***** ***** ***** ***** ***** ***** *****
الإمام الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة (8)
عاشوراء نهضة
خالدة
***** ***** ***** ***** ***** ***** *****
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على محمد وآله الطاهرين.
السلام على الحسين، وعلى عليّ
بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين عليه السلام.
أعظم الله أجورنا وأجوركم
أيها المؤمنون والمؤمنات بمصابنا بسيدنا الحسين عليه السلام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الأيام العشرة من محرم
الحرام 1433 ه (أيام عاشوراء) نرسل لكم مقالات يومية بهذه المناسبة، وهي مستلهَمة من
كلمات وكتابات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي حفظه الله
تعالى لتسليط الضوء على جوانب من نهضة عاشوراء الحسينية، راجين العمل على نشرها بين
المؤمنين والمؤمنات بعد مطالعتها والاستفادة
منها لتعميم الفائدة. وفقكم الله لمراضيه.
مكتب المرجع الديني آية الله
العظمى المدرسي
عاشوراء
نهضة خالدة

لماذا بقيت واقعة الطف حية مشتعلة في
النفوس طيلة القرون الطويلة؟ فكل عام نستقبل هذه الواقعة التاريخية وكأنها قد وقعت
بالأمس. جواباً على هذا التساؤل نقول: إن هناك أسباباً مختلفة نستعرض طائفة منها:
السبب الغيبي لخلود ثورة
الحسين
1- السبب الغيبي؛ فإرادة الله تعالى
شاءت أن تبقى هذه الظاهرة مع الزمن، ذلك لأن الإمام الحسين عليه السلام أعطى كل ما
كان يملك في سبيل الله، فمنحه تعالى لسان صدق في
الآخرين، وجعل له حرارة في قلوب
المؤمنين لا تنطفئ أبداً، وقد روي في هذا المجال أن فاطمة الزهراء عليها السلام
تأتي قبيل شهر محرم فتحمل تحت العرش قميص الحسين المضمخ بدمه، فيمر نسيم ليحمل معه
عبقاً تلتقطه مشام المؤمنين، فتشتعل نفوسهم حباً للحسين عليه السلام، وتفيض قلوبهم
بتلك المأساة المفجعة، وإذا بها تتجدد في كل عام.
ونحن لا نعرف بالضبط معنى هذه
الرواية ولكننا نشاهد عملياً أن المؤمنين ومحبي أهل البيت عليهم السلام يشعرون على
أعتاب شهر محرم الحرام بأنهم يعيشون حالة جديدة، وأن موسم الدمع والدم، والعزاء
والتحدي، موسم الجراح التي نزفت وما تزال تنزف قد أقبل عليهم، فيشعرون بدافع قوي
يدفعهم لأن يجددوا هذه الذكرى على أفضل وجه.
ثورة الحسين لخَّصت رسالات السماء
2- إن الحادثة التي وقعت في كربلاء
خلال ساعات معدودة في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام عام 61ه قد لخصت رسالات
السماء، فأنت تقف أمام الضريح المقدس لسيد الشهداء عليه السلام فتقول:
(السلام
عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا
وراث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وراث
عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله..) [1].
ورغم إنّ جميع الأئمة الأطهار قد
ورثوا رسل الله، فيحق لك أن تقف عند ضريح كل واحد منهم وتردد نفس تلك الكلمات،
ولكن الأمر يختلف بالنسبة لوراثة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ذلك لأن وراثة
الأنبياء تجلت في يوم عاشوراء، هذا اليوم الذي لا يستطيع أن يستوعب أبعاده إنسان،
فكلما جاء جيل وقف عند هذه الحادثة ليكشف فيها الجديد، ذلك لأن تقدم الأيام يجعل
من هذه الحادثة أوضح مما كانت سابقاً، فهناك أبعاد كثيرة في هذه الحادثة علينا أن
نستكشفها، فعلى سبيل المثال ماذا يعني الحصار الاقتصادي الذي ضُرب على أبي عبد
الله عليه السلام في كربلاء والذي شمل بالإضافة إلى المؤن الماء الذي هو مباح لكل
الناس؟
الجانب المأساوي لثورة الحسين عليه السلام
ونحن نعرف إن حادثة الطف وقعت في
أوائل الخريف، وإن الفرات يحدث فيه خلال هذه الفترة شبه فيضان، وفي ذلك العصر كانت
أراضي كربلاء والغاضريات ونينوى وشاطئ الفرات مجموعة أراضٍ متقاربة ومنضمة إلى
بعضها البعض، كما ونعلم أن الإمام الحسين عليه السلام قُتِل بين النواويس - وهي
قطعة أرض- وكربلاء وهي قطعة أرض أخرى، وقد دفن الإمام الحسين عليه السلام في
كربلاء، وقد كانت تلك الأراضي مزروعة كلها في تلك الأيام، ونحن نستنتج من ذلك أن
المياه كانت فائضة؛ أي أن الماء كان يغطي الأرض، وقد كان شط الفرات الذي يمر بهذه
الأراضي نهراً كبيراً تسير فيه السفن الشراعية في تلك الأيام.
ومع كل ذلك ومع وجود تلك الخيرات
وتلك المياه الغزيرة منعوا الماء ولو بمقدار قطرة واحدة عن الوصول إلى أطفال
الحسين عليه السلام، إنه أمر لا يمكن إستيعابه.
وهناك أمر آخر لا يقل غرابة يتمثل في
ذلك الجيش الكبير الذي أُرسل إلى كربلاء لمحاربة الإمام الحسين عليه السلام.
لقد كان هذا الجيش يتكوّن على أقل
التقديرات من ثلاثين ألف جندي مسلح بكامل الأسلحة، بل إن جيوش يزيد كلها كانت تحت
الإنذار لحرب أبي عبد الله الحسين عليه السلام إلى درجة أن الرجل الواحد من أصحاب
الإمام الحسين عليه السلام كان يواجه النفير العام من قبل الأعداء عند الهجوم
عليهم؛ وعلى سبيل المثال فإن العباس بن علي عليهما السلام عندما حمل على المشرعة
حدثت حالة من الفوضى والبلبلة بين صفوف العدو، ولذلك فإن القائد العام لجيش بني
أمية (عمر بن سعد) لعنه الله أمر الجيش كله بالهجوم على العباس عليه السلام.
واقعة الطف جسدت سنن الله
3- إن حادثة عاشوراء تمثل سنن الله
تعالى في الكون، وسنن الله في الكون لا تتغير: (فَلَن تَجِد َلِسُنَّتِ اللَّهِ
تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) (فاطر:43).
فالشمس لابد أن تطلع من الشرق، وتغرب
في المغرب، وهكذا الحال بالنسبة إلى سنن الله في المجتمع والتاريخ والاقتصاد
والسياسة فهذه السنن لا ولن تتغير.
وقد جسدت حادثة الطف جانباً هاماً من
سنن الله، ولذلك فإن الزمن كلما مر استوحينا من قصة أبي عبد الله الحسين عليه السلام
بصيرة ورؤية نفهم من خلالهما الظواهر الأخرى؛ فكل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.
ومن محاسن المجالس الحسينية تربيتها
للشباب وللبراعم وإعدادهم للمستقبل.
إنّ تواجدهم في هذه المجالس،
واشتراكهم في إحياء الشعائر الحسينية هو بحد ذاته عمل مفيد وذو آثار تربوية جمّة،
لأنهم يتربون من خلال هذه الشعائر على مبادئ الإمام الحسين عليه السلام.
ومن الجدير أن نذكر هنا إن المجالس
الحسينية تستهوي حتى الأطفال، ذلك لأن هؤلاء البراعم كانوا يشكلون جزءاً من برنامج
الإمام الحسين عليه السلام، فلقد حمل معه الأطفال إلى كربلاء، وكان أبرزهم الإمام
الباقر عليه السلام الذي كان طفلاً صغيراً عندما وقعت حادثة الطف، ويمكننا القول
إن حوالي سبعين طفلاً شهدوا واقعة كربلاء، ولذلك فقد كانوا ممن نقلوا تفاصيل هذه
الواقعة إلى الأجيال التالية.
فالطفل الذي يدرج في مجالس أبي عبد
الله، وينمو تحت ظلها، مثل هذا الطفل لابد أن يمتلك الرؤية الواضحة في المستقبل،
فهو لا يسأل: ماذا نفعل؟ عندما يتعرض لظلم واضطهاد، لأن الإجابة واضحة عنده، قد
استلهمها من المجالس الحسينية، ومن روح عاشوراء.
إن الحيرة والتردد مرفوضان للأسباب التالية:
1- نحن كنا نعتقد وما نزال أن الحسين
عليه السلام هو إمامنا، به نقتدي، ونستضيء بنوره، ونتبع سيرته، ونتخذه قدوة لنا.
2- نحن نردد في المجالس الحسينية
قائلين: يا أبا عبد الله ليتنا كنا معك؛ وهذا يعني إننا قد وفرنا في أنفسنا حالة
الاستعداد القصوى للتضحية والفداء.
3- نحن نسمع دائماً كلمات الإمام
الحسين عليه السلام في رفض الظلم والطغيان كقوله: (ألا
وأن الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلة والذلة وهيهات له ذلك)[2]، صحيح إن المقصود بالدعي هنا هو (عبيد الله
بن زياد بن أبيه)، ولكن القول هذا يشمل أيضاً كل مجرم ظالم آخر.
كربلاء دروس
خالدة
وهكذا فإن دروس كربلاء ما زالت
دروساً حياتية بالنسبة إلينا، فلو استوعبناها لأنقذنا بذلك حياتنا.
إن علينا جميعاً أن نتحمل المسؤولية
أو جزءاً منها على الأقل في إيصال رسالة الحسين إلى العالم. فنحن لم نوضح للناس من
هو الإمام الحسين عليه السلام وماذا فعل، وما هي علاقتنا به، وكيف نأخذ الدروس
والعبر من واقعته؟
البعض يتكلم عن الإمام الحسين عليه
السلام وكأنه يتكلم عن قضية تاريخية بحتة، أو قضية غيبية بحتة!
إن الإمام الحسين عليه السلام مصباح
هدى وسفينة نجاة؛ أي إذا أظلمت عليك الدنيا، ولم تعرف ماذا يجب أن تفعل، ولا تعرف
كيف تقضي على الأزمات والمشاكل التي تعيشها، وكيف تستطيع أن تبعث في الأمة روح
النشاط والفاعلية.. فعليك أن تستلهم الموقف من قضية الإمام الحسين عليه السلام يجب
علينا أن نبين للناس دروس كربلاء كقضية حياتية ترتبط بواقعنا اليوم. أي أن نستلهم
منها دروساً يومية لحياتنا، فإذا ما واجهت لوحدك موجة من المصاعب فلا تخف بل توكل
على الله، وتقدم لأنك بهذا العمل ستضمن حياة الأمة، فالإنسان عندما يقتبس من نور
الحسين عليه السلام، وتجري في عروقه قطرة من دم أبي عبد الله وأصحابه فإنه لا يمكن
أن يكون ذلك الإنسان المتخاذل الجبان، بل يصبح رجلاً متميزاً ومتفوقاً، وسيكون
بإمكانه أن يغير الكثير من المعادلات.
*مشتركي تويتر على شبكة الانترنت، للحصول
على مسائل شرعية بشكل يومي يمكنكم التسجيل في الصفحة التالية:
*
للتواصل مع مكتب سماحة المرجع المدرسي على الفيسبوك يمكنكم التواصل على العنوان
التالي:
* موقع المرجعية على شبكة الانترنت:
* موقع إذاعة الهدى:
المدونة:
* الهاتف كربلاء
009647602006774
نتمنى لكم دوام التوفيق
مكتب سماحة المرجع المدرسي
مكتب سماحة المرجع المدرسي
--
---------------------------------------------------------
---------------------------------------------------------
---------------------------------------------------------
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
)|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
)|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
( | ~ {قرووب البصيرة الرسالية) . . (للأخبار والمواضيـع الرسالية} ~ | )
)|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |(
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* للانضمام صفحة قروب
البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:

www.facebook.com/ALBaseeraALresaliy

www.facebook.com/ALBaseeraALresaliy
* لمشاهدة
مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع المنشورة حديثاً وقديماً:
http://albaseeraalresalay.blogspot.com
http://albaseeraalresalay.blogspot.com
* ليصلكم ما ننشره عبر
البريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
وذلك بالضغط على هذا الرابط التالي
http://groups.google.com/group/albaseera
وذلك بالضغط على هذا الرابط التالي
وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر
الإضافة مباشرة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة
ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة العلامة الحجة الشيخ
نمر باقر النمر (حفظه الله) على الفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
* صفحة (صفحة جامع الإمام
الحسين (ع) بالعوامية) على الفيس بوك:
* لمشاهدة قناة العلامة
النمر على اليوتيوب على هذا الرابط::
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
* لتنزيل إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر والذي يحوي 1902 محاضرة:
www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
ولكم منا
كل امتنان وتقدير
ولا تنسوا
من صالح دعائكم وأيضاً بإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات:
البصيرة الرسالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق