الصمت إزاء تكفير الكلباني: المعاني والدلالات
قاسم العرادي - 11 / 5 / 2009م - 3:54 م
![]() |
إن الصمت المطبق من الدولة وأجهزتها الرسمية على التكفير العلني لعلماء الشيعة الإمامية وإتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، أفصح بوضوح وبما لا يدع مجالاً للشك والجدل عن تواطؤ السلطة السياسية والجهات العليا في الدولة مع المدعو عادل الكلباني، بل ومع التيار السلفي الرسمي في حملاته المسعورة الحاقدة، والتي لم تدخر جهداً على امتداد عقود من الزمن في تكفير الشيعة واستباحة دمائهم والتعدي على حرماتهم، وممارسة أشد صور التمييز الطائفي ضدهم.
وقد قالها أحد المتضلعين في الشأن السياسي الداخلي: بأن بنية السلطة السياسية طائفية بامتياز، حيث قامت الأركان الأساسية للدولة على التحالف السعودي الوهابي جاعلة من التطرف والإرهاب والتمييز الطائفي من بديهيات السلطة وضروريات السياسة الداخلية، حيث أنه من البديهي والواضح جداً أن التحالف مع الوهابية هو تحالفٌ مع عقليتها الطائفية البغيضة التي قامت على التكفير والإقصاء.
وفي أثناء أحداث البقيع والعوامية كانت هناك بعض الاتجاهات الشيعية الداخلية تفتح مساحة من براءة الذمة للسلطة السياسية، فكان بعضهم يرى بأن السلطة ترغب في معاقبة المعتدين وإقامة سيف العدالة على المجرمين إلا أن التقريرات المزورة التي تنسجها الجهات الأمنية هو الذي يحول بين السلطة السياسية وبين اتخاذ الموقف العادل، إلا أن السلوك الأحمق الذي صدر من ذلك الرجل رفع الغطاء المُصطنع الذي نسجته بعض الشخصيات بتغافل عن حقيقة السلطة السياسية، فما صدر مؤخراً في تكفير الشيعة لم يكن تصريحاً عابراً من قبل ذلك المعتوه، المدعو (الكلباني)، وإنما هي سياسة طائفية بغيضة حاقدة تنفثها السلطة السياسية بحقد عبر أدواتها التكفيرية.
و قد أشارت إحدى الشخصيات الشيعية من الصف الأول إلى تصريح الملك عبد الله في زيارته الأخيرة للشرقية حيث قال بأنه: " لا نسمح بأي دعوة عنصرية وتمييزية" واستمرار الصمت الرسمي يكشف بأن هذه التصريحات ليست إلا إبر تخديرية لا واقع لها، ويجب غض النظر عنها وعدم عقد الآمال عليها وعلى أمثالها إن لم تترجم بسياسة عملية.
ولهذا يمكن أن نقول بأن التصريحات الحاقدة وما تبِعها من الصمت الرسمي يوجه بوصلة الحراك الشيعي في اتجاهها الصحيح، ويرفع الغطاء عن حقيقة البنية والتركيبة الطائفية للسلطة السياسية، ويدفع تيار الحوار الشيعي إلى إعادة النظر في جدوائية صرف كل الجهد والطاقة في تكريس اتجاه التواصل مع الدولة والتيار السلفي، كما يدفع الداخل الشيعي إلى التكاتف والتوحد للمطالبة بالحقوق والوقوف جنباً إلى جنب أمام حملات التمييز المسعورة.
وهنا فيما يخص ردة فعل السلطة الرسمية إزاء التكفير يوجد احتمالين: إما أن تتفطن السلطة إلى ضرورة إيجاد ردة فعل شكلية لرفع تهمة التحريض على تكفير الشيعة ولتبقي الداخل الشيعي منقسماً في النظر إلى السلطة السياسية، وهنا يجب ألا يقبل بأقل من سن قانون يجرم التكفير أما أقل من ذلك فلا، وإما أن تصمت وتتجاهل ردود الفعل الشيعية الغاضبة، فتفصح بوضوح أنها من يقف وراء التمييز والتحريض الطائفي.
وهنا تظهر المفارقة الواضحة بين ردة فعل السلطة إزاء مطالبة العلامة المجاهد النمر (أيده الله) بالعزة والكرامة _والتي ظهرت في الاستنفار الأمني والسياسي، حتى تأهبت الدولة إلى خوض حرب مع الشيعة_ وبين صمتها المطبق حيال تكفير الكلباني.
(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق