مقص ولافتة حسينية
![]() |
من قال أن الحروف والكلمات خرساء لا تتكلم؟! من قال أن السطور لا تملك الروح والنبض، إنها باقة ورد فواحة للمحبين، وسوط يتلوى على ظهور الشانئين المعاندين، الكلمة تمتلك نفساً معطاءة تلهب المشاعر والأحاسيس، وتوقظ الغافلين والغارقين في رحيق العسل المضلل، وترغم الشيطان الأكبر ذو الرؤوس أن ينتحب إذلالاً وصغارا، ويضج ضجيج القدر المحترق !
تراه – للأسف الشديد - عاجزاً حائراً لا يدري ماذا يصنع؟! أمام عبارات تتلألأ في النفوس وتنحت في الصدور، كيف سيقضي على هذه المفردات النوراء؟!: " حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط "، يقفز الملعون الخبيث فرحاً لكونه وقع على الحل مستخفاً قومه ليطيعوه، يصرخ فيهم: "وجدت الحل، وجدت الحل، إنّه المقص الناري! "
فتبدأ معركة المقصات البلهاء: " تك.. تك.. تك .. تك" أتهكم ساخراً وأنا متكئ ورجلي على الأخرى بكل هدوء واستعلاء، وانفث غيوم أحاسيسي لأقول في نفسي إنه يظن أن بمقدور هذا المقص (الشابي) ذو الأسنان السوداء المهترءة أن يقطع أمواج الضياء وهالات النور والقداسة التي أقسمت العقيلة
أن تحيى باقية الذكر " فو الله لا تمحوا ذكرنا، ولا تميت وحينا " !

ليس الغلبة للقوة دائماً فمن معادلات الحسين تعلمنا أن الشمعة المشرقة تمزق أثواب الظلام العاتي وترغم أنوف العمالقة الجبارين، ومن حلبة كربلاء الشهادة والنضال نتعلم أن شمس الحرية والكرامة تذيب جبال الثلوج الباغية والطاغية وتوقد للنهار بهجته وسروره، فيغدو الفلاح سعيداً وهو يخلع قمصانه بكل رضا وطمأنينة، بينما الريح تذهب ريحاً عاجزة إذ أن الفلاح سيتشبث بملابسه وقمصانه – كما في القصة الشهيرة – أن شمس الحسين تحمل مشاعل السلم والوئام، ومناوئوه – كما جرت العادة – يسددون سهام البغي دون سابق إنذار، ويقضون مضاجع الآمنين، إلا أن دماء الحسين تقول بالفصيح : أن إشعاع الحق هو المنتصر، لم يمت الحسين في كربلاء، بل من هناك تمت له الولادة، فهو لا يحارب في أحدى وستين فقط، بل لا تزال راياته ولافتاته المسالمة تحارب الأعداء، رغم كثرة المقصات العرجاء المجحفة، ها هو السواد يرفرف على القلوب ليحدثنا أن المنتصر هو الحسين في كل جيل وزمن: القطعة السوداء، والدمعة الحارقة، واللطمة الواعية، والنياحة المقدسة، تسري في عروقنا ودماؤنا رغم طيش المتوكل العباسي وأحلافه، توارثناها كابر عن كابر، ونوصلها للأجيال جيلاً بعد جيل أمانة في رقابنا ونبقى أوفياء الحسين للأبد.
فإن كان لابد لهذا الصوت من محارب؛ فليعلم هذا النشاز أننا للحسين أنصاراً وللممات، ولتعلم كل الدنيا أن (حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) وأن ( حزب الله هم الغالبون)..
البعض باسم الوهم يجند أسلحته ضد الحسين، لكن الجهل برسالته
تجعل الصراط الواضح سبلاً متعددة تضيع فيها ناقتهم الجرباء التي تنبحها الكلاب !، بينما نبصر أنه ليس المهاتما الهندي وحده دل الطريق حينما تأثر وانتصر، بل كل من يقتدي بالحسين هو المنتصر، وليس الجنوب عنا ببعيد، إذ انتصر الحق على الصهاينة واليهود..

من يحلم بمصادرة الحسين : بانتزاع عَلَم، أو سحق لوحة، أو إحراق لافتة، فليعرف أن الحسين لا يموت هكذا وبكل بساطة، فهو قد اتخذ من قلوب الموالين منبراً يصدح بالقيم النبوية الخالدة، فتصرخ القلوب ب" لبيك يا حسين" استجابة لنداءاته ونهضته الفائزة، فراية الحسين الحمراء قطعة قداسة لا تمس وشعيرة لا نقبل عليها بالمساومة، ووعد الله قادم وإن استيأس الرسل !
أُرضعنا حبهم وموالاتهم منذ نعومة الأظفار، وشغفت قلوبنا حباً لدربهم الطاهر وخطاهم النقية، وسيعلم من يمكر في الخفاء أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، فإذا كان لكل مظلوم دعوة فلتكن دعوتنا خطوة عملية للأمام، بوركت العزائم التي نصبت للحسين منبراً ومأتماً، ولم نوفي الحسين حقه بعد، فكل جهد لأجله يعد قليلاً أمام الحب الجارف لأبي عبد الله الحسين (ع)!
ويعود المقص السخيف و الحقير هزيلاً مرتعباً بعد جذوة العاشر، ليرجع – كما أتى -خائباً محملاً بأطنان الهزيمة النكراء، انتهى زمن السيف بعد أن انتصر الدم في جولته الأولى، ورحل النطع والرمح والسهم، في موسم أحييت فيه الضمائر والعقول، ففي كل شبر سيجدون حسينياً يلعلع باسم الحسين، قل موتوا بغيضكم ثم موتوا فراية الحسين ستظل خافقة لن تحرق ولن تمس لكونها ترفرف في قلوب الملايين !http://moltaqaa02.mine.nu/?act=artc&id=4932
(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق