السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

11 يناير 2010

مقال رسالي: ‏‏(كيف نواجه الفتنة الطائفية؟)‏‏_للشيخ عباس السعيد_ساهموا بنشره معكم



كيف نواجه الفتنة الطائفية؟
http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE+%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3.jpg?gda=TLK3IG0AAADBbJUEfi76RbqLicTF9wq3VDeFiHWIudSubR5kgDVUnf1cAlMdLc44-2X6aAYGN4_uLZ7wEnSYFUjnV5Waql_fikiJUDOEFfnc4Fx1sSa5YtE_deWabqygUOu0KTkNX_vlNv--OykrTYJH3lVGu2Z5
بقلم سماحة الشيخ عباس السعيد
إن الأديان الإلهية وإن كانت تتنزل على الأمم برسالة واحدة، إلا أن البشر من طبيعتهم الاختلاف، فالاختلاف سنة إنسانية نجدها على امتداد تاريخ المجتمعات البشرية. قال تعالى: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ).[1] فلو شاء الله لجعل الناس كلهم مؤمنين، إلا أن مشيئته اقتضت أن يكون الإنسان حراً ومريداً، ومن هنا نشأت سنة الاختلاف بين بني البشر.  
وكل من يراجع تاريخ الطوائف الدينية يرى أنها اختلفت دينياً، فانقسمت إلى مذاهب وفرق.  إلا أن المشكلة التي عانت منها البشرية -على امتداد تاريخها- ليس هو الاختلافات الدينية، وإنما المشكلة هي في تحويل الاختلافات الدينية إلى خلافات اجتماعية وصراعات سياسية. والذي يطالع تاريخ الطوائف الدينية يرى أن بحاراً من الدماء قد سفكت على سيف الطائفية.
فكم عانت المذاهب والطوائف المسيحية من التطرف الطائفي، الذي كان يفتت المجتمعات ويشعل الحروب والصراعات السياسية. وهكذا الأمة الإسلامية عانت على امتداد تاريخها من نار الطائفية البغيضة، فامتدت هذه النار اجتماعياً وسياسياَ، وأشعلت من الفتن والأزمات ما أشعلت. هذا وإن كان الاختلاف  في المذهب والعقيدة أمراً سائغاً وطبيعياً نتيجة للاختلاف الطبيعي بين البشر، إلا أن نقل الاختلاف المذهبي إلى الحقل الاجتماعي أو السياسي وغيرها من مجالات الحياة لا شك أنها  حالة يمقتها الدين ويمقتها القرآن الكريم.
قال تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ* فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ* فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ)[2] فالرسالات الإلهية حقيقتها واحدة، إلا أن أتباع الأديان والرسالات هم الذين قطعوا الدين إلى فرقٍ ومذاهب، فكانت هناك الطائفية التي تتجلى في الإقصاء والعدوان بالأقوال والأفعال.
قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ) فاليهود والنصارى بدافعٍ من التعصب والطائفية كان كل طرف يسفه الطرف الآخر. (وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) فمع أنهم كانوا يتلون الكتاب وكانوا يعلمون أن كل طرف أصاب بعض الحق، إلا أن الطائفية هي التي تعمي البصيرة، وتجعل من الإنسان يتعصب ضد من يختلف معه في الدين. ( كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ) وهكذا أهل الجهل يرتكبون مثل هذه التعديات الطائفية، وهذا المنطق يتكرر على لسان غيرهم.   (فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).
ثم تذكر الآيات صورة أخرى من صور الممارسات الطائفية وهي التضييق على الآخرين في ممارستهم لشعائرهم وعباداتهم، بل هم حينما يمتلكون القوة يمارسون التخريب لتلك البيوت وتلك الشعائر. (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا) فالذين يمنعون شعائر الله بدافعٍ من الطائفية قد ارتكبوا ظلماً عظيم. فهؤلاء وإن كانوا يسعون إلى التضييق والتخريب على الآخرين في عبادتهم إلا أنهم حينما يجدون مقاومة ترى أن الخوف يدب في قلوبهم. (أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).[3] 

 

الآثار السلبية للطائفية

وهكذا في واقعنا المعاصر، الأمة الإسلامية تواجه الطائفية كظاهرةٍ اجتماعية وسياسية أكثر من أي وقتٍ مضى، والمشكلة أن الفتنة الطائفية هي كالنار التي سرعان ما تشتعل في جسد الأمة، والطائفية لها آثارها السلبية على الأمة اجتماعياً وسياسياً وحضارياً.
 فالطائفية حينما تستفحل في الواقع الاجتماعي تكون نتيجتها الفرقة والتناحر والتباغض، وتفكك المجتمعات الإسلامية. بل إن كل الجهود التي يبذلها دعاة الإصلاح من أجل توحيد صفوف الأمة سوف تذهب أدراج الرياح. كما أن الطائفية حينما تهيمن وتسود، ستنتقل إلى الواقع السياسي، وحينها تكون نتيجتها الظلم والاستبداد وسلب الحقوق والحريات. 
بل إن الآثار السلبية التي تخلفها الطائفية لا تقف عند الحدود الاجتماعية أو السياسية، وإنما تتعدى لذلك فتكون عقبة أمام التغيير الجذري وأمام التقدم الحضاري.  إذ أنه كيف يمكن للأمة أن تقف أمام الاستكبار العالمي صفاً واحداً وأن تحارب نفوذها ثقافياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وهي لا تزال غارقة في الفتن الطائفية من رأسها إلى أخمص قدميها. 
والفتنة الطائفية اليوم هي فتنة عابرة للحدود، فهي حينما تشتعل لن تقف عن حدود بقعة جغرافية معينة، وإنما سوف تمتد آثارها السلبية إلى الأمة أجمع، خصوصاً وأننا نعيش في عصر النهضة في وسائل الاتصال، وحينها من السهولة أن تنتقل الفتن الطائفية من بقعة إلى بقعةٍ أخرى.

 

أسباب الطائفية

وحيث أن الأمة الإسلامية تقف أمام أزمة خطيرة لا بد لها أن تقف على الأسباب التي تؤجج الأزمات الطائفية في داخلها، والأمة الإسلامية وإن كانت قد عانت سابقاً من الأزمات الطائفية إلا أن شدة الأزمة الطائفية التي تمر بها الأمة ليست كسائر الأزمات، ولهذا لا بد أن تقف على الأسباب التي تدخلها في هذا النفق المظلم.

أولاً: المصالح السياسية
ولعل هذا العامل هو أبرز العوامل في الحقيقة التي تصنع الأزمات الطائفية عند أبناء الدين الواحد. لعل البعض يتصور أن الطائفية في الحقل السياسي ليست إلا انعكاساً للطائفية في بعدها الاجتماعي، إلا أنه في الحقيقة كثير من الأحيان تكون الطائفية في بعدها الاجتماعي ليست إلا تجلٍ للصراعات السياسية. فالطائفية وإن كانت في الظاهر مجرد صراع بين مذهبين أو طائفتين تتصارعان اجتماعياً إلا أن هنالك دوافع سياسية داخلية أو خارجية هي التي تغذي هذا الصراع.
فالدوافع السياسية تارة تكون من الداخل، فأنت قد ترفض أن تتعايش مع الطرف الآخر، وتهدف إلى تهميشه وإقصائه حتى تتمكن من الاستحواذ على كل شيء.   وتارة أخرى، الدوافع السياسية قد تكون من الخارج؛ فهناك جهة يضرها وحدة هذه الأمة، ولهذا هي تعمد على صناعة الأزمات والفتن الطائفية.
ولهذا فالفتن والأزمات الطائفية لها أسبابها السياسية قبل أن تكون ظاهرة اجتماعية مجردة. وهذا ما يصدقه الواقع، ففي واقعنا المعاصر صناعة الأزمات الطائفية في داخل الأمة الإسلامية تعتبر من أبرز الأوراق التي تحركها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، حيث إن أخوف ما يخافه الاستكبار العالمي هو أن يقوم للأمة مشروعٌ سياسيٌ يسلب منها نفوذها السياسي والاقتصادي، ولهذا  يلجأ الاستكبار العالمي إلى تحريك خيوطه في داخل الأمة الإسلامية من أجل صناعة الفتن والأزمات بين المسلمين أنفسهم، أو حتى بين المسلمين وغيرهم من الطوائف، كما يصنع الكيان الصهيوني في مصر، حينما يؤجج الصراعات الطائفية بين الأقباط والمسلمين. بل إن كل من يفتش في جذور الفتنة الطائفية في العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها من الدول يرى بأنها صناعة أمريكية وصهيونية بالدرجة الأولى.
ولكن مع الأسف بسبب الجهل وغياب الوعي السياسي، تجد أن البعض يسدي خدمات جليلة للاستكبار العالمي، حينما يصدر التطرف الطائفي في داخل الأمة!

ثانياً: الخطابات المتطرفة
فالخطابات التي تصدرها الجماعات الدينية هي إما إن تصدر التطرف والبغضاء والكراهية للآخر الذي تختلف معه، وإما أن تصدر التقارب والالتقاء، ولا أقل الذي لا يؤمن بالتقارب والالتقاء على الأقل ينبغي عليه أن يحافظ على أخلاقيات التعامل الإنساني. ومشكلة الخطاب الديني عند التوجهات الطائفية أنه ابتعد عن لغة العقل والحوار والاحترام، فصار مجرد حالة انفعالية متطرفة بعيدة كل البعد عن العقل والتعقل. ولهذا مثل هذا الخطاب المتطرف الذي تجاوز الحد مع الطائفة الشيعية ومع آية الله العظمى السيد السيستاني هو الذي يدمر الأمة واقعاً، لأنه هو الذي ينشر ثقافة الكراهية والحقد والطائفية، مع أن المرجعية كانت ولا تزال رمزاً للإخاء والوحدة الإسلامية. 

ثالثاً: التعدي على الخصوصية المذهبية
فالأمة الإسلامية تعيش تنوعاً مذهبياً، وهناك اختلافات عقائدية وفقهية وما شابه ذلك. فأنت تؤمن بالعقيدة الفلانية غيرك لا يؤمن بذلك، أنت تؤمن بالحكم الفقهي الفلاني غيرك لا يؤمن بذلك، لماذا نجعل أنفسنا مسئولين عن دين الناس وعقائدهم، والله سبحانه وتعالى جعلهم أحرار: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ).[4]  ولهذا حينما يكون هناك تعدي على الخصوصية المذهبية لهذه الطائفة أو تلك حينها يسود التوتر الطائفي في داخل المجتمعات الإسلامية. 

 

كيف نواجه الأزمة الطائفية؟

ولهذا إذا كانت الأزمات الطائفية لها ما لها من تأثير على واقع الأمة اجتماعياً وسياسياً وحضارياً، فإذاً لا بد للأمة أن تقف وقفة حازمة من أجل مواجهة الموجات الطائفية.
أولاً: الجهات الرسمية في الأنظمة الإسلامية هي المسؤولة عن ضبط التعديات الطائفية، وليس من الصحيح أن تمر تلك التصرفات الطائفية بدون أية محاسبة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب. ولهذا نجد أنه في بعض الدولة تتبع إجراءات صارمة إزاء التعديات  الطائفية، لأن الخطابات الطائفية تخلق فتن وأزمات يصعب على المجتمعات أن تتخلص منها، بل حتى وإن لم تكن هناك تداعيات وسلبيات في داخل الدولة، فهي لها تأثيرها السلبي على الأمة الإسلامية في وقتٍ الأمة هي أحوج ما تكون إلى الوحدة ورص الصف من أجل مواجهة تحدياتها الحضارية. 
ثانياً: ثم إن المعتدلين من علماء الأمة لا بد أن تكون لهم إدانة واضحة وصريحة لكل الخطابات والتعديات الطائفية، بل لا بد من الحصار والتضييق الاجتماعي على كل الطائفيين.
ولهذا نقول كلمة أخيرة: أن الأمة الإسلامية تكفيها التحديات الخارجية، وهي لا تتمكن من تجاوزها وتغيير واقعها ما لم تتجاوز تحدياتها وأزماتها الداخلية.




[1] سورة هود، 118-119
[2] سورة المؤمنون، 52-54
[3] سورة البقرة، 112-113
[4] سورة البقرة، 256


            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق