البصيرة الرسالية: مقال جديد للعلامة النمر: ‏(تنوع الوسائل واختلاف الأساليب)‏ ساهموا بنشره معكم

تنوع الوسائل واختلاف الأساليب

الشيخ المجاهد نمر باقر النمر - 4 / 7 / 2009م - 5:00 م

إننا لن نختلف في الأهداف وهي

1\الكرامة

2\ العدل

3\ الحرية

4\الأمن

لأن كل العقلاء والأحرار في جميع المناطق الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية وغيرها، وكل المذاهب المتحررة من السلطة السياسية شيعة كانوا أو سنة أو غيرهم، وكل الاتجاهات السياسية والفكرية بتعدد مذاهبها يؤمنون بهذه الأهداف ويسعون لإيجادها في الفضاء الإنساني الشامل. وكذلك لن يكون هناك إلا اختلاف قليل في الأسس وهي القيادة الرشيدة، والأمة المؤمنة، والمجتمع الرشيد، والحكمة والشجاعة و...ولكن سيكون هناك الاختلاف الكثير والكبير والشديد في الوسائل التي تحقق الأسس، أو توصل إلى الأهداف. وهذا يتطلب منا رحابة في الصدر، وسعة في الأفق، لكي نقطع دابر شياطين الإنس قبل شياطين الجن، ونتمكن من فهم واستيعاب عمل الجميع من المخلصين الصادقين، ونحافظ على تماسك المجتمع، وألفة المؤمنين.

إن جمال البستان بتنوع أشجاره، وتزداد وتتضاعف قيمته بتنوع ثماره، وهكذا جمال الحياة وكمالها بتنوعها واختلافها، وهكذا جمال الوسائل وقيمتها وكمالها بتنوعها وتعددها واختلافها. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾.

فكلما كان الحراك الشعبي في طريق أهدافه وأسسه متنوعاً في الوسائل، ومختلفاً في الأساليب، كانت الثمار والنتائج أفضل، وأقرب لتحقيق الأسس، وبلوغ الأهداف، وذلك ببركة اجتماع القدرات المختلفة، والإمكانات المتنوعة من طبيعة التفكير المختلف، والتطلع المتنوع لأفراد البشر، كل ذلك يجتمع في بوتقة الأهداف.

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾

وانطلاقاً من طبيعة بل ضرورة تنوع الوسائل واختلاف الأساليب ومع ملاحظة الظروف والخصوصيات الزمكانية والموضوعية والشخصية ينبغي علينا:

1/ عدم الاقتصار على وسيلة واحدة، أو وسائل محددة في العمل الرسالي، بل لا بد من تنوع الوسائل وتكثير الأساليب.

2/ إن الوسائل في الأغلب يعضد بعضها بعضاً، بل حتى الوسائل التي تحدث ضرراً يمكن لأهل الخبرة والمعرفة أن يستثمروها لتدعيم وسائل أخرى حينما يُحْسنِون التصرف في التعاطي معها ومع مستخدميها.

3/ الإبداع في ابتكار وسائل جديدة.

4/ الرضا والقبول بكل وسيلة مشروعة بقدر ما تخدم الأسس والأهداف، وتقلل الخسائر والأضرار.

5/ تحديد الوسائل ليس حكراً على أحد، فلكلِ عاملٍ الحق في أن يبتكر أو يمارس وسيلة من الوسائل المشروعة، بشرط عدم إضرارها بالأهداف والأسس والأشخاص، نعم للقيادة الحكيمة أن تتدخل إذا وجدت ضرورة أو مضرة فتأمر باستعمال وسيلة، أو تنهى عن أخرى.

6/ للقيادة الحكيمة - فقط دون سواها - التي تنظر بعين الجميع وبأفق واسع أن توجب على الجميع تعييناً أو كفاية استعمال وسيلة من الوسائل.

7/ لا يحق لأحد أن يفرض على الآخرين الوسيلة التي يرى هو صلاحيتها أو جدوائيتها أو منفعتها، فلكلٍ الحق في أن يختار الوسيلة المشروعة التي تناسب طريقة تفكيره أو قدراته أو إمكاناته بشرط عدم إضرارها بالأهداف والأسس والأشخاص.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً ﴾.

--

(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ) ( \| ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ \| ) (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الحدية والقديمة: http://albaseeraalresalay.blogspot.com
أو عبر (PickerQrCode)