
إزالة اللافتات الحسينية: المعاني والدلالات
لم يعد خفياً على أحد التصرف الاستفزازي والانتهاك العلني الذي أقدمت عليه السلطات حينما صدمت الجميع بإزالة اللافتات الحسينية بشكل مُفاجأ وسريع، والمجتمع بعدُ لا يزال يعيش أجواء ذكرى عاشوراء الحسين. مما يدفعنا للتساؤل: ما هي دلالات هذا السلوك الذي تنتهجه السلطات مع الأقلية الشيعية؟
يرى كثير من المحللين والمراقبين إن إزالة اللافتات الحسينية -بما فيها من انتهاك علني للخصوصية المذهبية- تأتي في سياق المحاولات المتكررة والمتعاقبة لطمس الهوية الشيعية، ولتبقى هوية هذا البلد هوية سلفية بامتياز.
ولعل لقائل أن يقول: أن إزالة اللافتات الحسينية حق طبيعي تمارسه للسلطات للحفاظ على المرافق العامة، وبها تخرج إزالة اللافتات عن سياق انتهاك الخصوصية المذهبية! إلا أن هذا التوجيه واضح البطلان، فالكل يعلم بأن المرافق العامة لا تخلو على طول العام من إعلانات الزواج وافتتاح المحلات وما أشبه، فأين كانت السلطات حينها عن المحافظة على المرافق العامة! وما حرق اللافتات الحسينية وعمليات التسلق على المنازل لإزالة أعلام عاشوراء إلا شاهدَ صدقٍ لكون هذا التصرف يأتي في سياق الانتهاكات العلنية للخصوصية المذهبية.
هذا وقد كانت عقيلة الطالبيين السيدة زينب (ع) قد كشفت عن وقوع مثل هذه الممارسات حينما قالت للإمام السجاد (ع):(مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي و أخوتي، فوالله إن هذا لعهد من الله إلى جدّك و أبيك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، أنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة، والأجسام المضرّجة، فيوارونها، وينصبون بهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه، على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر، وأشياع الضلال في محوه و تطميسه، فلا يزداد إلا علواً).
والذي يقرأ التاريخ جيداً يدرك أن ذكر الإمام الحسين (ع) يتعالى على كل محاولات المحو والطمس التي قد يقدم عليها اليزيديون.
ظنوا بان قتل الحسينَ يزيدهم لكنما قتل الحسينُ يزيدا
حلقة ضمن حلقات:
بالأمس القريب طالعنا المدعو العريفي بتعديه السافر على مقام آية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني، ليكمل حلقة جديدة من حلقات البذاءة وسوء الأخلاق التي لازمت الرموز من هذا المذهب فضلاً عن النكرات. وهذا التعدي- مع فظاعته لجرحه قلوب ملايين المسلمين- إلا أنه نتيجة طبيعية لثقافة الكراهية وفتاوى التكفير التي عشعشت عليها نفوسهم.
والعجب كل العجب أن نتحدث عن حوار وطني ثم نرى أن كتب التكفير تمول بأموال حكومية خالصة، أو أن فتاوى التكفير وكلمات التضليل تصدر من المحسوبين على المؤسسات الرسمية بلا أية محاسبة. والمضحك المُبكي ما أقدمت عليه صحيفة عكاظ من اعتذار رسمي عن ما وصفته بأساليب الغمز واللمز التي وردت على صفحاتها بحق رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، إلا أننا كطائفة دينية وطيف اجتماعي نكون أهون في نظرهم من رئيس الأساقفة هذا!
كلمة الأخيرة: إن الشعور بالوحدة الوطنية لا يلتئم مع الإقصاء والإلغاء، ولذا فإن مثل هذه الممارسات الطائفية هي من سيسد الباب أمام كل محاولات بناء الوحدة الوطنية.
(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق