السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

17 مايو 2010

موضوع بعنوان: ‏(فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة وأسوة)‏ للمرجع المدرسي دام ظله_ساهموا بنشره معكم





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الهداة المرضيين.
وبعد..
لما كانت فاطمة الزهراء سلام الله عليها أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأقرب الناس إليه، وهي روحه التي بين جنبيه، وهي التي من آذاها أذى رسول الله، ومن أبغضها أبغضه.. هل يتوقع أحد أن يأتي من يجرء عليها، ويغصبها حقها، ويظلمها؟
نعم؛ لقد فعلوا ما فعلوا بفاطمة عليها السلام وذلك بعد رحيل رسول الله عن الدنيا.
وبالرغم من كل ما عانته، إلا أنها لم يفل عزمها ولم تتراخ ارادتها في نصرة إمام زمانها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
فقاومت الطغيان، وتحدت الظلم.. حتى التحقت بأبيها رسول الله شاهدة شهيدة،  وبقي اسمها وذكرها ومواقفها.. خالداً في وجدان كل الأحرار، ومتفاعلاً في ضمير كل المؤمنين.
وفي هذه الأيام تمر علينا ذكرى شهادتها سلام الله عليها، التي تقرح الجفون وتفجع القلوب.. وبهذا نجدد لها العزاء ونقول لكل المؤمنين: عظم الله اجوركم واجورنا بهذا المصاب الجلل، سائلين الله تعالى أن يثبتا وإياكم على ولايتها وولاية أبيها وبعلها وبينها، وأن يرزقنا شفاعتهم ويحشرنا معهم إنه ولي التوفيق.
وبهذه المناسبة اخترنا لكم فصل من كتاب (فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة واسوة)للمرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي حفظه الله، اسهاماً منا لاحياء هذه المناسبة.
مكتب المرجع الديني
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي


فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة وأسوة
 http://albaseera.googlegroups.com/web/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%8A+1430+%D9%87%D9%80.jpg?gda=IcqR2wQBAAAp3ytZOR2w1FYBFSm6WNjp8q8bNaw5hwVDAXMhPM_UQPQW7lnOD21PT_pISrsH-BJ5TYu939otj6H3PN-nPSIva5YwprIbt-i9QLK-qHra0Y45k6rNztlsueXNApLY_FfHCOTG1JfJGYqPD4rRM0toFgRjuLipkpFtFyjGXLufrs1NMb3sqIpbJxrBzL6SP6PC3xRtJFdhrtWVjtfMZaaMRzpc007pl0Far8FT_Ezn5GlTz9puDOFpIkBJl7EgCyhws4aMaMDZF3tx0f7_OxIgg8Zu-CjMSfeJIL4M3qbagi8lQAfNxU_e3VP31spgcrdV6u9SiETdg0Q2ffAyHU-dzc4BZkLnSFWX59nr5BxGqA
كانت فاطمة قطب الرحى في بيت الرسالة. فماذا فعلت وكيف نهضت بأعباء الحركة التصحيحية؟
الجواب:
بالرغم من سيطرة الاسلام السياسية على شبه الجزيرة العربية مما ضمنت دخول الناس أفواجاً في دين الله ابتداء من صلح الحديبية، فان دعائم الإيمان وشرائع الإسلام لما تترسخ في البلاد، بل كانت النفوس الطامحة للمغانم. والتي مردت على النفاق تهدد سلامة المجتمع الإسلامي خصوصاً بعد غياب النبي صلى الله عليه وآله الذي كان يشكل: الرسول، والقائد، والأب، والعمد، والثقل الأعظم في الدين والدولة والمجتمع.
وبالرغم من أن الرسول لم يترك فرصة إلا وانتهزها لتوجيه أنظار المسلمين إلى الخط الرسالي الذي يمثل الصراط المستقيم في الأمة ويؤدي دوره. وينهض بذات المسؤوليات التي كان يقوم بها، كل ذلك من أجل التعويض عن الفراغ الذي كان سيسببه غيابه صلى الله عليه وآله عن الأمة.
وكان أعظم مناسبة أكد فيها الرسول دور وصيه، الامام علي عليه السلام وأهل بيته الصديقين هي مناسبة عودته من حجة الوداع وتوقفه في منطقة صحراوية سميت باسم غدير كان يدعى بـ ( لخم) مما اشتهرت المناسبة بغديرخم حيث رفع النبي يد الإمام علي عليه السلام أمام أكثر من مئة ألف من مرافقيه وقال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه).
أقول بالرغم من ذلك كله، فأنّ تكريس عهد الوصاية بعد عهد الرسالة لم يتم من دون صعوبات، بل تضحيات. وكانت فاطمة الزهراء أول مضحية في سبيل الله، ومن أجل هذا الهدف.
كانت صرخة محمدية دوت في حياة الأمة قائلة: إن مات محمد فان خطه لم يمت.. وإن سكت محمد صلى الله عليه وآله وسلم فان بضعته الطاهرة تنطق عنه، وتخرس أصوات الجاهلية بكل قوة.
كانت فاطمة البدر الزاهر الذي تحدى ظلام الأفق بعد غياب شمس الرسالة وهي تقول: إن كان الوحي قد انقطع وغاب.. فان شعاعه لايزال منيراً لأنه صب في ضمير فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم كل رسالاته وشرائعه وخلقه. فهي انعكاس ذلك الضوء، ومشكاة ذلك النور.
وكانت فاطمة الشمس الدافئة التي التمس الناس منها الدفء في عهد كاد زمهرير حب الراحة والراكون إلى الدعة تقضي على حرارة الإيمان وعنفوان الجهاد والتضحية.
لم تقف فاطمة الزهراء، ضد السلطة السياسية، بقدر ما وقفت ضد عوامل الضعف والتواني التي كادت تتغلب على المجتمع، وبالذات على الطليعة، من المهاجرين والأنصار.
وقد اتبعت فاطمة عليها السلام. خططاً حكيمة، لتحقيق الهدف، ومن أبرزها:
أولاً:
تحريض النساء على رجالهن.
ثانياً:
أحياء ذكرى الرسول في الأمة، بالوله إليه والبكاء عليه.
دعنا نتحدث إليكم ببعض التفصيل عن هاتين الخطتين:

فاطمة الزهراء تحرض نساء المدينة:
لم تعش فاطمة الزهراء عليها السلام بعد أبيها إلا تسعين يوماً حسب بعض التواريخ وأما حسب البعض الآخر فانها عاشت أقل من ذلك بكثير، وخلال الفترة كانت حزينة كئيبة منهدة الركن، بل كانت مريضة طريحة الفراش، فزارتها نسوة من المهاجرين والأنصار بعدنها في علتها.
فقلن: السلام عليك يا بنت رسول الله  كيف أصبحت؟
فقالت: أصبحت والله عائفة لدنيا كنَّ، قالية لرجا لكن، لفظتهم بعد إذ عجمتهم[1] وسئمتم بعد أن سبرتم، فقبحاً لافون الرَّأي، وخطل القول، وخور القناة[2]، ولبئس ما قدَّمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون، لاجرم والله لقد قلّدتهم ربقتها، وشننت عليهم غارها، فجدعاً ورغماً للقوم الظالمين[3].
ويحهم أنّى زحزحوها عن أبي الحسن، ما نقموا والله منه إلاّ نكير سيفه[4] ونكال وقعه، وتنمّره في ذات الله[5]. وتالله لو تكافّوا عليه من زمام نبذه إليه رسول الله صلى الله عليه وآله لاعتلقه، ثمَّ لساربهم سيرة سحجاً[6]، بجحاً، فانه قواعد الرسالة، ورواسي النبوَّة، ومهبط الرُّوح الأمين، والطَّبين[7] بأمر الدين والدُّنيا والآخرة ألا ذلك هو الخسران المبين.

فاطمة الزهراء تندب أباها:
لم تكن علاقة فاطمة بأبيها كأية بنت بوالدها ، بل إنها أضحت امتداداً لجميع أبعاد شخصية رسول الله، أولم يقل عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو آخذ بيد فاطمة:
(من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني، وهي قلبي الذي بين جنبيّ فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله[8].
أو لم يحدثنا علي عليه السلام عن فاطمة عليها السلام،انها قالت: قال لي رسول الله: يا فاطمة من صلى عليك غفر الله له وألحقه بي حيث كنت من الجنة[9].
وحب فاطمة لأبيها كان أسمى من حب النسب.. بل كان حباً إلهياً تابعاً من معرفتها بمقام الرسول من الله. وعظمته عند ربه.
وحين افتقدت فاطمة رسول الله أحست بخطورة الموقف كما لم يشعر بذلك أحد، وشعرت وكأنّ جبال الأرض تداكت على رأسها الشريف.
وبالرغم من أن الحزن قد دب إلى كل قلب مؤمن بفقد الرسول، قلب الأمة، وضمير الحياة، إلا أن شلال الحزن صب في فؤاد ابنته وريثته الوحيدة، وقلبه المنفصل!
ولقد أذهل المصاب الجلل الكثير عن التفكر الجدي في املاء الفراع الكبير باحياء ذكرى الرسول.
وكان على فاطمة أن تملأ هذا الفراغ بذكر رسول الله، وبيان عظمته، والصلاة عليه، واعلان شديد الحزن عليه. و. و.
إن فاطمة كانت تتعبد الله بالبكاء على فقد رسول الله، لأن ذلك كان يحيي ذكر الرسول، وبالتالي يحيي رسالات الله عليه.
وقد بلغ بكاء الزهراء على والدها حداً عدت من البكائين الخمسة إلى جنب آدم ويعقوب ويوسف عليهم السلام وعلي بن الحسين عليهما السلام.[10]
وجاء في حديث مروي عن فضة التي لازمت خدمة فاطمة الزهراء قصة حزن فاطمة، الحديث يقول:
ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب، والأقرباء والأحباب، أشدَّ حزناً وأعظم بكاءً وانتحاباً (على رسول الله) من مولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام، وكان حزنها يتجدِّد ويزيد بكاؤها يشتدُّ.
فجلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين، ولا يسكن منها الحنين، كلُّ يوم جاء كان بكاؤها أكثر من اليوم الأوّل، فلما كان في اليوم الثامن أبدت ما كتمت من الحزن، فلم تطق صبراً إذ خرجت وصرخت، فكأنها من فم رسول الله صلى الله عليه وآله تنطق، فتبادرت النسوان، وخرجت الولائد والولدان، وضجَّ الناس بالبكاء والنحيب وجاء الناس من كلّ مكان، وأطفئت المصابيح لكيلا تتبيّن صفحات النساء وخيّل إلى النسوان أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قد قام من قبره، وصارت الناس في دهشة وحيرة لما قدرهقهم، وهي عليها السلام تنادي وتندب أباها: وا أبتاه، واصفيّاه، وامحمداه! وا أباالقاسماه، وا ربيع الأرامل واليتامى، من للقبلة والمصلى، ومن لابنتك الوالهة الثكلى.
ثم أقبلت تعثر في أذيالها، وهي لاتبصر شيئاً من عبرتها، ومن تواتر دمعتها حتى دنت من قبر أبيها محمد صلى الله عليه وآله فلما نظرت إلى الحجرة وقع طرفها على المأذنة فقصرت خطاها، ودام نحيبها وبكاها، إلى أن أغمي عليها ، فتبادرت النسوان إليها فنضحن الماء عليها وعلى صدرها وجبينها حتى أفاقت، فلما أفاقت من غشيتها قامت وهي تقول:
(رفعت قوتي، وخانني جلدي، وشمت بي عدوّي، والكمد قاتلي، يا أبتاه بقيت والهة وحيدة، وحيرانة فريدة، فقد أنخمد صوتي، وانقطع ظهري، وتنغص عيشي، وتكدَّر دهري، فما أجد يا أبتاه بعداى أنيساً لوحشتي، ولا راداً لدمعتي ولامعيناً لضعفي، فقد فني بعدك محكم التنزيل ومهبط جبرائيل، ومحلُّ ميكائيل، انقلبت بعدك يا أبتاه الأسباب، وتغلّقت دوني الأبواب، فأنا للدُّنيا بعدك قالية وعليك ما تردّدت أنفاسي باكية، لاينفد شوقي إليك، ولاحزني عليك).

الصديقة فاطمة تلتحق بوالدها الرسول:
ان الظروف التي عاشتها فاطمة عليها السلام بعد وفاة الرسول كانت صعبة جداً، لأنها وقفت وحدها تتحدى العواصف العاتية. وحتى الإمام علي بطل الإسلام الأول لم يكن من الحكمة أن يشاطرها الجهاد. كان عليها أن تتصدى لوحدها، وهي امرأة ما تبلغ العشرين ربيعاً.
وحان ميعاد اللقاء، واستعدت الصديقة للقاء الله والالتحاق برسول الله، وكان لذلك قصة تروى فلقد مرضت فاطمة، عليها السلام مرضاً شديداً ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلى أن توفيت صلوات الله عليها فلما نعيت إليها نفسها دعت أمّ أيمن وأسماء بنت عميس ووجّهت خلف عليّ وأحضرته، فقالت: ابن عمّ إنه قد نعيت إليَّ نفسي وإنّني لا ارى ما بى إلاّ إنّي لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة وأنا أوصيك بأشياء في قلبي.
(قال لها علي عليه السلام: أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله! فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ثمَّ قالت: يا ابن عمِّ ما عهدتني كاذبة ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني. فقال عليه السلام: معاذ الله أنت أعلم بالله وأبرُّ وأتقى وأكرم وأشدُّ خوفاً من الله(من) أن أوبّخك بمخالفتي قد عزَّ عليَّ مفارقتك وتفقدك إلاّ أنه أمر لابدّ منه، والله جدّدت عليّ مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وقد عظمت وفاتك وفقدك، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها هذه والله مصيبة لاعزاء لها، ورزيّة لاخلف لها.
ثم بكيا جميعاً ساعة وأخذ عليٌّ رأسها وضمّها إلى صدره ثمّ قال:
أوصيني بما شئت فأنك تجديني فيها أمضي كما أمرتني به وأختار أمرك على أمري.
ثمّ قالت: جزاك الله عنّي خير الجزاء يا ابن عمِّ رسول الله أوصيك أوّلاً أن تتزوّج بعدي بابنة (أختي) أمامة فأنها تكون لولدي مثلي فإنّ الرِّجال لابدّ لهم من النساء.
ثمّ قالت: أوصيك يا ابن عمّ أن تتخذ لي نعشاً فقد رأيت الملائكة صوَّروا صورته فقال لها: صفيه لي فوصفته فاتّخذه لها فأوّل نعش عمل على وجه الأرض ذاك وما رأى أحد قبله ولا عمل أحد.
ثمَّ قالت: أوصيك أن لايشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقّي فإنّهم عدوِّي وعدوّ رسول الله صلى الله عليه وآله ولاتترك أن يصلّي عليَّ أحد منهم، ولامن أتباعهم، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار ثمَّ توفّيت صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.
فصاح أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها، فصرخوا صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهنَّ وهنَّ يقلن: يا سيدتاه! يا بنت رسول الله! وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي عليه السلام، وهو جالس والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه يبكيان، فبكى الناس لبكائهما.
وخرجت أمُّ كلثوم وعليها برقعة وتجرُّ ذيلها متجلّلة برداء عليها تسبجها وهي تقول: يا أبتاه يا رسول الله الآن حقّاً فقدناك، فقداً لا لقاء بعده أبداً.
واجتمع الناس فجلسوا وهم يضجون وينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها، وخرج أبوذر وقال: انصرفوا فانّ ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخّر إخراجها في هذه العشية فقام الناس وانصرفوا.
فلمّا أن هدأت العيون ومضى شطر من الليل أخرجها عليٌّ والحسن والحسين عليهم السلام وعمّار والمقداد وعقيل والزبير وأبوذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم وخواصه، صلّوا عليها ودفنوها في جوف الليل وسوّى عليٌّ عليه السلام حواليها قبوراً فروّرة مقدار سبعة حتى لايعرف قبرها وقال بعضهم من الخواصِّ: قبرها سوِّي مع الأرض مستوياً فمسح مسحاً سواء مع الأرض حتى لايعرف موضعه.[11]
ثم إن علياً عليه السلام حوّل وجهه إلى قبر رسول الله ثم قال:
(السلام عليك يا رسول الله عنّي! والسلام عليك عن ابنتك، وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللّحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري، وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلّدي، إلاّ أنَّ في التأسّي لي بسنّتك في فرقتك، موضع تعزّ، فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك، وفاضت نفسك بين نحري وصدري.
بلى! وفي كتاب الله لي أنعم القبول ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون قد استرجعت الوديعة، وأخذت الرَّهينة، أخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسو الله.
أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، وهمٌّ لايبرح من قلبي، أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيٍّح، وهمٌّ مهيِّج، سرعان ما فرِّق بيننا والى الله أشكو.
وستنبئك إبنتك بتظافر أمّتك على هضمها، فأحفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها، لم تجد إلى بثّه سبيلاً، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.[12]
وظلت فاطمة الزهراء شعلة الحب التي لاتخبوا في صدور المؤمنين، وراية الكفاح التي لاتسقط عن يد الرساليين، وقبسة الخلق الرفيع، وظلامة الحق التي تصبح صفحات الشفق بلون الدم الموتور والحق المغدور.. فتتحول نبضة ثورية في عروق فتيان المروة، يتزودون بها عبر مسيرتهم الجهادية ضد المتسلطين والانتهازيين والقشريين.
وما أحوج أمتنا اليوم إلى تجديد ذكرى فاطمة، ليقتدي بها، ليس النساء فقد، بل الرجال أولاً..
ولنصلي عليها، وعلى أبيها، وعلى بعلها وبنيها كما صلى الله عليهم، وملائكته والمؤمنون.


موقع سماحة السيد المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي حفظه الله



[1] - (عائقة) كارهة. و(قالية) مبغضة و(لفظت) الشيء من فمي-رميته و(عجمت) العود- اذا عضضته.
[2] - (شنأة) ابغضه و(سيرتهم) اختبرتم و (الفلول) الثلمة والكسر و(الخور)- الضعف و(الخطل) الفاسد المضطرب.
[3] - (لقد قلدتهم رتقها) جعلت اتم الخطيئة في رقابهم و (جدعاً) قطع الأنف أو الأذن أو الشفه.
[4] - (نكير سيفه) انكار سوقه وخوف شجاعته.
[5] - (نكال وقعه) هيبة صدمته في الحرب و(تنمره في ذات الله)- سكرته من أجل الله كما النمر لاتكفاه الا غاصباً شديداً.
[6] - (لو تكافوا عليه عن زمام) لو منعوا أنفسهم عن التصرف في مفوداً اعطاه الرسول و(لا عتلقه) اخذ المقود بحب شديد.
[7] - (سيراً سحجاً) أسيراً ليناً سهلاً. (الطبين) الفطن الحاذق.
[8] - البحار، ج43، ص80.
[9] - البحار، ج43، ص55.
[10] - البحار، ج43، ص155.
[11] - بحارالانوار، ج43، ص191/193.
[12] - بحارالانوار، ج43، ص193.







            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera


ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب
على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

*
لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق