بيان العلامة المجاهد النمر في نعي المرجع منتظري
فقيه الولاية والعدالة والمواقف المبدئية
فقيه الولاية والعدالة والمواقف المبدئية
![]() |
أصدر العلامة المجاهد بياناً نعى فيه رحيل المرجع الديني سماحة الشيخ حسين منتظري نصه:
فقيه الولاية والعدالة والمواقف المبدئية
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾.
ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة الفقيه الكبير والمرجع المجاهد آية الله العظمى الشيخ حسين المنتظري قدِّسَ سرُّه؛ وبهذا المصاب الجلل، والخطب العظيم، والرزية الفجيعة؛ نرفع آيات التعازي إلى ولي الله في الأرض صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف، وإلى المراجع العظام، والفقهاء الكرام، والعلماء الأعلام، وإلى جميع أحرار الأنام، وإلى أسرة الشيخ ومريديه وتلامذته ومحبيه.
إن الفقيه الكبير والمرجع المجاهد آية الله العظمى الشيخ حسين المنتظري قدِّسَ سرُّه نعمة من الله منَّ بها على المؤمنين. والتزاماً بقول الله سبحانه وتعالى:﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾. ينبغي أن نتحدث عن غيضٍ من خصال الفقيه الكبير والمرجع المجاهد الذي تميز بمكارم الأخلاق، ومحاسن الفعال التي يعجز قلمي، ويكلُّ لساني عن تعدادها؛ ولكن بعد التسليم لسمو تقواه، الشامخ، وعُلُوِّ فقاهته المثمرة؛ سأذكر له أربع خصال باقتضاب شديد:
- لقد تحلى بالشجاعة والجرأة والإقدام في تبليغ رسالات الله، والخشية من الله، وعدم الخشية من غيره؛ استجابة لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾.
ولذلك لم يركن للظالمين عملاً بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾.
ولم يؤمن بالجبت، ولا بالطاغوت، تطبيقاً لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً﴾.
وعبد الله، واجتنب الطاغوت، امتثالاً لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾.
واتبع أحسن القول، فاجتنب الطاغوت، وأناب إلى الله، خضوعاً لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾.
وكفر بالطاغوت، وآمن بالله، تسليماً لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.
ولم يتحاكم إلى الطاغوت؛ طاعة لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾. - جسَّد العدالة في أصعب مراقيها، واقتحم العقبة بثبات؛ فلم تتلطخ يده بظلم العباد، ولم تتلوث نفسه بالطغيان، فذهب ويده نظيفة من الجور والعدوان؛ بالرغم من اعتلائه كرسي الحكم والسلطة، وتبوئه موقع الرجل الثاني، وقائم مقام الرجل الأول في الدولة، ومكوثه في هذا المنصب عقداً من الزمان؛ إلا أنه نزل من علياء السلطة طاهراً نظيفاً، ولم يرتضي لنفسه الظلم؛ فلله دره، وهنيئاً له نهجه.
- لقد كان يفعل بما يقول؛ فحينما قال بولاية الفقيه التي نظر لها، وجمع مباحثها المتفرقة في ستة مجلدات كبيرة؛ التزم بما قال، ولم يخرج، ولم يقبل بالخروج على ولاية الفقيه التي تمثلت في الإمام الخميني قدس سره إلى آخر لحظة من حياة الإمام.
- المواقف المبدئية حيث كان دائماً في صف المظلومين، وعوناً لهم، ومخالفاً للظالمين، وخصماً لهم.
ولا يسعني في هذه القصاصة إلا أن أسأل الله أن يتغمد الفقيه الكبير والمرجع المجاهد برحمته الواسعة، ويجعله مع صاحب المصيبة التي تُهوِّن كلَ المصائب الإمام الحسين عليه السلام، ويجعل مراجعنا العظام، وفقهاءنا الكرام، وعلماءنا الأعلام، منارات هدى على نهج علي والحسن والحسين (عليهم السلام). وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
نمر باقر آل نمر
3 محرم الحرام
(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق