مقال بعنوان: (وقالها عليٌّ أمام عروشهم)

بقلم: فاضل المناسف
تأمل معي قليلاً في إمامنا السجاد (ع)، في مشهد ترحيله قهراً إلى الشام، بعدما شاهد مقتل الإمام والوالد والأخ والصاحب والمعين، بعدما رأى الرسالة تُقتل على أرض كربلاء بكل بشاعة وبدون رحمة ولا خوف من الله.
زين العابدين (ع) كان مريضاً، مثقلاً من شدة ما أبصرت عيناه، ومن وألم السفر من العراق إلى الشام، حيث طوِّف بين البلدان بإعلام صوَّره خارجاً على الدين وهو ابن من أقام الدين وأحياه!!
وتأمل معي أيها القارئ في خطبته -عليه السلام- عند مجلس طاغية زمانه وكيف كان للإمام -عليه السلام- ذلك الموقف الرسالي الذي تحتمه عليه قيمه ومبادئه، ولنتعمق في المشهد العجيب، إذ كيف بشخص عليل البدن صحيح المبدأ والقيم أن يكون وسط مجلس طاغٍ محاط بعسكره وجلاوزته، قد يأمر بقتله في أي وقت!، لكنه تحدث بما أمره الله سبحانه وتعالى.
أولاً:
عندما يأمر الطاغي بخطيب بأن يصعد على منبر وينال من العترة الطاهرة ويمدح الظلمة الجائرين من فوق منبر الإسلام، ينتفض زين العابدين (ع) ويذكره بالله قائلاً:(ويلك أيها الخاطب! اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق؟ فتبوأ مقعدك من النار).
ثانياً:
وبعدما خطب السجاد (ع) خطبته وعرّف بنفسه فوق المنبر -الذي يشكل مصدراً إعلامياً رئيسياً في ذلك الوقت- وفند كل ما كان يرسم له الطاغي، داحضاً تزييفه كاشفاً عدم شرعية أفعاله، مما جعله في موقف حرج، حتى خشي من انقلاب اجتماعي في وسط مجلسه، إلا أن شيطنته أسعفته بفكرة اللجوء إلى كلمة حق مريداً بها باطل، آمراً المؤذن أن يقيم الأذان قاطعاً خطاب الإمام السجاد(ع).
لكن.. عندما قال بوق الطاغي: (الله أكبر) كان للإمام (ع) موقف، فقال: كبرت كبيراً لا يقاس، ولا يدرك بالحواس، ولا شيء أكبر من الله.
فقال لسان الطاغي: (أشهد أن لا اله إلا الله)، فواصل الإمام موقفه: شهد بها شعري وبشري، ولحمي ودمي ومخي وعظمي.
فقال المؤذن: (أشهد أن محمدا رسول الله) التفت الإمام عليه السلام ببراعة من أعلى المنبر صوب يزيد، وقال:يا يزيد، محمد هذا جدي أم جدك؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت، وإن قلت أنه جدي فلم قتلت عترته؟ فانفضح الطاغي بفعله!!!
وختاماً أقول:
إنها مواقف رسالية من الرسالي الحسيني، الذي لم يخش من أي طاغ مهما كانت سطوته، سواء كان حاضراً بجسده أو بعيونه وعسسه، مواقف تُعلمنا أن الرسالة قرار يتخذه الإنسان في وجه كل جائر وظالم بشجاعة لا يأبه بعنادهم، صادعاً بكلمة الحق وإن غُيبت أو قُتلت نفسه.
فاضل المناسف
(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق