السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

27 ديسمبر 2012

بيان الأربعين (تجليات نهضة الإمام الحسين عليه السلام في واقع العراق المعاصر) لسماحة المرجع المدرسي بمناسبة زيارة الاربعين 1434 هـ


بيان
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظلّه) بمناسبة زيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام عام 1434هـ
تجليات نهضة الإمام الحسين عليه السلام في واقع العراق المعاصر


بسم الله الرحمن الرحيم
 https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/430852_553062651389090_247124371_n.jpg
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد المصطفى، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

عند ما وقف السبط الشهيد في ظهيرة يوم عاشوراء يهتف قائلاً: (أَمَا مِنْ مُغِيثٍ يُغِيثُنا لوجه الله؟ أَمَا مِنْ ذابٍّ يَذُبّ عَن حَرَمِ رسولِ الله؟)[1] لم يجبه أحدٌ في تلك الأرض المليئة بالأعداء الحاقدین، والذين مُلِئَت بطونهم من الحرام.


كلا، لم يجبه يومئذٍ أحدٌ من شيعة آل أبي سفيان، الذين تجرّدوا حتى من قيم العرب فأصبحوا أذلاّء خاسئين.

ولكنك أيها الموالي، يا من أتيت كربلاء في ذكرى الأربعين راجلاً أو راكباً.. بلى، إنك أنت الذي تجيب مولاك الإمام الحسین عليه السلام، وتقول له - بكل عزمات فؤادك وخلايا بدنك-: (لَبَّيْكَ‏ دَاعِيَ‏ الله. إِنْ كَانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغَاثَتِكَ، ولِسَانِي عِنْدَ اسْتِنْصَارِكَ ، فَقَدْ أَجَابَكَ قَلْبِي وسَمْعِي وبَصَرِي)[2].

ومن أجل ذلك تطوي مسافات شاسعة لزیارة مرقده الشريف، وقلبك ينبض بحب الله والنبي وأهل بيته عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، وشفاهك تلهج بكلمات لا تنقطع: لبيك يا حسين.. لبيك داعي الله..

خطوة إلى الجنّة
إنّ كلمة "يا حسين" حفرت رافداً إیمانیاً في فؤادك - كما رافدي دجلة والفرات - رافداً متصلاً بطف الحسین وبكربلاء الكرامة. فإذا بالإمام الحسين عليه السلام أضحی لك - كما جعله الله- مصباح هدى وسفينة نجاة. وهكذا أضحت کل خطوة تخطوها في سعيك إلى زیارته، خطوةً تخطوها إلى جنان الخلد، وخطوةً تخطوها في رحاب العزة والکرامة والشموخ.

هذا ما صرّح به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، حينما قال للإمام الحسين عليه السلام: (وَمَنْ أَتَاكَ زائراً بَعْدَ مَوْتِكَ فَلَهُ الجَنَّة)[3].

وما أكّده الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام حينما أجاب على سؤال: وما لـِمَن زار قبر أبي عبد الله عليه السلام؟ قال: (الجنّة والله)[4].

بلی، إنّ كل خطوة في طریق کربلاء تزيدك عزماً في الإرادة، ونقاءً في الضمير، ونوراً في القلب، وهدیً شاملاً، وإيماناً راسخاً.

معراج الكمال
إنّ زائر الإمام الحسین علیه السلام يسمو - بإذن الله تعالى- في معارج الكمال، وفي ذات الطریق الذي سلكه أصحاب السبط الشهيد عليه وعليهم سلام الله. ألا ترى إلى ذلك الشاب الذي إندفع إلى المعركة وهو يرتجز قائلاً:

أميري حسين ونعم الأمير                        سرور فؤاد البشير النذير

إنه لم ينتسب إلى عشيرة أو بلد، بل إلى المبدأ العظيم الذي قاتل من أجله، والذي تمثّل في نصرة ابن رسول الله السبط الشهيد.

أمّا عابس، فتراه ينزع لَامَةَ حربه ويندفع إلى قتال الأعداء، فيقول له أحدهم: أجُنِنْتَ يا عابس؟  فيجيب: حُبُّ الحسين عليه السلام أجنّني.

أما الشاب الشهم قاسم بن الحسن عليهما السلام، فيقول لعمِّه السبط - حين سأله عن الموت -: في نصرتك أحلى من العسل.

وهکذا نجله علي الأكبر، والذي كان مثلاً لجده الرسول في الخَلْق والخُلُق، تراه یتساءل ویقول لوالده : أوَ لَسْنَا على الحق؟ قال: بلی. فقال: إذاً لا نبالي أوَقَعنا على الموت أو وَقَع الموت علينا.

أمّا الَمثَل الأسمى في شهداء كربلاء، الذي ضرب أروع الأمثلة في نصرة الدين، والدفاع عن الحق، والجهاد في سبيل الله أعني: أبا الفضل العباس عليه السلام، فتراه يرتجز وهو يخوض غمرات الأسنّة والسّهام ویقول - وقد قُطِعَت يمينه-:

واللهِ إن قطعتمُ يميني                  إني أحامي أبداً عن ديني
وعن إمامٍ صادقِ اليقينِ               نجلِ النبيِّ الطاهرِ الأمينِ

إنّ العباس عليه السلام - الذي شهد له الإمام الصادق عليه السلام بقوله: (كان عمُّنا العباس عليه السلام نافذَ البصيرة، صُلْبَ الإيمان)[5] - إنه بذاته مدرسة متكاملة. مدرسة في بطولته النادرة.. في إيمانه الصادق.. في صبره واستقامته.

وأمّا شقيقته الصدّيقة الصغرى زينب الكبرى عليها السلام، فقد كانت الجزء المكمِّل لمسيرة السبط الشهيد عليه السلام، وكانت مثلاً أعلى للصبر والإستقامة والتحدي.. وهي القائلة – بعد ما رأت من المصائب العظمى – حينما سألها الطاغية ابن زياد: كَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ اللَّهِ بِأَخِيكِ وأَهْلِ بَيْتِكِ؟ فَقَالَت: مَا رَأَيْتُ إِلاّ جَمِيْلاً[6]. وهكذا حملت – إلى جانب الإمام زين العابدين عليه السلام- مشعل الإعلام الرسالي بعد عاشوراء، لنشر معالم النهضة الحسينية وأهدافها في الآفاق البعيدة في أعماق المكان والزمان.

إنّ الذين يزورون مرقد الإمام الحسين عليه السلام وأخيه أبي الفضل العباس وسائر الشهداء من أهل البيت والأنصار، إنهم یسلکون ذات السبیل وعلی خطی أولئك الأطهار، ليتساموا في مدارج الكمال، ومعارج الزُّلفی من الربِّ العظیم.

ماذا بعد الزيارة؟
وهکذا تراهم، يعودون من زیارة أبي عبد الله الحسین علیه السلام بقلوب زاکیة قد طَهُرَت -بإذن الله- من وساوس إبليس، وشهوات الدنيا وأهوائها. بلی، إن الإمام الحسین عليه السلام مدرسة الطهر. أوَ لسنا نقرأ في زيارته:

(أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مطهَّرٌ، مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍمطهَّرٍ، طَهُرْتَ‏ وَطَهُرَتْ‏ بِكَ‏ الْبِلادُ، وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ بها )‏[7].

فإذا طَهُرَتْ بالحسين عليه السلام البلاد، كيف لا تطهُر أفئدة مواليه وزائريه، والذين تجشّموا عناء الرحيل إليه عند شدة القيض، وشدة القر، صيفاً وشتاءً؟ أوَ لَمْ تشمل هؤلاء دعوة إمامهم الصادق عليه السلام حین قال:

(اللَّهُمَّ إِنَّ أَعْدَاءَنَا عَابُوا عَلَيْهِمْ (أي: على زوّار ابي عبد الله الحسين عليه السلام) خُرُوجَهُمْ، فَلَمْ يَنْهَهُمْ ذَلِكَ عَنِ الشُّخُوصِ إِلَيْنَا، وَخِلافاً مِنْهُمْ عَلَى مَنْ خَالَفَنَا، فَارْحَمْ تِلْكَ‏ الْوُجُوهَ‏ الَّتِي قَدْ غَيَّرَتْهَا الشَّمْسُ، وَارْحَمْ تِلْكَ الْخُدُودَ الَّتِي تَقَلَّبَتْ عَلَى حُفْرَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، وَارْحَمْ تِلْكَ الأَعْيُنَ الَّتِي جَرَتْ دُمُوعُهَا رَحْمَةً لَنَا، وَارْحَمْ تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتِي جَزِعَتْ وَاحْتَرَقَتْ لَنَا، وَارْحَمِ الصَّرْخَةَ الَّتِي كَانَتْ لَنَا)[8].

أخي الزائر، أنت الیوم تسیر علی خطی شهداء کربلاء، فلتکن همّتك عالية، حتی تبلغ أقصی أمانیك، فإذا زرتَ السبط الشهيد عليه السلام تطلّع إلی أسمی الدرجات، وقل بكل ثقة وبكل جد:

(فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي‏ بِمَعْرِفَتِكُمْ‏، ومَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِكُمْ، وَرَزَقَنِي الْبَرَاءَةَ مِنْ أَعْدَائِكُمْ:

1- (أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،
2- (وَأَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ،
3- (وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّه‏)[9].

أيها الزائر الكريم، إنك تقصد أرضاً طهّرها الله يوم خلق السموات والأرض، وجعلها مثوىً للإمام الحسين عليه السلام، وجعلها مقاماً لاستجابة الدعاء، وجعل ترابها شفاءً، وجعل لزائريها ثواباً عظيماً، فَرَفْرِفْ بأجنحة العزم الى كل أفقٍ بعيدٍ، وكل طموحٍ سامٍ.. أُطلُب من ربك المزيد، أُطلُب المغفرةَ من الذنوب التي تقدّمت، والعصمةَ في الزمن القادم من كل ذنب، والستر على كل عيب، والفَرَجَ لكل كرب، وأن ينجيك ربك مما تخاف منه وتخشى.

كيف نختار نهج الإمام؟
وإنّ أعظم ما تعود به من زيارتك لهذه الأرض المطهَّرة، تحقیق فرصة الانتماء إلى نهج السبط  الشهید وإلى خطه الرشيد.

ولتعلم إنّ الله سبحانه قد خلق الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ، وإنّه يبتليه أبداً: فهل يشكر ربه بانتخاب نهج الحق الذي يمثّله النبي وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام،  أم يكون كفوراً؟ فقال سبحانه:

(إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا. إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)[10].

وإنك أيها الزائر الكريم قد قصدتَ مرقد السبط الشهيد علیه السلام لكي تختار نهجه وتنتمني إلي خطه الرسالي، ولكن كيف؟

أولاً: لابد أن تعقد كل العزم بأن تجتنب الطاغوت الذي مثَّله يزيد بن معاوية وابن زياد، كما رفضه أمامنا عليه السلام، حين قال:

(ألا وإن الدَّعيّ ابن الدَّعيّ قد تركني بين السلّة والذلة، وهيهات له ذلك مني، وهيهات منّا الذلة)[11].

وقال عليه السلام في مجلس وليد في المدينة، بعد أن شرح طغيان يزيد ومخالفته لأحكام الشرع، قال: (ومثلي لا يبايع مثله)[12].

وفي كل مكانٍ وزمانٍ طاغوتٌ يمثِّل يزيدَ ونهجَه في انتهاك حُرُماتِ الدِّين وإتباع الشهوات. ومن دون رفض نهجه لا يمكن لنا أبداً تطهِير نفوسنا من آثار الشك والشرك، ولا يمكن التقرب من الله سبحانه، لأنّ الکفرَ بالطاغوت شرط الإيمان بالله، کما قال تعالی:

(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا)[13].

إنّ علینا أن نتجنّب ونرفض ونتمرّد علی كل ما يتصل بالطاغوت، وبنظامه الأخلاقي والاجتماعي والسياسي. بلی، لابد أن نتجنّب الطاغوت بشجاعة، لكي نتّقي نار جنّهم. ألا ترون إنّ ربنا كيف أمر عباده جميعاً باجتناب الطاغوت، إذ قال سبحانه:

(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى الله وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)[14]؟

إنّ كل من يخالف أحكام الدين، ويفرض نفسه على العباد من دون الله، طاغوتٌ جبّارٌ، على المؤمنين اجتنابه.

ثانياً: في كل عصر ومصر أُناس صالحون يتّبعون نهج أبي عبد الله الحسين عليه السلام وخُلُقه وشرائعه.. وقد قال ربنا سبحانه: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)[15].

والاقتراب من هؤلاء، والانتماء إلى نهجهم، والتواصل معهم، والتعاون على إقامة شرائع الدين، سيكون أفضل وسيلة لإظهار ولائنا للسبط الشهيد عليه السلام.

إنّ على كل واحد من المؤمنين أن يعرف حقائق الدين، وموازين الشرع المقدَّس في انتخاب من ينتمي إليه من صالحي عباد الله، انتماءً واعياً قائماً على أساس أحكام الشريعة، ثم التوكل على الله سبحانه، لكي لا تزلَّ قدم بعد ثبوتها.

ثالثاً: ونحن في العراق يستمر وضعنا السيئ، ويستمر الفساد الإداري، ويستمر التخبّط، ويستمر الاختلاف المشين وضياع مصالح الشعب العليا في زحمة الصراعات السياسية.. كل ذلك يستمر - بل ويزداد سوءاً- بسبب قلة التمسك بنهج أبي عبد الله الحسين عليه السلام، فی نظامنا السياسي والاجتماعي، وعدم إتّباع مبادئ نهضته العظيمة، ويكون مثلنا - ومع الأسف - مثل من يبقى ضمآن وهو على ضفاف ماء عذب فرات. إنها لخسارة كبرى أن يبقى أحدنا تائهاً في صحراء الضلالة ولدیه مشعل وقّاد كالإمام الحسين عليه السلام.

إنّ العراق بحاجة إلى من يمثّل دور الإمام الشهيد، ثم يعترف به الجميع، الشعب والحكومة، ويتّبعون نصائحه في شؤونهم، وفي حل خلافاتهم، وفي رسم خارطة طريق لهم من أجل إخراج العراق من البند السابع الذي لا يزال كالسيف المسلَّط على رقاب الشعب، ومن الفوضى والتخلف، وإقامة نظامٍ إجتماعيٍ صالحٍ يهيمن على كافة أنشطة الشعب، ومنها المؤسسات الرسمية.. نظامٍ قائمٍ على قيم الوحي وتجارب الأمم، ثم السير قُدماً إلى الأمام، إلى حيث التعامل بين الكتل، والتشاور، والتواصي، والتعاون على البِرِّ والتقوى.

رابعاً: أيها الأخ الزائر، إننا جميعاً نستطيع أن نساهم في بناء العراق على أساس شريعة الله، ونهج النبي وأهل بيته عليهم جميعا صلوات الله، لو أنّ كل واحد منا اقترب أكثر فأكثر إلى نهج الإمام الحسين عليه السلام، وإلى من يمثّله اليوم من الفقهاء الكرام ومراجع الدِّين، الذين أوصى الإمام المهدي المنتظر، عجّل الله تعالى فَرَجَه، بالرجوع إليهم، حيث قال: (وَأَمَّا الْحَوَادِثُ‏ الْوَاقِعَةُ، فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِيثِنَا، فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ، وَأَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِم)[16].

إنّ النظام الاجتماعي الذي یتمثل في العلاقات الایجابیة والتکاملیة بین قوى المجتمع، وفي الأخلاق الإسلامية القائمة علی أساس العدل والإحسان والتواصل البنّاء بین أبناء المجتمع، وفي تحکیم الشریعة السمحاء في هذه العلاقات.

أقول: إنّ هذا النظام الاجتماعي هو الذي یؤسِّس لنظامٍ سیاسيٍ رشیدٍ، حسب الحکمة المعروفة: «کما تکونون یُوَلَّی علیکم». وعلینا أن نتخذ من هذه المناسبة الکریمة وسیلة لإصلاح أنفسنا، ورفع مستوی أخلاقنا إلی حیث أخلاق أصحاب الإمام الحسین علیه السلام، حتی نعود من هذه الزیارة وأعلام النصر تُرَفْرِف علینا، ونحقق - بإذن الله تعالی- أهداف مجتمعنا في حیاة کریمة تحت ظل الإسلام الحنیف. والله المستعان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد تقي المدرسي
2/صفر المظفر/1434هـ



[1] - بحار الأنوار، ج 45، ص 13.
[2]- كامل الزيارات، ص230.
[3] - تهذيب الأحكام، الشيخ الطوسي، ج6، ص40. 
[4] - مستدرك الوسائل، الشيخ النوري، ج10، ص183.
[5] - مقتل الحسين عليه السلام، أبو مخنف الأزدي، ص176.
[6] اللهوف على قتلى الطفوف، ص 160.
[7] - کامل الزیارات ص 235.
[8] - الكافي، ج4، ص582.
[9] – بحار الأنوار، ج98،ص295.
[10] - سورة الإنسان، الآية 2و3.
[11] - الاحتجاج، ج2، ص300.
[12] – بحار الأنوار، ج44، ص325.
[13] - سورة البقرة، آية 256.
[14] - سورة النحل، آية 36.
[15] - سورة الرعد، آية7.
[16] كمال الدين وتمام النعمة، ج2، ص484.




(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( |  ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | )
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الجديدة والقديمة:
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif 

أو عبر (PickerQrCode)
http://chart.googleapis.com/chart?cht=qr&chs=100x100&choe=UTF-8&chld=H|0&chl=http://goo.gl/hu7cX

 * للانضمام لصفحة قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديدنا:

 
* ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
 
ثم هذا الرابط التالي:
 
وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر الإضافة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة

ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
* صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بالفيس بوك:
* لمشاهدة فيديوهات آية الله النمر في اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
 
* إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):
خدمة مجموعة العهد الثقافية:
من نشاطات الخدمة :
- نشر مستجدات وآخر محاضرات سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر آل نمر دام ظله .. ومحاضرات رسالية.
 
- نشاطات ومواضيع رسالية.
 
- أقلام رسالية واعدة.
 
- أمور متفرقة منتخبة.
طرق الاشتراك بالخدمة
* بلاك بيري مسنجر:
PIN:29663D6D
 
*  ببرنامج الوتساب:
00966556207946
* على Twitter:

 لا تنسونا من صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق