بسم الله الرحمن الرحيم
نعزي صاحب العصر والزمان والفقهاء الربانيين والعلماء الأعلام بمناسبة وفاة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، ونقدم لكم بيان تعزية لسماحة العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر (حفظه الله) مأبناً رحيله سائلين الله تعالى أن يتغمده باسع رحمته ويحشره مع محمد وآل محمد.
نص البيان
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ ﴾
فقيه ومفكر المقاومة والجهاد الحركي

قال الله في محكم كتابه الكريم: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ 27 ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً 28 فَادْخُلِي فِي عِبَادِي 29 وَادْخُلِي جَنَّتِي 30). (27-30) سورة الفجر.
ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة الفقيه والمفكر والمرجع المجاهد آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله قدِّسَ سرُّه؛ وبهذا المصاب الجلل، والخطب العظيم، والرزية الفجيعة؛ نرفع آيات التعازي إلى ولي الله في الأرض صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف، وإلى المراجع العظام، والفقهاء الكرام، والعلماء الأعلام، وإلى جميع أحرار الأنام، وإلى أسرة السيد ومريديه وتلامذته ومحبيه.
إن الفقيه والمفكر والمرجع المجاهد آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله قدِّسَ سرُّه نعمة مِن الله منَّ بها على المؤمنين، والتزاماً بقول الله سبحانه وتعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (11) سورة الضحى. ينبغي أن نتحدث عن جذوةٍ من خصال الفقيه والمفكر والمرجع المجاهد الذي تحلى بها؛ لتكون نبراساً وضَّاء، وقبساً مشعاً، وضياء وهاجاً، ونوراً ساطعاً؛ للسائرين في منهاج الفقاهة، وشريعة المرجعية، ونهج الفكر، ودرب الجهاد، وسأذكر له ثلاث خصال باقتضاب شديد:
1/ التجديد الثقافي، والحداثة الفكرية، والمعاصرة للأحداث، والمواكبة للمتغيرات؛ ومن دون الانزلاق في شباك الانهزامية والانبهار والانبطاح؛ ومن دون فقدان بوصلة الثوابت التي تحصن وتحمي صاحبها من التخبط والتناقض والتلون الرمادي؛ مما جعله مفكراً شاخصاً، ومجاهداً سامقاً، وفقيهاً باسقاً، له بصماته ولمساته وخصوصياته في التنظيرات الحركية، والرؤى الثقافية، والأطروحات الفكرية، والمسائل الفتوائية، والمعطيات السياسية، والتحولات الاجتماعية.
2/ الأصالة في ثوابت الشريعة، والمحافظة على قيم الدين؛ ومن دون الوقوع في ثلاجة الجمود والتحجر، أو العبودية للتراث والماضي، أو التبعية للسلف الصالح، أو الاستسلام لغوغاء الأحبار والرهبان.
3/ الرفض لشريعة الطاغوت والاحتلال، والممانعة لمنهاجهم، والمقاومة لظلمهم، والمجاهدة لعدوانهم؛ ولذلك لم يركن للظالمين ولم يداهن المستكبرين عاملاً بقول الله سبحانه وتعالى: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ). (113) سورة هود.
ولم يؤمن بالجبت، ولا بالطاغوت، تطبيقاً لقول الله سبحانه وتعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً). (51) سورة النساء.
بل عبد الله، واجتنب الطاغوت، امتثالاً لقول الله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ). (36) سورة النحل.
واتبع أحسن القول، فاجتنب الطاغوت، وأناب إلى الله، خضوعاً لقول الله سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ 17 الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ).(17-18) سورة الزمر.
وكفر بالطاغوت، وآمن بالله، تسليماً لقول الله سبحانه وتعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). (256) سورة البقرة.
ولم يتحاكم إلى الطاغوت؛ طاعة لقول الله سبحانه وتعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا). (60) سورة النساء.
وكم نحن اليوم بحاجة إلى مفكرين وفقهاء ومراجع يجمعون بين الأصالة والتجديد؛ انطلاقاً من ثوابت الشريعة، ومتغيرات الحياة، ويزاوجون الفقاهة والمعرفة والفكر النظري بسلوك الممانعة والمقاومة والجهاد العملي؛ لكي يساعدوا المجتمع البشري على التحرر من فساد العقيدة، وجهل الفكر، وطغيان السياسة.
ولا يسعني في هذه القصاصة إلا أن أسأل الله أن يتغمد الفقيه والمفكر والمرجع المجاهد برحمته الواسعة، ويجعله مع صاحب المصيبة التي تُهوِّن كلَ المصائب الإمام الحسين عليه السلام، ويجعل مراجعنا العظام، وفقهاءنا الكرام، وعلماءنا الأعلام، منارات هدى على نهج علي والحسن والحسين عليهم السلام. وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
نمر باقر آل نمر
21/رجب المرجب/1431هـ
(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق