البصيرة الرسالية: ينشر للفائدة: (مقال رسالي: الصادق داعية العلم ورئيس المذهب)

الصادق داعية العلم ورئيس المذهب

بقلم/ عبدالعزيز حسن آل زايد

بمناسبة ذكرى استشهاد أبي عبدالله الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)

https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-snc7/302862_272861172742574_694179925_n.jpg

أكدت الشريعة على طلب العلم وجعلته فريضة على كل مسلم وركز الذكر الحكيم على ذات السياق بقوله: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ)، وعين المنهج عند الصادق (عليه السلام): (ليت السياط على رؤوس أصحابي ليتفقهوا في الدين) فالأدمغة الفارغة يجب أن تقرع وتُعاقب حتى تمتلأ من جديد، فما قيمة السنابل الفارغة في قبالة سنابل العلم والنور؟!

ومن يقرأ حياة الإمام يراها مزدانة بالعلم من كل نواحيها ولعل محاوراته الرائعة المذاق مع أبي حنيفة تكشف غزارة علم الإمام وما أبو حنيفة إلا تلميذ صغير عنده إن جازت لنا التسمية، ومن مقولاته الخالدة مع أنه قال له: (تزعم أنك تفتي بكتاب الله ولست ممّن ورثه وتزعم أنك صاحب قياس وأوّل من قاس إبليس لعنه الله)، بل أقر النعمان بهلاكه - على حد قوله - لولاه: (لولا السنتان لهلك النعمان) وعليه كل حنفي هالك لولا (أبي عبد الله) إن كانوا على نجاة !!

فلماذا لم يتبع أبو حنيفة نهج أستاذه الصادق (عليه السلام) مع كل هذا الإقرار؟!، والخلاصة أن الرئاسة وحب الدنيا منعتاه ولقد أكد عليه الصادق بقوله: (كلاّ إنّ حبّ الرئاسة غير تاركك كما لم يترك من كان قبلك !!)، ولهذا نلاحظ التهجم العسوف عليه من قبل أهل السلطنة فهذا (السفاح) – أول الخلفاء العباسيين – لم يقل عداءً لآل محمد من غيره، حتى أنه كان يرسل إليه من يتعقبه ليفتك به .

لكن أبي جعفر المنصور أذاقه الأمرين على طول مدته، ولقد دعاه (سبع مرات) في مناطق مختلفة – كما ينقل ابن طاووس – وفي كل مرة يريد قتله، بعضها أرسله إلى: ( الكوفة) وأخرى إلى (بغداد) وكذا (المدينة) و(الربذة) أيام حج المنصور، لم يكف عنه طيلة حياته حتى بعث إليه المنصور بكتاب ذات مرة يقول له فيه: ( لم لا تغشانا كما يغشانا الناس؟!) وحاشى للإمام أن يتسكع على موائد السلطان فأجابه: (ليس لنا ما نخافك من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له. ولا أنت في نعمة فنهنئك، ولا تراها نقمة فنعزيك بها، فما نصنع عندك؟)

ومثل هذه الإجابة تعد صفعة قوية في وجه جبروت المنصور الذي يضمر ما أظهر فرعون وبعد أن نفذت حيل المنصور كتب إليه: (تصحبنا لتنصحنا) والإجابة المفحمة من الإمام كانت في إجابته الصارخة والشهيرة: (من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك)، فأي لجام أقسى وأقوى من هذا؟!

كان يتعالى (سلام الله عليه) على الحكام والملوك الطواغيت بجهير صوته ملعلعاً: (الحكام ملوك على الناس والعلماء حكام على الملوك)، لم يكن يخشى لومة اللائم وفاتورة هذا الحديث وأمثاله باهظة فيصدع بها بكل جرأة ولا خوف من هذا الطاغية الذي كانت حياة الإمام على يديه.

فهل سلم الإمام من الحاقدين والمغرضين بعد موته أم أن أعداء آل محمد يحاولون طمس مكانتهم وفضائلهم فهذه مشاهدهم وقبورهم قد هدمت ونكل بها وبمن يتبعهم من شيعتهم ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره والتساؤل الذي نضعه لـ (محاربي البدع): لماذا لا يهدموا قبر أبي حنيفة ؟!، أوليس قبر النبي تعلوه قبة خضراء سَامقة؟! فكيف جاز لهم هدم مشاهد البقيع المعظمة ولم يجز لهم هدم قبة الرسول (صلى الله عليه وآله)؟! ثم إن حساسية القبور متربعة حول الكعبة في قبر هاجر (حجر اسماعيل) وما شاء الله من القبور التي يتبرك بها الطائفون ويصلون فوقها والقرآن يتحداهم بقوله: (لنتخذن عليهم مسجدا).

(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ) ( \| ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ \| ) (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الجديدة والقديمة: http://albaseera2alresalay.blogspot.com/
أو عبر (PickerQrCode)