السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم معنا في مدونة البصيرة الرسالية التي نحتفظ بنسخة من رسائلنا المرسلة على قروبنا (البصيرة الرسالية).

تنويه:-

1- من يرغب أن تصله رسائلنا على بريده ليشترك عبر هذا الرابط:

http://groups.google.com/group/albaseera/subscribe

وتأكيد اجراءات الاشتراك من الرابط.

2- لمشاهدة المواضيع السابقة تجدونها مفروزة على حسب أيام الإرسال وذلك من خيار: (أرشيف المدونة الإلكترونية) بالجانب الأيمن من الصفحة.

3- نظراً لطول بعض المواضيع هنا مما يجعل الصفحة طويلة للقارئ سنلجأ إلى وضع جزء من الموضوع وقراءتكم لباقي الموضوع في نهايته بالضغط على الزر الموجه في آخر الجزء المرفق.

ونأمل لكم الفائدة معنا..

21 مايو 2010

مقال آية الله النمر (18): ‏[سلسلة الوحدة الوطنية قناع لتكوين عبدة الطاغوت]: ‏(«24» الوطنية في دولة الرسول)‏_ساهموا بنشره معكم

سلسلة مقالات: الوحدة الوطنية قناع لتكوين عبدة الطاغوت (18)
»24 «الوطنية في دولة الرسول (*)
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/378334_426692670702456_1602805127_n.jpg
سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر النمر *

لم تكن الجزيرة العربية قبل الإسلام دولة واحدة؛ بل كانت دويلات متعددة؛ فهنا دولة، وهناك دولة أخرى؛ وإن لم تكن كما هي دول اليوم؛ وكما أن دول اليوم تختلف عن الدول قبل خمس مائة سنة؛ ولكن كلاًّ منها كانت تتوفر فيها العناصر الأساسية الأربعة للدولة: من الأرض والشعب والسلطة والنظام الخاص بها.

فمكة دولة قائمة بذاتها لها زعماؤها، والمدينة دولة قائمة بذاتها لها زعماؤها، والطائف دولة قائمة بذاتها لها زعماؤها، وهكذا نجران والبحرين واليمن و... وبعد ثلاثة عشر سنة من الدعوة هاجر الرسول صلى الله عليه وآله إلى المدينة، واتخذها وطناً له، ولم يكن قبل ذلك من مواطنيها – وبالخصوص حسب المصطلح والمفهوم السياسي اليوم الذي جرد الكثير ممن يعيش في وطن واحد من الوطنية، وخصها بِمَنْ يكون عبداً لهوى الحاكم، أو قوانين الفئة المتسلطة - ولكنه ما أن دخلها حتى أصبح زعيمها الأوحد؛ وما كانت زعامة الرسول جبراً أو كرهاً؛ وإنما كانت برضا أغلب المواطنين الذين سمَّاهم الله بالأنصار، وسمّى مَنْ هاجر إلى المدينة بالمهاجرين - وكلاهما مواطنون في لغة الإسلام، بل وفي المصطلح اللغوي العرفي؛ خلافاً للمصطلح والمفهوم السياسي اليوم؛ وحقوقهم في الأرض وغيرها من الثروات والحقوق سواء، ولا فضل لأحد على أحد - فبلال الحبشي، وصهيل الرومي، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمهاجرون من مكة ومن غيرها كلهم مواطنون، والمدينة وطنٌ لهم، وهم وأهل المدينة سواء في الحقوق، ولم يُفضَّل ولا يجوز أن يُفضَّل أحد من الأنصار لأنه من المدينة على أحد من المهاجرين لأنه من مكة أو غيرها؛ أما في المصطلح السياسي لدول القمع والاستبداد سيسمي المهاجرين غرباء وأجانب أو محتلين، وسيسمي الأنصار عملاء للخارج، وسيتهمهم بارتكاب الخيانة العظمى؛ لأنهم سلَّموا أرضهم ووطنهم للخارج، فلا وطنية لهم، بل هم مجرمون يستحقون السجن والتعذيب والقتل وكل أصناف التعذيب والإهانة.

وحينما أراد المنافقون من زرع نعرة الشقاق بتخصيص الوطنية لأهل المدينة، وتجريد الآخرين من الوطنية، وعزموا على إخراج الرسول ومَنْ هاجر معه - كما نشاهده في كل دول العالم اليوم ومن دون استثناء بما فيها الدول التي تدَّعي أنها إسلامية - ولكن المشيئة الإلهية أبَتْ إلا أن يكون المعيار والمقياس والميزان للعزة هو الانتساب إلى الإيمان، وليس الانتساب إلى الأرض؛ وأهل الإيمان هم أهل الأرض، وهم أولى بالوطن. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ.

ولأن الإيمان هو المعيار لأحقية وأولوية التوطن كان للمؤمنين كامل الحق في إخراج المتآمرين على الإسلام من الوطن، وتجريدهم وسلب عنوان الوطن والتوطن عنهم. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ * لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ * لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ * كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ.

ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا.

عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمنبر يوم فتح مكة فقال: ﴿أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتفاخرها بآبائها. ألا إنكم من آدم (عليه السلام)، وآدم من طين. ألا إن خير عباد الله عبد اتقاه. إن العربية ليست بأب والد، ولكنها لسان ناطق؛ فمن قصر به عمله لم يبلغه حسبه. ألا إن كل دم كان في الجاهلية، أو إحنة - والإحنة: الشحناء - فهي تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع: ﴿أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد. كلكم لآدم، وآدم من تراب (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾. وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى. ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: فليبلغ الشاهد الغائب.

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد. ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا عجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى.

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿إن الله - تعالى - جعل الإسلام دينه، وجعل كلمة الإخلاص حُسْناً له، فمن استقبل قبلتنا، وشهد شهادتنا، وأحل ذبيحتنا فهو مسلم، له مالنا وعليه ما علينا.

لقد أرسى وشيد الإسلام مفاهيمه وتعاليمه على أساس العقيدة الإيمانية المتحررة من قيود الزمان والمكان، وليس على أساس الدولة أو القومية أو الوطن أو الوطنية؛ وهذا هو سر بقاء الإسلام والتشيع؛ لأن موطنه القلب المفعم بالإيمان، والذي لا يزول بزوال الدول، أو بخراب الأوطان، بل يتمكن من البقاء في جميع الأحوال ببركة مفهوم التقية، وما تعتقده القلوب وتحفظه الجنان، لا ما تُكره عليه الجوارح ويتفوه به اللسان. والتاريخ أكبر شاهد على ذلك حيث يدون في صفحاته ما لا يحصى من الدول والأوطان التي زالت واندثرت، بل يدون في صفحاته حضارات سادت ثم بادت حتى لم يبقى لبعضها من أثر. ولكن الإسلام والتشيع في ازدياد ومكنة حتى في أعتى الدول التي تحاربه وتسعى لاستئصاله. كل ذلك لأنه عقيدة إيمانية، وموطنها القلب الذي لا يزول، وليس بسلطان ملك يزول بزوال الدولة.



(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)
( |  ~ {قرووب البصيرة الرسالية) .. (للأخبار الرسالية والمواضيع الهادفة} ~ | )
(ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )
* لتصفح مدونة البصيرة الرسالية وقراءة المواضيع الجديدة والقديمة:
http://www.wlidk.net/upfiles/hj069301.gif 
أو عبر (PickerQrCode)
 
http://chart.googleapis.com/chart?cht=qr&chs=100x100&choe=UTF-8&chld=H|0&chl=http://goo.gl/hu7cX

 * للانضمام لصفحة قروب البصيرة الرسالية على الفيس بوك لمتابعة جديدنا:

 
 
 
* ليصلكم ما ننشره بالبريد الإلكتروني اشتركوا في (قروب البصيرة الرسالية):
http://groups.google.com/group/albaseera
 
ثم هذا الرابط التالي:
 
وتأكيد الاشتراك منكم لتعذر الإضافة منا بعد تحديثات قوقل الأخيرة

ملحق ذا فائدة (محدث):
* صفحة آية الله المجاهد الشيخ نمر النمر (حفظه الله) بالفيس بوك:
www.facebook.com/Shaikh.Nemer
 
* صفحة جامع الإمام الحسين (ع) بالعوامية بالفيس بوك:
 
* لمشاهدة فيديوهات آية الله النمر في اليوتيوب :
www.youtube.com/profile?user=nwrass2009
 
* إصدار القبس الرسالي لسماحة الشيخ نمر (يحوي 1902 محاضرة):

خدمة مجموعة العهد الثقافية:
من نشاطات الخدمة :
- نشر مستجدات وآخر محاضرات سماحة آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر آل نمر دام ظله .. ومحاضرات رسالية.
 
- نشاطات ومواضيع رسالية.
 
- أقلام رسالية واعدة.
 
- أمور متفرقة منتخبة.
طرق الاشتراك بالخدمة
* بلاك بيري مسنجر:
PIN:29663D6D
 
*  ببرنامج الوتساب:
00966556207946
 
* على Twitter:

 لا تنسونا من صالح دعائكم
وإفادة الآخرين مما يصلكم منا
مع تحيات: البصيرة الرسالية
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق