السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

15 أغسطس 2011

دروس رمضانية: ("لماذا تحريم الربا؟" ملخص محاضرة الليلة العاشرة في شهر رمضان المبارك 1432هـ)_لسماحة المرجع المدرسي_ساهموا بنشره معكم


***** ***** ***** ***** ***** ***** *****
لماذا تحريم الربا؟
 (الليلة العاشرة)

ملخص درس التفسير لسماحة المرجع المدرسي في شهر رمضان المبارك 1432هـ
***** ***** ***** ***** ***** ***** *****

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة المؤمنون..الأخوات المؤمنات..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يتقبّل الله صيامهم وعباداتهم في هذا الشهر المبارك وأن يجعلنا من المرحومين وليس من المحرومين.

كما هو منهجه في شهر رمضان من كل عام، يواصل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي حفظه الله محاضراته في التفسير والتدبر في القرآن الكريم. وفي هذه السنة (1432هـ) يكمل سماحته التدبر في سورة الروم التي بدأها في العام الماضي وتوقف عند الآية (30) منها.

ولتعميم الفائدة فإننا نلخص هذه الدروس الليلية ونبعثها لكم راجين الاستفادة منها، وإعادة توجيهها إلى من يستفيد منها من المؤمنين والمؤمنات.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب المرجع الديني آية الله العظمى المدرسي (دام ظله)

 
بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا تحريم الربا؟

قال الله تعالى:

(وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا في‏ أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُريدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) (39/الروم).

***

إذا أراد الإنسان أن يعيش الحياة المثلى فلابد له أن يعمل بتوافق مع السنن الإلهية الموجودة في الكون، فرب العالمين لم يخلق خلقاً في مستوى الإنسان الذي جعله يعلو على سائر المخلوقات، ولم يسخر له الكائنات فحسب، بل سخر له الطبيعة بما فيها من ماء وحديد وزرع وحيوان و...


هكذا بدأ سماحة المرجع المدرسي دام ظله الحديث عن الآية 39 من سورة الروم، متسائلاً:

هل كان بإمكان البشر أن يتطور ويصل إلى ما هو عليه لولا معرفته بقوانين الطبيعة الفيزيائية والكيميائية و...؟!

بالتأكيد لا.

هذا، والبشر لم يحط علماً إلا بجزء بسيط منها، لأنها أوسع بكثير مما اكتشفناه اليوم، فمن الممكن أن يصل العالم في المستقبل إلى ما وصل إليه النبي سليمان (ع) بتسخيره للطبيعة بإذن الله وحديثه مع النمل والطيور و....

وكما قلنا بأن للحق تجليات على الكون، كذلك الحق يتجلى في حياة الإنسان بمفهوم "العدالة"، التي تعني التوافق بين الإنسان والأنظمة الموجودة والتي هي من تجليات الحق.

فالعدالة بمعناها المطلق تعني أن يتوافق الإنسان مع الحق في كل أموره.

وأشار سماحته إلى أنّ الله وضع العدالة في كل شيء، فمثلاً: نرى العدالة في جسم الإنسان، حيث يتلقى كل عضو منه من الغذاء بالقدر الذي يحتاج إليه، وحيث لا يعتدي جزء على آخر، وقد وضعها الله تعالى في روح الإنسان أيضاً، حيث فطرنا على فطرة سليمة تحب الحق وتميل إليه.

ثم أضاف سماحته:
لكل شيء حق علينا، بدءاً من الأشخاص المحيطين بنا، ومروراً بأجسامنا، وانتهاءً بالطبيعة التي سخّرها الله تعالى لنا.

قد أشارت رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع) إلى هذه الحقيقة.

والسؤال هنا: هل يمكننا أن نراعي حقوق جميع الأشخاص والأشياء؟

أجاب سماحته:

نعم، لأن الله عز وجل أعطى القدرة للإنسان أولاً، ثم حمّله المسؤولية في تطبيق الحق، فإذا انعكس الحق الموجود في نظام الكون على حياة الإنسان أصبح عادلاً في دنياه، وقد قال تعالى: (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى‏) المائدة 8 .

وذكر سماحته:

إن الكون يتمركز على العدل، لأنه يعكس مدى ارتباط الإنسان بالحق. ويتجلى العدل في "القسط" الذي يرتبط بتعامل الإنسان مع الآخرين.

قال تعالى: (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطينَ) (الحجرات:9) والقسط يعني مراعاة مصالح الآخرين.

فأحد أبعاد القسط هو عدم أكل أموال الناس بالباطل كما في الآية: (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِل) (البقرة: 188) وأبرز مصاديق أكل المال بالباطل هو الربا، ولأن الربا مخالف لنظام الكون، ولأنه يسبب فساداً في النظام الكلي لحياة البشر، فان الله عز وجل يتوعد آكل الربا بالحرب: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وذَرُواْ مَا بَقِىَ مِنَ الرِّبَواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ) (البقرة: 278- 279)

فلماذا التوعد بالحرب مع آكل الربا؟

لأن الله هو الذي وضع الأنظمة ويديرها، ومن يخالفها فعليه أن يأذن بحرب من الله ورسوله.

وهكذا انتقل سماحة المرجع إلى التدبر في الآية 29من سورة الروم:

 (وما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا في‏ أَمْوالِ النَّاسِ) فالمال الذي يقرضه الفرد للناس ليأخذ الربا عليه لا يربوا عند الله، إنما المال الذي يُنفق في سبيل الله هو الذي ينمو ويزداد. يقول الله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا ويُرْبِي الصَّدَقاتِ واللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثيمٍ) (البقرة: 276) فما يظن الإنسان بأنه يزداد سينقص، وما يظن أنه ينقص بالعطاء سيزداد بخلاف ما يتصوره الإنسان.

وهنا تساءل سماحته عن مبررات تحريم الربا وأجاب:

إن هناك أربعة مبررات لتحريم الربا نشير إليها باقتضاب:

1. آكل الربا يصبح كسولاً، ويمتنع عن العمل والنشاط، إذ أن لديه رأس مال حصل عليه بإرث أو غيره ويستفيد من فوائده على حساب تعب الآخرين. ويعبر القران عن هذه الحقيقة في سورة البقرة بقوله: (الَّذينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَس) (البقرة: 275)

 فمن يأكل الربا يكون الضحية الأولى لمضراته، لأنه يتوقف عن العمل والنشاط، فيتوقف عقله عن التفكير، فيصبح خاملاً، ويكون كالممسوس من قبل الشيطان.

جاء في الرواية عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد الله (ع) عن علة تحريم الربا، فقال (ع): (لو كان الربا حلالاً لترك الناس التجارات وما يحتاجون إليه، فحرم الله الربا ليفر الناس من الحرام إلى الحلال والى التجارات من البيع والشراء، فيبقى ذلك بينهم في القرض).

2. تراكم أموال المستضعفين عند آكلي الربا يسبب تكوين طبقة اجتماعية مترفة لا تهتم بالمجتمع يصفهم القران بأنه: (إِذا قيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذينَ كَفَرُوا لِلَّذينَ آمَنُوا أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ في‏ ضَلالٍ مُبينٍ) (يس:47) وهم لا يمتنعون عن الإنفاق بمقدار سد الجوع لدى الفقراء فحسب، بل يمنعون المؤمنين من الإنفاق بدعوى أنْ لو شاء الرب أن يطعم الفقراء لأطعمهم، فتسود ثقافة اللامبالاة الخاطئة في المجتمع، وهم يبررون فعلهم بأنّ: (الْبَيْع مِثْلُ الرِّبا)، وبذلك ينقسم المجتمع إلى طبقتين: الاستغلاليين والمحرومين.

وربما يشير الإمام الباقر (ع) إلى هذه الحقيقة بقوله: (أخبث المكاسب كسب الربا) لأن الربا ليس مكسباً وإنما هو سرقة المستضعفين.

3. الذين يأكلون الربا يدخلون إلى عالم السياسة وإدارة البلاد فيشترون بأموالهم ضمائر الناس وضعاف النفوس في المجتمع، ولذلك فإن الله تعالى يأمرنا بتوزيع الثروة قائلا: (كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم) فيسيطرون على المجتمع، ويوجهون دفّة إدارة البلاد حسب أهوائهم ومصالحهم.

4. يتسبب الربا في غلق باب المعروف في وجه المستضعفين، ففي السابق كان القرض الحسن (أي بدون ربا) أحد الأمور السائدة في المجتمع بحيث كان الناس يساعدون من يواجه مشاكل مادية بإقراضه من دون فائدة، ولكن اليوم أصبحت المصارف هي المسيطرة على رقاب الناس في القروض فلا ترحم أحداً، بينما كان القرض الحسن بين الناس يُنزل البركة عليهم، وكان المقرض يرحم المقترض إذا تأخر في تسديد القرض.

ولذلك جاء في الرواية عن سماعة، قلت لأبي عبد الله الصادق (ع): إني قد رأيت الله عز وجل قد ذكر الربا في غير آية مكررة، فقال (ع): أ وتدري لم ذاك؟

قلت: لا.

قال (ع): لأن لا يمتنع الناس من اصطناع المعروف).

لكي يميل الناس إلى فعل الخير ويقرض بعضهم البعض ويسترحمون فيما بينهم.

وجاء في الحديث أن الإمام الصادق (ع) سُئل عن الربا فقال: ( درهم ربا أشد عند الله من سبعين زنية كلها بذات محرم) وفي رواية أخرى عنه عليه السلام: (القرض الواحد بثمانية عشر).

والربا يحطم الأواصر الاجتماعية في المجتمع. ولقد كان بناء الأمة الإسلامية أهم هدف يحمله النبي الأكرم (ص): (وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) وما بقي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو هذه الأمة، فاليوم كل منا مسؤول في حدود قدراته وإمكاناته لإعادة هذه الأمة وتقويتها، فكلما خرجتَ صباحا من البيت فكر ماذا يمكنك أن تقدم اليوم للآخرين لتصبح الأمة واحدة: (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ والتَّقْوى‏ وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ والْعُدْوانِ واتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ الْعِقابِ) (المائدة: 2)

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة المؤمنون..

أيتها الأخوات المؤمنات..

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقبل الله أعمالكم في هذا الشهر الكريم، وبارك لكم أيامه ولياليه، ووفقكم وإيانا لصيامه وقيامه، وكتبنا جميعا من السعداء في الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب.

من أجل كشف الكرب عن المؤمنين في كل البلاد، والتعجيل بفرج مولانا صاحب العصر الإمام الحجة ابن الحسن المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) يوصي سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي حفظه الله بأداء صلاة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك، والدعاء بعدها بتعجيل فرج مولانا الحجّة عليه السلام ولكشف كرب المؤمنين والمسلمين كافة.

ولتكن الصلاة (في كل مكان) في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت كربلاء المقدسة، لتكون دعوات الجميع في وقت واحد إن شاء الله، علّها تكون أقرب لاستجابة ربنا الكريم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مكتب المرجع الديني آية الله العظمى المدرسي
رمضان المبارك / 1432هـ

*مشتركي تويتر على شبكة الانترنت، للحصول على مسائل شرعية بشكل يومي يمكنكم التسجيل في الصفحة التالية:


* للتواصل مع مكتب سماحة المرجع المدرسي على الفيسبوك يمكنكم التواصل على العنوان التالي:


* موقع المرجعية على شبكة الانترنت:

* أرسلوا أسئلتكم الشرعية على بريد الاستفتاءات التالي:
ALFEQH@almodarresi.com

* الهاتف كربلاء 009647602006774

نتمنى لكم دوام التوفيق
مكتب سماحة المرجع المدرسي




 

--------------------------------------------------------- --------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------
 

            (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
             )|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
 

 * للانضمام صفحة البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:

www.facebook.com/ALBaseeraALresaliy
* لمشاهدة مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع المنشورة حديثاً وقديماً:
http://albaseeraalresalay.blogspot.com
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif


* ليصلكم ما ننشره عبر البريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
وذلك بالضغط على هذا الرابط التالي
وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر الإضافة مباشرة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة

ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر (حفظه الله) على الفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
* صفحة (صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية) على الفيس بوك:
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html

ولكم منا كل امتنان وتقدير
ولا تنسوا من صالح دعائكم وأيضاً بإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق