الشيخ السعيد: (وللمتقين العاقبة الحسنى)
جامع الإمام الحسين (ع) * - 4 / 4 / 2009م - 8:42 م
![]() |
1- وللمتقين العاقبة الحسنى
http://www.mediafire.com/?iy2jlz0u2qw
2- مجتمعنا وثقافة المرحلة
http://www.mediafire.com/?tejdiz3mmha
كلا الخطبتين:
http://www.mediafire.com/?3d1xmozvnfi
نص خطبتي الجمعة 07 ربيع الأول 1430 هـ الموافق لـ 03 مارس 2009 م الت ألقاهما سماحة الشيخ عباس آل سعيد [1] في جامع الإمام الحسين

وللمتقين العاقبة الحسنى
صدر الخطبة
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإن التقوى هي سبيل الإنسان للوصول إلى الكرامة الإنسانية. إن الله سبحانه هو مصدر القوة التي تهيمن على الأحداث والمتغيرات، بل وتهيمن على كل صغيرة وكبيرة في هذا الكون. والتقوى هي المشعل الذي من خلاله يرتبط الإنسان بالله سبحانه، الذي يسدد عباده المؤمنين بإرادته وحكمته البالغة.والتقوى لا تجتمع مع الذلة بحال من الأحوال، وهي التي تدفع الإنسان إلى مدافعة كل جهة تعمد إلى سلب كرامة الإنسان وسحق إرادة المجتمع.
عباد الله اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، فإن التغيير الجذري والإصلاح الشامل لا يتحقق إلا من خلال الصادقين المتقين الذين يصدعون بالحق ويأمرون بالعدل. فوظيفة المؤمنين هي الكون مع الصادقين ونصرتهم بالكلمة الرسالية والموقف المسؤول. فالله سبحانه قد فرض على المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين في انتماءهم، وأن يساهموا في نصرة القيادات الرسالية التي تتحرك من أجل تحقيق الإصلاح والتغيير. والله سبحانه لا يقبل لعباده المؤمنين أن ينأوا بجانبهم عن الكون مع الصادقين ونصرتهم، فضلاً عن أن يتخذوا المواقف السلبية واللامسؤولة، التي تهاجم المجاهدين أو تثبط من عزيمة الجماهير.
فالبعض قد يستهين بأثر الكلمة التي قد تلقى على الشارع العام، إلا أن الإنصاف أن الكلمة لها أثرها الكبير في بلورة الرأي العام، الذي ينعكس على الموقف الخارجي.
فالكلمة الصادقة هي السلاح الذي يمتلكه أصحاب الكلمة، والذي من خلال يدافعون عن قيم الرسالة، وعن القيادة الرسالية وعن العلماء الربانيين. وهي الأمانة التي استودعها الله عند أهلها، ليبلغوها ويؤدوها ويدعوا الناس من خلالها.
العاقبة الحسنى للمتقين
فالله سبحانه قد جعل العاقبة للمتقين الذين يعملون على الإصلاح الجذري والتغيير الشامل واقتلاع الفساد والمنكرات. فهذه سنة الله في العالمين، أن العاقبة الحسنى لأهل التقوى. والإرادة الإلهية أقوى من كل إرادة، وهي قد تتدخل لكي تمن على المؤمنين وتكفف عنهم أيدي المعتدين، فهي التي تدير التحولات السياسية والتغيرات الاجتماعية، التي تحقق للمؤمنين كثير من المكاسب.وحينما نراجع التاريخ نجد أنه مليء بالشواهد التي تستعرض نصرة الله لعباده الصالحين، ليس للأنبياء فحسب، وإنما لعباده المؤمنين الذين أخلصوا من أجله، وتحركوا نحو التغيير وجاهدوا من أجل الإصلاح.
بصائر القرآن الكريم في الصراع
وحينما نراجع القرآن الكريم وهو المليء بالحديث عن الصراعات والمواجهات بين الأنبياء وبين أقوامهم، نجد أنه يؤكد على مجموعة من القيم الحركية التي ترتكز عليها حركة التغيير، كما يحذر المؤمنين من مجموعة من السلبيات والممارسات الخاطئة التي تضعف من حركة الإصلاح والتغيير.
نصرة القيادات الرسالية
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ فالله سبحانه قد تتدخل إرادته لتمنع الاعتداء على المؤمنين، وهذه منة وفضل من الله لكن يجب على المؤمنين أن يتقوا الله ويتوكلوا عليه. فالتقوى هي التي تبعث الإنسان لتحمل مسؤولياته الرسالية والدفاع عن قيادته الربانية. والتوكل على الله هو الذي يمكن الإنسان من مواجهة العقبات والتحديات.قال تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾. إن الله -سبحانه وتعالى- هو المالك لهذا الكون والمهيمن عليه وعلى ما فيه من أسباب ومسببات، ولهذا يجب على المؤمنين أن يرتبطوا بالله -سبحانه وتعالى- دون سواه، فحينما يلجأ المؤمنون لله وينصرهم ولا غالب لهم، أما من يسلك طرقاً وأسباباً مخالفة للمنهج الإلهي فلن يجني منها إلا الذل والخيبة، فالله سبحانه وتعالى لا ينصر عباده حينما يخذلون منهجه الحق. ولهذا يجب على المؤمنين أن يثقوا بالله وبمنهجه وبنصرته لعباده، وأن يواجهوا التحديات والأزمات وهم على ثقة بوعد الله ونصره لهم. ومن المهم جداً في وعي الإنسان وفي وعي المجتمعات، أن نؤمن بوعد الله سبحانه بنصرة المظلومين والمستضعفين، متى ما توكلوا على الله، وواجهوا التحديات التي تواجههم بإرادة وعزيمة.
﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ﴾. فهنا السؤال: متى يقف الله مع عباده المؤمنين ويسددهم؟ هل أن المسألة هكذا مفتوحة، أم أن هناك واجبات ومسؤوليات، الآية القرآنية تبين﴿لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ﴾ في البداية لا بد أن يؤدي الإنسان واجباته الأساسية ويلتزم بالأحكام الشرعية حتى تتهيأ روحه وتصاغ شخصيته لتحمل المسؤوليات الكبرى والتي منها الإيمان بالقيادة الإلهية وبخطها وبمنهجها التي تستقيه من عبق الرسالة وشذى الوحي، وبما أن منهج هذه القيادة منهج متوافق مع الفطرة ومنسجم مع العقل، لذلك كان لزاماً على الناس بعد إيمانهم بهذه القيادة وهذا الخط، أن ينصروا هذه القيادة ويعزروها، وهذا المستوى من النصرة والتعزير أكبر بكثير من مجرد التضامن القلبي والارتياح العاطفي، وإنما لا بد من التخندق مع القيادة في خندقها (خندق الجهاد) والانتصار لهذا المنهج، بل والتعزير هو أرفع من مجرد النصرة، فهو يشتمل على التعظيم؛ فالقيادة الرسالية لا بد أن تأخذ موقعيتها في قلوب المؤمنين فتعزر وتعظم ولا يُقبل بنحو من الأنحاء الاعتداء عليها أو المساس بكرامتها؛ لأن الاعتداء على القيادة هو اعتداء على كرامة الأمة. ولهذا تعقيب الآية القرآنية ما سبق بقوله تعالى: ﴿وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ﴾ والتعزير يستلزم بذل المال والنفس والتضحية في سبيل الله والذي يعبر عنه القرآن الكريم بالإقراض، ولا يخفى لما لهذه الكلمة من دلالات.
أصوات لا يعجبها الإصلاح!
ولأن الإصلاح والدعوة إلى العدالة ورفع الظلم يهدد أصحاب المصالح، تجد أن أصواتهم تتعالى بالتهديد والترهيب، كما تجد أنهم يلجأون إلى تزوير الحقائق واختلاق الأكاذيب.نبي الله موسى عليه السلام، والذي كان يتحرك من أجل تحقيق التغيير الجذري والإصلاح الشامل في بني إسرائيل، توجه لتعرية أساس الفساد، حيث كان فرعون يستولي على مقدرات العباد، كما توجه إلى تعرية السلطة الدينية الفاسدة المتمثلة في الأحبار والكهنة والسحرة. ولهذا جاءت الشخصيات الكبرى والمستشارين في دولة فرعون (وهم الملأ) تحذر فرعون من خطر نبي الله موسى

قال تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ﴾ فالملأ والمستشارين والمقربين من فرعون كانوا يحرضون فرعون على نبي الله موسى

وهنا يذكر نبي الله موسى



- الأمر الأول: الاستعانة بالله. "و يتساءل المرء: ما هي الاستعانة بالله ؟
"ونعرف الإجابة إذا تذكرنا بأن لله الأسماء الحسنى، و حين يؤمن العبد بربه يسعى لتجسيد ما استطاع من تلك الأسماء في ذاته، فالعزة لله و لرسوله و للمؤمنين، و حين يتصل العبد بالله تتجلى فيه صفة العزة الإلهية، كما تتجلى فيه صفة القدرة، و عدم الخضوع لضغوط الشهوات، أو الاستسلام للمتغيرات الآنية العاجلة، و بقدر ذلك تتجلى فيه صفة الرحمة و الشدة و الحكمة و العلم و .. و .. و كلما زادت الأسماء الإلهية الحسنى في المؤمن تجليا و ظهورا كلما أصبح أقدر على مواجهة المصاعب و تسخير الحياة، و الله سبحانه خلق لعباده وسائل للتقرب إليه، و للاتصال بينابيع قدرته و عظمته، و الأخذ بتلك الوسائل هو الاستعانة بالله ، فكلما تمسك المؤمن بتلك الوسائل كلما أصبح اشد قدرة و أكبر عظمة ، و التقوى هي جمـاع تلك الوسائل ، أما تفاصيلها فهي تلك المناهج التشريعية المعروفة في الإسلام وفي سائر الرسالات.

الصبر والتقوى
و لكن مع ذلك ركز موسى 
منطق بني إسرائيل
وهكذا نحن بحاجة إلى معرفة بعض السلبيات والممارسات الخاطئة التي لابد للمجتمعات أن تتجاوزها حتى تتمكن من مساندة حركة التغيير والإصلاح. ولهذا من المهم جداً أن نقف على منطق بني إسرائيل، وكيف كان ردهم على نبي الله موسى
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر الآخر الذي ينبغي علينا الالتفات إليه ضرورة عدم الاختلاف والتفرق عن القيادات الرسالية التي تدعو إلى الإصلاح وتأمر بالعدل. قال تعالى:﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾. إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو حصن الأمة، وهو القيمة التي من خلالها تتمكن الأمة من خلالها من الحفاظ على مقدساتها. والقيادة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بكل جرأة وشجاعة، يجب أن تلتف حولها كل الطاقات والكفاءات، لا أن تصبح هذه الطاقات عاملاً لبث الفرقة والاختلاف حول القيادة الرسالية.
واجبنا في حفظ جهود المتقين
إن جهود المتقين في الدعوة إلى الإصلاح والأمر بالعدل يجب ألا تضيع بتفريطنا، وإنما لا بد أن تعزز هذه الجهود من خلال إرادتنا وحركتنا. فيجب على كل الرموز والشخصيات والفعاليات الاجتماعية أن تساهم في الدعوة إلى الإصلاح. أما السكوت فهو جريمة كبرى لن تغفرها لنا الأجيال، وسيدونها التاريخ دون أدنى شك. فالعدل حينما يسود، والحقوق حينما تسترد لن تكون مختصة بجماعة معينة، وإنما هي عامة لكل المجتمع. أسال الله سبحانه أن يوفق المؤمنين والمؤمنات لذلك. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات. بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
[1] إمام وخطيب جمعة العوامية بالإنابة.
(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق