وقفة مع خطاب العلامة النمر الإصلاحي (2)
الحرية العقائدية والفكرية
يرى حجة الإسلام والمسلمين العلامة الشيخ نمر باقر النمر(دام عزه) ضرورة إيجاد قاعدة للحرية تنطلق منها الحركة الإصلاحية، و يرى أن من مجاميع تلك القاعدة "الحرية العقائدية والفكرية"، فيرى العلامة النمر أن ”الإسلام قام على قاعدة حرية العقائد”، ويرى كذلك أن "الإنسان له حق في أن يعتقد فيما يشاء وهو مسئول عن اعتقاده" ، ويفرق سماحته بين "التنظير و التطبيق" من ناحية الدعوة، فيرى أن من الناحية النظرية "يطلب من الإنسان أن ينخرط في الدين الإسلامي دين الحق" و لكن "في الواقع العملي كل يختار ما يشاء"[1] .
ولأن دعوة سماحة العلامة النمر الإصلاحية يستلهمها من قيم الإسلام وببصيرة قرآنية، فنجد أن ما سلف هو مصداق لقوله تعالى ﴿لآ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾.
فالإسلام يؤمّن حرية المعرفة والثقافة، وقد أمر الله سبحانه بالجدال بالتي هي أحسن، وبشّر عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأمر بالنظر والعقل والتفكير، ونهى عن الإكراه على الإيمان.[2]
وفي روايات متواترة نرى إلزام الإسلام كل أهل ذي دين بما يلتزمون به، حيث يقرّ لهم الحرية في دينهم، مثلما ورد عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر
قال: سألته عن الأحكام؟ قال: ﴿تجوز على أهل كل ذي دين بما يستحلون﴾ [3] .
ولأن دعوة سماحة العلامة النمر الإصلاحية يستلهمها من قيم الإسلام وببصيرة قرآنية، فنجد أن ما سلف هو مصداق لقوله تعالى ﴿لآ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾.
فالإسلام يؤمّن حرية المعرفة والثقافة، وقد أمر الله سبحانه بالجدال بالتي هي أحسن، وبشّر عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأمر بالنظر والعقل والتفكير، ونهى عن الإكراه على الإيمان.[2]
وفي روايات متواترة نرى إلزام الإسلام كل أهل ذي دين بما يلتزمون به، حيث يقرّ لهم الحرية في دينهم، مثلما ورد عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر

كلٌ مسئول في عقيدته....مسئولٌ عن اختياره
لا يقبل الدين ممارسة الإكراه والقسر على الناس، لكي يطيعوا الله ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ﴾، و ﴿ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾، و ﴿ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ وقد كان يستطيع الله سبحانه أن يخلق الخلق على نحو يكونوا مؤمنين جميعاً، ولكن ذلك ينفي غرض الخلقة وهدفها ﴿ ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾.
بالطبع يتحمل كل واحد نتيجة عمله، ولكن ضمن دائرة الاختيار ليس مجبراً على ذلك، وهذا يتفق مع احترام الإنسان لذاته، وشعوره بحريته كما قال ذلك الرجل (ما كنت لأشهد بها وأنا في الوثاق).[4]
الحرية هي التشيع
و يرى العلامة النمر أن منطلق الدعوة في القرآن تأتي من ﴿قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين﴾، و يرى سماحته أنه حينما "تريد أن تناقش إنسان في عقيدته وأنت تهدد بالاعتقال، تهدد بالاتهامات و التجريفات" ستكون عواقبه "موت المجتمع" و "منعه من التقدم"، حيث يصبح المجتمع "مسلوب العقل والفكر"، ويرى العلامة النمر أن " صاحب الفكر الحق لا يخاف أحدا أبدا لهذا يقول الله تعالى ﴿قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين﴾ لأنه على قيم ثابتة" [5] .
و يرجع سماحته فضل انتشار التشيع إلى الحرية التي قام عليها هذا المذهب حيث يقول سماحته: "نحن أتباع مذهب الحق لا نخاف أحدا، ولا نحتاج نهب أشخاصا من أحد، مذهب التشيع هو مذهب الحق بل هو الإسلام الحقيقي ولذلك لا يتوقف على اعتراف بأوراق أو اعتراف من أحد، مذهب التشيع يفرض نفسه، لأنه فكرا حق، فكر قائم على الحرية، على الدليل والبرهان، قائم على القيم، وليس على إرهاب الآخر، وتخويف الآخر، لم يقم على السلطة، إنما قام على امتداد التاريخ على الحرية والبرهان"[6] .
و يرد سماحته على كل من يحارب التشيع في العالم قائلا": "سيبقى التشيع هو المذهب الذي يزداد انتشارا، ويزداد فرضاً على الواقع.
و يرجع سماحته فضل انتشار التشيع إلى الحرية التي قام عليها هذا المذهب حيث يقول سماحته: "نحن أتباع مذهب الحق لا نخاف أحدا، ولا نحتاج نهب أشخاصا من أحد، مذهب التشيع هو مذهب الحق بل هو الإسلام الحقيقي ولذلك لا يتوقف على اعتراف بأوراق أو اعتراف من أحد، مذهب التشيع يفرض نفسه، لأنه فكرا حق، فكر قائم على الحرية، على الدليل والبرهان، قائم على القيم، وليس على إرهاب الآخر، وتخويف الآخر، لم يقم على السلطة، إنما قام على امتداد التاريخ على الحرية والبرهان"[6] .
و يرد سماحته على كل من يحارب التشيع في العالم قائلا": "سيبقى التشيع هو المذهب الذي يزداد انتشارا، ويزداد فرضاً على الواقع.
أفكاره..مبادئه.. سلوكياته هي ما تمارسها المجتمعات، لأنه يملك الحرية والحق، يملك القيم، لا يعتمد على السلطة، أو القوة، أو الإرهاب، يعتمد على الحرية، على الدليل والبرهان، ولذلك سيبقى الفكر الشيعي فكرا عاتما على قلوب الناس، وستبقى قيمه ومبادئه تنتشر في عموم الناس شيئا فشيء.
لذلك لا يهمنا اعترفوا بنا أو لم يعترفوا بنا، وجودنا قائم رغما عن كل من يريد أن يقف أمام هذا أو يطفئ نوره ﴿ويأبى الله الا ان يتم نوره﴾"[7] .
الخلاصة
على أي دعوة إصلاح صادقة أن تكون قاعدتها هي الحرية، والحرية لها عدة مجاميع ومن مجاميعها "الحرية العقائدية والفكرية"، وهي أهم تلك الحريات، فأصحاب القيم والفكر الحق لا يخشون أحد، بل يحاوروا ويطالبوا بالدليل والبرهان، والتشيع هو مذهب الدليل والبرهان لهذا فهو قائم على قاعدة الحرية العقائدية والفكرية، ولا يعتمد على السلطة والإرهاب في بقاءه.
[1] الحرية ركيزة الإصلاح- من خطب الجمعة لعام 1427هـ لحجة الإسلام العلامة الشيخ نمر باقر النمر(دام عزه).
[2] التشريع الإسلامي الجزء التاسع- آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)
[3] الصياغة الجديدة- الإمام المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي(قدس سره)
[4] رؤى في قضايا الاستبداد والحرية- العلامة الشيخ فوزي السيف
[5] إن مذهب أهل البيت"
" يقبل النقاش في أي موضوع من موضوعاته العقدية، ويضع الأدلة والبراهين هي معيار الحق، بينما يرفض الطرف الآخر المخالف لمذهب أهل البيت
النقاش فيها، بل يجرم من يعتقد خلاف اعتقاده، وأقرب مثال مناقشة مسألة" عدالة الصحابة" إذ يجرم السلفية (وغيرهم) الخوض في ما جرى بين الصحابة بعد وفاة الرسول
و يقولون "تلك أمة قد خلت" بينما يلزمون أتباعهم بأقوال الصحابة، ويرفضون أي تشكيك بأحدهم، ويلزمون الناس بقوانين يعتقدون بأن الرسول
لم يسنها في زمنه.
[6] إن تنوع المرجعيات الشيعية في زماننا، واختلاف آراءهم، وتنوع المقلدين بين العائلة الواحدة، يجعل الإنسان الشيعي أكثر قبولا للاختلاف من غيره، بل إن أتباع أهل البيت
أثبتوا على مر التاريخ بأنهم أكثر الأمم تعايشا مع مخالفيهم، وذلك لقبولهم اختلاف الرأي، وتمتعهم بروح المناقشة بالأدلة والبراهين العلمية، لهذا نجد أن التشيع ينتشر في دول يتعرض فيها التشيع لمطاردة سياسية مثل المغرب و مصر و غيرهم، وذلك لكون هذه الدول تدعي الإسلامية وتغيب العقل ليحكم بصحة الأدلة والبراهين، بل إن غياب الدليل والبرهان هو خير سبب لتجريم التشيع في بعض الدول المتأسلمة وذلك لإفلاسها من إقناع شعبها بعقيدتها وردع أدلة الطرف الآخر.
[7] إن التاريخ يثبت أنه رغم تعرض الشيعة لمختلف أنواع التنكيل و الظلم في مختلف الأزمنة لم يحيدهم هذا الظلم عن عقيدتهم، بل إن التاريخ يثبت تمسك أتباع أهل البيت بعقيدتهم أكثر في مثل هذه الظروف، ولنا في ما يجري اليوم في مصر خير دليل، إذ نراهن نحن بأن شيعة آل البيت
ورغم ما يتعرضون له من التنكيل سيزيد ذلك من ثباتهم و يزيد أعداد المنتسبين لمذهب الحق، لأن مذهب أهل البيت
مذهب الدليل والبرهان، لا يدخله إلا مقتنع بأن هذا الطريق هو الصراط المستقيم.
[2] التشريع الإسلامي الجزء التاسع- آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)
[3] الصياغة الجديدة- الإمام المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي(قدس سره)
[4] رؤى في قضايا الاستبداد والحرية- العلامة الشيخ فوزي السيف
[5] إن مذهب أهل البيت"




[6] إن تنوع المرجعيات الشيعية في زماننا، واختلاف آراءهم، وتنوع المقلدين بين العائلة الواحدة، يجعل الإنسان الشيعي أكثر قبولا للاختلاف من غيره، بل إن أتباع أهل البيت

[7] إن التاريخ يثبت أنه رغم تعرض الشيعة لمختلف أنواع التنكيل و الظلم في مختلف الأزمنة لم يحيدهم هذا الظلم عن عقيدتهم، بل إن التاريخ يثبت تمسك أتباع أهل البيت بعقيدتهم أكثر في مثل هذه الظروف، ولنا في ما يجري اليوم في مصر خير دليل، إذ نراهن نحن بأن شيعة آل البيت


(ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera
ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009
* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق