإنه أبطأ عليّ ذات ليلة فأتيت المسجد في طلبه وذلك بعدما هدأ الناس، فإذا هو في المسجد ساجد، وليس في المسجد غيره وسمعت حنينه وهو يقول: سبحانك اللهم أنت ربي حقاً حقاً، سجدت لك تعبداً ورقاً، اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم.

وكان (ع) شديد الحب لكتاب ربه، عظيم الاهتمام به والتأثر بآياته، حتى أن أبان بن ميمون القداح قال: قال لي أبو جعفر (ع): إقرأ . قلت: من أي شيء أقرا ؟. قال: من السورة التاسعة ؟ قال: فجمعت ارتمسها فقال: اقرأ من سورة يونس فقال .. قرأت { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ } (يونس/26) قال: حسبك، قال: قال رسول الله (ص): إنِّي لأَعجبُ كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن.

وكان يستلهم من كتاب ربه معارف الدين حتى أنه يدعو الرواة أن يسألوه عن مصدر أقوالهم من القرآن، هكذا يروي أبو الجارود قال: قال أبو جعفر (ع): إذا حدثتكم بشيء فاسألوني عن كتاب الله . ثم قال: حتى حديثه أن الله نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال: فقالوا يابن رسول الله وأين هذا من كتاب الله ؟ فقال: إن الله عزّ وجلّ يقول في كتابه: { لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ } (النساء/114) وقال: { وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ الله لَكُمْ قِيَاماً } (النساء/5) وقال: { لاَ تَسْاَلُوا عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } (المائدة/101).

وإذا سأل عن حاله استغل السؤال لتذكير نفسه والسائل بالله، فقد روي أنه قيل لمحمد بن علي الباقر (ع) كيف أصبحت: قال: " أصبحنا غرقى في النعمة، موتورين بالذنوب، يتحبب إلينا إلهنا بالنعم، ونتمقت إليه بالمعاصي، ونحن نفتقر إليه وهو غني عنّا ".

وكان (ع) شديد التسليم لأمر الله فقد روى بعض أصحابه أنه قال: كان قوم أتوا أبا جعفر (ع): فوافَوا صبياً له مريضاً، فرأوا منه اهتماماً وغماً، وجعل لا يقر (قال) فقالوا: والله لإن أصابه بشيء إنا نتخوف أن نرى منه ما نكره، قال فما لبثوا أن سمعوا الصياح عليه، فإذا هو قد خرج عليهم منبسط الوجه في غير الحال التي كان عليها، فقالوا له: جعلنا الله فداك لقد كنا نخاف مما نرى منك أن لو وقع ان نرى منك ما يغمنا، فقال لهم: إنا لنحب أن نعافى في من نحب، فإذا جاء أمر الله سلمنا فيما يحب.

وكان (ع) لا يلويه عن العمل الصالح شيء . وفي ذلك رواية طريفة ينقلها بعض أصحابه حيث يقول: - حضر أبو جعفر (ع) جنازة رجل من قريش وأنا معه، وكان فيها عطاء فصرخت صارخة فقال عطاء: لتسكتن أو لنرجعن، قال: فلم تسكت فرجع عطاء قال: فقلت لأبي جعفر (ع) إن عطاء قد يرجع، قال: ولِمَ ؟ قلت: صرخت هذه الصارخة فقال لها: لتسكتن أو لنرجعن ؟ فلم تسكت فرجع، " فقال: إمضِ بنا فلو أنا إذا رأينا من الباطل مع الحق تركنا له الحق لم نقضِ حق مسلم، قال: فلما صلى على الجنازة قال وليها لأبي جعفر: إرجع مأجوراً رحمك الله فإنك لا تقوى على المشي، فأبى أن يرجع، قال فقلت له: قد اذن لك في الرجوع ولي حاجة أريد أن أسالك عنها، فقال: إمضِ فليس بإذنه مشينا ولا بإذنه نرجع، إنما هو فضل وأجر طلبناه فبقدر ما يتبع الجنازة الرجل يؤجر على ذلك 40 .

أما معاشرته لإخوانه فقد كانت غاية في الأدب، فمثلاً يحكي أبو عبيدة عن آداب عشرته في السفر فيقول: كنت زميل أبي جعفر (ع) وكنت أبدأ بالركوب ثم يركب هو " فإذا استوينا سلّم وسأل مسألة رجل لا عهد له بصاحبه، وصافح، قال: وكان إذا أنزل نزل قبلي، فإذا استويت أنا وهو على الأرض سلم وسأل مسألة من لا عهد له بصاحبه، فقلت يابن رسول الله إنك تفعل شيئاً ما يفعله من قبلنا، وإن فعل مرة لكثير، فقال:

أما علمت ما في المصافحة، إن المؤمنين يلتقيان فيصافح أحدهما صاحبه فما تزال الذنوب تتحات عنهما كما يتحات الورق عن الشجر والله ينظر إليهما حتى يفترقان.

وكان في تعامله مع الناس برّاً عفيفاً، وكان يعفو عن السيئة أنى استطاع إلى ذلك سبيلاً، وكان لذلك أطيب الأثر في نفوس الناس، فقد قال له نصراني يوماً: أنت بقر قال: لا أنا باقر قال: أنت ابن الطباخة (يريد تعييره بها) قال: تلك حرفتها، قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذية ؟ قال: إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك، فانبهر النصراني بأخلاقه، ودعاه ذلك إلى الإسلام على يديه.

وقد كان تعامله مع المستضعفين يتميز بالشفقة والرفق، وقد روي عن نجله الإمام الصادق (ع) أنه قال:

إذا استكملتم ما ملكت أيمانكم في شيء فيشق عليهم فاعملوا معهم فيه، قال: وإن كان أبي (الإمام الباقر عليه السلام) ليأمرهم فيقول كما أنتم، فيأتي فينظر، فإن كان ثقيلاً قال باسم الله ثم عمل معهم، وإن كان خفيفاً تنحى عنهم.

وربما كان عمله في إصلاح حقله ومزرعته لهذه الجهة، حيث كان الأئمة (ع) يرون الكدح والكد أمراً محبوباً يقربهم إلى الله .

في ذلك يروي أبو عبد الله الصادق أن محمد بن المكدر كان يقول: ما كنت أرى أن مثل علي بن الحسين يدع خلفاً لفضل علي بن الحسين حتى رأيت ابنه محمد بن علي، فأردت أن اعظه فوعظني، فقال له أصحابه: بأي شيء يعظك ؟ قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيت محمد بن علي وكان رجلاً بديناً وهو متّكٍ على غلامين له أسودين أو موليين، فقلت في نفسي: شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا، أشهد لأعظنه، فدنوت منه فسلمت عليه، فسلَّم عليَّ ببهر وقد تصبب عرقاً، فقلت أصلحك الله يا شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا، لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال ؟ قال: فخلى عن الغلامين من يده، ثم تساند وقال: لو جاءني والله الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله تعالى أكفّ بها نفسي عنك وعن الناس، وإنما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله، فقلت: يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني.

وكان يمكن الإمام أن يستخدم عبيده في أمر إصلاح أرضه، إلاّ أنه أحب أن يراه الله كاداً في سبيل إعاشة عياله .

ونختم حديثنا عن عِشرة الإمام بحديث يرويه الإمام الصادق (ع) يقول:
أعتق أبو جعفر من غلمانه عند موته شرارهم وأمسك خيارهم . فقلت: يا أبته تعتق هؤلاء وتمسك هؤلاء ؟ فقال: إنهم قد أصابوا مني حزناً فيكون هذا بهذا.

هكذا ضرب الإمام أروع الأمثلة في الخصال الحميدة والآداب الرفيعة، ولا ريب أن الرواة لم ينقلوا لنا إلاّ نزراً يسيراً من جوانب حياته التي تفيض بالحكمة والرشاد .. فسلام الله عليه أبداً وصلاته عليه دائماً سرمداً .

لقراءة باقي الكتاب:
http://almodarresi.com/books/590/index.htm


(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( |  ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | )
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الجديدة والقديمة:
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif 

أو عبر (PickerQrCode)
http://chart.googleapis.com/chart?cht=qr&chs=100x100&choe=UTF-8&chld=H|0&chl=http://goo.gl/hu7cX

 * للانضمام لصفحة قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديدنا:

 
* ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
 
ثم هذا الرابط التالي:
 
وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر الإضافة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة

ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
* صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بالفيس بوك:
* لمشاهدة فيديوهات آية الله النمر في اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
 
* إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):

خدمة مجموعة العهد الثقافية:
من نشاطات الخدمة :
- نشر مستجدات وآخر محاضرات سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر آل نمر دام ظله .. ومحاضرات رسالية.
 
- نشاطات ومواضيع رسالية.
 
- أقلام رسالية واعدة.
 
- أمور متفرقة منتخبة.
طرق الاشتراك بالخدمة
* بلاك بيري مسنجر:
PIN:29663D6D
 
*  ببرنامج الوتساب:
00966556207946
* على Twitter:

 لا تنسونا من صالح دعائكم

وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق