السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

21 مايو 2011

مقال جديد للعلامة النمر: (الانتخابات الأمريكية دلالات وآفاق (3-4) (الجزء الثالث))_ساهموا بنشرها معكم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نتقدم بالعزاء لسماحة العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر حفظه الله بفقده لأبيه الحاج باقر أمين النمر الذي وافته المنية في مساء الخميس ووارى جثمانه في عصر الجمعة .. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه الفسيح من جنته وأنال الله أبنائه وأهله ومحبيه التحلي بالصبر والسلوان إنه سميع مجيب الدعاء ولا تنسوا الفقيد من قراءة الفاتحة وإهداءها إلى روحه الطاهرة..

إخواني أخواتي الكرام.. في هذه الرسالة نبعث لكم مقالاً قد نشر يوم الخميس لسماحة العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر وهي إكمالاً لسلسلة قد نشرها سماحته عن انتخابات الأمريكية والتي يستفاد منها الكثير البصائر والرؤى وفيها لفتات من العزة والتضحية والمطالبة بالكرامة لشعب اضطهد في أمريكا ويسمونهم بالسود وقد كانوا يفتقرون لأبسط الحقوق والكرامة والحرية البسيطة بسبب  ممارسة طبقة الأمريكان البيض فأنتجوا قوانين لم ينزل الله بها من سلطان فسلخت المواطنين السود بنير العبودية وحرموا الحرية التي هي حق كفلها الله لبشر .. لكنهم نالوا حقوقهم بتضحياتهم التي استمرت في تقديم المهج والمرافعات والمطالبات والمظاهرات والاعتقالات وسفك دماء البعض منهم ودافعوا لأجل حقوقهم التي ظفروا بها بعد أمد من الزمن ..
 
وتأتي هذه السلسلة للعلامة النمر كدراسة قيمة قام بتسليط الضوء على أبرز تلك الأحداث والشخصيات التي أرخت في تاريخ أمريكا ليستفيد منها الشعوب المستضعفة كنموذج حي في الواقع المعاش .. وبعدما سلط سماحته الضوء على تلك الشخصيات أضاف عليها بصائر مستقاة من الوحي لكي نستفيد منها في حياتنا التي نتعرض فيها لتمييز طبقة متعصبة متحجرة تستقوي بالقوة المادية لتجبر الآخرين ليسيروا على طريقتهم السقيمة التي تنبت في القلوب الحقد والكره والقسوة والتمييز والعداوة بين أبناء الجلدة الواحدة..
 
نترككم مع المقالة الثالثة بجزئها الختامي الثالث .. لنترقب المقالة الرابعة من الدراسة التي حملة عنوان: (الانتخابات الأمريكية دلالات وآفاق) ..
ونضع في ختام تقديمتنا هذه روابط المقالات السابقة لنفس الدراسة وهي مرتبة من الأقدم للقديم وهم على النحو التالي:


(3)-[2] الأنتخابات الأمريكية دلالات وآفاق ‏(3-4)‏ (الجزء 2) اضغط هنا
لمن لا يظهر لهم الرابط :
http://albaseeraalresalay.blogspot.com/2011/03/3-4.html

(3)-[1] الأنتخابات الأمريكية دلالات وآفاق ‏(3-4)‏ (الجزء 1) اضغط هنا
لمن لا يظهر لهم الرابط : http://albaseeraalresalay.blogspot.com/2011/02/3-4.html

(2) الأنتخابات الأمريكية دلالات وآفاق ‏(2-4)‏ اضغط هنا
لمن لا يظهر لهم الرابط : http://groups.google.com/group/albaseera/web/2-4---24-11-1429

(1) الأنتخابات الأمريكية دلالات وآفاق ‏(1-4)‏ اضغط هنا
لمن لا يظهر لهم الرابط :http://groups.google.com/group/albaseera/web/2-4---24-11-1429

ولا تنسوا بأن تساهموا بنشرها معكم ولكم منا كل شكر وامتنان..


﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
الانتخابات الأمريكية دلالات وآفاق (3-4) (الجزء الثالث)
 
 

بقلم العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر
http://www.wlidk.net/upfiles/ztd40190.png
  • العلاقة مع الزعيم ملكوم إكس
إن العلاقة الايجابية والتعاون والدعم المتبادل بين الزعماء الزنوج كان من الركائز الأساسية والقواعد الرئيسية لتمكن الزنوج من تحقيق مطالبهم، وفرض أنفسهم كقوة فاعلة ومؤثرة في الحراك المطلبي والسياسي والاجتماعي والدستوري. ومن أبرز العلاقات الايجابية بين الزعماء الزنوج هي علاقة الزعيم المسلم ملكوم إكس - وهو أبرز وأقوى الزعماء الزنوج - مع الزعيم المسيحي مارتن لوثر كينج، وقد عملا معاً على اتحاد زعماء الأمريكان الأفارقة بكل آرائهم ومعتقداتهم الدينية لمواجهة عدوهم المشترك سوياً بدلاً من التفرق في التعامل معها. وفي الحقيقة إن ملكوم إكس هو الذي أيقض الزنوج قيادة وجماهير من سباتهم، وألهمهم الجرأة والشجاعة والإقدام لاسترداد حقوقهم بعزٍّ وكرامة؛ والفضل يعود له في تصاعد وتيرة المطالبة بالحقوق، وعدم الانخداع بالإبَر المُسَكِّنة، والفُتاة من الفضلات. ولذلك سعت السلطات الأمريكية لإبراز زعامة مارتن لوثر كينج، لا حباً له، ولا اعتقاداً بزعامته، وإنما لهدفين:
 
أولهما: تضعيف وإقصاء ملكوم إكس عن زعامة الأمريكيين الأفارقة. كما هو ديدن الطغاة في اغتيال شخصية القيادة الأكثر تأثيراً على الجماهير، وتضعيفها وعزلها وإقصائها ولو بإبراز قيادة أخرى معادية لسلطة الظلم والجور، ولكنها أهون عليها من الأولى.
 
وثانيهما: زرع النزاع والشقاق بينهما لتضعيفهما معاً، ولخلق الصراعات والتقاتل بين الزنوج مع بعضهم بعضاً لينشغلوا فيما بينهم عن مقاومة الحكومة والسلطة العنصرية، إلا أنها فشلت بسبب وعي الزعماء الأمريكيين الأفارقة. ولكن هذه السياسة كثيراً ما تنجح فيه مع الأسف سلطات الظلم والجور والطغيان في كثير من آن الزمان وحيز المكان، وسجل التاريخ ومواطن الجغرافيا شاهدان على ذلك.
 
إذاً وعي الزعماء فوت الفرص الشيطانية للسلطة العنصرية. فهذا الزعيم مارتن لوثر كينج برغم أنه أعلى تعليماً وأكاديمياً والأقدر على قيادة النخبة و.. و.. إلا أنه لا يستنكف التعاون والاتحاد والتناصح مع الزعيم ملكوم إكس. وهذا الزعيم ملكوم إكس برغم أنه الأوسع اطِّلاعاً ومعرفة والأكثر شعبياً والأقدر خطابياً وقيادياً للجماهير، وهو القادر على تحريك الجماهير وإيقافها؛ إلا أنه لا يستنكف التعاون والاتحاد والتناصح مع الزعيم مارتن لوثر كينج. وكل منهما كان يكمل مسيرة الآخر، ويستفيد من إنجازاته، ويحترم جهوده. فلم يكن هناك صراع ولا تصادم ولا تناحر بينهما.
 
قال ملكوم إكس لمارتن لوثر كينج: "لقد فعلت ما لم يفعله أحد. أنهيت الفصل بين السود والبيض في المراحيض والحافلات، ولكن ذلك لم يكلف هذه البلاد شيئاً. أما إنهاء فصل الزنوج الاقتصادي فهو يكلف مئات الملايين من الدولارات، وأنا لا أرى كيف ستحققه بمجرد استنهاض الهمم.." إن هذه الكلمة هي التي جعلت الزعيم مارتن لوثر كينج ذا تطلعات وآفاق واسعة وكبيرة، وعدم الرضا بالمُسَكِّنات والفُتاة.
 
http://www.wlidk.net/upfiles/yof81033.jpg
مارتن لوثر مع ملكوم إكس
 
  • جائزة نوبل
في العام نفسه 1963م أطلقت مجلة " تايم " على مارتن لوثر كينج لقب " رجل العام " فكان أول زنجي يمنح هذا اللقب، ثم حصل في عام 1964م على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف، وكان عمره 35 عاماً فكان بذلك أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة.
 
ولم يتوقف مارتن لوثر كينج عن مناقشة قضايا الفقر للزنوج، والبون الشاسع في الدخل بين السود والبيض، إن وجد دخل للسود؛ حيث يتمكن الأبيض أن يحصل على 60,000 دولار سنوياً فما فوق، أما الزنجي فلا يتمكن إلا من الحصول على 6,000 دولار سنوياً فما دون؛ ولذلك عمل مارتن لوثر كينج على الدعوة إلى إعادة توزيع الدخول بشكل عادل؛ إذ انتشرت البطالة بين الأفارقة، فأغلبهم أما يعيش على المعونة، ولازمها الذل والعبودية، أو يعيش على السلب والنهب والسرقة والتجارة في المخدرات والدعارة، فضلا عن المصائب السنوية التي يلقاها الأفارقة الأمريكان على أيدي محصلي الضرائب، والمصائب الشهرية على أيدي شركة التمويل، والمصائب الأسبوعية على أيدي الجزار والخباز، ثم المصائب اليومية التي تتمثل في الحوائط المنهارة، والأدوات الصحية الفاسدة، والجرذان والحشرات.
 
اغتيال مارتن
    إن نار التمييز العرقي، والتفرقة على أساس اللون، والفصل العنصري في الولايات المتحدة الأمريكية لم تخمد، وإن خفَّ لهيبها، ولكنها لم تنطفئ بعد؛ فتأهب مارتن لوثر كينج، واستعد لقيادة مسيرة في ممفيس؛ لتأييد إضراب جامعي النفايات الذي كان على وشك الانفجار في مائة مدينة أمريكية. فما كان في وسع السلطات الظالمة، والمخابرات الغاشمة إلا وسيلة الغدر، واغتيال الشخص بعد الفشل في اغتيال شخصيته؛ للتخلص من زئير الأسود الأحرار. فعمدت إلى صعلوك مرتزق قذر من صعاليكها، وأوكلت له مهمة الاغتيال.
 
ففي 4 أبريل 1968م اغتيل مارتن لوثر كينج ببندقية أحد المرتزقة المتعصبين البيض ويدعى (جيمس إرل راي) - James Earl Ray - الذي لم يكن في الحقيقة إلا مجرد أداة تنفيذية لإرادة وأوامر المخابرات. ولتمويه القضية، وإخفاء مَنْ وراء الجريمة، ومَنْ افتعلها، ولكي تنطلي الحقيقة على الناس؛ أشارت التحقيقات الرسمية إلى احتمال كون الاغتيال كان مدبراً، وأن القاتل كان مجرد أداة، وقد حكم على القاتل بالسجن 99 عاما. وبالطبع تخرج السلطة منها براءة كبراءة أخوة يوسف عليه السلام؛ لأنها هي القاضي والحَكَم، وإذا كان الخصم هو القاضي فمن تقاضي؟.
 
  • تحقيق رسالة مارتن
  إن الشعور بالعجز، أو الضعف أو الدونية، أو عدم القدرة على تحقيق التطلعات السامية، أو الاعتقاد باستحالة استرداد الكرامة المسلوبة، أو إقامة العدالة، أو بسط القسط، أو شروق شمس الحرية؛ هذا الشعور الشيطاني هو السلاح الذي يتحصن به الطغاة والمستبدون؛ وما القتل أو التعذيب أو التنكيل أو البطش أو الاعتقال أو التهجير إلا وسائل لإشعار الشعوب بعجزها وضعفها. ولكن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماَ 104. 
 
ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 139 إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ 140 وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ 141 .
 
ولذلك يُوَجَّه السؤل لكل الظلمة والطغاة هل ماتت القضية بالظلم والطغيان من القتل والسجن والتعذيب والبطش و.. و..؟
وهل قبرت التطلعات؟
وهل انعدم الأحرار؟
وهل توقفت المسيرة بالمطالبة بالحقوق؟
والجواب على كل ذلك وأشباهه هو كلا إن القضية لم ولن تَمُتْ، ولم ولن تقبر التطلعات، ولم ولن ينعدم الأحرار، ولم ولن تتوقف المسيرة بالمطالبة بالحقوق؛ بل إن قيمة العدالة في انبساط وتمدُّد حيث ينكمش الظلم والاستبداد؛ والظلم في انكماش وتقلص حيث تنبسط العدالة والحرية.
 
فلم تَمُتْ أحلام مارتن لوثر كينج، فقد استطاع الأبناء أن تجني حصاد كثير ممَّا زرعه الآباء؛ ففي خلال السنوات العشر الممتدة من عام 1982م وحتى عام 1992م صدرت عدة تقارير عن هيئات رسمية أمريكية لدراسة الأوضاع الاجتماعية في أمريكا، جاء في أحدها - وهو تقرير" الفقر وعدم المساواة وأزمة السياسة الاجتماعية " الذي صدر في أيلول 1991م - أن معدل الفقر بين السود يصل إلى 49,3% أي أن نصف السود الأمريكيين يعيشون تحت خط الفقر، وفى تقرير آخر بعنوان " الجوع   1992م " الصادر في عام 2001م يتحدث عن ارتفاع عدد الجياع بشكل مخيف؛ إذ إن 34 مليون شخص - معظمهم من السود ومن الهنود الحمر؛ أي من الأقليات الملونة في أمريكا - عانوا من الجوع عام 1992م، وحذر التقرير من تفاقم هذه الظواهر في المجتمع الأمريكي الذي أصبح على حافة الخطر.
 
إن الهدف من اغتيال مارتن لوثر كينج لم يكن اغتيال الجسد؛ وإنما هو اغتيال القيم السامية التي نادى ودعا إليها وناضل وجاهد من أجل تحقيقها والتي كانت قيمة الكرامة والعدالة والحرية والمساواة سنامها وهكذا بقية الحقوق الطبيعية للإنسان. ولكنهم فشلوا حيث تمكنوا من قتل جسد مارتن، وَوُرِيَ الثرى، ولكن مارتن لوثر كينج الزعيم الداعية للحقوق والمناضل من أجل الكرامة والعدالة والحرية والمساواة خُلِّد بقيمه ونهجه، وأصبح مدرسة يرتشف من معينها السود والمستضعفين في أمريكا والعالم.
 
ولذلك يرى الكثير أن رسالة لوثر كينج قد تحققت، وأن التمييز العرقي، والتفرقة على أساس اللون، والفصل العنصري قد انتهى في اليوم الذي فاز به باراك حسين أوباما بالانتخابات الرئاسية 2008م.
 
وبهذه الذكرى لاغتيال المدافع عن حقوق الأفارقة في الولايات المتحدة مارتن لوثر كينج في الرابع من ابريل/نيسان 1968م وفي نزل لورين الواقع في ولاية ميمفيس تقام مسيرة إلى هذا الموقع يقودها نجل كينج مع داعية الحقوق المدنية ريف آل شاربتون تحت شعار " الالتزام بالمسيرة ". كما توقد الشموع في الموقع والذي تم تحويله فيما بعد إلى متحف الحقوق المدنية في الولايات المتحدة. وقد ألقى نجل لوثر كينج في الموقع كلمة في الاحتفال الذي يقام بمناسبة الذكرى الأربعين لاغتيال والده. وقد حضر الاحتفال كل من المرشح الجمهوري للرئاسة آنذاك جون ماكين والمرشحة الديمقراطية كذلك هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية حالياً.
 
وبهده المناسبة وفي خضم تنافسها على الرئاسة لأمريكا نشرت هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، والمرشحة لرئاسة أمريكا، ووزيرة الخارجية في حكومة باراك حسين أوباما على موقعها على شبكة الانترنت شريطا مصوراً عن كينج دعت فيه الأمريكيين إلى استذكار إرث كينج.
 
وقالت في الشريط " إن أفكار وحياة كينج كانت مصدر الهام للأمريكيين، وللناس حول العالم؛ للعمل من أجل النضال لتحقيق الكثير من المكاسب، وفي الذكرى الأربعين لاغتياله يجدر بنا الوقوف لاستذكار الإرث الذي تركه لنا كينج ".
 
كما عقد الكونجرس الأمريكي جلسة خاصة في الذكرى الأربعين لاغتيال مارتن لوثر كينج بحضور نجل كينج، وألقى عدد من أعضاء الكونجرس كلمات أشادوا فيها بمارتن لوثر كينج.
 
وقال السناتور جون لويس الذي عمل إلى جانب مارتن لوثر كينج في حملة الدفاع عن حقوق السود في كلمته بمناسبة الذكرى الأربعين لاغتيال المدافع عن حقوق الأفارقة في الولايات المتحدة مارتن لوثر كينج. " إن قيادة هذا الرجل انتشلتنا من الخوف، وجعلتنا نمتلك الإرادة للانتقال إلى الجبهة الأمامية في هذه المعركة ".
 
أما زعيم الأغلبية الديمقراطية هاري ريد فقال " إن جثمان لوثر لم يُسَجَّ في مقر الكونجرس في مبنى الكابيتول بعد اغتياله، لكن رغم ذلك ولأن بلدنا امتلك الجرأة لاحتضان حلم لوثر كينج فقد أقيم تمثال له أمام مبنى الكابيتول ".
 
وبعد وفاة مارتن لوثر كينج، تفرغت زوجته كوريتا سكوت إلى تربية أولادها من جهة، وإلى الاستمرار بالعمل على تحقيق مبادئ زوجها.
 
وفي عام 1969م، أنشأت كوريتا سكوت مركز مارتن لوثر كينج مركز اللاعنف الاجتماعي، واتخذ المركز من أتلنتا مركزا له.
 
وفي عام 1986م شهدت كوريتا سكوت على تخليد ذكرى زوجها من خلال إعلان يوم عيد ميلاده يوم عطلة رسمية في الولايات المتحدة.
 
كما تحتفل أجزاء كثيرة من العالم بمرور أربعة عقود على الخطاب الشهير " لدي حلم " الذي ألقاه مارتن لوثر كينج أمام النصب التذكاري للرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1963م، ويعد الخطاب اليوم - فضلا عما يشمله من دعوات الإخاء الإنساني والمطالبة بضمانات الحريات العامة - من كلاسيكيات الأدب الأمريكي المعاصر.
 
لديّ حلم (I have a dream):
قال مارتن لوثر كينج:
" قبل عقود من الزمان، وقّع الأمريكيّ العظيم الذي نقف اليوم تحت ظله الرمزي قرار إعلان تحرير الزنوج، وجاء هذا القرار الهامَ أملاً عظيماً للملايين من الزنوج العبيد الذين عانوا واحترقوا بلهب الظلم المزري، جاء كفجر مشرق لينهي سنوات الليل الطويل تحت الأسر، لكن.. وبعد مائة سنة من ذلك الإعلان، يجب أن نواجه الحقيقة المأساوية:
 
الزنجي.. ليس حرا.
 
بعد مائة سنة، مازالت حياة الزنجي مشلولة بقيود العزلة، وأغلال التمييز..
 
بعد مائة سنة، مازال الزنجي يعيش في جزيرة من الفقر المدقع وسط محيط شاسع من الرخاء الاقتصادي..
 
بعد مائة سنة، مازال الزنجي يعاني في أنحاء مجتمعه، ومازال يعتبر نفسه منفياً في أرضه..
 
لقد جئنا هنا اليوم لنعبر عن حالتنا المريعة..
 
جئنا لعاصمة وطننا لنصرف الصك الذي وَرَّثنا إياه بُناة جمهوريتنا عبر الكلمات الرائعة للدستور وإعلان الاستقلال..
 
لقد وقعوا كمبيالة الحقوق وورثوها لكل أمريكي.
 
كان الصك يتضمن وعداً بضمان الحقوق الراسخة في الحياة، حق الحرية، والسعي للسعادة..
 
ومن الواضح اليوم أن أمريكا قد قصَّرت في دفع هذا الصك المستحق بسبب نظرتها إلى ألوان مواطنيها..
 
وبدلاً من القيام بهذا الواجب المقدس أعطت مواطنيها الزنوج صكاً سيئاً كتب عليه: الرصيد غير كاف..
 
لكننا رفضنا أن نصدق أن بنك العدالة مفلس..
 
ورفضنا التصديق أن الرصيد غير كاف للوفاء في ظل الفرص الكبيرة المتاحة لهذا الوطن.
 
لذا جئنا لصرف هذا الصك..
 
الصك الذي يعطينا ثروة الحرية، وضمانات العدالة..
 
جئنا لهذه البقعة المقدسة لتذكير أمريكا بحالة التطاحن التي نعيشها الآن..
 
لا وقت لدينا للمشاركة الباردة، ولم تعد تسعفنا الأدوية المهدئة بطيئة المفعول..
 
لقد حان الوقت لنرتفع من عزلة الوادي المظلم المهجور إلى طريق العدالة المشمس..
 
لقد حان الوقت لفتح أبواب الفرص المتساوية لكل أطفال الله..
 
لقد حان الوقت لرفع وطننا من رمال الظلم العنصري المتحركة إلى صخرة الأخوة المتينة..
 
سيكون خطأ قاتلاً للدولة إن أغفلت الظروف الصعبة التي يعيشها الزنجي واستهانت بإصراره على نيل حقوقه..
 
لن يمر هذا الصيف الحار على الزنجي الساخط حتى يصل إلى خريف نشط بالحرية والمساواة..
 
لن يكون العام 1963 النهاية بل سيكون هو البداية..
 
وسيباغَتُ أولئك الذين يعتقدون أن ما يجري إنما هو تنفيس عن غضب يمارسه الزنوج وأنهم سيعودون لممارسة أعمالهم المعتادة غداً..
 
ولن ينعم الوطن بالهدوء حتى يحصل الزنجي على كل حقوقه الوطنية..
 
وستستمرّ رياح الثورة في هز أسس الدولة حتّى اليوم الذي تتحقق فيه العدالة للجميع ..
 
لكنّ هناك شيء يجب أن أقوله لشعبي الذي يقف على العتبة الدّافئة التي تتصدر قصر العدل:
 
للحصول على حقوقنا المشروعة لا يجب أن نتورط في أعمال خاطئة، دعونا لا نحاول إرضاء عطشنا للحرية بالشرب من كأس القسوة والكراهية.
 
للأبد، يجب أن يقوم صراعنا على الكرامة والانضباط.. لا يجب أن نسمح لاحتجاجنا الخلّاق أن يتدهور إلى العنف الجسدي.. دائماً يحب أن نرتقي إلى حيث تلتقي قوّة الروح بقوة الجسد.. النضال الجديد الرّائع الذي غمر المجتمع الزّنجي لا يجب أن يقودنا للارتياب بالبيض.. كثير من إخوتنا البيض. كما هو ملاحظ بوجودهم هنا اليوم. قد جاؤا مدركين أن قدرهم مقيد بقدرنا، وأن حرّيّتهم لا تنفك عن حرّيّتنا.
 
لا يمكن أن نمشي وحيدين..
 
لكننا ونحن نمشي، يجب أن نضع تعهداتنا أمامنا..
 
لا يمكن أن نعود للخلف..
 
هناك هؤلاء الذين يسألوننا: متى سترضون ؟!!
 
لا يمكن أن نكون راضون أبداً طالما أن أجسامنا متعبة بالسفر لأننا لا نستطيع الإقامة في فنادق الطّرق السّريعة و فنادق المدن.. لا يمكن أن نكون راضون طالما أن كل ما يستطيعه الزنجي هو الانتقال من حيٍّ فقير أصغر إلى حيٍّ فقير أكبر قليلا.. لا يمكن أن نكون راضون أبداً طالما أن الزنجي في ميسيسبي لا يمكن أن يصوّت.. و الزنجي الآخر في نيويورك لا يصوت لأنه يعتقد أنّ لا شيء لديه ليصوت من أجله..
 
لا، لا؛ نحن غير راضون..
 
و لن نكون راضين حتّى تهبط العدالة مثل المياه، وتكون الاستقامة مثل السيل العظيم .
 
أنا غير غافل أنّ بعضكم قد جاء محملاً بالتّجارب والمحن الكبيرة ..
 
وبعضكم قد جاء من الزّنزانات الضّيّقة ..
 
وبعضكم قد جاء من مناطق حيت تحطم حلم البحث عن الحرية بعواصف الاضطهاد ووحشية الشرطة..
 
متمرسين أنتم بالمعاناة..
 
لكن لتستمروا بالعمل مؤمنين بأن المعاناة هي سبيل الإنعتاق.
 
أرجع إلى ميسيسبي..
 
أرجع إلى ألاباما..
 
أرجع إلى جورجيا..
 
أرجع إلى لويزيانا..
 
أرجع إلى المناطق العشوائيّة والأحياء الفقيرة لمدننا الشّماليّة..
 
وأعلم بأن هذه الأوضاع ستتغير..
 
دعنا لا نسكن في وادي اليأس..
 
أقول لكم أصدقائي، بالرّغم من الصّعوبات والإحباطات. مازال لديّ حلم ..
 
حلم متأصّل في الحلم الأمريكيّ.
 
لديّ حلم أنه في يوم من الأيام ستنهض هذه الأمّة لتعيش معنَى عقيدتها الحقيقي: نؤمن بهذه الحقيقة: أنّ كلّ الرّجال خُلِقُوا متساوين.. لديّ حلم أنه في يوم من الأيام وعلى تلال جورجيا الحمراء سيكون أبناء العبيد وأبناء ملاك العبيد السابقين قادرين على الجلوس معاً على مائدة إخاء.. لدي حلم أنه في يوم من الأيام أنه حتّى ميسيسبي التي تتصبّب عرقاً من حرارة الظلم والاضطهاد ستتُحَوَّل إلى واحة حرّيّة وعدالة.. لديّ حلم أنّ أطفالي الأربعة سوف يعيشون في يوم من الأيام في دولة لن تعاملهم بلون جلدهم لكنّ بمحتويات شخصيّتهم.. لديّ اليوم حلم..
 
لديّ حلم أنه في يوم من الأيام وفي ولاية ألاباما. التي تنثر شفتي حاكمها عبارات التحلل وإلغاء الآخر. ستُحَوَّل إلى مكان حيث يستطيع أولاد سود صغار وبنات سود صغيرات أن يتصافحوا مع الأولاد البيض الصّغار والبنات البيض الصغيرات ويمشوا معاً كأخوات وأخوة.. لديّ حلم اليوم، لديّ حلم أنه في يوم من الأيام سيعلو كل واد، وسينخفض كلّ تلّ وجبل، ستتضح الأماكن الوعرة، وستستقيم الأماكن المعوجة، وسيعلن مجد الرّبّ، وسيكون كل الناس معاً.. هذا هو أملنا.. هذا هو الإيمان الذي أعود به إلى الجنوب.. وبهذا الإيمان سنخرجُ من جبل اليأس نواةَ أمل.. وبهذا الإيمان سنحول التنافر في أمتنا إلى سيمفونيّة أخوّة جميلة.. بهذا الإيمان سنعمل معاً، ونصلي معاً، ونقاتل معاً، ونذهب إلى السّجن للدّفاع عن الحرّيّة معاً، مؤمنين بأننا سنكون أحراراً ذات يوم.
 
سيأتي ذلك اليوم حين يستطيع عيال الله أن يتغنوا بمعان جديدة:
 
وطني..
 
ارض الحرية الحلوة..
 
لك أغني.. حيث مات آبائي..
 
الوطن الذي فاخر به القادمون الجدد..
 
من كلّ جهة، دع الحرّيّة تصدح..
 
ولتكن أمريكا أمة حقيقية.. ولتكون كذلك لندع الحرية تصدح من قمم التلال المدهشة في نيوهامبشاير، دع الحرّيّة تصدح من على الجبال العظيمة في نيويورك.. دع الحرّيّة تصدح من مرتفعات اليجينس ببنسلفانيا.. دع الحرّيّة تصدح من جبال روكي المغطّاة بالثّلج في كولورادو.. دع الحرّيّة تصدح من القمم الجذّابة في كاليفورنيا.. دع الحرّيّة تصدح من جبال جورجيا.. دع الحرّيّة تصدح من جبال تينسي .. دع الحرّيّة تصدح من كلّ تلال ميسيسبي.. من كلّ جبل.. دع الحرّيّة تصدح.
 
عندما تصدح الحرية.. عندما نتركها تصدح في كلّ قرية وكلّ ضاحية، في كل ولاية وكلّ مدينة، عندها سنعجل الوصول إلى ذلك اليوم، اليوم الذي يقف فيه كل عيال الله متساويين: البيض والسّود، اليهود وغير اليهود، البروتستانت والكاثوليك.. حين ذاك سنتصافح ونغني كلمات الأنشودة الزّنجيّة القديمة:
 
"أحرار أخيراً..
أحرار أخيراً..
شكراً يا إلهي..
نحن أحرار أخيراً .."
 
 
ومسك الختام:
حقاً إن حركة مارتن لوثر كينج هي تجسيد واقعي لقول الإمام علي عليه السلام: " جاهدوا تورثوا أبناءكم عزّاً ". والذي يشاهد عياناً بوصول باراك حسين أوباما - الذي ضربت جذور أصوله أعماق أدغال أفريقيا السوداء - إلى رئاسة الولايات الأمريكية والعالم من البيت الأبيض. وهي رسالة إلى كل المستضعفين في العالم بأن الجهاد شجرة زيتون تؤتي أكلها للأجيال؛ فعلينا أن نغرس هذه الشجرة وعلينا أن نرعاها ونسقيها ولو تعذر الماء استبدلناه بدمائنا لكي تبقى الشجرة غضة طرية.
            (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:

http://groups.google.com/group/albaseera

 
لقراءة المواضيع السابقة التي نشرت في قروب البصيرة:
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif
 

http://albaseeraalresalay.blogspot.com/

ملحق ذا فائدة:

* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:

http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق