السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

30 ديسمبر 2011

سلسة مقالات (حديث المغتربين) (3): بعنوان: (الانتماء و القدوة ... بيت الشباب مثالاً)_ساهموا بنشرها معكم


سلسلة مقالات (حديث المغتربين) (3):
الانتماء والقدوة ... بيت الشباب مثالاً

 
https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/402891_337064652988892_227320773963281_1224392_412319409_n.jpg
بقلم منتظر الشيخ أحمد
سلسلة مقالات (حديث المغتربين)
1
لكي لا تغترب أراوحنا
http://albaseeraalresalay.blogspot.com/2011/07/1.html
2
كن كالنحلة
http://albaseeraalresalay.blogspot.com/2011/09/2.html
3
الانتماء والقدوة ... بيت الشباب مثالاً
http://albaseeraalresalay.blogspot.com/2011/12/3_30.html
  4  
   

يُرجع أهل اللغة معنى (الانتماء) إلى الانتساب، فانتماء الولد إلى أبيه انتسابه إليه واعتزازه به، والانتماء مأخوذ من النمو والزيادة والكثرة والارتفاع فالشجر ينمو وكذلك الإنسان.

في حديث المغتربين الثالث أتحدث فيه عن ضرورة الانتماء لدى المغترب، ذلك الانتماء الذي يأخذ الإنسان إلى طاعة الله، والتقوى، وأداء الواجبات واجتناب المحرمات، وحسن الخلق، وحسن السيرة، وهذا الانتماء لا يكون إلا بإتباع الخط الرسالي الذي هو منهج الأنبياء والأولياء (عليهم السلام).

حب الله والحب في الله أساس الانتماء، لا المصالح العاجلة، ولا الحميات المادية، ولا العواطف الساذجة. إن الانتماء أخطر شيء، لأنه يحدد السبيل إلى الله. فليكن عزمنا عند اختيار السبيل نابعاً من حب الله، ومن رجاء رضوانه وغفرانه.

والإسلام هو المحور الأساسي للانتماء عند الجماعة الصالحة، وهو المحرك الأول للعمل والحركة وللسلوك وللعلاقات، والمصلحة الإسلامية العليا هي الحاكمة على جميع المصالح.

والإسلام هو الانتماء الأساسي الذي يدفع بالمنتمين إليه نحو التعالي على الأواصر الضيّقة والروابط الثانوية، ويوجّه الأنظار والمواقف إلى الهدف المشترك والى الأفق الأرحب الذي تنضوي تحته جميع الانتماءات، لتكون العلاقات في ظله قائمة على أساس التكافل والتراحم والتناصح، والأمانة والعدل والسماحة والمودة والإحسان، وهذه العلاقات تتطلب التحرر من ضغط القيم والأوضاع المحدودة، والمصالح والمطامع الذاتية العارضة.

والانتماء إلى منهج أهل البيت (عليهم السلام) هو الهوية المشخصة للجماعة الصالحة لتمييزها عن غيرها من الجماعات التي تنتمي إلى مناهج أخرى ففي الرواية عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إذا كان يوم القيامة لم تزل قدَما عبد حتى يُسأل عن أربع: (عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين أكتسبه وفي ماذا أنفقه، وعن حبنا أهل البيت) .

وهذا الانتماء لا يكون إلا بإتباع القيادة الربانية الرسالية التي تتجلى فيها قيم الولاية الإلهية، وأن تكون هذه القيادة الربانية محور التجمع وقطب الرحى؛ لهذا فإن وجود الشخصية القدوة التي ينتسب إليها الفرد المؤمن واجب شرعي قد حثت عليه روايات أهل البيت (عليهم السلام)، وفي حديث مفصل عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام، يروي الإمام عن جده الإمام الصادق عليه السلام حديثاً حول الآية الكريمة التي تذم اليهود بإتباعهم علمائهم، حيث يقول ربنا سبحانه: (وَمِنْهُمْ اُمِّيُّونَ لاَيَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلآَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ).

فقال رجل للإمام الصادق عليه السلام: فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلاّ بما يسمعون من علمائهم ولا سبيل لهم إلى غيره، فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم.

وفي الجواب بيّن الإمام نقطة الخلاف بين اليهود والمسلمين، وقال: إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصريح، وبأكل الحرام والرشا، وبتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات، وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم، وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه، وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم، وظلموهم من أجلهم، وعرفوهم يقارفون المحرمات، واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدّق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله. فلذلك ذمّهم لما قلّدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره، ولا تصديقه في حكاياته.

وأضاف عليه السلام: وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر، والعصبية الشديدة، والتكالب على طعام الدنيا وحرامها، وإهلاك من يتعصبون عليه وإن كان لإصلاح أمره مستحقاً، والترفرف بالبر والإحسان على من تعصبوا لـه، وإن كان للإذلال والإهانة مستحقاً. فمن قلّد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء، فهم مثل اليهود الذين ذمّهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم.

فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه. وذلك لا يكون إلاّ بعض فقهاء الشيعة، لا جميعهم. فأما من ركب القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة، فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة.

هذا الحديث يبين أمرين:
الأمر الأول ضرورة الإتباع والتقليد (الإنتماء للقيادة والمرجعية القادرة على استنباط الأحكام الإلهية، الصائنة لنفسها، الحافظة لدينها، المخالفة لهواها، المطيعة لأمر مولاها).

الأمر الثاني إن الإتباع والتقليد لا يعني تجرد التابع والمقلد من أحكام عقله وثوابت الشريعة، إنما عليه أن يظل متمسكاً بهما أثناء التقليد، حتى لا يكتشف متأخراً إن من اتبعه كان منحرفاً وقد أضله عن السبيل.

وفي هذا الحديث أود فيه التنبيه على ضرورة ربط الابن منذ الصغر بحب المرجعية والانتماء لها وتقليدها وهذا ما تربيا عليه منذ الصغر وعودنا عليه أبائنا، كما أن مزاحمة العلماء والارتباط بهم ارتباطاً مباشر يزيد في عمق تفكير الإنسان المتربي ويرفعه، وهنا أستشهد بكلام سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله الشريف) في تأبين ابن أخيه المقدس السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره) حيث يقول موجهاً كلامه للجمهور: "إن قدوتكم الأولى هم المعصومون الأربعة عشر عليهم السلام بلا شكّ، ولكن من يمثّل المعصومين عليهم السلام؟

لقد كان الفقيد السعيد (يعني آية الله سيد محمد رضا الشيرازي) ممّن يمثّلهم، فاتخذوا منه أسوة، واتخذوا منه قدوة؛ لأنه كان يمثّلهم مع فارق العصمة التي اختصّ الله تعالى بها المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين".

فانكوفر ... تجربة التجمع الإيماني:
في مثل هذا الشهر أكون قد طويت سنة كاملة في بلاد الغربة وخصوصاً في مدينة فانكوفر في مقاطعة كولومبيا البريطانية بكندا، وأما الآن فأنا أتهيأ للانتقال إلى مقاطعة ومدينة أخرى.

كان لي في فانكوفر تجربة فريدة وجميلة قضيتها مع أخوة لم تلدهم أمي؛ ولكن جمعني معهم رابط مشترك وهو (حب أهل البيت عليهم السلام)، هذا الرابط الذي هو أقوى من أي رابط آخر.

عايشت معهم تجربة هم بدءوها والتحقت بهم وأشكر لهم فرصة إتاحة المجال لي في مشاركتهم إياها وشرف خدمة أهل البيت (عليهم السلام).

هذا التجمع الإيماني هو بيان ثمرة الانتماء لأهل البيت (عليهم السلام)، والارتباط بالمرجعية الرشيدة التي دائما ما توصي بضرورة خلق هذا الأجواء التي تبقي جمرة الحسين (عليه السلام) مشتعلة في كل مكان وزمان.

كما أن هذه التجمعات هي بذرة لتحمل هّم الرسالة التي تبشر الناس لينضموا لهذه السفينة التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك.

تجربة فانكوفر لربما ليست هي الوحيدة لأبناء الوطن في بلاد الغربة، ففي كل بقعة فيها مغترب هناك مجلس حسيني، وهناك تجمع إيماني، ولكن لعل تجربة فانكوفر لها ميزاتها الخاصة خصوصاً أنها تجربة لم تقتصر على تعزيز الروح الإيمانية وحسب، بل احتوت جوانب عدة أهمها الجانب الفكري والثقافي والاجتماعي في نفس المغترب، والجميل جداً أن تجد أن هناك عشرات الشباب ممن يبذلون قصارى جهدهم في سبيل خلق تلك الأجواء الحسينية سواء ببذل المال أو الجهد أو الوقت.

لقد كان من بين الشباب من يعمل ليلاً ويلقي القصائد ويلحنها عبر بذل الوقت والجهد، ولديه في فجر اليوم التالي امتحان!! إلا أنه لم يجعل ذلك عذرا للتخلف عن إحياء مجالس أهل البيت (عليهم السلام).

كما أن ارتباط علماء البلاد الرساليين سواء بالمشاركة بإلقاء الكلمات التربوية والتوجيهية للشباب المغترب عبر الأثير، أو بالتواصل الدائم مع الطلبة المغتربين عبر السؤال عن أحوالهم أو الإجابة عن أسئلتهم كانت له الميزة الفعالة في هذا التجمع.

وهنا أدعوا أخوتي المغتربين إلى ضرورة تعزيز ثقافة الانتماء أولاً، وحث المغتربين على الانتماء عبر تقليد المرجعية الرسالية الربانية.

كما أدعوهم للتواصل المباشر مع علماء البلاد الرساليين وضرورة الارتباط بهم والاستماع لتوجيهاتهم الرسالية.

كما أدعوا علماءنا الربانيين (حفظهم الله) للتواصل مع أبناءهم في بلاد الغربة والسؤال عن أحوالهم، وبث الرسائل التوجيهية بين الحين والآخر لهم، فهذه الرسائل تدفعهم نحو الأمام إنشاء الله.

وأكرر شكري في ختام هذا المقال لأخوتي في فانكوفر، الذين رسموا الجمال بصدقهم، وجودهم، وعلوا أخلاقهم، وعزيمتهم المحمدية العلوية، فكانت معرفتهم أكبر غنيمة هونت علينا البعد عن الأهل والأحباب، فالظفر بمثل هؤلاء يستدعي أن يسجد الإنسان لله شكراً وحمداً على توفيقه له بالارتباط بمثل هؤلاء الأحبة.

--
https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/376557_326950387333652_227320773963281_1190871_984018650_n.jpg 

(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( |  ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | )
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع المنشورة حديثاً وقديماً:
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif 

أو عبر (PickerQrCode)

 * للإنضمام لصفحة قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديد ما ننشره:
* ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
 
الضغط على هذا الرابط التالي:

وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر الإضافة مباشرة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة
ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer

* صفحة (صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية) بالفيس بوك:

* لمشاهدة فيديو آية الله النمر في اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
 
* إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):
www.4shared.com/dir/10157159/d7de52b5/sharing.html
لا تنسونا من صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق