المرجع المُدرّسي: يحذر السياسيين من مزالق الارتباط بمصالح وأجندات
خارجية على حساب الشعب

دعا سماحة المرجع الديني آية الله
العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي (دام ظله)
القيادات السياسية في البلاد (العراق) وعموم بلاد
المسلمين،
إلى مراجعة ومحاسبة ومراقبة النفس والمواقف التي يتخذونها حتى تكون سياستهم ومواقفهم مبنية على بصيرة ورؤية واضحة تصب في
مصلحة البلاد والشعب وأن لا يقعوا في
مطب (الولاء وإلقاء المودة) إلى هذا وذاك من القوى
في العالم
ممن قد يكونوا أعداء لله ولهذا الشعب والوطن، وربط أنفسهم
وتكتلاتهم
ومواقفهم بمصالح وأجندات خارجية تبحث عن مصالحها على حساب مصالح العباد والبلاد.
جاء ذلك في جانب من كلمة سماحته الأسبوعية التي ألقاها بحضور حشد من الوفود والأهالي بمكتبه في كربلاء المقدسة،
والتي افتتحها بالتدبر في مطلع سورة
(الممتحنة)، وقول الله تعالى فيها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ
وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا
جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ
إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ
وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن
يَفْعَلْهُ مِنكُمْ
فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ).
من لا يعرف زمانه يتيه وتهجم عليه (اللوابس)
مشيرا إلى أن هذه السورة
المباركة هي سورة الامتحان الصعب وتبين مسائل مهمة
ومحورية على
الإنسان الحذر واليقظة والانتباه فيها، وهي قضية الحب والبغض
والمودة
والتولي والتبري، حيث أن عل الإنسان أن يراقب نفسه ويحاسبها، فيمن يحب وفيمن يبغض، وفي اتجاه يكون حبه وبغضه، وممن يتبرأ ولمن
يتولى.
وأوضح في هذا السياق أن علينا
كمسلمين أن "نُتُبُصّر ونعرف زماننا وحالة وأوضاع العالم اليوم وسياساته مواقفه حتى لا نقع في المحظور،
وذلك لأن (العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس) كما يقول الحديث عن أهل
البيت (ع) .. فمن يفتقد هذه المعرفة بزمانه
يتيه..".
وفي هذا السياق وبشأن الأوضاع في العراق قال سماحته: "نقول
لإخواننا في العراق اجمعوا كلمتكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة، اجتمعوا، اتركوا
حالة أنًّ كل مجموعة سياسية أو أحد منكم يتصل ويرتبط
بدولة
خارجية ويحصل منها على بعض الدعم والإمكانات ثم يفرق بين أبناء الشعب ويضرب الشعب بعضه ببعض، فهكذا ارتباطات ودعم تعرفون
أنها لا تتم بلا مقابل، بل لمصالح وغايات ..
فاحذروا وعودوا، هذا تكتلات لا تنفع بلدنا
ولا أحداً
منكم، ارجعوا إلى رشدكم ارجعوا إلى قضاياكم وشعبكم، اجتمعوا على مصلحة البلد، نعرف أن هناك بلدان وأطراف في هذا العالم
وكل واحد عنده رأي ومصلحة له يسعى دائما لتحقيها، ولكن لماذا هذا او ذاك يكون أسير
رأيهم ومصالحهم ؟!
انتم يجب أن تكون عندكم مصلحة وإستراتيجية بلدكم العراق هي الأولى..".
وتباع سماحته : " البلد بحاجة إلى عقلاء يجلسون، يفكرون، يخططون لبناء ومصلحة شعبهم وبلادهم قبل كل شيء،
والناس حينها يثقون بهم ويسمعون كلامهم
..".
وتابع سماحته متسائلا: " فيا أهل العراق أليس فيكم رجال حكماء، علماء، تسمعون كلامهم، ترجعون إليهم؟
يكفينا هذه التوترات والاضطرابات،
نحن بحاجة إلى استقرار، شعبنا بحاجة إلى أن يتذوق
طعم
الحياة والأمن والراحة، حتى لا نصبح كما حال الجزيرة العربية قبل الإسلام، شعارنا الخوف ودثارنا السيف، كما يقول الإمام
أمير المؤمنين سلام الله عليه، يكفي هذا
التشتت والتخبط وعدم وضوح الرؤية والخلخلة
الأمنية..".
واستطرد سماحته مؤكدا أن : " الحل الأمني صحيح أنه
مهم ولكنه وحده لا يكفي لأي
بلد من البلاد وفي أي مكان في العالم، هناك حلول
سياسية،
حلول لجمع الكلمة تشارك بها فئات المجتمع ومؤسساته، دينية مرجعية وحوزوية، ثقافية وعشائرية، ومفكرين وأساتذة جامعات
وغيرهم، والعراق فيه ركائز قوية ذلك، فلماذا دورها مُغيب، أين حكماء هذا البلد أين
المفكرون والمصلحون؟
هل انقرضوا مثلا؟!
كلا طبعا، هم موجودون وبوفرة ولكن للأسف هناك نوع من الفصل
بينهم وبين أصحاب القرار في الأمور السياسية والاقتصادية
وغيرها،
وأصحاب القرار هؤلاء لا نقول عنهم مثلا أنهم خبثاء والعياذ بالله، إنما هم أشبه بالمصابين بالدوار والصداع وهناك من عمل
ويعمل على جعلهم كذلك بطرق وأسباب عدة بحيث
جعلوهم أمام قضايا وعُقد ومشاكل يومية، وباتوا كأنهم يملكون حلول واضحة موجودة لكن
لا ينتبهون إليها..
لذا عليهم أن
ينتبهوا
ويراجعوا أنفسهم ويتوكلوا على الله تعالى ويجلسوا ويخططوا ويفكروا بجد .. وهذه الآيات القرآنية مصابيح هدى وضياء لمن
استضاء بها، فنسأل الله تعالى أن يمنحهم
البصيرة والرؤية الصحيحة ويستفيدوا من أهل البصائر
والعلماء
والعقلاء جميعا في هذا البلد ليوحدوا صفوفهم ويجمعوا كلمتهم ويتخذوا القرارات الصائبة وليضعوا إستراتيجية واضحة
لهذا البلد..".
الإسلاميون في المنطقة ومحاذير (الحرب بالوكالة)
هذا وحذر سماحته من أن العالم
اليوم يشهد شيئا فشيئا عودة (الحرب الباردة) وذلك بعد ما شهده من (الحروب
بالوكالة) التي كانت تشتعل في أطراف من العالم
بالنيابة عن
أمريكا والغرب من جانب والاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي من
جانب آخر،
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وأثناء ما سمي بالحرب الباردة لغاية عقد التسعينيات الذي شهد (سبات وهجعة) في تلك الحروب
بالوكالة، والتي عادت تطل برأسها من جديد.
وحذر سماحته من خطر وقوع بعض ممن يسمون أنفسهم بالجماعات الإسلامية
في المنطقة اليوم في فح ولعبة (الحرب بالوكالة) التي
تديرها قوى
عالمية لها أجندات ومصالح خاصة بها.
وأوضح " نقول لهؤلاء: خذوا حذركم، فما يجري في بعض المناطق في الشرق الأوسط
هو اليوم من هذا القبيل، فالكثير مما يجري
ويخطط له من قوى خارجية لا يرتبط بقضية
الديمقراطية
والحريات أو الانتخابات الحرة وما شابه من كلام وشعارات، إنما هي قضية مرتبطة بمصالح دولية كبرى عالمية تحاول تحت
هذا الغطاء أن تزحزكم وتستخدمكم لأغراض ومصالح
معينة..".
وأضاف : "بصراحة قد يقولون لنا انتم في العراق لماذا قبلتم أن يأتي الأمريكان ويقدمون البلد لكم على طبق من
الذهب ويرجعون إلى بلدهم؟! فنحن أيضاً في بلداننا نريد نمضي في ذلك..".
وأوضح سماحته بهذا
الشأن : "
أولاً: من قال لكم أن
هذا كان قراراً وطلباً منّا؟!
من قال لكم انه تم على طبق من ذهب؟!
كلا طبعا، فما جرى كان لظروف وأجندات غير خافية، ونحن وبالذات مراجع الدين جميعا لم نوافق بتاتاً على
احتلال العراق أو أننا طلبنا ذلك أصلاً، كنا
نريد أن نغير الوضع في بلدنا بأيدي شعبنا وعملنا عقوداً
من
الزمن على ذلك، ولم نكن نريد حينها من العالم سوى مؤازرة العراقيين وعدم الوقوف إلى جانب نظام الحكم ودعمه..
كلا لم يتم ما جرى على طبق من ذهب
كما
تتوهمون، إنما على طبق من دم وتفجيرات ومشاكل وضحايا وخسائر بمليارات الدولارات..
نعم حينما دفعنا الثمن، حينما احتُل العراق، لم يكن أمامنا سوى العمل واستثمار الوقت والجهد حتى نبقي على ما يمكن
إبقاؤه ونغير ما يمكن تغييره..".
وأضاف سماحته : " ثانياً: كلامنا
وهذه رؤيتنا ونصيحتنا، تعالوا اذا وكل خططكم وإمكاناتكم اجعلوها لمحاربة إسرائيل
ولاستعادة الأراضي المحتلة، وإذا
كنتم لا تسمعون لهذا الكلام، فأنتم تقرؤون
القران،
اسمعوا كلام القران الكريم الذي يقول لكم وبصراحة أن هذا الطريق خاطئ وغير صحيح ولا يمكن أن يوصلكم إلى النهاية
الصحيحة، تفضلوا هذا اللي يجري في ليبيا بالأمس
واليوم في بني الوليد وطرابلس وغيرها من قتل وقتال
وربما
غدا في مكان آخر، البلد دخل في نفق مظلم ولا اعتقد انه يخرج منه إلا بعد اللتيا والتي ..
من يقول انه ذلك في مصلحتكم ؟!
من يقول أن هذا في مصلحة الإسلام والشعوب في المنطقة؟!
هذه حرب ليس لكم فيها ناقة ولا جمل،
ليست
حربكم، لا تدخلوا فيها، وهذا كلام ناصح وأقول ذلك للتاريخ، لان الإنسان في بعض الأحيان يجب أن يقول كلمته لإقامة
الحجة حتى لا يقولوا غدا ما نبهتم وما قلتم،
راجعوا واحفظوا التاريخ، راجعوا واحفظوا القران وهذا
كلام
ربنا، والقران بيننا وبينكم حجة..
فاحذروا وتنبهوا قبل فوات الأوان..
ونفس
الشيء نقول لإخواننا في العراق أيضاً، اجمعوا كلمتكم واتركوا حالة أنًّ كل مجموعة سياسية او أحد منكم يتصل ويرتبط بدولة
خارجية ويحصل منها على بعض الدعم والإمكانات
ثم يفرق بين أبناء الشعب ويضرب الشعب بعضه
ببعض،
فهكذا ارتباطات ودعم تعرفون أنها لا تتم بلا مقابل، بل لمصالح وغايات ..
فاحذروا وعودوا، هذا تكتلات لا تنفع بلدنا ولا أحداً منكم، ارجعوا إلى رشدكم ارجعوا إلى قضاياكم وشعبكم، اجتمعوا
على مصلحة شعبكم وبلدكم..".
--

(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | ) (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) |
|
أو
عبر (PickerQrCode)
|
|
|
|
* للإنضمام لصفحة
قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:
*
ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
http://groups.google.com/group/albaseera
ثم هذا الرابط التالي:
وتأكيد
الاشتراك منكم لتعذر الإضافة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة
ملحق ذا فائدة
(محدث):
* صفحة
آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
* صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بالفيس بوك:
*
لمشاهدة فيديو آية
الله النمر في
اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
* إصدار القبس
الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):
لا تنسونا من
صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات:
البصيرة الرسالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق