ملاحظة بسيطة:
البيان قديم وجديد لمن لم يصله لذا لا يخلو من الفائدة
الــعـــدالــة قــيــــمــة مـثـلــى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أمر بالعدل والإحسان وأمر بالقسط، وأنزل الميزان والحمد لله الذي وعد عباده المستضعفين بجعلهم أئمة وبجعلهم الوارثين، ووعدهم بالتمكين في الأرض واجتثاث الطغاة والجبابرة وفلولهم أجمعين.
والحمد لله الذي جعل المهدي من الأمة الإسلامية، من عترة محمد صلى اله عليه وآله، من ولد فاطمة عليها السلام ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.
قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) (القصص:6).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا قام القائم حكم بالعدل، وأرتفع في أيامه الجور، وأمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها، ورد كل حق إلى أهله، ولم يبقى أهل دين حتى يظهروا الإسلام، ويعترفوا بالإيمان......وهو قول الله عز وجل: والعاقبة للمتقين).
مع إطلالة النصف من شعبان تشرق بازغة الأمل تحمل على جناحيها شمس العدالة وقمر الحرية لتحقيق الوعد الإلهي، وتنفيذ الإرادة الإلهية بإقامة دولة الحق، دولة صاحب الزمان المهدي المنتظر القائم (عج)، دولة المستضعفين الذين رفضوا الظلم وقاوموا الجور وأبوا الخنوع أو الذل أو الاستسلام، وتمسكوا بالحق، وسعوا لبسط العدل، واتساع رقعة الحرية.
إخواني وأبنائي المؤمنين... وأخواتي وبناتي المؤمنات..، إن عالم اليوم يعيش حيات الغاب حيث يسود القوي ويُهضم الضعيف، ويعان الظالم ويستعان على المظلوم، فلم تبق بقعة على وجه الأرض إلا ولوثت بالظلم أو الجور أو البغي أو العدوان، حيث سفكت الدماء البريئة، فشُقت أخاديد من المظلومية، وتدفقت أنهاراً من الحرمان، تصب في بحار الحاضر رفضاً وإباءً، لتكمل محيطات التاريخ عزاً وكرامة من أجل نشر الحرية وحاكمية العدالة.
ومع ذكر ميلاد باسط القسط والعدالة، ومقتلع الظلم والجور أمل الأمة المؤمنة والشعوب المستضعفة الإمام القائم بالعدل المهدي للحق المنتظر لاجتثاث جميع أنواع الظلم والجور، تتجدد الروح إرادةً وعزيمةً وصبراً، ويتفتق الذهن علماً ومعرفتاً وفكراً، ويتضاعف السعي، وتزداد الثقة بنصر الله لعباده الصالحين.
إخواني وأبنائي المؤمنين... وأخواتي وبناتي المؤمنات ولكي نشارك الإمام المهدي رسالته في بسط القسط والعدل، واقتلاع الظلم والجور لا بد أن نقوم بالتالي:
أولاً: القيام بالعدل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) (النساء:135).
(اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة:8).
فلنبدأ بأنفسنا، وليبدأ كل واحد منا بممارسة العدل والقيام به، ولنهجر الظلم ونتخلص منه ومن آثاره، وليكن كل أب وأم منا عادلاً مع أولاده، والزوج مع زوجته، والمعلم مع تلامذته، والمعلمة مع طالباتها، والرئيس مع مرؤوسيه، والحاكم مع شعبه، والعالم مع أتباعه، وهكذا الأولاد مع آبائهم والزوجة مع زوجها، والتلاميذ مع معلميهم، والمتعلمات مع معلماتهن، والمرؤوس مع رؤساؤه، والشعوب مع حاكمها، والأتباع مع علمائها.
وهكذا لابد من ممارسة العدالة وحاكميتها حتى مع أعدى الأعداء فضلاً عن غيرهم.
إن ممارسة كل واحد منا في موقعه العدالة على نفسه هي ركيزة بسط العدالة وانتشار الحرية وحاكمية الكرامة الإنسانية وهي أقرب طريق لبلوغ الدرجة العليا للتقوى.
إن ممارسة العدالة على النفس هو أقوى سلاح وأسرع طريق لتحقيق العدالة الشاملة، واقتلاع الظلم من جذوره.
ثانياً:التطلع إلى العدالة:
قال أهل بيت النبوة عليهم السلام: (العدل أحلى من الماء يصيبه الظمآن) (العدل أحلى من الشهد وألين من الزبد وأطيب ريحاً من المسك) (ما أوسع العدل وأن قل) (بالعدل تتضاعف البركات) (فرض الله العدل مسكاً للقلوب) (العدل أساس به قوام العالم) (العدل أقوى أساس).
إن العدالة ليست سلعة تباع أو تشترى، وإنما هي قيمة مثلى، وأصل الوجود، وروح الإنسان، وقلب كرامته، فلا يمكن أن تنفصل عنه أو تغيب عن ثقافته إلا إذا انفصل عن الإنسانية وتحول إلى حياة الغاب.
فلا يجوز لأحد أن يتنازل عن العدالة ويرضى عن الظلم، بل لا بد من مضاعفة جذوة العدالة، والمطالبة بها، والتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل حفظها وبسطها.
ثالثا: الدعوة إلى العدالة:
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (النحل:76).
إن الأمر بالعدالة وغرس ثقافة العدالة في أذهان الناس صراط مستقيم للتكامل الإنساني، والبناء الحضاري، وبسط الأمن، وتحقيق الرفاه، واسترداد الحقوق، وصلاح الشعوب، وحاكمية الحق، والعبودية لله.
إن الذين يأمرون بالعدالة هم بناة الأمة ورجال الإصلاح وقادة الخير وبهم يبسط العدل ويقتلع الظلم، وتسعد البشرية وتحيى حياة طيبة.
إخواني وأبنائي المؤمنين... أخواتي وبناتي المؤمنات فليبادر كل واحد منا ولا ينتظر أحداً للدعوة إلى العدالة وبسط أذرعها، وغرس جذورها، وإعلاء أغصانها فضلاً عن التطلع إليها أو ممارستها.
نسأل الله أن يوفقنا للقيام بالعدالة والتطلع الدائم إليها والأمر بها وأن يجعلنا من أنصار أمير العدالة وباسط شراعها الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف إنه سميع الدعاء.
نمر آل نمر
الأربعاء 14/8/1425هـ
(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق