البصيرة الرسالية: كلمة المظلوم "محمد عيسى اللباد: (ذاكرة على "جسر الصمود") بمحفل منبر النمر

لمشاهدة الكلمة الأخ محمد عيسى اللباد فيديو:

http://www.youtube.com/watch?v=LNKJjiuZLeg

ذاكرة على "جسر الصمود"

كلمة المظلوم المضطهد محمد عيسى اللباد التي ألقاها في مهرجان منبر النمر وافتتحها برسائل للقائد وسلامه للشهداء والمعتقلين ورسالة خاصة لابن اخته الجريح محمد الزنادي

https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/418343_490268564335166_1288265239_n.jpg

السلام على الجبين الطاهر المرفوع بالعز والكرامة، السلام على العمامة البيضاء، السلام على القلب الكبير، السلام على الدماء المراقة ظلماً وعدواناً، السلام عليك أيها الشيخ الجليل وعلى دمائك المهدورة الطاهرة.

فقدناك فقد الأرض غيثها وأنت في القلوب، فقدناك ومسكنك الجفون، كيف لا يذكرك التواضع وأنت أبوه؟! وكيف للأحرار أن لا يهتفوك ولم يكن الحراك إلا أنت؟ شيخنا الجليل علمتنا العزة والكرامة ووقفت سيفاً تدافع على المظلومين حتى ألقيت في بركة الدماء واستنكر العالمُ أصابع الجور والعدوان التي لن تنال من مقامك الكبير، جبل التواضع كنت ولا تزال، أفلا يستحق الوفاء كل هذا الوفاء؟! و(هَلْ جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان)؟!

شيخ المجاهدين أنت لا بالقول دون الفعل، أفعالك تسبق الأقوال، رافقتك في الحج أربعاً فلم أراك إلا المثال الصادق للعالم الرباني ذو الخلق العظيم، رافقتك ورافقتك فأخجلتني مواقفك وشكوتُ التقصير أمام عطاءاتك التي لا تنتهي، كنت كهفاً لكل مظلوم وقضية لكل محروم فأنت أبٌ لكل شريد وطريد فتحت قلبك للجميع فدخل الجميعُ في قلبك دون اختيار.

وقصة الـ (ثلاثة والعشرون) شمعة مثال لا يغيب عن العيون، ألم تكن أنت البلسم لجراحاتهم؟! ألم تكن أنت الضماد لآلامهم؟!، كيف لا نذكرك ونحن نشاهدك تغرق في دمائك دفاعاً عنا وعن كل مظلوم؟!، حرام علينا أن نتخاذل عنك وعن قضيتك وأنت كعبة المحرومين والمظلومين، حرام علينا العيش دون أن نهتف باسمك المبارك النبيل، حرام علينا أن نذوق طعم الرقاد وأنت ترقد في سجن غلف بالاستشفاء أولم تكن صدراً يحتضن المكلومين والمطاردين؟!

أنا أحد أولئك الشموع الذين أوقدتهم الكرامة فانتفضنا بالحمل الثقيل، لم نستجب لكلمات الزور والبهتان، لفقوا علينا الأباطيل مراراً وما لنا غير الصمود من سبيل، طريق ذات الشوكة كان مسرانا والملاحقات أوقدت فينا الضمير، الضمير الضائع في أزقة الزمان، ونحن في شهر الرحمة ندعو من صميم القلب لكل قلب محروق على شهيد أو مغيب خلف قضبان الظلم والطغيان، ونخص بالذكر قلوب الأمهات الصابرات ونقول : ما ضاع السهر يا أم الشهيد ما ضاع الأجر وهل بعد درجة الشهادة من فخر؟!

يدخل علينا هذا الشهر المبارك فنذكر أخوة لنا لا يهنأ طعم الإفطار في أفواهنا دون أن نراهم بيننا ولا أنسى من أولئك الثلة المخلصين صديق عزيز آلم قلبي ذكراه وأسال دمعي فقده الطويل، كان لي الأخ والصديق ذراعي الأخرى هو في كل الأمور كان هو المعطاء دون حساب، شابٌ لا يعرف غير الإخلاص والتضحية رغم بساطته كان يشعل السعادة في قلوب الجميع صغيرهم وكبيرهم حتى أكرمه الله باللقب الكبير فكان الكل يضع اسمه قلادة على الصدور فشجاعته أصبحت درساً للأحرار ووفاءه يذكرنا بالعباس شقيق الحسين أفلا نقدم الوفاء للأوفياء؟!

لا طعم للعيش من دونك يا (محمد) لقد كنت صالحاً رغم بيان الظلم والجور وهل يجوز أن نصف الزهور بغير الأريج؟! أنت في القلب يا (زنادي) وكلنا أنت لم تغب عنا طرفة عين ولو حجبتك الغيومُ السوداء فالشمس لا تعرف غير الضياء رفعناك مشعلاً تضيء لنا الدروب وإن نالك السوط فأنت البطل الذي لا يشع إلا بالنقاء وإن لفقوا عليك التهم فكلنا نهتف (ببراءة الذئب من قميص يوسف) وكيف لمثلك أن يكون مجرماً وما الوداعة والنبل إلا فيك ومن قلبك تخرج؟!

هلا تبادلنا الأدوار يا صديقي يا ليتني كنتُ فداك، دماؤك الطاهرة وجرحك الغزير آلمنا وبُعدك عنا أوحش الحياة، هل لنا بنظرة خاطفة لنبل العيون من صفائك، لا طعم للحياة بدونك وإن فقدناك فأنت القلب الذي ينبضُ فينا، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)، تاجنا الزنادي وشيخنا النمر وطريقنا الصمود وحياتنا الشهادة فلنا حياة الكرم ولغيرنا الظلم والعدوان .

(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ) ( \| ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ \| ) (ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الجديدة والقديمة: http://albaseera2alresalay.blogspot.com/
أو عبر (PickerQrCode)