تقرير خبري: ‏(الشيخ السعيد: مواجهة التطرف في التفكير الديني مسؤولية فردية وجماعية)‏ ساهموا بنشره معكم

في البدأ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل إيراد التقرير الخبري نضع لكم روابط صوتية لمن أحب الاستفادة مما في خطبتي الجمعة لهذا الاسبوع بتاريخ 29-1-1431هـ لسماحة الشيخ عباس السعيد (حفظه الله) وهي بصيغة mp3 على النحو التالي:
الخطبة (1): التفكير الديني بين التطرف والاعتدال
http://www.mediafire.com/?nuovjnok1ui
الخطبة (2) أولويات العمل الاصلاحي
http://www.mediafire.com/?wwmjkz2wlo5

نص التقرير الخبري

مؤكداً أن الحوار الداخلي أولى من الحوار الخارجي

الشيخ السعيد: مواجهة التطرف في التفكير الديني مسؤولية فردية وجماعية

 

أكد سماحة الشيخ عباس السعيد-حفظه الله- على أن مواجهة التطرف في التفكير الديني ليس مسؤولية فردية فحسب، وإنما هي مسؤولية جماعية تتحملها المؤسسة الدينية.

وفي خطبة الجمعة التي ألقيت في جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بين الشيخ السعيد أن الوسطية والاعتدال صبغة الأمة الشاهدة، موضحاً بأنه بقدر ما تتصف القيادات الاجتماعية والنخب الدينية بالوسطية والاعتدال تتمكن من التغيير، وبقدر ما تفقدها تعجز عن مهمتها الإصلاحية، مضيفاً بأن هوية الأمة تكمن في الوسطية والاعتدال بين إفراط المتطرفين وبين تفريط المقصرين، الأمر الذي يتجلى في العقيدة والثقافة والأخلاق.

وقد أشار السعيد بأن كل المذاهب الإسلامية والأطياف الثقافية تدعي الوسطية والاعتدال، حتى أكثرها تشدداً وتطرفاً، ولذا ينبغي التساؤل عن المعيارية الواضحة التي نميز بها الوسطية والاعتدال عن الغلو والتطرف. فأجاب بأن القرآن جعل الحق هو الحد الفاصل بينهما، مبيناً بأن الحزم وفق موازين الحق التي أثبتها الدين لا يعد تطرفاً، كما أن التساهل خلافاً لموازين الحق لا يعد وسطية واعتدالاً.

وأضاف السعيد بأن الإشكالية في التفكير الديني تكمن في فرض ما نفهمه من الحق على الطرف الآخر، بدون الاحتكام إلى مرجعية مشتركة ومقبولة لدى الطرفين.

ثم توقف السعيد عند الآثار السلبية، فذكر أن ظاهرة التطرف في التفكير الديني والابتعاد عن الاعتدال والوسطية تخلف الخلافات والانقسامات والعزلة الاجتماعية، مضافاً إلى أنها ترسم صورة مشوهة عن الدين والمتدينين. 

ثم استعرض السعيد أسباب التطرف في التفكير الديني، فذكر ما يلي:

أولاً: التعصب للذات، حيث تجعل بعض الانتماءات الدينية ذاتها ورجالها الميزان الإلهي الذي يعرض عليه الآخرون، وهكذا تنكر حق الآخر في الاختلاف والنقد وإبداء الرأي. مبيناً بأن كثير من الاحتقانات الاجتماعية بين المتدينين نشأت بسبب التطرف الذي حول الاختلافات الدينية والثقافية إلى خلافات وحالة من الإساءة والتراشق.

ثانياً: الفهم الخاطئ للدين، حيث أن الجاهل بالدين قد يتطرف ضد الآخرين وهو يظن أنه يؤدي مسؤوليته الدينية.

ثالثاً: ثقافة التشدد والإقصاء، حيث تمارس بعض الجهات الشحن والتعبئة وبث ثقافة الإقصاء ضد الآخر المختلف، الأمر الذي يتحول إلى حالة نفسية مستعصية ترفض التوحد مع الأطياف الأخرى.

ثم وجه الشيخ السعيد في نهاية خطابه الجميع إلى مواجهة ظاهرة التطرف في التفكير الديني، مبيناً بأنها مسؤولية فردية وجماعية تتحملها المؤسسة الدينية.

وفي الخطبة الثانية تحدث الشيخ السعيد عن أولويات العمل الإصلاحي، فذكر أن وصول المجتمع إلى تطلعاته لا يكون إلا بمشروعٍ إصلاحي تدار أولوياته بشكلٍ صحيح.

وقد مثل السعيد لذلك بالمجتمعات التي تواجه الاضطهاد والعنصرية، التي قد تدفعها مصالحها إلى المبادرة للانفتاح والحوار مع الآخر المختلف، معقباً على ذلك بأن هذه مبادرة صحيحة وفي محلها، إلا أنه استدرك قائلاً بأن الانفتاح والحوار مع الآخر الخارجي قد لا يكون أولى من الانفتاح والحوار مع الآخر الداخلي، ممثلاً لذلك بحركة الفتح التي تؤمن بالتفاوض والحوار مع إسرائيل إلا أنها تغفل عن ترميم البيت الداخلي. وقد عقب السعيد بأن منطق الاستكبار أن الاحترام لا يكون إلا للأقوياء، مبيناً بأن كل من لم يفقه هذه المعادلة لن يهديه الطرف الآخر الاحترام على طبقٍ من ذهب.

ثم أضاف السعيد أن كل مجتمع لم يتمكن من الوصول إلى تطلعاته ينبغي له إعادة النظر في برنامجه الإصلاحي وأولوياته، فذكر بأنه ينبغي ملاحظة أمرين أساسيين:

أولا: ملاحظة المتغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية، لتحديد ما حقه التقديم وما حقه التأخير.

ثانياً: ملاحظة التكاليف والأرباح، حيث أن كل مشروع لا تكون إيراداته أكثر من التكاليف والجهود المبذولة هو خاسرٌ قطعاً.

ثم ختم الشيخ السعيد كلامه بأننا كمجتمع وطائفة لا زلنا نتطلع إلى الكثير، ولذا ينبغي علينا النظر في الأولويات وتحديد الخيار الأول بالنسبة لنا، مبيناً بأن الخيار الأول ينبغي أن يلبي حاجات المجتمع وتطلعاته أكثر من أي شيء آخر. فأضاف بأنه حتى بعد استمرار حملات التكفير يبقى خيار الحوار مطروحاً، إلا أن الخيار الأول هو ترميم البيت الداخلي للوصول إلى رؤية وموقف مشترك يحدد الأولويات التي يتفق عليها الجميع ويحدد سعة الانفتاح، وهذا لا يكون إلا بتجاوز الذاتيات.

            (ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            ( |  ~ {قرووب  البصيرة  الرسالية)  .  .  (للأخبار  والمواضيـع  الرسالية} ~  | )
             )|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
            (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )


لمشاهدة والانضمام إلى قروب البصيرة الرسالية في الجيميل:
http://groups.google.com/group/albaseera

ملحق ذا فائدة:
* قروب "محبي الشيخ المجاهد نمر النمر" على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5902&post=19686&uid=36375794025#/group.php?gid=36375794025

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
http://www.youtube.com/user/nwrass2009

* لمشاهدة قناة العلامة النمر على الشيعة تيوب على هذا الرابط:
http://www.shiatube.net/NWRASS2009

* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
http://www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html