الخبث اللطيف (1)
الشيخ حسن أحمد آل زايد-تاريخ المقال: 27 /12 /1429 هـ

المقدمة
إن
تغير بعض الأنماط الثقافية والسلوكية والعادات والتقاليد داخل المجتمع قد
تحوِّل بعض الصفات الأخلاقية من صفات مرفوضة إلى مقبولة؛ بل ومطلوبة،
والزمن قد يكون كفيلاً بالمساهمة في تغييب الصورة القبيحة لتلك الصفات
واستبدالها بصورة حسنة، كما أن الاتجاهات والمصالح لبعض أفراد المجتمع له
مدخلية كبيرة في إبطال المعايير الصحيحة التي تحكم تلك الصفات واستبدالها
بمعايير تتوافق وأهوائهم وجهالاتهم؛ من خلال إجراء بعض التعديلات ووضع
المساحيق التجميلية واللمسات التلطيفية لتضفي عليها رونقاً جذاباً؛ مما
يخرجها من حد الاستهجان والمقت إلى حد الاستلطاف والرضا.
ولو أخذنا لتلك الصفات مثالاً بارزاً وهو (الكذب) لرأينا كيف نجري هذه الصفة في حياتنا اليومية؟ وكيف نتعامل مع من يتصف بها؟ وكيف نوجد التبريرات له؟ وكيف..؟ وكيف..؟.
إن
بعض أفراد المجتمع قد يتعامل مع هذه الصفة من خلال عدة اعتبارات ومعايير،
وبناءً عليها - أي تلك الاعتبارات والمعايير- تتشكل له رؤية عنها ورأي في
المتصف بها، فإن كانت تلك الاعتبارات والمعايير سليمة وصحيحة لم تُحمِّلهم
عناء البحث والتفكير الكثير عن مبررات التعامل بهذه الصفة والاتصاف بها،
لأن هناك ما يدعمها من ناحية فطرية وعقلائية ودينية، ولا تحتاج لإجراء أي
عمليات تحسين أو تقبيح، ولهذا توضع هذه الصفة في موضعها الصحيح من حيث
كونها قبيحة أصلاً - أي كما هي- إلا ما خرج منها بدليل أو اعتبار سليمين.
وإن
كانت غير مستندة إلى أسس صحيحة ومعايير سليمة فإنها تحتاج إلى تحمل مؤنة
زائدة من خلال الإيجاد القسري لمخارج وتبريرات عديدة - من قبيل استحداث
مصطلحات وألفاظ مخففة تحكي عن معناها ولكنها تهون من شأنها في النفس، من
أمثال استخدام عبارة (خرَّاط،، شلَّاخ، هلَّاش) على من ينقل شيئاً مختلقاً
أو خلاف الواقع وهو يعلم بذلك، على الرغم من كونها ألفاظ مترادفة للفظة
(الكذب)، إلا أن محاولة التخفيف من وقعها النفسي الثقيل هو أحد المبررات
لمثل ذلك؛ فهي ألفاظ خفيفة على القلب ومطلوبة في مجالس الأنس والمرح
والتلهي، ولا تقدح في نظر المتسامرين بالشخص المتصف بها كثيراً؛ وإنما تجعل
له ميزة على الآخرين ومكانة مرموقة بين أقرانه، وإن كان الأفضل في بعض
الأحيان- في نظرهم- التقليل منها لا لأنها محرمة وقبيحة والواجب تركها
وإنما لأنها تمس بعضاً منهم، وتقلل من شأنه أمام أترابه المتسامرين.
وقد
يتصور الكثير من الناس أن أمر الكذب هين يسير، ولا يحتاج إلى كثرة التهويل
والتضخيم والتحذير، فشأنه كشأن أي رذيلة أخلاقية نفسية أخرى، يمكن التغاضي
عنها لأنها متعلقة بذات الشخص وخلقياته؛ ولكن إلفاتة سريعة على النصوص
الإسلامية والآراء المستندة إلى أحكام العقل كفيلة برفع هذا اللبس
والاشتباه الذي أصبح مرتكزاً في أذهان الغالبية، وسنعرف - مختصراً- من خلال
الأسطر القليلة للمقالات القادمة شناعة هذه الصفة وقباحتها من خلال هذين
الأصلين المهمين في الحكم على من يتصف بها من أجل أن يعرف كل واحد منا أن
أي معيار يخالف هذين الأصلين (الوحي والعقل) بالنسبة لهذه الصفة فهو معيار
غير صحيح، وإن أريد إضفاء سمات تحسينية عليه أو على من يتصف به.
هذه قد تكون النظرة العامة على هذه الصفة من وجهة نظر البعض.
......
هذا
وسوف نتناول في بعض المقالات القادمة نظرة الوحي في صفة الكذب ومن يتصف
بها ونعقبها بعد ذلك بالرأي العقلائي، وبعض المقالات ذات الصلة.
(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق