السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

18 أبريل 2009

الشيخ السعيد: ‏(منهجنا العزة والكرامة)‏ ساهموا بنشره


http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%B4%D9%8A%D8%AE+%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF2.jpg?gda=vjelWocAAAAaEI6q13t3NKEponfgG5Ox1U2VudEK9-pYdmFDJFxkL2f_J335S0nvJM8I7KelEC35oHdtEyiDRihpYuyDcmDcY6vMLTs5Xxq-a7lPfHofrbo8AHmRqGt617AqF5IVXYIWGC9bGGc8UNhVpRlrHL3e4jX5QZ0vdHnBDt87893RKnleHbr-qQzBoYYWXY0JTQM

الرابط الصوتي للخطبة (1) منهجنا العزة والكرامة
http://www.mediafire.com/?gznzycmoriy

الرابط الصوتي للخطبة  (2) معوقات التغيير والاصلاح
http://www.mediafire.com/?mb2jjiej0mn

خطبتا الجمعة
بتاريخ: 21/4/1430
الخطبة الأولى: منهجنا العزة والكرامة:
صدر الخطبة:
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإن التقوى هي سبيل الإنسان إلى بلوغ الكرامة الإنسانية، فمن خلال التقوى تنزع المجتمعات عن نفسها ثوب الهوان والذلة، وتلبس ثوب الكرامة والعزة، فالتقوى هي التي تحول الإنسان من عنصر خاملٍ إزاء واقعه وإزاء قضاياه المصيرية إلى عنصر فاعل يتحمل مسؤوليته إزاء الأحداث، وإزاء الواقع.
الكرامة مِنَّة إلهية:
إن الكرامة هي الصبغة التي منَّ الله بها على الإنسان، حيث خلق الله الإنسان وجعله سيداً على هذا الكون ومحوراً لما في السموات والأرض، فسخر الله عالم الخليقة أجمع من أجل خدمة الإنسان، فالإنسان هو المحور وهو القطب وهو السيد على كل شيء في هذا الوجود.
وحينما يسحق الإنسان وتسلب حقوقه من أجل المصالح المادية أو المكاسب الدنيوية لإنسان آخر، فهذا خلاف كرامة الإنسان: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً).[1] والله خلق كل البشر من أصل واحد بلا تمييز في أصل الخلقة، فجعل جميع البشر يستظلون تحت ظلال الكرامة الوارفة، بلا فارق بين إنسان وآخر، أو مجتمع وآخر، أو قبيلة وأخرى، فلا اعتبار للعنصر ولا اعتبار للقومية، ولا اعتبار للقبيلة، ولا اعتبار للمال، فالإنسان بما هو إنسان مخلوقٌ مكرم، بغض النظر عن كل الاعتبارات الجاهلية الزائفة.
بل إن الرسالات الإلهية جاءت لكي تعيد للإنسان كرامته، التي سلبها الطغيان والاستكبار على مر التاريخ، فالبشرية على مر التاريخ قد لاقت الويلات من قبل المستكبرين، الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق، ويستعبدون طائفة من البشر ويسلبونهم كرامتهم وحريتهم وحقوقهم في العيش من أجل المصالح الذاتية، حتى خسر الإنسان موقع الكرامة الذي حباه الله به، فجاءت رسالات الله من أجل إرجاع المسيرة إلى نصابها الصحيح، وحتى ينال الإنسان موقع الكرامة الذي من الله به على البشرية.
مفهوم الكرامة:
إن الله سبحانه جعل الكرامة محوراً للتعامل بين البشر، وقد جاء الإسلام وبلور قيمة الكرامة في الواقع الخارجي وحفظ حقوق الإنسان وصان الإنسانية من الاستكبار والاستعباد، والظلم والتمييز، وذلك من خلال التعليمات والأحكام التي كرسها في الواقع الاجتماعي، بل التعليمات التي كرسها في نظام الحكم الإسلامي.

كرامة الإنسان الاجتماعية:
 حيث جعل الإسلام الكرامة محوراً اجتماعياً يدور عليه التعامل في داخل الوسط الاجتماعي، حيث جاء الإسلام وألغى كل التمايزات بين البشر. فكرامة الإنسان الاجتماعية قائمة على إلغاء الفروق الجاهلية التي صنعها الفكر البشرية. فكل البشر هم سواسية في منطق الإسلام، ولا اعتبار للعنصر ولا اعتبار للقبيلة أو العائلة وفق البصيرة القرآنية.

كرامة الإنسان السياسية:
وهكذا على الصعيد السياسي، حيث جعل الإسلام قيمة الكرامة من القيم الأساسية التي يقوم عليها دستور الحكم الإسلامي، فوظيفة الحكم في منطق الإسلام هي تحقيق الكرامة من خلال إرساء قواعد العدل والحرية والأمن والأمان.
فكرامة الإنسان السياسية: تعني العدالة والمساواة في التعامل، وأنه لا فضل لمجتمع على آخر، ولا فضل لطائفة على أخرى، ولا منطقة على أخرى، فكرامة الإنسان السياسية تعني العدالة وإلغاء كافة صور التمييز والمحاباة، والعدالة تعني صيانة الحقوق لكل البشر، فكل مجتمع من المجتمعات له حقوق لا بد أن تحافظ وتصان، بل من حق كل مجتمع من المجتمعات، وكل طائفة من الطوائف أن تحقق طموحاتها المشروعة في التسامي المادي، فتشغل المواقع والمناصب بناءً على معيارية الكفاءة، لا التمييز العنصري أو الطائفي، وهذه هي العدالة.
وكرامة الإنسان السياسية تتجلى في الحرية، فكل إنسان له حريته في العقيدة وفي التعبير عنها كما أن له حريته في التعبير عن الرأي، وكرامة الإنسان السياسية تتجلى في الأمن، فلا يجوز الاعتداء على الإنسان أو على ماله أو على عرضه أو على عائلته.
بل إن قيمة الكرامة هي الميزان الذي من خلاله نستطيع أن نقيم السلطات الثلاث: السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، والسلطة القضائية، فكل الأحكام والتشريعات التي تتنافى مع كرامة الإنسان هي تشريعات مرفوضة، وكل الأحكام الإجرائية والتنفيذية التي تتنافى مع كرامة الإنسان هي أحكام غير شرعية في منطق الإسلام، وكل حكم قضائي يتنافى مع كرامة الإنسان هو حكم غير شرعي وفق الدستور الإسلامي.
فقيمة الكرامة هي الصبغة العامة التي تهيمن على الحياة الإنسانية سواءً على الصعيد الاجتماعي، أم على الصعيد السياسي، فكل التعاملات الاجتماعية أو كل الإجراءات السياسية يجب أن تدور في فلك كرامة الإنسان.
ما هو منهج القرآن الكريم في العزة والكرامة؟
والسؤال: كيف يمكن للإنسان أن يحقق الكرامة والعزة ويتعالى على جميع العوامل التي تريد قهره واستضعافه؟
حينما نراجع القرآن الكريم نجد أنه هو الذي يؤسس إلى ثقافة العزة والكرامة، من خلال حصر الولاية لله، ولمن جعلهم الله، ومن خلال الانتماء إلى الجماعة المؤمنة انتماء حقيقياً يتجسد في الطاعة والإتباع.
الآية الأولى:
قال تعالى: (الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىصِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).[2] فالله سبحانه قد أنزل كتابه من أجل أن يخرج الإنسان من ظلمات الاستعباد وذلة العبودية لغير الله، إلى نور الكرامة وعزة عبوديته وحده دون سواه، والبشرية على امتداد التاريخ كانت تذوق المر والذل وسلب الكرامات، وجاءت الرسالات الإلهية لتكريس صراط العزة الإلهية، التي بها ينال المؤمنون الكرامة والعزة.
الآية الثانية:
قال ربنا سبحانه: (يَآ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَاُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[3]
وحينما نتدبر في هذه الآية القرآنية الكريمة نستطيع أن نصل إلى مجموعة من الحقائق التي تنظم علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان في المجتمع البشري، بل هي تنظم علاقة المجتمعات مع المجتمعات في داخل البلد الواحد، بل هي تمثل منهجية دستورية للحكم الإسلامي، ومنهجية للتعامل مع كافة المجتمعات البشرية مهما كان دينها أو مذهبها.
(يَآ أَيُّهَا النَّاسُ) الخطاب هنا موجه إلى الناس جميعاً، بغض النظر عن هويتهم العرقية أو انتمائهم الديني أو لغتهم أو ثقافتهم، فالآية تخاطب الجميع من دون استثناء.
(إِنَّا خَلَقْنَاكُم) فالخالق هو الله، وكل الناس هم عبيد لله، فلا تمايز بين شخص وآخر، أو بين مجتمع ومجتمع، أو مذهب ومذهب إلا بما أمر الله.
(مِن ذَكَرٍ وَاُنثَى) أن أصل الخلقة شيء واحد، فكل البشر مخلوقون من ذكر وأنثى، فلا تفاضل فيما بينهم إلا بما شرع الله. وقد قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام" الناس صنفان: إما أخٌ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق. فالآخر الذي يختلف معك في الأفكار أو الآراء، هو إما أن يكون أخاً لك في الدين، وحق الأخ على أخيه أمرٌ عظيم، وإما أن يكون نظيراً له في الخلق، حيث أن كل البشر خلقوا من أصل واحد، فلماذا يتكبر بعضهم على بعض! ولماذا يسلب بعضهم حقوق البعض الآخر، وكلهم من آدم وآدم من تراب.
(وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ) فالاختلاف والتنوع هي سنة الله التي أجراها في خلقه، ولن تتمكن طائفة من الطوائف من إلغاء هذا التنوع والاختلاف، فسنة الحياة قائمة على الاختلاف والتنوع، شئنا أم أبينا، اختلاف في المذاهب الدينية، اختلاف في الآراء، لكن كيف يجب علينا أن نتعامل مع الاختلاف؟ هل نستخدم أسلوب العنف والقوة، أم يجب علينا أن نستوعب هذا الاختلاف؟
(لِتَعَارَفُوا) فالله سبحانه لم يجعل هذا التنوع أمراً اعتباطياً من دون هدف، وإنما جعله لحكمة وغاية سامية، وهي التعارف، أي أن يعرف بعضنا البعض الآخر. والمعرفة تحمّل الإنسان مسؤولية الاعتراف، فمن عرف شيئاً ثم لم يعترف به فقد أنكره. والاعتراف بالشيء أو بالشخص يعني الاعتراف بوجوده والاعتراف بوجوده يقتضي الاعتراف بـحقوقه، وتنظيم حياة العارف حسب ذلك الوجود وتلك الحقوق.[4]
نستطيع أن نستخلص من هذه الآية القرآنية: أن كرامة الإنسان تتجلى من خلال احترامه والاعتراف بوجوده، مهما كان انتماؤه الديني أو المذهبي، فلا بد أن يكون هناك اعتراف بوجود الآخر المختلف وبكيانه وبما له من حقوق، فالاختلاف في الدين أو المذهب أو الفكر مسألة طبيعية، بل هي سنة اجتماعية لا يمكن لطائفة من البشر إلغاؤها أو تجاوزها، أو أن تصهر الآخرين في بوتقتها الدينية أو المذهبية.
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) البشر دائماً ما يجعلون اعتبارات وهمية وزائفة لكرامة الإنسان، مثل الجاه أو المال أو القبيلة، أو امتلاك القوة المادية، الآية القرآنية تنسف كل هذه الاعتبارات، وتجعل التقوى هي معيار الكرامة عند الله.
الآية الثالثة:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) إن الإنسان المؤمن حينما يتخلى عن مسؤوليته الرسالية في الدفاع عن العزة والكرامة، ويبث الثقافة السلبية التي تتنافى مع الكرامة، لا يعتقد بأن المجتمع سوف ينطبع بهذه الثقافة، وإنما تنازله عن مبادئه وردته عن قيم الرسالة سوف تفصله عن الواقع الاجتماعي، وسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونهم يتحملون مسؤولية الدفاع عن العزة والكرامة.
 (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) فعلاقتهم مع المؤمنين علاقة التذلل، علاقة قائمة على الانسجام والتوافق والتنازل عن الذات، أما علاقتهم مع الكافرين فهي علاقة العزة، علاقة المنعة والتحدي، والصمود (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) كما أن من صفاتهم أنهم دائمو العمل والنشاط، فهم يتحدون العقبات الداخلية والخارجية، ولا تمنعهم تلك العقبات من أداء مسؤولياتهم.
(وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) كما أنهم لا يتأثرون بما يقوله الآخرون المتراجعون أو المنهزمون، وإنما يتحركون من خلال قيم الرسالة، التي تملي عليهم قول كلمة الحق.
ثم تربط الآيات القرآنية بين عزة الأمة وبين الولاية الإلهية، التي تتجسد في الانتماء وطاعة القيادة الرسالية، ولهذا تحصر الآية القرآنية الولاية في الله ورسوله، وفي أئمة الهدى، وفي العلماء الربانيين، فإذا أرادت الأمة العزة والغلبة فعليها بالانتماء إلى الجماعة المؤمنة التي تسير على خط الله (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ*وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) والولاية لهؤلاء تتحقق من خلال الطاعة والإتباع، ومن خلال سلوك المنهج الرسالي.
ثم تحذر الآيات القرآنية المؤمنين من ازدواجية الولاء، فالولاء محصورٌ في جبهة الحق، أما الذين يتخذون من الدين هزوا ولعباً، ويستهزئون بشعائر الدين، فهؤلاء يجب على المؤمنين ألا يظهروا الولاء لهم(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء).
(وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)[5] فإن كنتم مؤمنين وإن كنتم تخافون الله، يجب عليكم ألا تدفعكم المصالح العاجلة إلى الارتباط بمثل هذه الفئات، فان كرامة الإنسان و استقلاله أعز شيء عنده ولا يجوز التنازل عنهما لأسباب مصلحية مؤقتة.[6]
الآية الرابعة:
قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).[7] إن الله سبحانه هو المصدر الذي يمن على المؤمنين بالعزة والكرامة، لكن ذلك يتحقق بشروط، من ضمنها: أن يتولوا المؤمنين، أي أن تكون الولاية للقيادات الرسالية من المؤمنين، لا أن يتخذوا الكفار أولياء، ولهذا بعض المؤمنين حينما يتولون الكفار ويركنون إليهم، فلن ينالوا العزة والكرامة أبداً، وإنما لن يجدوا عندهم إلا الإذلال والأوهام. فالعزة والكرامة لا تكون إلا من خلال تقوية الجماعة المؤمنة والوقوف معها.[8]
الآية الخامسة:
قال تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) إن أولياء الله هم المؤمنون المتقون الذين لا يجعلون بينهم وبين تطبيق شريعة الله حجاب، فهم يتجاوزون ضغوط الجبت الداخلي، وهكذا هم يتجاوزون الضغوط الخارجية. وأولياء الله هم الذين يتمسكون بالحبل الإلهي ولذلك لا خوف عليهم في المستقبل، لا خوف مما هو آتٍ لأن الله معهم، ولأن هدفهم كان رضا الله سبحانه، ولا هم يحزنون على ما كان منهم في الماضي.
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ) فالذي كان منهم لم يكن من أجل الدنيا ولم يكن من أجل المصالح، وإنما تقوى الله هي التي تدفعهم وتحركهم.
(لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) إن أولياء الله لهم البشرى في الحياة الدنيا، حيث يبشرهم الله بثوابهم في الدنيا، كما يبشرهم بحياة العزة والكرامة في الدنيا التي تتحقق لهم من خلال سعيهم وعملهم، كما أن لهم البشرى في الآخرة، حيث الثواب والرضوان الإلهي.
(لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فإن سنن الله في الخلق وكلماته في المجتمعات لا تتبدل ولا تتغير، ومن هذه السنن أن الله يوفر حياة الكرامة لأولياء الله، وكل مجتمع سار على نهج الله.
(وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[9] ولأن الحرب بين أهل الحق وأهل الباطل تتضمن دائماً حرباً إعلامية، وأهل الباطل دائماً ما يحاولون توجيه آلتهم الإعلامية لتسفيه آمال المؤمنين وطموحاتهم، وبث اليأس في قلوبهم. ولهذا يجب على المؤمنين ألا يحزنوا من الكلمات السلبية التي تسفه من آمالهم وطموحاتهم، (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم) فالله الذي يهمن على هذه الحياة، لا يدع المؤمنين لوحدهم، وإنما يمن عليهم بالعزة والكرامة، ولكن بعد أن يوفروا في أنفسهم صفات أولياء الله، التي جاءت روايات أهل البيت عليهم السلام ببيانها:[10]
سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) عن قوله تعالى: (إلا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
فقيل له: من هؤلاء الأولياء ؟
فقال أمير المؤمنين:" قوم أخلصوا لله في عبادته، ونظروا إلى باطن الدنيا، حين نظر الناس إلى ظاهرها، فعرفوا أجلها حين غرت الخلق - سواهم - بعاجلها، فتركوا ما علموا انه سيتركهم، و أماتوا منها ما علموا أنه سيميتهم "
الآية السادسة:
قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) إن الله سبحانه هو مصدر العزة، فمن أراد العزة فليطلبها من الله سبحانه، من خلال خشية الله وحده، ومن خلال طاعة الله وحده، ومن خلال حصر الولاية لله ولمن جعلهم الله ولاة للأمر. إن كلمة العزة والكرامة التي تصدع بها القيادة الرسالية هي من الكلم الطيب والقول الحسن الذي يصعد إلى الله، بل إن القيادة الرسالية من خلال العمل الصالح ومن خلال المواقف المسؤولة ترتفع عند الله، وعند الناس أيضاً، بل إن المجتمع من خلال الالتفاف حول الكلم الطيب- حول كلمة العزة والكرامة- يتمكن من الصعود إلى آفاق العزة الإلهية.
 (وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ).[11] أما الذين يحيكون المكر من خلال كلمة السوء، فلن يتمكنوا من النيل من مكانة القيادة عند الله سبحانه، مهما تعاضدوا، فإن مكرهم سوف يزول ويبور. لأن تلك الكلمات لن تخدع إلا من جوف قلبه من البصيرة والنور، ففقد العزيمة والإرادة للدفاع عن العزة والكرامة، وقبل لنفسه الخوف والجبن والذلة.
أهل البيت والعزة والكرامة:
بل إننا لو راجعنا سيرة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، لوجدناها هي التي تكرس في المؤمنين سلوك العزة والكرامة، بل إن ثقافة التشيع التي تلقاها الشيعة من الأئمة عليهم السلام جيلاً بعد جيل كانت ثقافة العزة والكرامة، والتي انعكست على سلوكهم ومواقفهم ومسيرتهم.
"بل إن تاريخ البشر مشرق بأولئك الرجال الذين أيدهم الله في تحدي فرعون البطش، وقارون المال، وهامان المكر. فحينما أكرم الله سبحانه الإنسان، منحه روحاً من لدنه يستطيع أن يتحدى بها بإذنه كل من يريد سحق كرامته، ولم يقدر الطغاة ببطشهم، ولا المترفون بثرواتهم، ولا السحرة والدجالون بمكرهم أن يطمسوا تلك الروح كاملة ليحوّلوا البشر إلى أدوات وأشياء"[12]
البعض يتصور بأن الدفاع عن العزة والكرامة هي بيد من يمتلك القوة المادية، ولهذا من لا يمتلك القوة المادية يجب عليه أن يصبر ويستسلم! الإمام الحسين عليه السلام بسيرته وبموقفه في كربلاء يفند هذا المنطق، فالإمام الحسين لم يكن يمتلك القوة المادية لكن مع ذلك دافع عن الكرامة ولم يقبل بالذلة: (ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنين، بين السلة والذلة، وهيهات من الذلة).

واقعنا وثقافة الكرامة:
من الضروري أن نراجع أنفسنا!
هل أن مجتمعاتنا تتحلى بشخصية كريمة، وبثقافة الكرامة، التي تتناسب مع انتمائنا لأهل البيت عليهم السلام، أم أننا استبدلناها بثقافة الخنوع والتراجع والاستسلام؟
وفي الواقع إن هناك ثقافة اجتماعية قد تقبل حالة الضعف والإذلال لئلا تتحمل مسؤولية الإصلاح والتغيير والتي لها ضريبتها في الواقع الخارجي.
ولهذا فإن من مسؤولياتنا أن نبث ثقافة العزة والكرامة في أوساط مجتمعاتنا، كل من خلال موقعه، فالشاعر من خلال الشعر، والمثقف من خلال الكلمة والمقالة، وصاحب المنبر من خلال منبره. فثقافة العزة والكرامة هي الطريق الذي من خلاله تتمكن مجتمعاتنا من الحفاظ على كرامتها. أما استبدال هذه الثقافة بثقافة أخرى تتناقض مع بصائر القرآن وتتباين مع سيرة أهل البيت عليهم السلام فهذه جريمة كبرى بحق مذهب أهل البيت (ع) وبحق مجتمعاتنا.
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لذلك. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات. بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.





معوقات الإصلاح والتغيير
الخطبة الثانية 21 ربيع الثاني 1430هـ
اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الاْصْباحِ، دَيّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمينَ، اَلْحَمْدُ للهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلمِهِ، وَ الْحَمْدُ للهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ، وَ الْحَمْدُ للهِ عَلى طُولِ اَناتِهِ في غَضَبِهِ، وَ هُوَ قادِرٌ عَلى ما يُريدُ، اَلْحَمْدُ للهِ خالِقِ الْخَلْقِ، باسِطِ الرِّزْقِ، فاِلقِ اَلاْصْباحِ ذِي الْجَلالِ وَ الاْكْرامِ وَ الْفَضْلِ وَ الاْنْعامِ، الَّذي بَعُدَ فَلا يُرى، وَ قَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى تَبارَكَ وَ تَعالى، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ، وَ لا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ، وَ لا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الاْعِزّاءَ، وَ تَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَماءُ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشاءُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ، وَ يَسْتُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَورَة وَ اَنَا اَعْصيهِ، وَ يُعَظِّمُ الْنِّعْمَةَ عَلَىَّ فَلا اُجازيهِ، فَكَمْ مِنْ مَوْهِبَة هَنيئَة قَدْ اَعْطاني، وَ عَظيمَة مَخُوفَة قَدْ كَفاني، وَ بَهْجَة مُونِقَة قَدْ اَراني، فَاُثْني عَلَيْهِ حامِداً، وَ اَذْكُرُهُ مُسَبِّحاً.
والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله سيد المرسلين وخاتم النبيين وحجة رب العالمين. وعلى علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة رب العالمين. وعلى بضعته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين. وعلى سبطيه الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة. والصلاة والسلام على أئمة المؤمنين وورثة المرسلين، وحجج رب العالمين. العابد علي، والباقر محمد، والصادق جعفر، والكاظم موسى، والرضا علي، والتقي محمد، والنقي علي، والعسكري الحسن، والقائم المهدي محمد بن الحسن.

صدر الخطبة:
عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله عباد الله حق تقاته، فإن التقوى هي التي تدفع الإنسان لتحمل مسؤولية تغيير الواقع الفاسد، وهي التي تحرك الإنسان نحو الإصلاح واقتلاع الفساد، بينما انعدام التقوى يمثل الجذر الأساس لكل الأمراض النفسية التي تعوق حركة التغيير وتقوض إرادة الإصلاح، وغياب التقوى هو الذي يغذي في الإنسان جانب الخوف والتبرير وعدم تحمل المسؤولية والذي لا يجتمع بحال مع إرادة التغيير والإصلاح.

أهمية الإصلاح
الإصلاح يعني إقامة الحق وإقامة القيم في كل مجال من المجالات؛ على الصعيد السياسي، على الصعيد الاجتماعي، على الصعيد الثقافي، هناك قيم ومبادئ لا يصلح الواقع السياسي ولا الواقع الاجتماعي ولا الواقع الثقافي إلا من خلالها، وحينما نحيد عن هذه القيم ينتشر الفساد، ومشكلة البشرية أنها تستبدل الحق بالأهواء والمصالح، تستبدل القيم بالأطماع والشهوات.
وبهذا تكون قيمة الإصلاح من القيم الأساسية والضرورية دينياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً، وإلا استشرى الظلم وعم الفساد وانتشر البغي. فحياة الأمم والمجتمعات تقاس بصلاحها وبمقدار تمسكها بمفهوم الإصلاح، لذلك فإن الأمم المتخلفة لا تجد أي صدى لمفهوم الإصلاح في واقعها الاجتماعي أو السياسي أو في أي جانب من بقية الجوانب بينما تجد أن المجتمعات المتقدمة هي التي ترفع شعار الإصلاح وتتدثر بدثاره، أما المجتمعات المتخلفة هي التي تستحي حتى من أن تذكر كلمة الإصلاح وتعتبرها عيباً من العيوب.

أهمية الوقوف على المعوقات
لكن الإصلاح والتغيير ليسا مجرد شعار يرفع من أجل التغني أو المفاخرة، بل هما شعار وإرادة وحقيقة وواقع على الأرض، لذلك فإن على كل المجتمعات التي تنشد التغيير الجذري والإصلاح الشامل أن تدرس واقعها، وأن تقف عند الإشكاليات الواقعية التي تحول بينها وبين التغيير والإصلاح، فالمجتمعات ما لم تقف على المعوقات التي تحول بينها وبين الإصلاح من أجل معالجتها، فإنها لن تتقدم في هذا المجال حتى شبراً واحداً.
فالمجتمعات المتعقلة والتي تتصف بالحكمة هي التي تراجع مسيرتها، وتعيد النظر في وسائلها، فكل مجتمع ينشد التغيير والإصلاح لا بد له أن يدرس واقعه، وأن يقف على الإشكاليات الواقعية التي تحول بينها وبين تحقيق الإصلاح.

المرض الثقافي:
إن أحد معوقات الإصلاح والتغيير هو المرض الثقافي، فالمجتمع المريض ثقافياً لا يمتلك طموحاً نحو الإصلاح ولا يتحرك مع الحركات الإصلاحية، وإذا تحرك فإن حركته انفعالية وسرعان ما تتوقف، أما المجتمع الراشد ثقافياً فهو الذي يمتلك طموحاً وتطلعاً نحو تحقيق الإصلاح الجذري والتغيير الشامل، حيث يتطلع إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
ومجتمعاتنا وإن بدأت تتفاعل مع حركات الإصلاح إلا أنها لا تزال بحاجة إلى وعي أكثر بضرورة الإصلاح. وهذه النقطة نقطة مهمة جداً، لأن التفاعل الاجتماعي مع الحركات الإصلاحية رهين الوعي بضرورة الإصلاح، بل إنك قد تجد بعض الفئات الاجتماعية تعترض على حركات الإصلاح ودعوات التغيير، وترى أن المجتمع في غنى عن هذه الدعوات، أو أن ضررها أكثر من نفعها لأنها لم تقف على ضرورة الإصلاح.

ضعف النفس وعدم التراجع:
إن تحقيق الإصلاح الجذري والتغيير الشامل لا يكون من خلال جولة واحدة بين أهل الحق وأهل الباطل، وإنما لا بد من خوض جولات متعددة. هناك بعض المجتمعات لا تمتلك نفس الإصلاح، الإصلاح يحتاج إلى قطع مسيرة طويلة، يحتاج إلى صبر، يحتاج إلى تحمل العناء، بعض المجتمعات حينما لا ترى النتائج الخارجية سرعان ما تتراجع، وتترك الساحة.
وصراع أهل الحق مع الاستكبار والطغيان في كل العالم لا يمكن أن يحسم من خلال جولة واحدة، وإنما هناك جولات متعددة، ومراحل يخوضها أهل الحق في صراعهم مع أهل الباطل، حتى يتمكن أهل الحق من تحقيق الإصلاح، وهذه سنة من سنن الصراع بين الحق والباطل، لا بد للمجتمعات التي تنشد الإصلاح والتغيير أن تعيها بشكل جيد.
إن التركيبة النفسية والثقافية للمجتمع هي التي تحدد قابلية المجتمع وقدرته على مواصلة العملية الإصلاحية، فالمجتمع الجبان الذي لا يمتلك القدرة على أن يدفع التكاليف، أو الغير قادر على مواجهة الأحداث، والذي يعيش الكثير من العقد النفسية هذا المجتمع لا يمكن أن ينهض، كذلك المجتمع الموبوء بمختلف الأمراض الثقافية والتي لا تسعفه ثقافته من أجل مواصلة المسيرة الإصلاحية فهذا المجتمع لا يقل عن سابقه.
        حينما نراجع تاريخ المجتمعات نجد أن هناك نماذج سلبية في كل مجتمع؛ فهناك الجبناء، وهناك من يلهثون وراء الدنيا، وهناك من يحملون ثقافة التبرير والاتكال، وهناك من لا يعرفون إلا مصالحهم الشخصية ولهذا هم قد ينقمون على كل من يحرك الساحة من أجل تحقيق الإصلاح، وهكذا هناك فئات لا تريد أن تتحمل مسؤوليتها، فتراها تبتعد عن الساحة وتنشغل بقضاياها الجزئية البسيطة فحتى الأحداث المصيرية الكبرى التي تعصف بالمجتمع لا تؤثر فيها ولا تحركها نحو تحمل المسؤولية.

مرجعية المصالح وعدم مرجعية القيم:
إن حركة المجتمع نحو تحقيق الإصلاح يجب أن تكون حركة قائمة على القيم والمبادئ، وألا تشوبها المصالح الدنيوية، ويجب على الجميع أن يعلم أن مصالح الإنسان الحقيقية لا طريق لها إلى من خلال قيم الرسالة. أما الحركة من خلال المصالح الشخصية فلن يجني منها المجتمع إلى الذل والخيبة.
ثم إن الاجتماع على القيم الرسالية هو الذي يعصم المجتمع من التفرق والتشرذم، أما تحكيم المصالح هو الذي يسبب التفرق والاختلاف.
 نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق مجتمعنا لأن يتجاوز كل العقبات التي تعترض طريقه نحو الإصلاح. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات. بسم الله الرحمن الرحيم.. والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.


[1] الاسراء، 70
[2] سورة إبراهيم، 1
[3] سورة الحجرات، 13
[4] التشريع الإسلامي، ج9، السيد محمد تقي المدرسي، بتصرف منا
[5] سورة المائدة، 54
[6] من هدى القرآن، ج3، سورة المائدة، السيد محمد تقي المدرسي، بتصرف منا
[7] سورة النساء، 139
[8] من هدى القرآن، ج2، سورة النساء، السيد محمد تقي المدرسي، بتصرف منا
[9] سورة يونس، 62-65
[10] من هدى القرآن، سورة يونس، السيد محمد تقي المدرسي، بتصرف
[11] سورة فاطر، 10
[12] التشريع الإسلامي، ج9، السيد محمد تقي المدرسي، بتصرف








            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق